عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 10:36 PM   #371

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي



" بني... معاوية..."

ما زالا منذ نصف ساعة على نفس جلستهما بالسيارة... معاوية يجلس عند المقود بملابس وجسد مبتل بالماء بينما يحدق أمامه بلا أي تعبير... وهو قد قرر أن يخرجه من حالة اليأس الشديدة التي سكنته فور أن خرجا من عند صاحب المصنع.. . لكن معاوية لا يرد... حاول معه كثيرًا... وحاول أن يصبره بوجود حل يوصلهما لشمس لكن كيف سينقعه وهو بنفسه لم يقتنع.....
منذ بداية اختفاء ابنة أخيه تحلى بالتعقل حتى يصلوا إليها... بحث كثيرًا حتى استطاع الوصول للرجل الذي غافلهما وهرب....وحتى عندما وجده اكتشف بأنه خارج بشدة.... كان وقع الصدمة عليه شديد فكيف بابنه...... يا الله رحمتك...
مد ذراعه وربت على كتف معاوية المشدود هامسًا بصوت مهدأ :
" بني... أنظر إلي..."

التفت له معاوية ببطء فهاله مدى شحوب وجهه واحمرار عينيه...أحاط كتفيه يشد من هامته وقال بصبر :
" لا يليق بك الضعف معاوية.... يجب عليك أن تقوي نفسك أكثر... لم أعهدك ضعيف بهذا الشكل..."

أسند معاوية رأسها على المقعد هاتفًا بضعف محزن :
" وبماذا ستفيد القوة.... لقد أضعت شمس يا أبي... لم أستطع حمايتها فضاعت مني.... ماذا أفعل.... أنا مكبل وكل الطرق إليها تسد بوجهي واحدًا تلو الآخر..... آه شمس "

إنه أب... ومهما تحلى بالقوة لا يمكنه إلا أن يتألم بألم ابنه... وضياع فما بالك بضياع شمس أيضًا.... يشعر بأن قوته توشك على الانهيار..... لكنه يتجلد من أجل ابنه وابنة أخيه....
اعتدل معاوية وشغل السيارة قائلًا :
" يجب أن تعودوا للبيت أبي... "

تفاجئ بقوله وقال باعتراض :
" نعود!... كيف نعود ونتركك بالعاصمة وحدك بني...لا نستطيع..."
أصر معاوية بتصميم :
" بل يجب أن تعودوا.... لا تقلق.... سألحقكم بعد فترة...."

أنطلق بالسيارة إلى الفندق... ممتنًا للفكرة التي لمعت بعقله.... وإن فشلت وقتها لا يدري ماذا سيفعل.... ربما يموت من القهر والحزن....

صباح اليوم التالي...

أدخل الحقائب بصندوق السيارة ثم أغلقه عائدًا لعائلته التي تنظر إليه بشفقة وتوتر ملحوظين..... عانق والديه وسناء مودعًا :
" تصطحبكما السلامة..."

قال والده بعدم اطمئنان :
" بني... دعني أبقى معك..."

هز رأسه نافيًا وقال :
" لا تقلق يا أبي.... لا تقلق"

غادروا بسيارة الأجرة فشيعهما بنظراته للحظات وبدلًا من أن يتجه للفندق ركب سيارته وتوجه... مرة أخرى..... إلى المصنع

************************

" سيد عامر.. تفضل يحتاج توقيعك...."
استلم من مساعدته الملف وبدأ يوقعه بملل ثم سلمها إياه قائلًا :
" هل هناك أي مواعيد لي بهذا الوقت..."

بعملية أجابت :
" لا... لا يوجد....إلا بعد ساعتين من الآن..."

" حسنًا... لا أريد أن يدخل أحد علي بهذا الوقت... أغلقي الباب خلفك..."

توجهت للباب ليقابلها عنده والد مديرها.... أومأت له باحترام وتجاوزته.... وهي تنظر بفضول لما سيحدث إلا أن الباب أغلق مخفيًا عنها ما بالداخل....

فور أن رأى والده وقف عن كرسيه قائلًا باستغراب :
" أبي.... هل حدث شيئًا... "

تقدم والده منه بوجه هادئ وجلس على المقعد أمام المكتب ليلف هو ويجلس على المقعد الآخر أمامه مردفًا :
" ما بك أبي..."

تكلم والده بنبرته الرخيمة الأبوية :
" لا تقلق بني.... أنا فقط أريد الاطمئنان عليك..."

تساءل بحيرة :
" الاطمئنان على!... أنا بخير الحمدلله...."

نظر له والده بنظرة لم يفهمها ثم قال :
" الحمد لله.... لكن وضعك يقلقني بني.... والدتك أخبرتني صباحًا بأنها قلقة بشأنك.... وأنا كذلك....."

ارتبك وراوغ بالقول :
" مشاغل العمل فقط.... "

قال والده بعتاب :
" لا ليست مشاغل العمل...ألست قريبًا منك لتخبرني ما بك...."

شعر بأنه طفل صغير... أو بالأحرى مراهق يتعرض للاستجواب.... وهذا ما يكرهه... ثم ماذا يقول لوالده.... أنا أعاني من الافتقاد لشخص ليس من المفترض أن أشعر بذلك ناحيته.... أنا أشعر بأنني أحبه!..... محال

تنهد وقال بتهرب :
" الأمر ليس كذلك يا أبي.... أنا فقط متعب لا غير..."

نظر له والده بعدم رضا ولا اقتناع إلا أنه قال مقترحًا :
" بإمكانك أخذ اجازة لتستريح....."

هتف بنبرة قاطعة :
" لا..."
عندما استشعر دهشة والده برر بتوتر :
" لا أحب الجلوس بالبيت.... سأشعر بالملل...."

تنهد الأب حانقًا على عناد ابنه لكنه لم يرد أن يضغط عليه.. فهو أكثر من يدري أن عامر معتاد منذ صغره على الانغلاق بكافة أمور حياته وليس من السهل أن يبوحها لأحد
مما يجعله يتساءل منذ وقت لآخر... هل هو من عود ابنه على ذلك.... أم كان عن غير قصد...
نهض ببطء عن الكرسي بعد أن شعر بأن ما من فائدة من وجوده لينهض معه عامر فقال برفق :
" لا تضغط على نفسك بني.... وفقك الله"

تبعه عامر للباب ثم عاد للداخل..... وعند مكتبه وقف يمسك بهاتفه يحدق برقم هاتفها ربما للمرة المئة بعجز.... وبعد جولة الإحباط التي أخذها رمى الهاتف على المكتب وهمس :
" هل ستعودين حقًا...."

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس