عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 08:40 PM   #742

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل التاسع عشر







- مهى ، ارتجف صوتها بوضوح و هي تحدق بقلق بوجه ابنة خالتها المتجهم ، أنا ، أنا ، أنت ...

توقفت فجأة عن الكلام و هي تراقب ملامح مهى تختلج قليلا ثم أكثر و أكثر و أكثر قبل أن تتسع عيناها و هي تراقبها تضع يدها على بطنها و تبدأ بالضحك بكل قوتها .
- مهى ، رددت ثانية بعدم فهم .
- كان عليك أن تري وجهك شاهي ، قالت بصعوبة بين قهقهاتها قبل أن تتقدم منها بخطوات سريعة لتحتضنها بقوة و هي تضيف بابتسامة مرحة :
- اولا مبروك على التطورات الأخيرة في علاقتك بعصام ، ثانيا هل اعتقدت للحظة يا شاهي أن ما بيني و بينك قد ينجح أي رجل مهما كان في إفساده .
- يعني أنت لست غاضبة ؟ تساءلت شاهيندا بتأثر و هي لم تتخلص تماما من توترها .
- طبعا غاضبة ، قالت مهى و هي تخفف من ضمها لها قليلا ، و لكن ليس لأنه اختارك أنت ، أنا غاضبة منك لأنك لم تصارحيني .
أنا بكل غباء كشفت أمامك جميع أوراقي و أنت بكل خبث احتفظت بكل شيء بداخلك .
- تعرفين جيدا أني لست خبيثة .
- لماذا لم تصارحيني إذن ؟
- لم تكن هناك فرصة يا ماهي و حين بدأت مشاعري تظهر أمامي بوضوح كنت أنت سبقتني و طرحت الموضوع و ...

تلعثمت غير قادرة على إكمال كلماتها بينما ظلت مهى تنظر إليها و هي تهز رأسها بتفهم ، أخذتها من ذراعها نحو الأريكة ، جلستا تتأملان بعضهما البعض بصمت قبل أن تقول مهى بتقطيبة خفيفة :
- أخبريني شاهي لو لم يصب عصام ما الذي كان سيحصل ؟
- لم أكن لأتدخل ماهي ، تعرفين ذلك ، كنت لأتركه لك .
- حتى و أنت تحبينه ؟
- حتى و أنا أحبه ، أكدت و هي تسدل جفنيها .
- غبية كما توقعتك و هذا ليس بمستغرب من فتاة تترك كل مجالات الدراسة و تختار أن تفني سنوات شبابها في تعلم الفغنسية .
- ماهي ، تمتمت باستنكار خفيف .
- في الحقيقة ، أنا عكسك تماما ، لو كنت أحببته لما كنت تركته لك .
- لم تحبيه ؟ تساءلت شاهيندا ببقايا قلق في قلبها .
- كلا طبعا ، و لا أعتقد أصلا أني سأحب في يوم من الأيام ،

ربتت على موضع قلبها مرتين ثم قالت بخفة :
- هذا أظنه سيكتفي فقط بالقيام بوظيفته الميكانيكية .
- أنا أيضا كنت أظنني مثلك ماهي ، بدأت شاهيندا تقول ببطء حين قاطعتها ابنة خالتها مؤكدة :
- كلا حبيبتي لم تكوني أبدا مثلي ، في داخلك كنت دائما تبحثين عن العاطفة ، عن الاكتمال ، عن رجل يعرف كيف يتعامل معك و مع طبعك ، رجل مثل عصام .
أنا مختلفة ، لم أبحث يوما عن الحب ، تَستهويني أكثر العلاقات النَاضجة التي لا تتعب دماغي و لا تتسبب بأية دراما في حياتي .
- غريب ماهي مع أني ظننت دائما أننا متشابهتان في كل شيء .
- كل شيء شاهي ؟ قالت ضاحكة ، لا أظن ، يكفي أني قضيت عمري أحارب وزني الزائد بينما قضيته أنت تحاولين كسب بضعة أرطال أخرى .
- هذه مجرد شكليات مهى .
- انظري حبيبتي نحن متفقتان على معظم الأشياء حتى ذوقنا في الرجال تقريبا واحد لكن تظل هناك فروقات واضحة بيننا خلقها اختلاف ظروفك عن ظروفي .
- مثلا ؟
- مثلا أنك طوال عمرك تبحثين عن الاستقرار بينما أنا طوال عمري أبحث عن الرحيل .
- الرحيل ؟ رددت شاهيندا الكلمة باضطراب ، مهى لا تقولي ...

صمتت و هي تراقب ابنة خالتها تومئ برأسها مرتين مؤكدة ظنها .
- إلى أين ؟
- حيث يقيم عمي طبعا ، لندن عاصمة الملوكية .

أخرجت ورقتين مدبستين ببعضهما و وضعتهما على حجرها .
- فيزا ؟ قالت شاهيندا بذهول ، متى حصل كل هذا ؟
- في الوقت الذي كنت أنت فيه مشغولة بحبيب القلب .
- لماذا يا ماهي ؟

صمتت مهى و هي تعيد أوراقها إلى حقيبتها قبل أن ترفع رأسها و تقول بشرود :
- أتذكرين يا شاهيندا السيدة سميرة مُدَرِّسة الفرنسية الخصوصية عندما كنا في السادسة عشر من عمرنا ؟
- طبعا أذكرها المسكينة نشف ريقها طوال السنة و هي تحاول أن تجعلك تنطقين جملة واحدة بشكل صحيح .

أشارت مهى بيدها و هي تقول :
- لا علينا ، أنا و الفرنسية لم نكن أبدا على اتفاق .
ما أقصده هو تلك الجملة التي كتبتها لي في آخر السنة ، هل تذكرينها ؟

أشارت شاهيندا برأسها نافية فقالت :
- كتبت لي بالحرف : " و تظل مهى فتاة طائشة في غير ابتذال تظن أن مهمتها إنقاذ العالم "

صمتت قليلا بينما الذكرى ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها ثم أضافت بجدية :
- لا أدري كيف استطاعت معرفة ذلك عني و لكني بالفعل كنت كما قالت .
- و الآن ؟
- و الآن لم يتبقى مجال في البلد لأي إصلاح ، في معظم الوقت أشعر كأني أحفر في البحر .
- و هذا يجعلك تختارين أن تتركي الإصلاح في بلدك لتذهبي و تضيعي جهدك في بلد المستعمر ؟
- كلا شاهي لن أصلح شيئا بعد الآن ، أشعر بأني مللت ، مللت من كل شيء ، بصراحة حياتي مرسومة بطريقة أوضح من اللازم ، كل قطعة في مكانها بطريقة مستفزة و أنا أريد الآن أن أبعثر الأمور قليلا .

سكتت قليلا ثم واصلت بلؤم :
- ثم أنت وضعت يدك على الرجل الوحيد الذي أعجبني .
- ماهي ، تمتمت شاهيندا ، من فضلك
- أنا أمزح يا غبية لكن عصام له دخل نوع ما في الموضوع .
- كيف ؟
- كنت محتاجة إلى دفعة كي أغامر و أتخذ هذا القرار .
انشغالك بعصام طوال الثلاث أسابيع الأخيرة جعلني أشعر بالفراغ ، أنت وجدت هدفا لحياتك شاهي و الآن حان دوري لأجد هدفي الخاص .
- ماهي ، كيف تفكرين ، كانت فترة مضطربة و مضت لكن بالطبع في المستقبل سيكون هناك دائما مكان لك في حياتي و عصام نفسه لن يمانع .
- أعرف ، أعرف لكنك ستتغيرين بعد الزواج ، لن تعودي شاهيندا التي أعرفها ،
أصلا أنت تغيرت منذ الآن و بدأت علامات الملل الزوجي تظهر عليك .

لكمتها شاهيندا بخفة على كتفها فتراجعت مهى قليلا و هي تدعي الألم قبل أن تقول بتهكم يخفي في طياته عاطفة قوية :
- الآن و قد أوصلتك إلى ذراعي من سيكون زوجك أستطيع أن ألتفت قليلا لنفسي .
- أنت تأخذين الموضوع على أنه مزاح ، تمتمت شاهيندا و هي تخفض عينيها تخفي دمعة صغيرة ، و لكنك لا تعرفين كم كان مُهِمًّا تأثيرك على حياتي و قراراتي يا ماهي .
لولا وجودك بجانبي لم أكن لأستطيع تجاوز كل ما مررت به ، تصوري حبيبتي لو كانت لدي صديقة من صنف منة مثلا .
- كنت ضعتِ أكيد .
- فعلا ، لذلك أنا ممتنة لك كثيرا مهى و لخالتي ثريا أيضا .
- ماما ، كانت ظابط مخابرات معنا .
- و أفضل ، تذكرين كيف كانت تحرص في بداية كل سنة على أن تعرف مواعيد خروجنا و تحاسبنا حتى على ربع ساعة فرق توقيت .
- الشاويش ثريا .
- كنا أمانة في رقبتها و حافظت علينا .

لبضع دقائق أخرى واصلتا التجول معا بين أروقة ذكرياتهما قبل أن يسود صمت بسيط قطعته مهى أخيرا و هي تقول بحنان :
- على فكرة عندما قلت أني لو أحببته لم أكن لأتركه لك كنت أكذب .
نظرت لها في عمق عينيها و هي تقول بتأكيد :
- حتى لو أحببته يا شاهي كنت لأتخلى عنه من أجلك فأنت تحتاجينه أكثر مني .


…………………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس