عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-18, 02:34 AM   #1062

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون

( الجزء الأول )






وقفت فرح ترتجف و هي تراقب شقيقها ينهب المسافة القليلة بينهما نهبا و ملامحه تتلون بغضب مدمر .
ما إن وصل إليهما حتى قبض بأصابعه على ذراعها و تحت نظرات شادي القلقة دفعها إلى الأمام حتى كادت تقع على وجهها بينما يأمرها بعنف :
- أنت إلى السيارة ، فورا !!

التفت إلى شادي و تقدم نحوه ليضربه بكلتا يديه على صدره بقوة مرتين متتاليتين حتى كاد يفقد توازنه لو لم يستند بيده في آخر لحظة على السور القصير الذي وراءه .
- ما الذي تظن أنك تفعله مع أختي أمام الناس يا سافل ؟
تكلم يا ... ، واصل و هو يقبض على تلابيبه و يختصر المسافة بين وجهيهما ، اشرح لي يا كلب .

سرح شادي صوته و عيناه تهربان رغما عنه إلى شبح الجالسة في السيارة قبل أن يقول صوت حاول أن يكون ثابتا :
- أنت فهمت الموضوع خطأ ، أنا لحقت بها لأعيد لها هاتفها الذي نسيته في القاعة .
- حقا يا سافل ، فحَّ و هو يكاد يحرقه بأنفاسه الملتهبة ، و لكي تعيد لها هاتفها تمسكها من ذراعها و تكاد تحضنها أمام الخلق و في عز الظهر ؟

نزل بكفه على قفاه بضربتين قويتين و هو يواصل بخشونة :
- أتظنني لم ألاحظ الطريقة التي تنظر بها إليها ؟
هل تعتقد أني ولدت البارحة ؟

تنحنح شادي ثانية ثم قال بتوتر و هو يحاول تخليص قميصه من بين أصابع عصام :
- أنا نيتي صادقة نحوها ، عرضت عليها الزواج و هي رفضت ، اسألها إن شئت .
- تعرض عليها الزواج و أنت متزوج يا ... ؟ أي نوع من البنات تظنها ؟ تظنها بلا رجال وراءها ؟ أخبرني يا كلب ، ألم نملأ عينيك ؟ بم تريدني أن أصفك أخبرني ، هل أنت حيوان إلى هذه الدرجة ؟ ألا تراعي أني سأصبح زوج أختك ؟ إلى هذه الدرجة أنت .... ؟

اتسعت عينا شادي و هو يسمع كلمته البذيئة الأخيرة بينما كور عصام أصابعه يستعد لتبديد الدهشة التي كست ملامحه بلكمة محكمة حين تراءت له شاهيندا فجأة أمام عيني خياله بنظرتها الضائعة ، بعينيها الدامعتين ، بالذبول الذي يكسوها في الأيام الأخيرة لتسترخي أصابعه و يكتفي بضرب الواقف أمامه بقوة على كتفه و يقول باحتقار قبل أن يبتعد :
- لو ذكورتك تعز عليك أنصحك أن لا تقترب من أختي بعد الآن .

ما إن وصل إلى سيارته حتى فتح الباب بعنف ليجلس بعنف أكبر و هو يشعر بشياطين الكون تتقافز حواليه .
لدقائق ظل يتنفس بقوة يحاول عبثا أن يستدعي بعضا من الهدوء و المنطق و يطرد بعضا من غضبه المتوحش .
منكمشة بشدة في الكرسي الذي يجاوره ، جلست فرح تتأمل جانب وجهه القاسي بخوف متزايد ، شاهدته يغمض عينيه ففتحت شفتيها تتمتم بتردد :
- عصام ، الأمر ليس كما ..

انتفضت في مكانها و هي تتلقى ضربة قوية على فمها بظاهر يده .
- اخرسي ، لا تتكلمي ، لا تنطقي ، قال و هو يتجنب النظر إلى وجهها ، أنا بالكاد أسيطر على نفسي ، أنصحك أن تمثلي بأنك لست موجودة بجانبي الآن .

بنفس الطريقة التي دخل بها السيارة راقبته يخرج منها فجأة و هو يخبط الباب وراءه بعنف ، تركزت عيناها القلقتان عليه و هو يدور بلا غاية لبعض الوقت قبل أن يتوقف ، يتناول هاتفه من جيب بنطلونه و يبدأ بإجراء مكالمة .
رأته يتحدث إلى الطرف الآخر بتوتر ، يستمع لمدة طويلة ثم يرد بكلمات قليلة و يصمت ليستمع ثانية من جديد ، أخيرا هز رأسه مرتين ، أغلق المكالمة و عاد إلى السيارة .
خفضت عينيها فورا و التصقت بالباب و هي تشعر بقلبها يكاد يقفز متحررا من بين أضلعها .
قاد عصام السيارة بصمت بينما أعصابه ، ضميره ، قلبه ، كل شيء حي بداخله يتآكل غضبا و ندما .
توقف فجأة على جانب الطريق و هو يسند جبهته على المقود ، أغمض عينيه يحاول الهروب مما رآه فتراءت شاهيندا ثانية أمام عينيه و هذه المرة لم يرها لوحدها ، رآها في حضنه ، بين ذراعيه كما حدث عدة مرات في الفترة الأخيرة .
لا يدري كيف ترك نفسه على راحته تماما و لم يحاول حتى أن يقاوم ، مرة و اثنتين و ثلاثا و و و ...إلى درجة أنه لم يعد يذكر كم من المرات ضمها إلى صدره ، كم قبلة تبادلاها .
ماذا لو ذلك الكلب ابن الكلب فعل مع أخته هو ذات الشيء ، ماذا لو ..
كلا ، كلا ، لا يستطيع حتى أن يتخيل الأمر ، لا يقدر ، لا يقدر .
فتح عينيه فجأة و اعتدل في جلسته و هو يتخلل خصلاته بأصابعه بقوة حتى كاد يقتلعها من مكانها .
هو ندم ، ندم و بشدة و لكن ندمه تأخر ، لم يفق سوى الأيام الثلاثة الأخيرة .
تذكر كيف كان يستجمع كل إرادته و هو يأمرها بحزم أن لا ترافقه إلى الباب الخارجي .
- لا تقلقي علي حبيبتي ، حفظت الطريق جيدا ، لن أتوه صدقيني .
- و لكن عصام ، هكذا كانت ترد عليه في كل مساء .

تنفس بعمق و هو يسترجع الطريقة التي تهمس بها اسمه بتوق ، بشوق ، باحتياج ، همسة وحيدة تهد بها جميع حصونه ، تجعله ينسى تلك الوعود التي قطعها على نفسه و أشهد عليها خالقه .
و الآن يستصغر نفسه إلى حد لا يوصف و هو يتذكر كيف خان كلمته أكثر من مرة ، عذره الدائم في كل تلك المرات أنه في أعماقه ، بينه و بين ربه كان يعتبرها و بصدق زوجته ، أن نيته نحوها بالفعل شريفة تماما على عكس نوايا ذلك السافل تجاه أخته و عموما لن يتأخر الأمر ، أسبوع فقط هو ما يفصله عن عقد قرانه عليها و الأسبوع سيمر و لكن أيا كان ما فعلته فرح مع ذلك ال.... فلن يمرره لها أبدا .
اعتدل في جلسته ثانية ، نظر في المرآة الجانبية يتأكد من خلو الشارع وراءه ، ضغط على دواسة البنزين ثم انطلق و هو يحاول تناسي أفكاره و التركيز على الطريق .
تململت فرح بتوتر و هي تشاهده يسير في شارع جانبي غير الذي يؤدي لبيتهم .
إلى أين ينوي أخذها ، تساءلت بحيرة بينما عيناها تراقبان الطرقات بتوجس متزايد .
بعد ربع ساعة من الصمت المضطرب ، امتقع وجهها بشدة و هي تكتشف وجهته أخيرا .



التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 29-11-18 الساعة 03:14 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس