عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-18, 03:33 AM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



1 - حبيبها ..






((هيا يا إيمان لقد حان موعد ذهابك إلى الكلية))...

تسللت كلمات الأم الحانية إلى أذني إيمان وهي تجلس أمام مرآه حجرتها الصغيرة...تضيف بعض اللمسات إلى وجهها قبل ذهابها إلى الكلية.... وحمل إليها الصوت قلق الأم ولهفتها فأجابتها بهدؤ وهي تبدأ في تصفيف شعرها بعناية :
-حالا يا أمي..اطمئني..ستبدأ محاضرات اليوم متأخرة بعض الشئ.

تأملت الأم ابنهتا في مزيج من الحنان والإشفاق ثم غمغمت في صوت خافت وكأنها تحادث نفسهــا:
-أخشى أن تتأخر الحافلة أيضا.
ودون أن تنتظر جوابا من اينتها غادرت الحجرة في خطوات خافته وأغلقت الباب خلفها في رفق وكأنها تعلن استسلامها لإرادة ابنتها...

ولم تكد ايمان تسمع صوت الباب وهو يغلق حتى تنهدت في صوت مسموع وتوقفت عن تصفيف شعرها ومطت شفتيها في ضجر وهي تتأمل ملامحها في المرأه الصغيره التي اختفــى بريق أطرافها بفعل القدم وردأه النوع....
كان من الصعب أن توصف إيمان بالجمـــال....
وهي نفسها كانت تعترف بذلك ...

كان نحيلة للغاية حتى أن عظام وجنتها كانتا تبرزان على نحو عجيب وعيناها تبدوان غائرتين....على الرغم من اتساعها وسوادهما الفاحم ....أما أنفهــا فيميل إلى الطول ويستدق في نهايتة مبرزا شفتيها الرفعتين اللتين تبدوان كخطين حمرواين فوق ذقنها الحاده....

ولكنها كانت تمتلك شعــرا ناعمــا فاحمــا ينسدل على كنفيها في رقـه ونعومه...
وكانت تعلم أن شعرها هو أجمل مافيها لذا فقد كانت توليه عظيم عنايتها واهتمامها لتحافظ على لمعانه وتألقة ونعومته....

في تلك اللحطة وهي تتأمل وجهها في المرأه انتابها ذلك الحنق الذي يراودها دوما كلما تطلعت إلى ملامحهـا وتفرست في وجهها النحيل الذي يثير ضيقها وكأبتها.....وايتسمت في مرارة.....
ايتسمت وهي تلعن قوانين الورثة التي شأت أن تمنح شقيقها الوحيد جمال أمها وعينيها الخضرواين...ووجهها الممتلئ دون بدانة ...في حين اختصتها هي بنحول والدها وأنفه الطويل وشفتيه الرفعيتين....

وتسألت في حنق: لم عكست قوانين الوراثة الأمر إلى هذا الحد؟
لقد بدأ شعورها بذلك وهي طفله صغيره حينما كانت تسمع تعليقات الأقارب والأصدقاء وهم يعجبون لذلك التناقض بين ملامحها وملامح أخيها وهو يظنون أنها لاتفهم تعليقاتهم ولاتشعر بالسخرية المختفيه خلفها....
وكان ذلك يؤلمهـــا.....

ومع وصولها إلى مرحلة الأنوثة والنضج تحولت الامهــا إلى حزن عميق وشعور قوي بالنقص...
كانت تقارن ملامحها بملامح زميلاتها في المدرسة فتجدهن جميعـا أكثر ملاحه وجمـالا وترى نفسها أكثرهن قبحا ودمامة.....
لم تكن دميمة كما تتصور نفسها وإنما كان شعورها بالنقص هو الذي يصور لها ذلك....

ومن العجيب أن أحدا لم يشعر بحزنها ومرارتها وبشعورها بالنقص فبدلا من أن يدفعها ذلك الشعور إلى الانطواء والعزله كما يحدث عاده وحدت نفسها تنغمس في النشاطات والداقات وتبدو دائما شديدة المرح ساخره وكأنما تخفي كل مشاعرها الحقيقة خلف ذلك القناع الللاهي البسيط....
وأصبح لها العديد من الصديقات....

كانت تشعر في بعض الأحيان أنهن يلتصقن بها ليبرزن جمالهن فدمامتها وهي تســير إلى جوارهن سيمنحهن مزيدا من التألق والجمال بحكم التناقض والمقارنة فالفتاة العادية ستبدو إلى جوارها جميــلة والجميلة ستبدو رائعة الجمال.....

وهكذا وقسر في أعماقها أن كل صديقاتها لايبغين سوى استغلال دمامتهه.... فمت في أعماقها مع مرور الوقــت شخصيتنا متناقضتان....

كانت في ظاهرها فتاة مرحه لاتبتئس ابدا ولايلمح أحد الحزن في محياها قط ..اجتماعيه نشيطة ساخره.....
أما في أعماقها فقد كانت تختلف تماما....

كانت حزينة بائسة تميل إلى الأنطواء والعزلة....
هي وحدها كانت تعجب من قدرتها على تمثيل دور الفتاة المرحه طوال الوقت.....
كانت تعجب من استطاعتها الاحتفاظ بذلك القناع الباسم على وجهها في كل المجتمعات وحتى وسط أسرتها.....

ولكن كان هذا القناع ينهار تماما حين تنفرد بنفسها فتسقط ابتسامتها وتنهار بساطتها ويتلاشى مرحها...
وكثيرا ماانخرطت في بكاء حار وهي تدفن وجهها في وسادتها التي باتت صديقتها الوحيــدة التي تقص عليها لواذع قلبها والآم نفسهـــا....


ولكنها حافظت على القناع حتى بعد نجاحها بتفوق في الثانوية العامة والتحاقها بكلية الطب.....
لقد شعرت بسعادة لاتوصف حينما التحقت بتلك الكلية لا لأنها كانت تطمح في العمل كطبيبة ولكن لأنها نجحت في تحقيق التفوق على زميلاتها اللاتي يتفوقن عليها بجمالهن وملاحتهن....

وعاونها ذلك الأحساس بالتفوق على التقدم في الكلية والارتباط بكل حلقات النشاط داخلها ...حتى قرنت تفوقها العلمي بتفوق اجتماعي بارز داخل أروقة الجامعة جعلها تحص في نهاية العام الماضي على لقب الطالبة المثالية....

ولكنها كانت تفتقر إلى عاطفة قوية في تلك السنوات التي تتأجج فيها العواطف وتنطلق فيها نسمات الحل والحنان....
كانت تفتقر إلى الحب أو ربما كانت تخشــاه....
كانت تلك الشخصية الأخرى في أعماقها تقتل تلك العاطفة دومــا....
كلما مالت إلى زميل أو صديق أو شعر قلبها بخفقان العاطفة كانت تصرخ أعماقها بها(حذار من الحب)....

كانت تؤكد لنفسها دوما أنها لاتصلح للحب ولاتمتلك مايؤهلها له...فهي حسبما تظن دميمة من أسرة عادية لاهي بالثرية ولابالشديدة الفقر ولكنها على الأقل مثل معظم الأسر في مصر تؤمن لها ضروريات الحياة....

حتى خفق قلبها ذات مره وعجزت أعماقها عن وأد اخفاقه...
وأحبت الشخص الوحيد الذي منحها لمسة حنان وحب....
وجاء ذلك عفويا رقيقا بسيطا....


كان ذلك منذ أسبوع واحــد حينما فاض بها الكي ذات مره وشعرت أنها لم تعد تحتمل ذلك القناع المرح الذ تضعه على وجهها وأن شفتيها قد أصبحتا تعجزان عن الاحتفاظ بتلك الابتسامة المصطنعة الدائمة....
بدت ايتسامتها في ذلك اليوم ثقيلة مؤلمة تمزق شفتيها وتنزع عضات وجهها....



واعتذرت لمن حولها في رقه وأسرعت إلى ركن منزو في حديقة الكلية وأدرات وجهها للحديقة وألقت القناع المرح جانبا وتركت لدموعها العنان ....

لم تدر يومها كم مضى عليها من الوقت وهي تبكي ولكن بكأؤها تحول فجأة إلى شهقة قوية وارتجافة شملت جسدها كله حينما شعرت بيد تمس كتفها في رفق وسمعت صوتا يهمس في حنان وحزع:


-إيمــــان ؟1....هل تبكين؟؟
انتابها الذعر حينما التفت إلية وعيناها مبللتان بالدموع....
وتطلعت إلية لحظة في مزيج من الدهشــة والخوف كأنما ضبطها بجرم مشهود....


كان منير زميلعا في الكلية وكان يكبرها بعامين ويشاركها نشاطها في فريق الجوالة بالكية...
وكانت عيناه في تلك اللحظة صوره مجسمة للحنان والعطف....


وأسرعت تجفف دموعها وتبتسم ابتسامة شاحبة وهي تغمغم في ارتباك:
-كلا إنها بعض ذرات التراب و.......
لم تكن لهجتها مقنعة حتى بالنسبة لها فبترت عبارتها وخفضت وجهها حتى تتحاشى نظرته الفاحصة الحنون وتركته يجلس إلى جوارها في رفق وهو يسألها في حنان:

- ماذا بك ياإيمـــان؟؟
عجزت عن إجابته...وعجزت ايضا عن إخفاء دومعها التي عادت تنهمر في غزارة وصمت هو طويلا وكأنها يترك لدموعها فوصه إفراغ حزنها ثم قال في همس:

لن أسألك عما يحزنك ياإيمــان فهذا شأنك وحدك ولكن دموعك تؤلمني فجففيها أرجوك.
أدهشتها عبارته الحنون حت أنها لم تبذل جهدها لتجفيف دموعها التي تحجرت في عينيها وهي ترفعهما إليه في حيرة....


وخفق قلبها في قوة وهي تتطلع إلى ملامحه الوسيمة ووجدت نفسها تردد في دهة:
-تؤلمك؟!
أوما برأسه ايجابا في هدؤ وهو يقول في حنان:
-بالطبع ياإيمـــان ...إنك لاتعلمين كم أقدرك واحترمك.

اتسعت عيناها وهي تتطلع إليه في دهشة....
يقدرها ويحترمها؟!....
ماذا يعني بكلماته؟....
ماذا يعني بحنانه؟.....


الأ يعلم أنه هو بالذات يثير تقديرها واحترامها منذ عملا معا في نشاط الجواله؟
الأ يعلم عن إعجابها به وقد كاد يتطور في أكثر من مره إلى حب لولا اصرارها على ألا تقتحم تلك العاطفة قلبها قط؟!.....




ترى هل تعنى كلماته الحانية هذه أنه يبادلها نفس الشعور الذي تقتلة دوما في أعماقها؟.....
ولكن كلا.......

من الخطأ أن تمنح نفسها املا زائفا لايلبث أن ينهار فيورثها مزيدا من الحزن والالام ....
ومرة أخرى وأدت ذلك الشعور النبيل في أعماقها وجففت دموعها وهي تتحاشى النظر إلية مغممة:
-لاعليك يامنير إن الدموع تعبر احيانا عما تعجز الكلمات عن التعبير عنه....


أجابها في هدؤ:
-هذا صحيح فالدموع تخمد بعض الأحزان ولكنها لاتقتلها.
أبتسمت في حزن وهي تتمتم:
-هل تنوي التخصص في الطب النفسي؟؟
ضحك وهو يقول :
-لا إني أعشق الجراحة.


كانت ضحكتة صافية جذابة حتى أنها خلقت في نفسها شعورا حقيقا بالمرح وهي تقول:
-هذا واضح فأنت تهوي تمزيق كل لوحات الحائط التي نصنعها في الجواله.
كانت تتوقع منه أن يجيبها بعباره مرحه كعادته إلا أنه صمت لحظة قبل أن يقول في هدؤ وحنان :
-هل رأيت كيف يشرق وجههك حينما تضحكيــن؟؟؟


سرت في جسدها قشعريرة عجيبة حينما نطق بعبارته ووجدت نفسها تعود لتتطلع إلى وجهه في دهشة وهي تشعر بدماء الخجل تتصاعد إلى وجنتيها فأطرقت برأسها وابتسمت وهي تقول:
-لو أردت رأيي فأنت تصلح حقا للطب النفسي .


ايتسم وهو يقول :
-إذن فقد نجحت في إزالة حزنك؟
أومأت برأسها في حياء فاتسعت ابتسلمته وهو ينهض قائلا:
-هيا نعد إذن إلى حجرة الجواله.
كانت لهجته وهو ينطق عبارته الأخيره مزيحا من الحنان والصرامة فنهضت تتبعه في استسلام وقلبها يخفق في عنف....


ولم يكن أمامها سوى أن تعترف بأنها أحبت منير...
لأول مره في حياتها لم تعد تستطيع وأد مشارعرها فتركتها تنطلق على سجيتها وتعترف بحقيقتها...
ومنذ تلك اللحظة لم يعد منيز زميلها فحسب....
لقد صار زميلها وحبيبها....

ولكن القضاء كان يأبى عليها أن تنعم بتلك العاطفة السامية.....
وكان يعد لها مفاجأة قاسية....




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس