عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-18, 06:38 PM   #34

هدى خورشيد

نجم روايتي ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية هدى خورشيد

? العضوٌ??? » 299172
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 799
?  نُقآطِيْ » هدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond reputeهدى خورشيد has a reputation beyond repute
افتراضي

القاعدة السادسة عشر


جازفندر بولينا: مهمة الشعر هي العثور على نوع آخر من اللغة

ترجمة: وليد صبحي

أنزعج من الصوت الذي في رأسي، من تخمة تعابيره، من ثقته بوجهات نظره، من إلحاحه للإنصات إليه في الوقت الذي يجب عليه هو أن ينصت. فهو يترأس داخل عقلي كوزير مسيطر على برلمان غوغائي، متفوقاً على كل الجلبة المدوية الصادرة من تلك الأصوات الأخرى.
فهنالك مثلاً الصوت جاكسون الذي يستهل الكثير من قصصه بـ ذات مرة، عمي ديوي…، وجاك والد جاكسون الذي يقدم علامته التجارية اللغز: ما الفرق بين البط؟، وكذلك تريسي التي تخبر عن قصة نشأتها لتصبح عضوة في طائفة المورمونى وعن تخليها بلباقة عن جماعة قديسي الأيام الأخيرة، أو صوت والدتي ناصحةً: ضع الزنجبيل أولاً ومن ثم الثوم والا سوف يصبح طعم مذاق الثوم مراً، أو صوت والدي ملقياً نكته بالبنجابي عن رجل مسن يستعجل سائقه الشاب ليسابق الإشارة المرورية وهي صفراء قائلاً للشاب قبل ان تتخطى السيارة التقاطع: تخطها كالأسد.
عندما يشتد الصوت داخل رأسي كثيراً وتكون القصيدة في حاجة لمسار جديد، وعندما يتطلب الأمر شيئاً آخر غير التأمل في الذات، وقتها أقوم بإستدعاء تلك الأصوات الأخرى.


وليست هي وجهات نظرهم التي أسعى ورائها أو حتى قصصهم بل الشي الذي لا أجدني بارع فيه وهو لغتهم والطريقة التي يستخدم فيها صوت ينتمي لشخص آخر الكلمات ببراعة والطريقة التي يضع فيها هذه الكلمات في ترتيبات غريبة ومقنعة. ماهو الفرق بين البط؟
فثراء تلك اللغة الأخرى يعتبر كبئر نفط، إذ باستطاعتها تحرير وحث القصيدة عندما تعييها الحيلة وتكون مرهقة وعالقة بشكل كامل. ومن هذا المنطلق – بالنسبة لي على أية حال – فإن إستخدام أسلوب التحاور في الشعر لغرض تقديم وجهة نظر أخرى يعتبر أقل إذا تمت مقارنته باستخدامه لغرض تقديم نوع آخر من اللغة، وعندما أمعن التفكير في هذا الأمر فإنه يتبادر إلى ذهني أن العثور على نوع آخر من اللغة هي المهمة الرئيسية للشعر بل إنها المهمة الرئيسية للأدب بأكمله. فالكتّاب الذين يعجبني أعمالهم بشكل كبير هم مَن أعمالهم تولّد فيّ الرغبة بشكل أكبر لمحاكاتها، وكذلك الذين يستخدمون كلمات لايخطر في مخيلتي أن أقوم بإستخدامها، أولئك الكتاب الذين يصيغون هذه الكلمات معاً في صيغ لا تخطر على بالي. فكل صورة فاتنة وكل قصة جيدة وكل إلهام شعري هي نتاج إعادة تشكيل وتعديل للغة.
يكمن الفرق بين الكتابة السيئة والجيدة بشكل كامل في أسلوب الكاتب وبنائه للجمل، وأما الموضوع نفسه فليس له تأثير يذكر. وإذا كنت لا تصدقني بإمكانك أن تقرأ قصيدة “Merengue” أو أي قصيدة للكاتب Mary Ruefle، أقرأ قصيدة Skin, Inc أو قصيدة The Maverick Room لكاتبها Thomas Sayers Ellis، وأقرأ عن كل شي كتبه Dean Young. مايجعل قصائد هؤلاء الكتاب -وإذ إني أراهن أن ذلك ينطبق على أي شخص نكن له أنت أو أنا بالتقدير- قصائد ذات طابع استثنائي وبارز هو تمكنهم من التعبير عن الشيء الذي طالما أردنا قوله مستخدمين طريقة لا تخطر على مخيلاتنا، فهم في ذلك كالمصور الذي يجد الزاوية الغير من المحتمل ايجادها وتصادف الضوء المثالي.
وبالرغم من كل ذلك، نفاجئ أنفسنا في بعض الاحيان. حيث أجد أحياناً أن ذلك الصوت الذي في رأسي، ذلك الذي يغضبني ويمللني، ذلك الذي ينتمي لي أكثر من شي آخر، هو الذي ينجز العمل بإاستدعائه لعبارات غير متوقعة وبايجاده لتراتيب جديدة للكلمات. ومع ذلك، فأنه في أحيان أخرى يصنع أسلوبه الخاص فيه، ويكون الشيء الجلي الواضح هو كل ما يمكنه التعبيرعنه. لحظتها، أصمت واترك المنصة، أدع الكلام لشخص آخر لأنه بعض الاحيان يقولون بالضبط ما أعني أن أقول.







هدى خورشيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس