عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 09:31 PM   #745

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد يومين ، في قاعة الاحتفالات المبهرة بأضوائها و برُوّادِها ، سارت لقاء فاغرة فمها بذهول تسجل داخل عقلها كل تفصيلة فاخرة .
شدتها فرح من ذراعها تجذبها إلى الوراء و هي تراها تسير في البهو المؤدي إلى أحد المطاعم الثلاثة التابعة للفندق .
- بوفيه مفتوح بأكمله وضعته داخل أمعائك و لم تشبعي بعد يا محرومة ؟
- أردت فقط أن أتأملهم كيف يأكلون .

تنهدت بعمق و قالت بانبهار :
- بفضل زوج أختك لأول مرة أعرف معنى أن تكون لدى المرء واسطة حقيقية .
و لأول مرة أتأكد حقا أننا شعبين في بلد واحد .
على رأي الشاعر : هم الأمراء و السلاطين
و نحن أبناء ال..
- وصل المعنى حبيبتي ، قاطعتها فرح بضربة خفيفة على قفاها قبل أن تضيف و هي تتأبط ذراعها و تسحبها إلى الباب الخارجي :
- هذه ليست أول مرة أطلب منك فيها الحضور إلى عشاء عمل يقيمه ماهر من أجل المستثمرين .

أشاحت لقاء عنها بوجهها ، فرح لم تفهمها يوما ، أو الأفضل أن تقول أنها لا تستطيع الشعور بها .
كيف تحضر إلى مكان كهذا بملابسها المعتادة .
اليوم استطاعت الحضور لأنها استطاعت أخيرا شراء فستان يصلح بعد سنتين طويلتين من سياسة التقشف .
فرح بالطبع كانت لتعرض عليها بكرمها المعتاد أن تعيرها شيئا من عندها لكن من أين كانت ستستعير لحما إضافيا تسد به الفرق في الحجم بينهما ، في الكتفين ، في الصدر ، في الخصر و في كل شيء تقريبا .
خرجت من شرودها و هي تشعر بفرح تلمزها بكوعها في جنبها و هي تسألها :
- هه ، ما رأيك ؟
- رأيي في ماذا ؟

هزت فرح رأسها بيأس ثم كررت ما كانت تقوله بملل :
- كنت أخبرك أني اتفقت مع أسامة أن نرسخ معرفتنا ببعضنا قليلا قبل أن يتقدم لي رسميا ، ما رأيك ؟
- و كيف سترسخان معرفتكما ؟
- يعني ، نتكلم قليلا في الهاتف ، نتناقش في بعض الأمور لنعرف عن بعضنا أكثر .
- أ‌نت قررت يا فرح لماذا تهتمين برأيي إذن ؟
ثم لماذا كل هذا الاستعجال على الزواج ؟
كأن الرجال سينقطعون من الدنيا .
انظري إليهم حولك و سترين أنهم موجودون و مثل الهم على القلب .
- لست مستعجلة يا لقاء ، أجابت فرح و هي تتنهد ، الموضوع و ما فيه أني لا أريد أن أظل وجهي في وجه سامح بعد زواج عصام .
فقط لو توافقين عليه يا لقاء و تريحينني منه .
- تعرفين جيدا يا فرح أني أعقد من أن يستطيع سامح التعامل معي .

أكملتا سيرهما بخطوات بطيئة ، رأساهما متقاربان تتضاحكان من تعليقاتهما الساخرة عما حولهما و من حولهما حين حين توقفت لقاء فجأة عن الكلام و همست لفرح :
- أرجوك لا تقولي لي أن ذلك هو مؤيد .

ارتجفت فرح بنفور واضح و سألت بينما تتلفت حولها بارتباك :
- أين هو ؟
- على يسارك و قادم مباشرة نحونا .
- سأغلق هاتفي فورا و أنت كذلك فرح .
- لماذا ، بدأت فرح تتمتم باضطراب .
- أو لا داعي ، لا داعي ، لن يخطر له أن يتصل بك و أنت أمامه ، أليس كذلك ؟ قالت بسرعة قبل أن تصمت تماما و هي تراه يصل إليهما بخطواته السريعة .

خفضت لقاء عينيها بسرعة تهرب من نظراته الحادة و هي تشعر بقلبها يدق بعنف لم تفهم سببه .
وقف مؤيد أمامهما مباعدا بين رجليه الطويلتين ، عاقدا ذراعيه على صدره و هو ينقل نظراته بينهما .
- إذن ، قال بعد صمت .

زفرت فرح بصوت مسموع و هي ترفع عينيها إلى الأعلى في إشارة واضحة له بعدم رغبتها في وجوده لكنه واصل بنفس انعدام الإحساس :
- لم تتصلي بي منذ أسبوعين و بصراحة اشتقت لشتائمك لي .

نظرت فرح شذرا إلى لقاء التي سارعت بإخفاء نصف جسدها خلفها .
- ألن تسأليني على الأقل كيف حالي .
- حسب ما أرى تبدو بخير ، علقت فرح بجفاء .
- هذا لأني رأيتك .

تواصل الصمت الثقيل بينهما و هو لا تبدو عليه نية التزحزح من مكانه ، مستمرا بصفاقة بنقل نظراته بينهما .
- هل أكل القط لسان صديقتك ؟ قال أخيرا بصوت ممطوط .
- لديها احتقان في الحلق ، أجابت فرح بملل .
- ألن تعرفيني عليها ؟
- لقاء هذا مؤيد ، مؤيد هذه لقاء ، قالت بملل أكبر و هي تنقل نظراتها بينهما .

تأملهما قليلا بعد قبل أن ينحني برأسه ناحية لقاء و يهمس لها :
- لقاء ، امم ، اسم ممتع .
كصاحبته على ما أعتقد ، أضاف و هو يبتعد أخيرا .
- السافل ! أعجب بك ، تمتمت فرح و هي تلتفت للقاء التي تجمدت منبهرة الأنفاس .
- يا إلاهي يا فرح ، إنه وحش .
رأيت صورة له على صفحته لكني لم أتصوره بهذا الحجم .
و الطريقة التي يضع بها قميصه داخل بنطلونه الضيق ، أضافت و هي تقلب شفتيها باشمئزاز ، مقزز .
- ألم يعجبك حتى لو قليلا ؟ تساءلت فرح بدهشة .
- لم يعجبني إطلاقا لكن أعترف لك بأنه أخافني .
عيناه ، تمتمت بشرود .
- ما بهما ؟ تقصدين لونهما الذهبي ؟
- كلا ، كلا ، أقصد أنه يبدو كأنه بلا روح .



………………….



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس