عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-18, 10:25 PM   #391

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


الفصل الثاني عشر


" هل يمكننا... هل يمكننا أن نستسلم؟.."


أطلقت منها صرخة قوية مشبعة بالألم المبرح بينما تضع يدها على قدمها التي تشعر بأن الدماء بها تحولت إلى نار من فرط الوجع....
وكان هو يقف أمامها ومن بين يديه تتدلى القطعة الخشبية التي نالت قدمها منها ضربة مهلكة....
شهقت بصوت صارخ وهي تتراجع للخلف وتجر قدمها معها.... وبكائها يتصاعد كمن يحاول الطفو على سطح المياه لكنه يعود ليغرق بلا سيطرة....
اقترب منها أكثر وانحنى جالسًا مقربًا وجهه من وجهها وعينيه المجنونتين تحدقان بعينيها الغارقتين بالدموع.... قال بصوت جامد :
" أرأيتِ ماذا يمكن أن أفعل لكل من يخالف أوامري.... وأنتِ يا شمس لم تخالفي أوامري فقط... بل تجرأتِ على الهروب من قدرك..... أنا قدرك الذي لا فكاك منه إلا بالموت...."

ثم انزلقت نظراته لقدمها ومد كفه يلمسها فكتمت رعبها بشق الأنفس وتابع هو هامسًا :
" هذه المرة فقط قدم واحدة عقابًا لكِ..... المرة الثانية سأقتلك.... هل فهمتِ... "

نطق سؤاله بهدير اهتز له جسدها لتومئ مسرعة وهي تطرق برأسها وتطلق الأنين المتألم....
تأملها غسان بنظرات جاحظة يفيض منها الهوس.... التعلق الذي بنى عليه حياته منذ الطفولة وانتظر وصبر ومنى نفسه بحياة جديدة يعيشها معها....تنسيه كل ما حدث... تنسيه الحقائق التي يحاول نسيانها بل تجاهلها تمامًا..... تنسيه كل شيء ما عداها...... فلماذا يستغني عنها.... هو الأولى والأحق..... هو الأكثر وحدة من بين الجميع....
صوت أنينها وشهقاتها كان يقترب لوعيه أكثر... ويجعله يدرك ما فعله بيديه المجردتين.... همس مبهوتًا :
" شـ.. شمس"

كان وجهها يزداد شحوبًا وعينيها مغمضتين وكأنها فقدت الوعي....وصدرها يرتفع وينخفض ببطء ..كشف عن قدمها المصابة وتفحصها بأصابع مرتعشة هامسًا :
" أنا آسف شمس.... أنا.... أنت من جعلني أفعل ذلك..... أنتِ السبب."

أحاطها بذراعيه ووقف ليضع جسدها على السرير مناديًا اسمها بخوف :
" شمس... شمس..."

تأوهت وهي تنكمش على نفسها فقال بتوتر :
" قدمك... شمس.."

هتفت بنحيب :
" قدمي... آه قدمي... أظنها كـُسـِرت "

ازداد الهلع على ملامحه ودار حول نفسه وهو يمرر كفه على رأسه الأصلع بعصبية.... خطر جدًا أن يخرجا من البيت... معرضان بأي وقت للشرطة....
التقط إحدى القطع الخشبية التي تناثرت على الأرض جراء كسر المقعد واقترب منها يلفها حول قدمها المصابة ويثبتها بقماشة شقها من ملائة السرير..... وبعدها ابتعد خارج الغرفة يهرب مما فعله... وهو يتمتم مع نفسه بعدم وعي.... وشعور بقرب الخسارة يقترب منه ببطء خبيث.....

*********************

" سيد معاوية... لقد أخبرتك بأنني لا أعرف أين سافر... لماذا سأكذب عليك...."

لكن معاوية كان مصرًا بشكل عجيب وعينيه تتفحصان الرجل أمامه بدقة شديدة :
" لنفترض أنك لا تعرف بالفعل.... لكن بالتأكيد رقمه معك أليس كذلك...."

شعر ببعض الأمل الذي بدأ يزوره بخجل بعد أن رأى ارتباك الرجل أمامه... وهو يرد عليه بنفي :
" لا طبعًا.... هو ابتاع رقمًا جديدًا لا أدري عنه...."

صمت للحظات مطرقًا ثم زفر ونهض منحنيًا على المكتب هامسًا :
" هل تعرف ماذا أريد من الرجل؟.... لقد نصب علي.... وأيضًا ساهم بخطف خطيبتي....لذا أما زلت تريد التستر عليه!..."
ارتسمت الصدمة القوية على وجه الرجل وهاله أن يدرك سوء المشكلة.... هو لم يرد التدخل منذ البداية وخصوصًا أن ذلك الموظف السابق عنده كان رجل يخرج من مشكلة ليدخل مشكلة أخرى... وكان الجميع يتجنبه بصعوبة.... همس بتعثر متوسلًا :
" يا ابني... أرجوك لا تحشرني معكم بالمشاكل..... أنا رجل كبير بالسن وليس لدي ما يعيلني وعائلتي إلا هذا المصنع..."

قال معاوية بتصميم :
" صدقني يا عم ولا تقلق... أنا لن أذكر اسمك أبدًا...."

ثم تحولت نبرته لنبرة شديدة الترجي :
" أنت آخر شخص بقي لأجد شمس من خلاله يا عم. ظ.. أنا من يرجوك لتساعدني.... "

منحه الرجل رقم الهاتف بعد تردد وتلكأ لكنه عوضًا عن أخذه قال :
" أنا أريدك أن تتصل به وتخبره بأن هناك رجل سأل عنه.... "

أبدى الرجل الرفض القاطع لكن معاوية سارع بالقول وهو يستعطفه :
" أرجوك يا عم... هو اتصال واحد فقط.... "

على مضض اتصل الرجل وتكلم مع من بالخط لعدة دقائق كان معاوية يقف فيها ويحترق وكأنه يقف على الجمر وبعد أن أقفل الخط شكره بشدة وأخذ الرقم وأنطلق تصاحبه سحابة أمل كبرت أكثر.... وكل ما يخشاه أن تختفي فجأة... وتختفي معها شمس.....

كانت خطته تحتاج بعض المجهود... تشتيت الرجل الهارب وجعله يشعر بالقلق ثم مراقبة رقمه باستمرار وذلك بمساعدة الشرطة الذين عاد إليهم متحليًا هذه المرة بالصبر وعدم الغضب...... وفور أن يصلوا لأول طرف من الخيط سيتمكنوا من معرفة مكان شمس....
كل ما يقلقه هو الوقت.... الوقت والتأخر عليها..... لكن ما في اليد حيلة.... أركى رأسه على مسند مقعد السيارة وقال بخفوت :
" يا رب إني استودعتك شمس..... احفظها يا رب...."


يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس