عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-18, 11:48 PM   #415

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


حالة من الطفو والانعزال عما حوله تسيطر عليه منذ عادت.....تشوش يشعر به منذ صباح اليوم وازدادت أخطاؤه بالعمل حتى تركه وتسلل خارج مكتبه ليبحث عنها... ويتملى من وجهها الذي لم يشبع منه أبدًا...
لكنه عندما وصل قسمها انتابه شعور طفيف بالهلع وهو يبصر عدم وجودها جالسة على مكتبها...
أخذ نفس عميق متوتر وتحرك بتشتت ناحية كافتيريا الشركة... وهناك رآها تجلس مع عدد من الموظفين تشاركهم الطعام والحديث.... بدت أكثر اشراقًا... وأكثر جمالًا.... بشعرها المنسدل لنهاية كتفها.. وملابسها العملية الرقيقة.... بكلها بدت خطر على قلبه الذي اشتاقها ... اشتاقها جدًا...
تقابلت نظراتهما وللحظة ارتبك من نظرتها الغريبة.... رآها تقف وتنطق لرفقائها ببعض كلمات لم تصل مسامعه ثم تتحرك ناحيته بخطوات رشيقة متأنية..... اعتدل بوقفته ووضع يديه المتشنجتين توترًا بجيبي بنطاله.... يشعر وكأنه مراهق يحمر من رؤية الفتاة التي يحبها...
وقفت أمامه وقالت بابتسامة حلوة :
" مرحبا سيد عامر..."

إنها أفنان... تلك الفتاة التي قضى الأيام السابقة يتلوى من الحنين إليها وكأنها غابت عنه سنين وليس مجرد أيام... فلماذا لا يفتح فمه الآن ويخبرها بأنه يحبها.....يحبها كما لم يحب أحدًا من قبل
لماذا لا يعبر عن مشاعره المكتومة حتى كادت تخنقه.... لماذا!.... لا يدري.... ولا يعرف تفسير لحالته الغير منطقية.....

" كنت أريد أن أشكرك..."

رمش بعينيه وقال بتساؤل :
" تشكرينني!... على ماذا؟"

أسبلت جفنيها والابتسامة تنحسر عن شفتيها ببطء لتبقى شبح بسمة خفيفة ثم قالت :
" على تحملي لإجازتي الغير مبررة... أعلم بأنني قصرت جدًا ومن المفترض أن أستقيل... لكنني أعترف بأنني بحاجة لهذا العمل بهذه الفترة أكثر من أي وقت... و..."

قاطعها بهمس لطيف :
" حسنًا... حسنًا... لقد قبلت شكرك..."

رفعت عينيها له... فكانتا صافيتان لامعتان... فتنحنح وتابع بتردد :
" هل أنتِ بخير... الآن "

ضمت شفتيها بامتنان وقالت برضا :
" نعم... بخير جدًا.... "

وأردفت باهتمام :
" وأنت سيد عامر... "

سيد... سيد... لقد بات يكره هذا اللقب كما العدو.... حاول التماسك ورد باقتضاب :
" بخير..."

شعر به تريد الاستئذان والذهاب لكنه ليس مستعدًا الآن... لذا قال بأول ما خطر على باله :
" كنت أريد أن أسألك... بل أقصد دعوتك لإحدى المطاعم.."

سرعان ما أدرك خطأ اقتراحه.. وود لو يصفع وجهه من غباءه وهو يرى تحولها وشحوب ملامحها وكأنها لم تتوقع منه هذا الطلب.... ابتعدت خطوتين للخلف وهمست بتعثر :
" لا أظن.. بأنني استطيع... لدي... الكثير من العمل.... أراك لاحقًا سيد عامر... "

ثم استدارت بخطواتها السريعة هذه المرة واختفت عن نظره بلمح البصر... ليعبس بعجز ويهمس لنفسه :
" عامر... أيها الغبي"

.........................
دخلت الحمام مسرعة ثم وقفت ترش الماء على وجهها بعنف عله يهدأ من اشتعاله... وعله يهدأ من خفق قلبها...
لقد عادت... بعد أن أخذت راحة طويلة لا تفعل بها شيء إلا التحديق بوجهها عبر المرآة والتساؤل عن ما هية الأشياء التي استحقت كل ما فعلته بنفسها.... عن ذنبها... عن هروبها... عن ضعفها.... عن تشتتها طوال سنوات..... كان تعري كل دواخل روحها وقلبها أمامها وتحدق بهم بعدم فهم ولا استيعاب....
وعندما قررت أن تعود لعملها جاءت مكالمته لتيقظ بها المشاعر التي أخمدتها قبل السفر.... والتي ظنت أنها بقيت خامدة منذ أن خطت باب الشركة أمس...
إنه يهاجمها... قبل أن يهاجم قلبها.... يعرفها على مصطلح الحب الذي لم تكن تعرف مفهومه خارج إطار الأهل والصداقة...
وهي... خائفة.... خائفة بمعنى الكلمة
وما زال بداخلها طفلة تختبئ من كل شيء يمكن إيلامها..... والحب ليس استثناءً من هذه الأشياء....
زفرت وأسندت ذراعها على حوض الصنبور... هامسة :
" إنه مخيف.. ذلك الحب..."

********************

" لقد وجدتها..."

جملة من كلمتين اختصرت معاناة كاملة بالبحث والتقصي والقلق والرعب... والاستسلام واليأس..... جملة هي طريقه لشمس.... شمسه المنيرة التي يدعي ألا يكون قد انطفئ وهجها.....
إلا أن.. ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!.....

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس