عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-18, 09:21 PM   #8326

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

سكن اشجان

تنظر اليها بتول باستغراب .. تراها ليست بحالها المعتاد .. اليوم تحديدا بدت مريضة اكثر من اي يوم مضى لكنها الان وهي تتقلب في السرير وتشد الاغطية باصابعها النحيلة الشاحبة وعيناها زائغتان ما بين سقف وجدران تبدو وكأنها قلقة بشكل رهيب ..

تقدمت بتول لتدخل غرفتها وهي تسأل

" ماذا هناك اشجان .. منذ ساعتين وأكثر وانت بهذا الحال .. من كلمك بالهاتف وقلب كيانك هكذا ؟ "

ثبتت عينا اشجان على بتول ولاول مرة ينقبض قلب بتول بهذا الوجع على اشجان ..

اقتربت منها اكثر وهي تسألها " اخبريني يا اشجان .. اخبريني ..."

اخذت شفتاها الذابلتان تتمتان " انا .. انا ..."

فأجفلت الاثنتنان من قرع شديد على الباب ..

وضعت بتول يدها على صدرها وهي تقول بتوجس " من يطرق علينا الباب في هذا الليل البهيم..؟ "

تيبست أشجان في سريرها وبتول تغادر غرفتها لترى من الطارق ولم تمر لحظات الا وأطل وجهه .. من ارادت رؤيته منذ اسابيع واسابيع .. من فعلت كل ما فعلت كي تراه من جديد وتعيده لحياتها .. وها هو جاء .. لكن .. اتى ليرحل الى الابد ...

تمتمت اسمه " خليلـ...."

اصابعها تتقلص حول الاغطية اكثر وهي ترى نظرة المطعون في عينيه .. عيناه الجميلتان المليئتان بالانسانية انطفأتا وهما تناظرانها بتلك النظرة المؤلمة ..

لم تعد ترى الا اياه .. كل شيء اختفى .. بتول ... حذيفة ... الجدران المتشققة .. رائحة السرير ورفقة شراشف حملتها في مرضها.. كله تلاشى وهي تنظر لما اطفأته..

سألها وهو يتقدم منها قائلا " لماذا يا اشجان ؟ لماذا ؟"

تختنق ولا تجد حرفاً واحداً ينقذها باجابة بينما يواصل هو متسائلا بعجب المطعون غدرا

" ماذا فعلت لك ؟ لقد اسندتك وحميتك وبذلت كل مالي القليل لاجل علاجك .."

ترتجف شفتاها وهي تتذكر كل تفصيلة منذ التقاها مرمية فوق أكوام الازبال بينما هو يواصل تذكيرها بالتفاصيل " راعيتك كما لم اراعِ اختي خلود .. كنت اعد طعامك واغسل ملابسك واثرثر معك حتى تنامي .. لم اكن اريدك ان تشعري بالوحدة.."

شهقة بكاء أفلتت من صدرها وهي تهمس اسمه " خليل .."

تمضغ الندم وتتحمل مرارته رغم انفها .. يوم لا ينفع الندم ...

خليل كان يتألم حقاً منها .. يقول وكأنه لا يصدق كيف فعلتها به " حاولت حتى حمايتك من الالسن وانا ادعي انك زوجتي امام ام عادل .. أ فتجازينني هكذا ؟! تقتلين فرحتي اليتيمة يا اشجان وتشوهين سمعتي ؟!"

تهذر تحاول رتق ما تشقق ولم يعد يصلح

" انا لم اطلب من ام عادل أن ..."

علا صوت حذيفة وهو يقول بقسوة " ام عادل اخبرتنا بكل شيء .. كيف ذهبتِ اليها ذاك النهار في العيد والاكاذيب التي ادعيتها عن علاقتك بخليل .. والمكالمات الخفية معها وانت تستخدمينها لتبحث عنه .. كنا عندها للتو قبل ان نحضر اليك .."

بهلع تستوعب اشجان .. لم يعد هناك ما تنكره .. كانت تعلم ان حذيفة لن يترك الامر يمر بسهولة .. منذ ان اتصلت ام عادل تخبرها عن عراك السوق وعلمت ان حذيفة لن يرحمها ... اكمل حذيفة بقسوة اكبر وهو يقترب منها متجاوزا خليل " زوجها واخوتها سيتولون مسؤولية تأديبها ام انت ...."

ترك جملته معلقة وعينا اشجان تنظران اليه بجحوظ الخوف وهي تتمتم " انا ماذا ؟ هل ستدعه يؤذيني يا خليل ؟"

عيناها تتوسلان .. تستنجدان بخليل فيرد عليها بصوت ينضح بالمرارة " هل تعلمين يا اشجان انا لم يؤلمني نظرات عروسي لي الليلة ولا لوم اهلها قدر ألمي مما فعلته انتِ بي .."

ثم قست عيناه بتلك المرارة وهو يضيف بوداع فاح من كلماته " منذ اللحظة ليس لي اي علاقة بك وليفعل حذيفة ما يراه مناسبا معك .. فعلت اشياء كثيرة لاجلك .. لاجل ان تشعري كانسانة لها فرصة بحياة افضل .. ان تعوضي كل ما فات .. انسانة رأيت فيها ضعفاً فحاولت منحها بعض القوة .. بعض الامل.. في زمن أغبر يظلمنا جميعاً ويسحقنا .. لكن يا خسارة .. يا خسارة .. انت هي ذات اشجان التي استغلتني وانا مراهق لتتلاعب بي وارادت اذيتي.. لكن اذيتك هذه المرة اكبر.. اكبر بكثير ..."

تحرك مديراً اليها ظهره ليقول اخيرا

" غدا سأزورك لاخر مرة لاني وعدت شخصاً بهذا .. وبعدها لا اريد رؤية وجهك لاخر عمري .." جسدها النحيل المريض يرتجف وهي تراقب رحيله بينما تهدر كلمات حذيفة بوضوح يهز القلوب " ستبقين هنا مع بتول .. وعلاجك مستمر .. واقسم بالعلي العظيم فعلة دنيئة اخرى وسأرميك بنفسي الى الشارع تنهشك الكلاب دون اعتبار لمرضك"

ثم غادر .. غادر وكأنها ستهتم لتهديده !

لم يعد يهم شيء .. خليل رحل .. وربما سيأتي غداً فقط لاجل بتول .. لم يعد .. يهم ...

ظلت بتول تتمتم بكلمات لم تفهمها اشجان ولم تهتم ان تفهمها .. لانه .. لم يعد يهم !
**********








الملحق

حالما اغلق باب الملحق وهو يبحث بيده عفويا عن زر الاضاءة أجفل على صوت خلود وهي تؤنبه بالقول " لماذا تأخرت كل هذا ؟"

ترك بحثه عن الزر واستدار اليها قائلا " بسم الله الرحمن الرحيم .. كدتِ توقفين قلبي يا امرأة .. لماذا تقفين في الظلمة هكذا كأنك روح شريرة تطاردني ؟! هل تنوين قتلي بالسكتة القلبية؟! "

لم تبالي بمشاكساته وهي تتقدم اليه في الظلمة وببساطة تمد يدها لتشعل الاضاءة وتؤنبه مجدداً بعبوس جدي " خليل لا يرد على اتصالاتي ... وانت كالعادة لا ترد ايضا .."

يتخصر فتبرز عضلاته وضخامته اكثر فيبدو كعملاق جوار ضآلة جسدها الرقيق وكم يحب ازعاجها بهيمنته الجسدية هذه ليرد عليها مغيظاً " لا ارد لاني اكون مشغولا بأمر مهم يمنعني .. امر بديهي يا هبلاء.."

كان يحاول باسلوبه ان يخفف عنها توترها وقلقها لكنها سرعان ما اخذت تبكي وهي تنظر في عينيه ليسألها بغباء وهو يسدل ذراعيه الى جانبي جسده " لماذا تبكين الآن؟" تسأله بهمس متقطع وهي تمسح دموعها " هل هو بخير ؟"

اللعنة .. لم يكن ينقصه الا ان يرى دموعها الآن .. يود لو يعود لتلك الغبية الطامعة اشجان ويلقنها درسا اقسى مما تلقته الليلة .. ماذا يرد عليها ؟! خليل ليس بخير بشكل مؤكد الليلة .. ويكاد يجزم انه لن ينام بانتظار ما سيحصل في الغد ...

اتفق مع خليل على اخفاء الموضوع عن خلود فهي لن تسكت وستزيد الامور تعقيدا ..

حاول حذيفة ان يبدو مرحاً وهو يرد عليها ويناظرها بلؤم ممازح محبب " هو بخير وشذرة بخير وانا بخير والهبلاء الثانية نائمة في سريرها وهي بخير .. الشخص الوحيد الذي ليس بخير هو انت .. فلماذا لا تعتنين بنفسك بدلا من الاستمرار بالاعتناء بالاخرين .."

شهقة صغيرة تختم بها بكاؤها لتسأل بعدها بعفويتها " هل ستنام الآن ام تريد عشاء ؟"

يكاد ينفجر من الضحك .. فيضرب كفاً بكف ويقول " لا حول ولا قوة الا بالله ... اقول لك اعتني بنفسك فتردين علي بالسؤال عن نومي وعشائي ؟!"

تنظر اليه بصمت وعيناها البنيتان قلقتان شاردتان .. يلف ذراعا واحدا حول خصرها بخشونة فيقربها منه وهو يبتسم ساخرا ويقول " اليوم بذلتِ مجهوداً جباراً في السوق وانت ترفسين وتعضين تلك المرأة .."

ثم يغيظها ويزعجها وهو يمد يده الاخرى مشعثاً شعرها ويضيف ضاحكاً

" ذكرتيني بالذي مضى .."

تحاول ابعاد اصابعه عن شعرها وهي تسأل بحنق " اترك شعري انت تؤلمني ... ثم ما الذي مضى؟ "

يشدد من خشونته معها ويضحك من مقاومتها فتبدو كما كانت بالسوق الليلة وهي تتشاجر مع ام عادل وتريد الوصول اليها ويرد بصوت رجولي مرح " الا تذكرين تلك المرأة ؟ كانت امرأة مجنونة مشعثة الشعر التقيتها مرة في سوق الخضار قبل سنوات وهي تتشاجر وتتشابك بالايدي مع بعض النسوة اللواتي تطاولن عليها.."

تقاومه وتوبخه بصوت خفيض كي لا توقظ سوسو " كفاك يا حذيفة .. انت تسخر مني من جديد.."

يميل اليها ينظر في عينيها فتشع عيناه عاطفة وهو يرد " لماذا تقولين أسخر ؟! انها ذكريات مشوقة للغاية .. شفاه ثرثارة وخرزة زرقاء تائهة واشياء اخرى لا تحصى .. تعالي لاخبرك المزيد عنها.."

يحرك جسدها بسهولة ليحملها جانبا بذراع واحدة بينما تشتكي خلود قائلة " اي مزيد؟! انزلني يا حذيفة .. لم اعد كما السابق لتحملني هكذا .. جسدي يوجعني .."

يضحك وهو يشاكسها اكثر سائرا بها الى غرفتهما " يا هبلاء المزيد لا يقال الا وانا احملك هكذا .."

وسط الغرفة ترفع رأسها للاعلى اليه فتكاد رقبتها تتشنج وهو يضحك منها فتهدر فيه بغيظ وحنق " يا ربي ! انزلني يا حذيفة وكفى هذرا بالكلام .. ما زال امامي ان انظف الطباخ واشطف الحمام .."

انفجر ضاحكاً من قلبه ثم يسير بها للسرير وهو يقول ببهجة تغمره

" اي طباخ واي حمام في هذا الليل ؟! لدينا موضوع اهم نبحثه .."

يرميها على السرير وكأنه يرمي شوال رز في مخزن فتتأوه حانقة

" آآآه .. حذيفة ... كفى .. لست في مزاج جيد الليلة .. "

يحتجزها بجسده ويمنعها المقاومة ثم ينظر في عينيها ويقول بجدية ووعد قطعه لنفسه قبل ان يقطعه لها

" لا تقلقي من اي شيء .. شذرة لن تكون الا نصيب خليل .. "

شعر حذيفة بجسدها يتراخى وكأنه بثها الطاقة بوعده هذا .. وكأنه طمأنها تماما بينما تتمتم " باذن الله.."

ايمانها به هو مصدر نجاته ...

تتسع ابتسامة شريرة على فمه وهو يهمس بصوت أجش قبل ان يهبط لشفتيها

" نعود لـ... حديثنا ...."

**********

يتبع...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس