عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-18, 09:12 PM   #7825

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في غرفة الضيوف ببيت الصائغ تفاجأ رضا (بعض الشيء) من طلب خليل .. مؤكد هو يقدر تعجله ولهفته ..
بل يتفهمها اكثر من اي شخص اخر وقد عاش مثيلاتها قبل سنوات ليقترن باسيا ..
يلح خليل بالسؤال واللهفة تتقافز من عينيه ينتظر الرضا من صاحب الرضا
" ماذا قلت يا ابا جعفر .. هل توافق ؟"
يتلاعب رضا بخاتمه ويطرق قليلا بتفكير ..
يشعر بنظرات اخيه حذيفة مصوبة نحوه ينتظر قراره هو الاخر ..قال اخيرا " لماذا هذا التعجل بعقد القران الاسبوع المقبل؟ ظننت الافضل خطبة حتى عيد الاضحى .."
كان خليل متوترا للغاية فيتدخل حذيفة ليسنده بالقول
" سيحتاجان الخروج بمفردهما للبحث عن سكن يا رضا .. واظن هكذا افضل .. كحال.. رقية ورعد .. ألم يعقدا خلال اسبوع ايضا ؟ "
رفع رضا نظراته مبتسما الى اخيه ليقول لها بتسامح " هل تحاججني يا اخي بخطبة رعد ورقية وكيف تمت الامور؟"
فيرد حذيفة وهو ينظر اليه باحترام فطري
" معاذ الله يا ابا جعفر .. انا فقط اذكرك ان بيت العطار كلهن نساء .. ومشوار خليل وشذرة ما زال طويلا حتى يتم الزفاف "
فيسأل خليل بلهفة وإلحاح " ماذا قلت يا حاج؟"
فيرد رضا اخيرا " يفعل الله ما فيه الخير .. في كل الاحوال انا لا احب خطبة طويلة دون عقد قران.. سأكلم الخالة ابتهال واخذ رأيها واذنها... ومؤكد رأي شذرة ايضا .."
يقف رضا على قدميه فيقف الاثنان معه احتراماً ليقول رضا بابتسامة رائقة
" اذهبا للمقهى .. لا بد ان عبد الرحمن ورعد ينتظران في الشارع .. انا سأذهب لاجالس امي.."
***
في مرآب بيت الصائغ امسك حذيفة بذراع خليل قائلا بخفوت " انا ناصرتك في موضوع عقد القران امام رضا .. لكني اعترف تفاجأت ايضا بتعجلك لطرح الموضوع الليلة وبهذا الالحاح .."
نظر اليه خليل وقد بدى متوترا من جديد ليقول " اريد ان احسم الامر يا حذيفة .. اشعر ان الخالة ابتهال مترددة... نحوي .."
بعبوس تساءل حذيفة " هل تخاف ان تغير رأيها مثلها ؟!"
فرد بكلمات تعتصره " نعم .. اخاف ان تفعلها.. انها غير مطمئنة حتى بعد معرفتها بتغير ظروفي واني اجاهد لتحسين دخلي واحفر بالصخر يومياً لاجل رزقي .. استطيع ان ارى هذا في عينيها واشعره يا حذيفة .. ولا ألومها .. من حقها ان تقلق.. لا احد يريد لبناته عيش الفقر ..."
يحاول حذيفة دحر مخاوف خليل بالقول
" لكن رضا اعطاك كلمته وهو رجل لا يتراجع عن كلمته ولو على قطع رقبته.. والخالة ابتهال لن تكسرها له بعد ان ابلغته موافقتها .."
ببعض التشوش والضغط الذي يشعره قال خليل " ليس الخالة ابتهال وحسب.. بل مصعب ايضا "
بدهشة ردد حذيفة " مصعب ؟! وما دخل مصعب هذا ؟!"
فيوضح خليل والغيرة تقتله " لانه حاول مرة اعادة.. المياه لمجاريها .. وانا اريد ان اقطع عليه الطريق ولا يفكر مرة اخرى بالاقتراب منها.. اريده ان يعلم ان الامر منتهٍ وشذرة باتت تخصني كزوجة امام كل الناس .."
يتنهد خليل قبل ان يضيف
" خلال اسبوعين ستعاود الذهاب لعملها في المدرسة وستلتقي به هناك حتماً ..وكم اود لو اطلب منها الانتقال لمدرسة اخرى .. لكن... لا احب ان ابدو كمن يضغط عليها ويتشكك.."
يتفهمه حذيفة وهو يرد عليه
" انت تغار عليها ولا تشك .. وهذا حقك .."
ثم يضيف وهو يجره ليتحركا معاً ناحية بوابة الصائغ " الان اترك هذا الامر ولنر اين ستستقران في البحث عن السكن اولا وبعدها دعها تقرر المدرسة التي تنتقل للعمل فيها .."
خرجا ليجدا عبد الرحمن ورعد بانتظارهما وخلال اقل من ساعة كانا في ذاك المقهى يتسامرون ويضحكون ..
حذيفة يغيظ رعد عن عمد ورعد يرد اغاظته بضحكة سمجة وادعاء للبراءة بينما عبد الرحمن تسيل دموعه من شدة الضحك وخليل يناصر رعد فيقع الغيظ على رأس حذيفة ..
ووسط الحوارات الكثيرة ما بين هزل وجد تحدث خليل عن بحثه عن سكن يناسب امكانياته في حي افضل من الحي الصناعي فعرض عليه رعد المساعدة بأخذه الى صديق اخيه الذي يملك مكتب عقـارات وهو اهل للثقة !


بيت العطار


تهدهد خلود الصغير يونس بين ذراعيها وعيناها تلمعان بدموع شفافة .. فتهمس لامه
" اللهم صل على النبي .. حفظه الله من كل مكروه واسعدك به يا حبيبة "
تمتمت حبيبة بالشكر ثم سارعت خلود لتسلم الرضيع اليها وهي تخفي تأثرها وتستأذن لمغادرة بيت العطار بعد جلسة سمر دافئة قضتها معهن ..
تحركت اسيا من جلستها على الاريكة ببعض الصعوبة وعيناها على خلود تفيض بالتأثر لحالتها الواضحة فقالت لها
" انتظريني خلود سأعود معك .."
فاسندتها خلود عفوياً لتقف وهي تقول بطيبة " سمي باسم الله ..."
تنظر اليها اسيا بمحبة كبيرة تكنها لها ثم تقول بصدق " انت نعمة من الله يا خلود وشذرة محظوظة بك انت و خليل لانه تربيتك ويحمل قلبك.."
توردت خلود بخجل وهي تتمتم لها بالشكر والدعاء ثم سلمت على الخالة ابتهال تبعتها بالسلام على بنات العطار وهي تحتضنهن وتقبلهن .. حتى وصلت الى رباب فتبسمت اكثر وظلت ممسكة بها للحظات أطول مما جعل رباب تبدي بعض الدهشة لتسألها خلود دون مقدمات " انت حامل .. اليس كذلك ؟"
اتسعت عينا رباب وهي تسأل " كيف عرفتِ ؟"
تشع تعابير خلود حناناً وغبظة وهي ترد عليها
" لقد حلمت بك .."
تشهق ابتهال وهي تقترب من رباب تسألها
" انت حامل بنيتي ؟!"
ترد رباب وهي مشوشة قليلا وتتورد بخجل
" اجل امي .. كنت... سأخبركم الليلة .. اجريت الاختبار وانا في رحلتي .."
قالت خلود بصوت حالم وهي تستذكر منامها
" ستنجبين ولدا مميزا مبهراً عين الله تحرسه.. ابيض البشرة اشقر الشعر .. يأتي للدنيا ومعه يأتي كل الخير .."
تدمع عينا ابتهال من الوصف فتأخذ خلود في حضنها تضمها بقوة وهي تقول " اقسم بالله انت هي كل الخير يا ام سعاد.."
تسأل حبيبة بفضول وهي تربت على ظهر رضيعها " لكن ماذا حلمت بالضبط يا خلود ؟"
ردت خلود ببشاشة وهي تبتعد عن احتضان الخالة ابتهال " حلمت الحاج عقيل يعطيني ديكا ابيضا بعرف ذهبي وقال لي ان اوصله لرباب .."
اخذت رقية تزغرد بشقاوة وهي تقرص رباب لتتناوب بنات العطار على قرصها ومناغشتها ورباب تضحك .. فقط اسيا تنظر الى وجه خلود وتلك الابتسامة منها تعصر القلب ..






الحي الصناعي .. الجانب الغربي

اخذت اشجان تشتم باقذر الشتائم وهي تعيد الاتصال دون ان تحصل على نتيجة ..
دخلت عليها بتول فتصرخ فيها اشجان قائلة
" لماذا لا يرد .. هاتفه مغلق على الدوام .. بل يقول الخط فيه خطأ .. منذ اسبوع وخليل مختفٍ.. ماذا يجري ؟! اين هو ؟ "
ردت بتول بفتور وهي تقترب من سريرها " قلت لك هناك من سرق هاتفه .."
اخذت اشجان تشتم بتول هذه المرة دون ان تأبه بتول لشتائمها وقد اعتادتها منها فتقول اشجان بعدها وهي تنهت من الانفعال الذي لايحتمله جسدها المريض
" لكنه... يستطيع... يستطيع .. التقديم للحصول على شريحة جديدة في .. نفس الرقم .. انا لست جاهلة لتخدعيني .."
ثم ترفع سبابتها نحو بتول وتضيف بعينين لامعتين بدموع الهلع والخوف " لن اسامحك ابدا ان كنت تكذبين .. "
تطلعت اليها بتول وهي تفهم جيدا سر الهلع والخوف الذي ينتاب اشجان .. انها تدرك ان خليل ينسحب نهائيا من حياتها وهي مرعوبة من فقدانه ..
بعزم قررت بتول اتمام مهمتها التي تعاهدت مع ابي سعاد لانجازها قائلة بجمودها المعهود " انا اخبرك بما قاله لي ابو سعاد .. لا اكثر .."
لاح التذلل والتوسل في عيني اشجان وهي تسأل باختناق " ولماذا لا يتصل خليل من هاتف حذيفة .. او من اي هاتف اخر .. "
ردت بتول وهي تضع قدح الماء جوار اشجان قائلة باقتضاب " اسأليه عندما يتصل بك .. انا ليس لدي اجابات .." ثم تركتها وحيدة تتقلب في السرير كأنها تنازع الموت ...
عيناها جاحظتان وسط وجهها النحيل الشاحب وهي تردد بارتعاب " اين تركتني يا خليل .. لا يمكن انك تتخلى عني نهائيا ..لقد وعدتني الاعتناء .. وعدتني البقاء معي .."
لا تعلم كيف خطرت لها ذكرى امها فوجدت نفسها تخنقها الغصة وهي تناجيها " اماااه.."






بيت عبد السلام العبيدي .. اخر الليل

همست الخادمة بصوت خافت عبر الهاتف
" اجل سيدي .. انا اراقبها على الدوام في البيت لا تقلق .. لكنها باتت تخرج كثيرا ولا استطيع مرافقتها بالتأكيد .."
يأتيها صوت وميض بنبرته الباردة الآمرة
" ألم تسمعي لها اي مكالمة مع احد ؟"
فترد الخادمة " اظنها بدأت تشك بي ولا تتكلم بالهاتف امامي الا نادرا وبصوت منخفض لا استطيع سماعه .. "
ينهي وميض الاتصال وهو يحثها بنوع من القسوة على الانتباه لسيدتها غيداء اكثر وبذل جهد مضاعف لمعرفة المعلومات..
على كرسيه الجلدي في مكتبه الفخم في المصنع يجلس وميض وعيناه تومضان بالظلمة..
ينظر حوله ويشعر بالفخر .. يكاد لا يحب مفارقة هذا المصنع حتى اواخر الليل ..
لكنه منذ وفاة عبد السلام وينغص عليه شعور بالخطر يتربص بـ(املاكه) وما قضى السنوات الطويلة من عمره للحصول عليه وتنميته ليكون ثروة ضخمة ..
يشتد السواد في عينيه اكثر واكثر وهو يفكر انه يفضل الموت على القبول بالتخلي عن شبر واحد من املاكه هذه .. ثم يتمتم بقسوة مخيفة " ماذا تخططين يا غيداء ؟!"


*********






يوم عقد قران شذرة وخليل ..
بيت العطار .. غرفة الضيوف


ترتفع زغاريد بنات العطار حال عودة شذرة وخليل من المحكمة وقد انعقد القران وباتت رسمياً زوجته ...
ثم علت زغرودة خشنة مضحكة من رعد لينفجروا جميعاً ضاحكين ...
كانت شذرة ترتجف تأثرا وهي تتقبل الاحضان والتهاني بينما تتجنب النظر لخليل ..
همست رقية في اذنها ساخرة " من حق الخروف الارتجاف ليلة ذبحه .. ومما اراه في عيني خليل الفتاك اظنه على وشك فقد صبره على التهام وليمته .. الحلال !"
حمرة قانية تخضب خدي شذرة وهي تقول لها
" توقفي عن مزاحك هذا .. الا تخجلين ؟! "
تضحك رقية وهي ترمش بعينيها باستفزاز..
يراقب رعد قطته المشاكسة الوقحة وهو مستمتع بعبثها وخربشاتها الشقية لشذرة .. بل يقتله فضول لذيذ ليعرف ما تقوله للمسكينة الناعمة وتجعلها تحمر هكذا وتحنق منها..
زغاريد خلود انتهت بالبكاء والانفعال وشدة التأثر مما جعل خليل يحتضنها وهو يضحك من ردود افعالها هذه..
امسكت بكتفيه ثم تميل لتقبل كتفه الايسر وتقول بعواطفها الجياشة " لا اطيق صبراً لحمل اولادك بين ذراعي .."
يرفع خليل عينيه بنظرات حارة مباشرة الى شذرة التي تحيد بنظراتها بعيدا والاحمرار يشع منها لتعاود رقية الهمس في اذنها مما جعل شذرة توكزها بكوعها وهي تتميز غيظا وحنقاً ..
يرخي خليل نظراته وهي يضحك بخفوت وذراعه تحاوط اخته ..
كان يخفي ارتجافه بشق الانفس ..
لم ينم ليلة الامس ولا للحظة واحدة ..
بل منذ ابلغه الحاج رضا ان الخالة ابتهال وشذرة لا تمانعان عقد القران الآن وهو لا ينام جيدا..
لكن ليلة الامس كانت الاسوأ وهو ينتظر شروق الشمس ثم بزوغ النهار ...ثم ...مضي الساعات البطيئة حتى منتصف اليوم و عيناه على عقـارب الساعة يحثها بحرقة الوصول الى الساعة الثانية عشرة حيث موعد عقد القران في المحكمة ..
ثم وجد نفسه امام ابواب المحكمة الشرعية الساعة الحادية عشرة ! لم يطق الانتظار اكثر في البيت ولم يحتمل الذهاب للعمل اليوم .. وكان تقريباً صائما عن الطعام والشراب..
ولم يهدأ الا حين حتى أطلت عليه شذرة وهي تترجل من سيارة الحاج رضا بثوبها المحتشم البنفسجي جعلت قلبه يزأر في صدره ..
ودّ لو يضمها داخل صدره بعيدا عن كل عين تراها وتبصر الجمال الذي تراه عينيه فيها..
بتشوش يعود لحاضره وصوت الخالة ابتهال وهي تزغرد من جديد بسعادة ثم تقول بتأثر وطيبة " مبارك يا احبابي واتم الله فرحكم بالخير.. اليوم مأدبة طعام عندي .. نحتفل بعقد القران.."
ثم تطلعت الى رعد وهي تعتذر " لا نستطيع اقامة حفل الآن ورعد ما زال في فترة حداد على عمه رحمه الله .."
التزم رعد الصمت وملامحه لا تعبر عن شيء بينما عبد الرحمن يراقبه ...
منذ عودة عبد الرحمن من السفر وسماعه للقصص المتناثرة هنا وهناك عن (زوجة العم) وهو يشعر بالحيرة .. ويستعيد كل ما حصل منذ عودة رعد من كندا ..
انتابته افكار كثيرة عن تلك الليلة التي ترك فيها رعد منزل عمه ليلجأ لفندق ..
كان يريد سؤاله .. واكثر من مرة اوشك ان يتكلم معه لكنه تراجع في اخر لحظة..
وحتى اللحظة لا يعرف هل يسأل ام يترك الامور لمسارها دون ان يثير ما تحت الرماد ؟!
تضيف ابتهال وهي تحيطهم جميعا بنظرة فرح
" باذن الله ننتظر حتى عيد الاضحى ونقيم حفلا لرعد ورقية ولخليل وشذرة .."
تمتمات تصاعدت منهم " ان شاء الله .."
البنات سحبن شذرة ليغادرن غرفة الضيوف وبعيدا عن العريس الذي يلاحق العروس بعينيه بينما تبقى خلود مع الخالة ابتهال...
تتساءل الخالة ابتهال " اين ذهب رضا ويحيى؟ حتى حذيفة اختفى ! "
فيرد عبد الرحمن " حذيفة قال لديه امر هام بالمعمل سيقضيه ويعود وقت الطعامك اما رضا ويحيى فذهبا لشراء بعض الحلويات .."
***


يتبع..





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 06-11-18 الساعة 09:34 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس