عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-18, 01:01 PM   #8439

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون والاخير / ج1



سال الدم و....اظلمت الدنيا ...

تهاوت غيداء للارض وجفناها يتراخيان واخر ما رأته قبل الظلام صورة رعد مصدوماً والدماء تسيل من اعلى ذراعه ...

بقلب يخفق بجنون بفعل الادرينالين هدرت رقية لاهثة وهي تتطلع الى غيداء المكوّمة امامها على الارض " لقد وعدتك سابقا اني سأجعلك تفقدين الوعي ان حاولتِ لمسه .."

ثم رمت أرضا باقي التحفة الخزفية التي ضربت بها غيداء على رأسها فتهشم جزء منها..

تقدمت ناحية رعد تعبر فوق جسد غيداء وهلعها عليه يجعلها ترتجف وهي تهتف

" انت تنزف .. رباه انت تنزف ..."

اخذت الخادمة تولول فتصرخ بها رقية لتحضر شرشفاً او منشفة بينما رعد يحاول ان يطمئنها بصوت خافت ضاحك من اثر الصدمة " لا تقلقي .. قطتي .. الجرح ليس بخطير .. لا اصدق انكِ ضربت غيداء على رأسها يا مجنونة ! كيف سندفع لها ثمن التحفة الثمينة الآن ؟! " وبخته بانفعال لاهث " اصمت رعد .. هل هذا وقت مزاحك ؟!... فقط اصمت.. انت تنزف.."

تهرول الخادمة في هستيرية لتختفي للحظات ثم تعود بمنشفة بيضاء تسلمها لرقية ثم تتراجع للخلف في خوف رهيب وهي تنظر الى سيدتها المسجاة على الارض ..

اخذت رقية تلف المنشفة حول ذراعه وتثبتها وقلبها يجن رعبا لشحوب وجهه فتهمس بارتجاف " هيا لنذهب للمستشفى .. حالاَ .. فوراً.."

لكنه يمتنع عن التحرك وهو يقول بجدية

" تأكدي انها حية اولا .. لن اخرج قبل ان اتأكد .."

اخذت رقية تشتم ثم تنفذ مطلبه لتميل نحو غيداء وتتأكد من تنفسها ونبضات قلبها ..

وفي تلك اللحظة يتفاجأ الجميع بدخول جماعي لوميض ومعه ضابط شرطة واثنين من الرجال يرتدون ملابس بيضاء اقرب للمسعفين او لزي التمريض ..

يلف رعد ذراعه حول رقية جاذباً اياها وهو يواجه الكره في عيني وميض بكره مشابه .. لمعة انتصار ورضا في عينيّ وميض جعلت رعد يتوجس من القادم فيبادر قائلا بكل الكره الذي يحمله نحو هذا الرجل القذر " اختك جنّت .. جعلتني احضر الى هنا ثم هاجمتني فدافعت عن نفسي لتقع ارضا... انها مغمى عليها فحسب.."

اخذت الخادمة تصرخ وتقول " لا سيدي لا .. هذه الفتاة هي من ضربتها بالتحفة الخزفية.. هي من .." هدر وميض بقسوة يخرس ولولتها "صمتاً انت .. لا اسمع لك نفساً.."

انكمشت الخادمة على نفسها بينما رقية تراقب ما يحصل وتشعر بالخوف والارتباك ..

الضابط لم ينطق بحرف فقط يقف شامخاً كالديك تاركاً التحاور كله لوميض .. حتى الرجلين الاخرين ثابتين مكانهما بانتظار الاوامر .. وميض كان الآمر الناهي...!

رعد يشارك رقية سراً نفس المخاوف لكن ذهنه متوقد ليتصرف .. يشعر وكأن وميض كان مستعدا بطريقة ما لما يحدث الآن .. بل وكأنه كان ينتظره !

قالت رقية وهي تظهر ثباتاً ملفتاً " يجب ان اخذه للمستشفى .. عن اذنكم.."

يفرد وميض كفيه الى الجانبين بابتسامة بغيضة وهو يرد بسماجة متعمدة " حقك .. حقك ان تأخذي خطيبك للمستشفى .. كما حقي ان اخذ اختي المسكينة ايضا للمستشفى التخصصي كي تتعالج .. اصبحت عنيفة مؤخرا وتهاجم حتى خادمتها .."

ثم اشار لاحد الرجلين بالرداء الابيض كي يتأكد من حالة اخته وحالما طمأنه الرجل انها مغمى عليها فقط كما قال رعد آنفاً طلب منه ومن رفيقه حملها للخارج وحالما فعلا برقت عينا وميض بظلام مخيف وهو ينظر الى رعد ويضيف بثقة وسلاسة " الخادمة ستشهد بأن اختي هاجمتك بغية قتلك وستشهد انها ساعدتك بنفسها لتنجو بحياتك.. في مقابل شرطين يا ابن اخ الغالي.."

صمت للحظات كأنه يتلاعب بهما لكنه لم يُطل الامر وهو يراهما ثابتين امامه ليضيف

" الشروط الاول.. ان .. تنسى تماما كل ما يخص ثروة عمك والثاني .. ان.. تشهد في المحكمة عن مهاجمة غيداء الجنونية لك.. ومؤكد... كلنا سنصمت عن حضور خطيبتك هنا ودورها الصغير الشجاع لهذا اليوم.."

قال جملته الاخيرة وهو يكشر بفمه ...

اقشعر بدن رقية منه رغماً عنها وهي تتشبث بجسد رعد في توتر تخفيه.. بينما رعد ينقل نظراته بحذر وتأهب بين الضابط والخادمة.. لم يُرِد اللحظة الا ان يغادر مع رقية.. يجب ان يُخرجها .. ان يمنع توريطها اكثر مهما كان الثمن ..

هزّ رعد رأسه موافقاً بملامح صلبة لا انفعال فيها فتتسع تكشيرة وميض القميئة وهو يمد ذراعه بحركة مسرحية وكأنه يدعوهما للمغادرة ..او .. كأنه يطلق سراحهما..

***

حالما خرج رعد عبر بوابة بيت عمه وهو يمسك بكف رقية بقوة لمح الى يمينه سيارة بيضاء من النوع الخاص بالمستشفيات تركن الى جانب الشارع قريبا من بوابة البيت وذاكما الرجلان جالسان اللذان حملا غيداء في مقدمتها وهما يدخنان ويثرثران كأنهما في نزهة !

قرأت عيناه المكتوب على جانب السيارة والتي توضح أنها تابعة لمستشفى الامراض العقلية..

عندها فقط ادرك رعد ما يحصل كاملا..

ادرك خطة وميض وما سعى اليه ...

حثته رقية ليتابعا المسير فهز رأسه وهويسرع بخطواته معها نحو جهة اليسار متحاملا على وجعه ليبتعدا عما يجري هنا من وساخة ومؤامرات حقيرة بين الاخ واخته .. ككلبين مسعورين يلهثان خلف الثروة وينهشان بعض لاجلها ...

وصلا للشارع العام بحثا عن سيارة اجرة ورعد يتمتم بانفعال " لقد فعلها الحقير .. سيستحوذ على كل شيء بعد أن يدخل اخته المصح.." رددت رقية مثلا محلياً بتشفٍ

" نارهم تأكل حطبهم .."

ثم اوقفا سيارة اجرة وقد رفض رعد باصرار شديد الذهاب للمستشفى وقرّر العودة الى بيت سعدون القاضي مصراً على ان يعالج نفسه بنفسه .. فاذعنت رقية وهي تحاول جاهدة التقاط انفاسها واستعادة تماسكها بالكامل...

***






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس