عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 09:36 PM   #746

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد يومين ، في الشاليه الخاص به ، جلس مؤيد في شرفته المعتمة يراقب الشمس التي اصطبغت بلون أحمر و هي تنزل ببطء تتوعدهم بيوم أشد التهابا في الغد .
ربت على رأس كلبته عدة مرات بلطف قبل أن يخاطبها بشرود :
- أخبريني كونداليزا ، هل تشمين رائحة غريبة في موضوع تلك الفتاة صديقة فرح ؟
ماذا كان اسمها ؟ تساءل مقطبا ، قبل أن يربت مرة أخرى على رقبتها ، أحسنت ، أحسنت ، لقاء نعم .

لقاء ، لقاء ، ردده عدة مرات بنبرات بطيئة متمهلة و هو يتذكر توترها الواضح و اختفاءها تقريبا خلف جسد فرح .
لماذا قد تختفي منه و هي لا تعرفه ؟
و مع أنها حاولت الاختفاء إلا أن عيناه سجلت جميع تفاصيلها .
أعاد رأسه إلى الخلف مغمضا عينيه و هو يعقد في خياله مقارنة مفصلة بينها و بين صديقتها .
رغم أن فرح تفوقها وزنا و أنوثة بشكل واضح إلا أن تلك اللقاء بها شيء مميز ، مميز جدا .
انتقل بذاكرته إلى تفاصيل وجهيهما ، فرح أكيد أجمل بوجهها البيضوي و حاجبيها الأنيقين و تقاسيميها المثيرة لكن الأخرى بذلك الوجه المثلث نجحت أيضا في إثارة انتباهه .
هو بالتأكيد يحب الوجه البيضوي لكن الوجه المثلث ؟
طوال عمره يموت هو في الوجه المثلث .
ضاقت عيناه و هو يتذكر عينيها .
سوداوان ، واسعتان ، لوزيتا الشكل .
و خائفتان .
ارتجف و عينان لوزيتان مشابهتان تطفوان فجأة على سطح ذاكرته .
عينان لوزيتان ضاحكتان ، مرحتان ، معبرتان ثم خائفتان ، خائفتان جدا ، فزعتان ثم مغمضتان ، مغمضتان طويلا .
تجمدت ملامحه و هو يتذكر النظرة الخاوية التي عكستها تلك العينان حين فتحتا أخيرا .
نظر بجمود إلى كأسه الفارغة ثم ملأها و سكبها دفعة واحدة داخل حلقه ،
و لعدة مرات لم يهتم بِعَدِّها ، ملأ و شرب ، ملأ و شرب و هو يحاول أن يطفئ بشرابه النيران التي تشتعل بداخله .
يحاول أن ينسى تلك اللحظة التي أسدلت يد الطبيب جفنيها تخفي نظرتها الخالية من الحياة .
تلك اللحظة التي ذوت فيها روحه و لم يعد يعيش إلا لجسده .


......................
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس