عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-18, 05:23 AM   #806

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

أسرعت لقاء بخطاها بعيدا عن تيار الطلبة المتدفق من بوابة الكلية الكبيرة ، تخلصت من ذراع صديقتها لتمد يدها تبحث داخل حقيبتها عن هاتفها الذي لم يتوقف عن رنينه المزعج منذ دقائق .
نظرت إلى الرقم المجهول مضيقة عينيها ثم تنهدت و هي تفتح المكالمة :
- آلو .
- أهلا ، جاءها صوته المألوف بنبرة غريبة متمهلة .
- لا أستطيع التكلم معك الآن ، أنا مشغولة ، قالت بجفاء و هي تبدأ بإبعاد الهاتف عن أذنها .
- و مع ذلك أعتقد أنك ستجدين لي وقتا بعد أن قطعت كل هذه المسافة فقط لأراك .
- ما... ماذا ، بدأت تتمتم بارتباك و هي تبحث حولها .
- لا تتلفتي حولك كفأر مذعور يا روحي ، جاءها صوته الساخر ، فقط انظري أمامك مباشرة .

رفعت عينيها لتجده متكئا باسترخاء على مقدمة سيارته على بعد أمتار من مكانها ، عاقدا ذراعيه على صدره ، غمزها و زاوية فمه اليسرى ترتفع في ابتسامة باردة ثم طبع قبلة على إصبعيه و ضم شفتيه لينفخ عليهما أمام نظراتها المصدومة .
راقبت شفتيه تتحركان بينما تستمع لصوته المتراخي عبر الهاتف الكامن داخل كفها المعلق في الهواء :
- محتارة يا روحي ؟ تتساءلين داخل عقلك الصغير كيف توصلت إليك ؟
الموضوع بسيط جدا يا حياتي ، بينما أنا في لحظة صفاء مميزة منذ أيام تذكرت أني سمعت اسم لقاء في الخلفية مرتين أو ثلاث مرات أثناء مكالمتي لك و فجأة اتضح كل شيء .
بعض التحريات البسيطة داخل منطقتك المثيرة للاهتمام و عرفت قصة حياتك يا حياتي .

راقبته بخوف متزايد يخرج هاتفه من جيب بنطلونه و يقفل المكالمة قبل أن يبدأ بالتوجه نحوها بخطوات بطيئة .
أيقظتها شهقات زميلاتها المنبهرة و تعليقاتهن الجريئة عنه من جمودها فبدأت التحرك بارتباك تحاول الذوبان داخل الزحام .
كانت قد ابتعدت بالفعل بضع خطوات عن موضعها السابق عندما سمعت صوته القوي يناديها :
- لقاء ، حياتي .

تجاهلته و هي تلملم عزيمتها و تسرع أكثر قبل أن تشعر بيده تشدها من أعلى ذراعها إلى الخلف :
- حياتي ، قالها بخبث و عيناه تتجولان على وجهها الشاحب .
- اتركني ، همست بحدة و هي تحاول عبثا جذب ذراعها من بين أصابعه .
اتركني ، اتركني حالا .

ارتجفت بعنف و هي تراه ينحني عليها ، تتوقف عيناه على شفتيها كثيرا قبل أن تشعر ذاهلة بشفتيه على وجنتها .
غامت عيناها و هي تراه يبتعد أخيرا ، يشق طريقه بسهولة وسط الجموع المتدافعة .
شعرت بالأرض تدور تحتها و هو يلتفت ليقول بصوت مسموع للزملاء ، للزميلات ، لباقي الطلبة و الطالبات ، للمعيدين و المعيدات :
- لقاء حياتي من فضلك لا تتأخري علي الليلة ، تعلمين كم اشتقت إليك .

اسودت الدنيا من حولها و كلمة واحدة تتردد داخل جنبات عقلها المتجمد :
" ضعت يا لقاء " .

بعد لحظات كان مؤيد يجلس أمام المقود باسترخاء يراقبها برضا تتحرك أخيرا من وقفتها الجامدة و تبدأ بالابتعاد بخطوات شبه جارية وسط النظرات المصدومة المركزة عليها .
" الآن حان الوقت للتصرف مع الجروة الأخرى " ، فكر و هو يتابع الأرقام في لائحة الأسامي داخل هاتفه ، أو ربما عليه أن يذهب بنفسه في زيارة سريعة .
يعرف جيدا كيف سيربيها .

……………………….


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس