عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 10:34 PM   #370

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل الحادي عشر


كفاها ينكمشان بجوارها... منقبضان في توتر وتأثر بنفس الوقت..... وما زالت لمسة خده الخشن مطبوعة عليهما..... مما جعلها تتساءل... ماذا دهاها لتتجرأ وتقدم على هذه الخطوة!
أليس هذا من تريد محاسبته لأنه تجرأ ليجعلها أضحوكة بعرض الزواج هذا.... أليس هو من لم يستطع مقاومة عروض والدتها المغرية...فلماذا يصلها أحاسيس مختلفة ناحيته.... ربما لأنها جائعة لعاطفة الاهتمام...جائعة لتحس بأنها أكثر أهمية وقيمة..... وذلك ما يجعلها تنجذب إليه بغباء..
تصلبت ملامحها بالقسوة.... لا.... هي لن تترك نفسها للطوفان حتى يبتلعها.....هو عرض الزواج وهي قبلت به لكنها لن تؤمن له بيوم..... لن تفعل أبدًا.....
تركت من يدها هاتفها ونهضت بخطوات سعيدة ملهوفة فور سماعها لقطرات المطر وهي تضرب النافذة..... اقتربت منها وفتحتها ليصلها عبق رائحة الشتاء.... تنشقته بنهم هامسة :
" وأخيرًا..."

تركت النافذة مفتوحة وتوجهت لتجلس على سريرها إلا أن باب غرفتها ارتفعت طرقاته برقة..... قطبت وقالت :
" تفضل...."

جاءها صوت شقيقتها على نحو مفاجئ وهي تقول بتردد :
" ماريا... هل أنتِ مشغولة؟"

اعتدلت بجلستها وقالت باقتضاب :
" ادخلي مايا..."

شعرت بعدها بانخفاض السرير بجانبها وتسللت رائحة عطر شقيقتها إلى أنفها..... تنهدت واحتفظت بصمتها تنتظر ما تريد مايا قوله..... إذ إنها لا تملك ما تقوله لها.... لطالما علاقتهما كانت باردة سطحية مشوبة بالتردد من ناحية مايا... والانعزال من ناحيتها..

" كيف حالك..."

" بخير..."

تعلم تمامًا أن اقتضابها واختصارها بالحديث لا يشجع مايا... لكن ما بيدها أن تفعل... لا شيء

ارتسمت ابتسامة متشنجة على فم مايا وتلكأت قائلة :
" نحن نجلس جميعًا بالأسفل... لمَ لا تجلسين معنا؟"

استدارت لها ماريا وقالت ببرود :
" هل جئت لتنادينني حتى انضم لكم..."

هزت رأسها نافية وهمست :
" بل أريد التكلم معكِ..."

أومأت ماريا بمعنى أن تكلمي لتزفر مايا نفسها المضطرب وتقول بأسف :
" ماريا... أنا... أنا آسفة... "

ران الصمت عليهما... وحط بظلاله المعتمة فوق رؤوسهما... أطرقت ماريا برأسها وملامحها تتجعد بحزن وغضب بنفس الوقت.... لماذا يظن الجميع بأنها بحاجة لاعتذارهم... وبأنها دائمًا معرضة للجرح منهم سواء أدركوا ذلك أم لا..... لماذا يظن الجميع بما ليس بها.....
قالت بنبرة حادة تحمل الغضب :
" لا حاجة لاعتذارك .... أنا لا أحتاجه..."

قالت مايا بنبرة مرتعشة توشك على البكاء :
" ماريا... أنا..."

قاطعتها بنبرة قوية :
" هل تعلمين ما مشكلتك مايا.... بأنك تقتصرين علاقتنا بالاعتذار.... تعتذري مئات المرات دون أن تدركين حقًا السبب...."

هتفت وهي تشهق :
" بل أدرك....أدرك جيدًا..... أنا أعلم بأنني لم أكن تلك الشقيقة الحنونة كما من المفترض أن أكون.... لم أقترب منك ولم أحاول التعرف عليكِ وتفهمك..... ولم أحاول تعويضك عن..... عن حنان أمي المفقود.... "

تنشقت دموعها بقوة وتابعت بحرقة شديدة :
" منذ زواجي وأنا أحصر حياتي وسعادتي بسعادة مصعب.... جعلته محور حياتي.... لأكتشف بعدها بأنني لا أستطيع التوقف عن هذا..... عن جعله المركز.. وعن كوني أدور حوله بلا توقف..... أنا.... أنا تعيسة "

أنفاسها اللاهثة ارتفعت وكأنها كانت تجري مسافات طويلة دون توقف... أما ماريا فضمت شفتيها تخفي ارتعاشهما وعينيها تلتمعان كالزجاج المصقول... همست ببحة :
" والآن....ماذا الذي تغير..."

مسحت مايا دموعها وقالت بيأس :
" لا شيء... لا شيء.... أنا لا أعلم ماذا يمكن أن أفعل.. لا شيء يمكنني فعله أصلًا...."

التوى جانب شفتيها .... كالعادة الضعف... الضعف المخزي والذي لطالما أثار نفورها يتحكم بشقيقتها... قالت بتهكم :
" وأنا؟.... ما المطلوب مني فعله..."

سمعت شهقة شقيقتها وكأنها لم تتوقع منها هذا السؤال ثم اضطرابها وهي ترد :
" لا شيء.... أنا سأذهب... عن اذنك..."

اصغت السمع بتركيز حتى سمعت صوت الباب وهي يغلق بهدوء فأطلقت العنان لنفسها المكبوت... إلا أن ملامحها كان بالقسوة والتألم بآن واحد.... رن هاتفها يتبعه الصوت الآلي باسم وليد... فانتظرت لبضع ثوان ثم ردت :
" مرحبا...."

" كيف حالك... "

اغمضت عينها وصوته الدافئ يلامس أذنها... ردت بهدوء :
" أنا بخير..."

عنده كان يبتسم وهو يتخيل صورتها أمامه.... وضع يده على صدره وهمس :
"لم تتصلي بي أمس... لماذا؟.."

لترد بما جعله يقطب بتساؤل قلق :
" وهل يحب أن أتصل؟.."

استوى جالسًا وقال قلقًا :
" هل حدث شيء ماريا...."

لم تأته بجواب بل قابله الصمت إلا من انفاسها الهادئة فاوشك أن يعيد سؤاله إلا أنها قالت باختصار :
" فقط أشعر بالنعاس... سأغلق الآن إلى اللقاء... "

عندما رد بـ " إلى اللقاء" كانت قد أقفلت الخط.... وكأنها تقفل أي لحظة تقبل أو مودة بوجهه!

يتبع...
رابط التكملة بالصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t418976-38.html#links


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس