عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-18, 09:10 PM   #7824

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعتين او اكثر وجدت رقية نفسها مع رعد تائهين في احد الافرع المهجورة ويحيطهما الزرع واشجار النخيل بكثافة ..

يضحك رعد وهو لا يدري اين هما بالضبط بينما رقية ساعة توبخه وساعة تضحك لانها هي الاخرى لا تعرف اين يكونان من العاصمة..

اطفأ رعد المحرك ثم استدار بجذعه لرقية يناظرها بتلك الخطورة التي ترعش قلبها ..

عندما ينظر اليها هكذا تشعر نفسها صغيرة جدا وبريئة جدا وهذا يربكها ويجعل قلبها يقرع في توقع ما لا تعرفه ...

ناداها وعيناه تربكانها اكثر" رقية ..."

تعاند وتقاوم وهي ترد بعبوس " نعم ..."

خطف انفاسها وهو يميل اليها دفعة واحدة ويحاوط وجهها بكفيه فينظر لعينيها بعمق هامسا .. معترفاً بشكل مباغت صادم

" انا .... احبك ..."

تتسع عيناها وسط وجهها الصغير وكل جسدها ينبض مع نبض قلبها المدوي بينما يضيف رعد وعيناه تلمعان كالنجوم

" من قمة رأسي حتى اخمص قدمي..احبك .."

كان اعترافا صاخبا لكليهما .. وقلباهما شعلة نار ... يميل بوجهه يقبل خدها الايمن مضيفاً بشقاوة عاطفية " ومن اليمين .." ثم خدها الايسر "ومن الشمال.." ليصل فمها يرتعش صوته هامسا " وحتى بين... الشفاه .. احبك .." قبلته كانت جريئة حارة للغاية تذيب براءتها وتضيء احلامها الرومانسية حتى شعرت بأجراس كثيرة تقرع داخلها لتدفعه غريزيا في كتفيه وهي ترتجف لاهثة.. نابضة.. مقاومة ..عنيدة... ثم تهمس تجاريه شقاوته العابثة " وصلت الفكرة ومن.. الجهات الاربع..! "

يضحك من قلبه وانفاسهما تختلط ببعض فيهمس لها " ألن تقوليها لي ولو من جهة واحدة يا قطة؟"

فترد بخيلاء وعيناها في عينيه " الا تعلم من انا ؟ انا احدى قوارير يونس العطار والكلمة منا غالية لا تكيل الا بمثاقيل الذهب.."

همس عفوياً بالانجليزية وهو يقبل عنقها

" tell me your secret (اخبريني سرك) "

صوتها يرتعش من قوة عاطفتها وهي تخبره بسر قوارير العطار " اسيا .. حبات الهيل الاخضر تطرد اي روائح خبيثة فتنعش الحياة بطيبها وترسم بسمة الرضا بأريجها ، حبيبة .. فلفلة حمراء حرّاقة من يريدها يتحمل لهيبها فيدرك بعدها اهمية ما جنى ! رباب هي اعواد القرفة ... ملكة البهار ... رائحة مميزة بينهم جميعا مع لسعة محببة فيها الشفاء .. اما انا ... فقد نالني من كل واحدة منهن نزر يسير ثم مزجه ابي بالعسل فكنتُ.. خلطته السحرية "

يحتضنها رعد كلها اليه .. يكاد يجرها من كرسيها الى حضنه يعتصرها بعاطفة جياشة وهو يقول بصوت أجش " انت خلطتي أنا يا رقية .. خلطة صنعها العطار لاجلي .. وكأن احدهم أخبره اني سألتقيك يوماً واحتاج ان اقع في غرامك .."

توقف عن تقبيلها لكنه ما زال متشبثا بها كلها لا يقو على تركها ..

همست برقة في اذنه " يجب ان نعود... امي ستقلق..وما زلنا تائهين يا غبي !"

تنهد ضاحكاً ثم يبعدها ويعيدها الى كرسيها على مضض .. ينطلق بالسيارة من جديد ليبحثا معاً عن طريق العودة ..

بعد ايام ... الخميس .. بيت العطار

عند بوابة بيت العطار ترتفع زغاريد ام خليل وهي تقبل عروس ابنها.. ثم تحتضن ابنها فتسيل دموعها وهي تشده اليها هامسة له

" اسعدك الله بني وتمم لك على الف خير.."

ثم تبتعد عنه لتحتضن ابنتها هذه المرة لتهمس بنبرة فيها خجل وبعض الاحساس بالذنب " لقد اعتنيت به جيدا يا خلود .. حملت حمله فوق ظهرك اكثر .. مني.. ليغدو اليوم رجلا يملأ العين .."

اكتفت خلود بأن تحتضن امها في صمت لكن عيناها تشرقان بالفرح وهي تنظر لاخيها وابنها بفخر لا يعادله فخر ...

اما امها فتطرف عيناها ناحية زوجها الحاج حميد عفوياً تناظره بفخر خاص وترى فيه الهيبة وهو يسلم على الحاج رضا وحذيفة وعبد الرحمن ..

تقف ابتهال على مقربة وهي تلف كتفي شذرة بذراعها ، تراقب ام خليل ببعض العجب.. كانت امرأة مختلفة كلياً عن ابنها وابنتها.. بدت متكلفة وضعيفة الشخصية .. كما لم تشعرها كأم حقاً تفرح بزواج ولدها!

سبحان الله .. لو كان خليل ولدها هي لاقامت له اياما وليال من الاحتفال بزواجه ... سبحان من يعطي النعمة لمن لا يقدرها الا لحكمة يرتأيها .. كتمت ابتهال ما تشعره وهي تبتسم للوجوه وتشدد من احتضان شذرة عفوياً وتفكر بهذه (الامانة) كيف تحفظها وتطمئن عليها...

شذرة تتورد كلما التقت عيناها بعيني خليل خاصة عندما يبتسم لها تلك الابتسامة التي تجعل قلبها يتفجر نبضاً في صدرها .. يغض خليل بصره عنها كلما استطاع وداخله يغلي بثورة فرح ولا يعكرها الا بعض التوجس .. انه قلق .. ويحتاج ان يتكلم على انفراد مع الحاج رضا الليلة .. لن يحتمل للغد ..

يسلم الحاج حميد على رضا وحذيفة وعبد الرحمن ويتبادلون التهاني بالنسب الجديد ليقول الحاج حميد " نحضر باذن الله في الغد ليوم الشربت (الجاهة) وسيحضر معي بعض اقاربي من سكنة العاصمة .. ارجو الا تمانع يا حاج رضا "

يرحب رضا بالقول " تشرفوننا جميعا .." ثم يعرض بكرم " تفضلوا الليلة في بيتنا .. البيت كبير ويسع كل ضيوف الخير .."

لكن الحاج حميد يشكره معتذرا وعيناه تحيدان الى زوجته التي تحركت نحوه في طاعة تلقائية " سلمت يا ابا جعفر لكن لنا اقارب نزورهم ونودهم ومعتادون على المبيت عندهم كلما نزلنا العاصمة ضيوفاً .."

التفت خليل لامه عابسا بعض الشيء وهو يقول لها بخيبة " ظننتك ستبيتين عندي الليلة !"

فترد امه ببعض التعثر " لكن .. مكانك ضيق بني ولن يكفينا .. ان يكفيك وحدك بشق الانفس .."

شحب وجه خليل وشعر بالقصور والاهانة فالتزم الصمت وهو يطبق فكيه ويشد قبضتيه الى جانبيه ..

تنظر اليه شذرة بلهفة ألم لاجله وشعرت بالضيق من أمه لانها احرجته بهذا الشكل..

التاع قلب خلود لاجله وشعرته يريد امهما الليلة جواره فعرضت بعفوية على امها واخيها

" لماذا لا تبيتان انتما الاثنان عندي .. المكان واسع وسنقضي ليلة جميلة مع بعضنا"

لكن الام انسحبت كلياً لتجاور زوجها قائلة

" ربما ليلة اخرى خلود .. الحاج حميد متعب وهو معتاد على المبيت في بيت قريبه الحاج سلمان الراوي في العاصمة.."

يلتزم زوجها الصمت ويسود بعض الاحراج .. حذيفة وعبد الرحمن تبادلا النظرات بينما خليل ما زال يطرق بنظراته للارض وجسده ينبض بالتوتر ...حاول عبد الرحمن تلطيف الاجواء وهو يقول " الليلة انت حصتنا يا خليل.. انا وحذيفة ومعنا رعد خططنا لاخذك الى مقهى شعبي سيعجبك باجوائه.."

لم يمنح حذيفة الفرصة لخليل كي ينسحب بل قال مباشرة " اذهب ونادي رعد يا عبد الرحمن .. لا بد انه ينتظرنا..."

تحرك عبد الرحمن الى بيت سعدون بينما تغادر الام مع زوجها وهي تودع الجميع على عجل بمن فيهم ابنها وابنتها !

يراقب خليل رحيل امه في سيارة زوجها وعيناه تنطقان بما كتمه لسنوات .. عتب على وجع حرمان..

تدخلت ابتهال ايضا لتخفف من وطأة هذا الموقف المنغص وهي تقول ببشاشة " ما دام الرجال سيخرجون معاً فتعالي خلود عندنا .. تعالي لنشرب الشاي ونأكل الحلويات .."

اما رضا فلم يعلق بشيء على ما حصل ولم يظهر شيء .. سأله حذيفة ببعض الفكاهة

" هل تأتي معنا للمقهى يا حاج لتلعب الدومينو"

يربت رضا على كتف اخيه مبتسما وهو يقول

" تركت لك الساحة لتفوز نيابة عني.."

يضحك حذيفة بينما يلقي رضا السلام ليعبر الشارع الى الجانب المقابل حيث بيت الصائغ عندما لحقه صوت خليل بنبرة ملحة

" احتاج لعشر دقائق يا حاج لو سمحت.."

يلتفت اليه رضا وهو يرد بترحاب " تفضل خليل .. "

يعقد حذيفة حاجبيه ببعض الحيرة وهو يرى خليل يلحق بدعوة رضا الى بيت الصائغ بعد أن القى السلام والتحية ..

امسكت خلود بذراع حذيفة وهي تهمس له

" اذهب معه .. ارجوك .. لا يبدو الفتى بخير "

يهز حذيفة رأسه موافقاً فيلحق بالاثنين وهو يطلب من الخالة ابتهال ان تبلغ عبد الرحمن ورعد ان ينتظرا لربع ساعة لا اكثر ...

دخلت النسوة الى بيت العطار وعينا شذرة تسترقان النظرات الى بيت الصائغ حيث دخل خليل للتو .. لا تعرف ما الذي ينتويه .. لكنها شعرته طوال الجلسة الليلة يشرد بافكاره بين حين واخر!





يتبع...



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس