عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-18, 10:29 PM   #393

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


دخل الغرفة عليها بعد مضي نصف يوم كان فيه هاربًا متشتتًا.... وقلقًا بل فزعًا....لقد أخبره الرجل الذي ساعده بخطف شمس بأن عائلتها وصلت لمحل عمله السابق وبدأت تسأل عنه... وهذا أمر أثار هلعه... ما زال لم يتقبل مجرد فكرة ابتعادها عنه من جديد...لا يمكن لذلك أن يحصل..... ولهذا وجد نفسه يتخلى عن هربه ويلجئ إليها..... هي وحدها من ستطمئنه....

عينيه أبصرت جسدها الغافي على السرير... وشعرها المنثور حولها.... لأول مرة منذ سنين يرى شعرها.... يتذكره ناعم تصل أطرافه لأكتافها... ولم تكن تحب ربطه أبدًا....
اقترب من السرير وجلس عند طرفه ملامسًا خصلاتها بكفه برفق..... إنها جميلة وناعمة.... إنها شمسه المنيرة...

انحنى ووضع رأسه بجانب رأسها على الوسادة متأملًا ملامحها عن قرب شديد.... ثم ابتسم بخفة وهو يهمس :
" أنتِ لم تتغيري كثيرًا... ما زلتِ تحملين نفس ملامح طفولتك...ونفس براءتك...."

طفلة صغيرة اقتحمت حياته المظلمة على حين غرة... بوقت كان يعاني من الوحدة أولًا.... ومن السواد الذي كان يشعشع بروحه منذ الطفولة...... سواد جعله.... جعله.... ارتفعت أنفاسه وتسارعت وهو يتذكر.. ما جاهد سنين عمره لينساه.... نعم ينساه... ضرب رأسه بقبضته والعرق بدأ يتصبب منه..... لم يفعل شيء..... ما حصل كان مجرد حادث وقد أخذ عقابه بما يكفي....
حادث... حادث... حادث

عند هذا الخاطر هدأت أنفاسه واستعادت طبيعتها ليغمض عينيه مطمئنًا نفسه بوجود شمس بجانبه... تشاركه ذات السرير.... وقريبة منه أكثر من أي شيء آخر.....

في الصباح....

عندما فتح عينيه كان صوت التأوهات هو أول ما تسلل لأذنيه..... نظر لجانبه فلم يجدها فاستقام مستديرًا وأبصرها تجلس على الأرض يركن بعيد عنه وهي تمسد على قدمها وتبكي وجعًا....
نهض وقال بقلق :
" شمس... شمس.. ما بكِ..."

أزداد بكائها وهي تصرخ :
" آه قدمي.... آه تؤلمني جدًا...أبي... أمي... أين أنتم.... أنقذوني رجاءً "

غير مدركة لوجوده... والألم جعلها لا تبصر حولها ... لقد استيقظت صباحًا وقفز قلبها من صدرها فور أن قابلها وجهه الساكن... مما جعلها تنهض متناسية اصابة قدمها وفور أن خطت على الأرض اشتعلت النيران في جسدها كله....
ستموت هنا قبل أن يصلها أحد... وقبل أن يجدوها..... أدركت إنها لن تخرج من هنا سليمة.... هذا إن خرجت!

تخبط غسان وبدا كأنه يدور بدوامة لم تتضمن وجود شمس .... تشوش يسيطر على عقله... وأحداث الماضي تتصور أمامه بحذافيرها... بدءًا من الضرب المبرح... والحبس بقبو البيت....

*********************

هذا الصباح كان خاليًا من العمل.... عطلة نهاية الأسبوع.... استغلها ليبقى بالبيت مستلقيًا على سريره بهدوء دون أن تهدأ دواخله.....
لقد عاث الشوق فسادًا بقلبه.... شوق كبير لها.... لتلك الفتاة التي التقاها صدفة... شهد بكائها وضعفها.... شهد اهتماماتها الغريبة.... شهد كل شيء وتعلق به لتفاجأه برحيلها بغتة... وغياب تلك التفاصيل التي لم يدرك أهميتها الكبيرة إلا عندما ذهبت....
أفنان بضعفها... وقوتها.... بحزنها وسعادتها..... كلها. كلها أحبها... أحبها دون أن يفكر ويتخذ الحسابات.... أحبها بوقت كان متخبطًا به...
بوقت كان يشعر بالفضول ليعرف عنها أكثر.... ليفهم سبب حزنها عله يبدده..... أحبها بوقت كان يبحث عن أبسط شيء يسعدها به.....

زفر بعمق وارتسمت الابتسامة الصغيرة على فمه التي تحمل الشغف بأبسط معانيه ثم دون أن يفكر رفع هاتفها وطلب رقمها..... وعندها تلك الابتسامة تحولت لتكون زمة متوترة لشفتيه.... الثواني مرت ببطء قبل أن يسمع صوتها متسائلاً :
" مرحبا.. من معي...."

قلبه بدأ يخض الدم داخله بسرعة... بينما شفتيه فغرتا قليلًا... وبقي هو عاجزًا عن الرد
" من معي لو سمحت.."

وكأن لسانه تشنج... وضاعت الحروف عن شفتيه.... عقد حاجيبه بخفة يتملى من سماع صوتها الرقيق.... ليأتيه الصمت من جهتها لا يتخلله إلا أنفاس متسارعة بعض الشيء... ثم بعدها قولها الخافت :
" سيد عامر.."

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس