عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-18, 01:49 PM   #8

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 هوس القلوب .... الفصل الاول

هوس القلوب

الفصل الأول ....

وقفت بزاوية الشارع المظلمة كاللصة تسترق النظرات وتتلفت هنا وهناك وهي مدركة لحجم ما تقوم به وتدرك ان جرأتها على الهرب ستكون وصمة عار بجبين الحاج شكري ستلتصق بعائلتها مدى الحياة وتجلب لهم الذل والكلام المحرج وسيشتعل الحاج شكري بغضبه ولن يهنا له بال حتى يجدها ويقتص منها لكنها اختارت ذلك المصير وهي تعلم ان عقابها سيكون قاسيا قد يصل الى انهاء حياتها لكنها رغم كل ذلك مصرة على الخلاص والبدء بحياة أخرى هانئة مع سليم رشاد الذي احبته من كل قلبها ورأت فيه فارسها ومنقذها وامانها ولا تترك نفسها كخروف يجر الى ذبحه في أي لحظة.

تعرق جبينها وبللت شفتها بلسانها عندما رأت سيارة تقترب منها وبسرعة فائقة فتحت الباب الامامي وجلست قائلة بخفوق انفاس: "لنخرج من الحي بسرعة ارجوك"
والتفتت خلفها بقلق وهي تردد السور القرآنية وتتأمل الارجاء وتراقب الطريق حتى ادارت وجهها بسرعة عندما شعرت بيد سليم تقبض على كلتا كفيها وتشدهما وتطلع بعينها قائلا بعيون واسعة ونبرة معتدة: "لا تخافي .... خيرا فعلت نسرين هذا ما كان يجب فعله منذ زمن بعيد لا ترتجفي هكذا .... انا معك"

انتزعت اناملها الرقيقة من تحت كفه وشعرت بجفاف حلقها من لمسته القوية فهذه المرة الأولى التي يلمسها وتشعر به حقيقة وواقع!
فعلاقتها به لم تتجاوز المكالمات الهاتفية واللقاءات الخاطفة السطحية والوعود الجميلة ونبرة الصوت .... نبرة الصوت التي اسرتها ليال ....
انها عاشقة لصوته ولكلامه
صوته كان الطاقة الإيجابية التي مدتها بالقوة والامل ودفعتها للاستمرار والخوض في الاحلام وعينيه .... عينيه مصدر قوتها عينيه فيهما بريق لم تره بأي رجل غيره انه بريق يجبرها على الانجذاب والسير باتجاهه.... لكنها اليوم خائفة!
فقد تحول كل شيء الى واقع .... انها برفقة سليم .... مشاعر جديدة نبهتها الى حقيقة شخصيتها الهشة وسذاجتها ...نبهتها الى ان سليم رشاد رجل وليس فارس منقذ فقط!


رفعت بصرها بتردد ورمقته بنظرة جانبية دون ان يشعر بها فقد كان مركز في الطريق وتأملته بإمعان عندما تجلى الصبح بضيائه كان يرتدي ملابس سوداء ويلف رأسه بشماغ ابيض!
اول مرة تراه عن قرب هكذا وتتمعن بتفاصيله وبدى لها مفتول العضلات وضخم البنية واكبر سنا مما كانت تظن وكل شيء في مظهر يدل على صلابته وقوته حتى طريقة لباسه الغريبة هذه لم تعتدها بدت غي مألوفة لديها فمظهره ادخلها في مواجهة مع نفسها وتخبط قلبها وعقلها واجتاحتها تساؤلات غريبة واجهت نفسها بها أهي تعرف سليم تماما كما ظنت؟ ام انها تعرف النزر القليل عن هذا الرجل؟
اضطربت اهدابها عندما ادار وجهه بسرعة نحوها وفاجئها بابتسامة خفيفة وهو يقول بهمس جعل قلبها يهدأ: "خمنت ما يدور بنفسك الان.... كأنك خائفة مني! اطمئني انا سليم يا نسرين حبيبك ولا داعي ان اذكرك بمن هو سليم"
اسدلت اهدابها الفاتحة وسخرت من افكارها مع نفسها
كأن وحشة الفجر وما أقدمت عليه من خطوة قد أثر عليها سلبا وبدأت لا تعرف الصواب والمنطق
تخاف من سليم؟ يا لسخافتها!
نسيت انه الرجل الوحيد الذي وثقت به أشهر طوال وهو الذي حررها من قيودها ووثاقها واشعرها بأهميتها كانسان قبل ان تكون انثى؟
انه من علمها كيف تقول لا بوجه العبودية والخنوع وهو من احيا واخضر المشاعر اليابسة بقلبها الصغير
سليم رشاد هو الحلم الذي نامت وصحت كل ليلة ويوم على اطيافه وحنان صوته ليس لها الحق الان بالاستغراب ولا التفكير لثانية انها لا تعرفه جيدا!

رفعت بصرها وتأملت الشارع وأدركت انهما قد خرجا من المحافظة تماما وابتلعت ريقها لقد خرجا من المحافظة؟ لم يخبرها سابقا ان منزل اهله يبعد هكذا مسافة!

شبكت يديها وقالت بتوتر مكتوم: "سليم .... تظنهم سيتقبلونني بينهم و .........."
لاحظت نفسها مسترسلة في الكلام معه عن اهله وعن استقبالها وماذا عليها ان تفعل وهو لم ينبس ببنت شفة وكأنه لا يسمع ما قالته أساسا! بدى شارد ومقطب الجبين وكأن لديه من الهم ما اسكته وضيع تركيزه حتى قالت بصوت واضح: "سليم انت معي؟"
التفت اليها وبدى في عينيه كلام يود قوله تأملت وجهه وبدت لها سمرته واضحة تحت خيط اشعة الشمس التي اكتسب برودة الصباح واومأت برأسها عندما قال بسرعة: "أعطني هويتك وكل متعلقاتك"
عندما ركن السيارة تطلعت به باهتمام وهو يتأمل هويتها ثم وضعها في جيبه وقال وهو يتأمل السوق الشعبي امامه: "انت جائعة سنتناول شيئا" ونزل قبل ان تقول شيئا ولما وضعت يدها على المقبض لتفتح بابها قال بنبرة قوية: "لا تنزلي ابق مكانك"
قالت بضيق واضح: "لا اريد طعاما لنصل الى بيتكم ونأكل هناك ارجوك قدر وضعي انا متوترة جدا"
فتح الباب وعاد ليجلس مكانه وقال بنبرة صوت جعلتها ترجع ظهرها الى الكرسي ببطء: "اريد ان اخبرك شيئا وأتمنى ان تقدري وضعي انت أيضا ولا تفهميني بشكل خاطئ .... نسرين لا أستطيع ان اذهب بك الى اهلي و"
توقف عن المواصلة من شهقتها وقالت باضطراب: "ماذا تقول؟ الم تعدني إنك ستأخذني إليهم؟ لماذا ما الامر الم..."
قال بجدية وعيون طمأنتها بحبه وحرصه عليها: "اسمعيني الى الاخر.... في الوقت الحالي لا أقدر هناك ظرف استجد لم يسمح لي بمفاتحتهم"
قالت مقاطعة كطفلة ثائرة: "أي ظرف اخبرتني ان كل شيء على ما يرام وإنك قد هيأتهم لاستقبالي واني مرحب بي في بيتكم"
أراد ان يلمس وجهها لكنها ارجعت رأسها الى الخلف قائلة بعفوية: "لا تلمسني .... حرام"
رفع حاجبه وانزل يده وقال مكررا نبرة صوتها: "حرام؟"
ساد صمت وشعرت بشيء من الاستخفاف بوجهه وعدم الاقتناع بكلامها لكنه قطع الصمت عندما قال بلطف بالغ: "حبيبتي ثقي بي انا أهيئ لك كل ما يعلي شأنك ويحفظ كرامتك .... حدث سوء فهم مع العائلة وسأتدبر الامر اعدك .... نسرين انا غير راض عن خوفك ونفورك الذي لمسته اليوم مني .... انا متضايق لاني اشعر اني غريب بالنسبة لك لا تكرري مثل تلك التصرفات الطفولية الساذجة .... انا حبيبك ووليك الان والدليل انك لجأت الي لتحتمي من كل الدنيا .... ظننتك سترتمين بحضني لان حلمنا تحقق .... ان نكون معا .... لا تخلقي الفجوة ارجوك "
أبعدت خصلة شعرها الطويلة التي نزلت من الحجاب الذي يحيط رأسها وقالت بتردد: "اين ستذهب بي الان؟ لم نتفق على ذلك .... سليم اين ستأخذني؟"

التفتت اليه بسرعة عندما شد على المقود وانطلق بسرعة جنونية بعكس الاتجاه حتى تلفتت يمينا وشمالا وصرخت: "ما الامر؟"

لم يجيبها بل ازدادت تعابيره انزعاج وغضب وكأنه ندم على كل شيء وصرخت مجددا وهي تراقب طريق العودة: "ماذا ستفعل؟ ما الأمر أخبرني؟"

قال بغضب وقهر أحزنها: "سأرجعك"
شهقت ووضعت يدها على فمها وترقرقت الدموع بعينيها الجميلتين وهزت رأسها عندما قال بغيظ: "سأرجعك الى بيتك الى حيث الذل والامتهان وتغييب الرأي والكرامة الى الحبس حتى تقادي كالشاة الى العريس العجوز المتزوج بدل الواحدة اثنتين من اجل بضعة دنانير يحفل بها ذلك الشيطان بهيئة الملاك المدعو شكري"
قاطعته قائلة ببكاء وهي تضع يدها على ساعده: "لا .... لا ارجوك لا ترجعني الى هناك ارجوك"
فترت سرعته وتدريجيا أوقف السيارة واسند ظهره ورأسه على الكرسي وتنهد ثم وضع يده على يدها واعتصرها قائلا: "اسف .... انا متوتر أيضا ربما أكثر منك .... لدي مشكلة مع العائلة اشعر بالضغط .... لا ارضاها لك ان تعودي الى هناك لاني واثق انني قادر على اسعادك وتعويضك وتعليمك كما وعدتك دائما .... ان كنت تثقين بي حقيقة افعلي كل ما اراه مناسب .... اتفقنا حبيبتي"
ابتلعت ريقها واومأت موافقة ببطء


بعد مرور ساعة من الوقت دخلت سيارته في شارع واسع من حي سكني ولم تمضي الا دقائق حتى أوقف السيارة وهم بالنزول لكنها اوقفته قائله بقلق: "لماذا توقفت؟ .... انا لا افهم اين نحن؟"

ونظرت من حيث النافذة الجانبية عندما أشار لها الى بيت وقال باعتداد: "هيا انزلي"
هزت رأسها باستغراب وبقيت تنظر اليه بتساؤل وراقبته وهو يستدير حتى فتح بابها .... نزلت ببطء وتلفتت حولها وعندما وصلت معه الى باب المنزل قطبت جبينها عندما اخرج من جيبه مفاتيح وقالت بسرعة وهو يدير المفتاح: "بيت من هذا؟ .... ما الذي تنوي فعله؟"
هو وبهدوء: "في الداخل نتكلم تفضلي"

زممت شفتها وابت الدخول قائلة: "لا"
هو وبتمعن: "لا تكوني عنيدة .... انه لي .... تعالي"
اتقدت عينيها وقالت بإصرار: "لم نتفق على ذلك لا يمكن ان نكون معا هنا"
قطب جبينه وقال بهمس: "ادخلي نسرين انه امر واقع لا يوجد مكان حاليا انسب من هذا"
قالت وهي تفرك يديها: "لنذهب الى فندق لا اقدر ان"

قال بنفاد صبر وبجدية: "لا يمكن .... الفندق لا يستقبلنا .... لا بد من عقد زواج"

فاجأته بتصرفها عندما تركت المكان وعادت الى السيارة وخفضت رأسها عندما صعد الى جانبها وقال بتوتر واضح: "لا تصعبي الامر علينا"
قالت دون ان ترفع رأسها وهي تفرك بأناملها: "الامر صعب أساسا لا يمكن ان اسكن معك وحدنا .... لا يمكن ليس لانني لا اثق بك لكن .... لكن لان لا يجوز ذلك .... انا اتيت معك على مخطط رسمته لي .... قلت لي ان والدتك ستستقبلنني وأننا سنتزوج"


أراد ان يمسك يدها لكنها ابت فبقي ينظر اليها لثواني بصمت مطبق وكأنه احتار امام عنادها او بدأ يستنفذ وسائله بإقناعها وبدل من ان تسمع منه كلام يزعجها كما كانت متوقعة قال بلطف بالغ: "من حقك .... لا الومك اعرف انك متعبة ومنهارة وقلقة وكل شيء و لا اقدر ان اجبرك على شيء لا يعجبك وسأتصرف .... اقسم بالله لو كان الظرف يسمح لعقدت عليك لتزوجتك حبيبتي لضممتك بقلبي لكن انت تعلمين ان الزواج يتطلب موافقة ولي امرك وانت قاصر يا نسرين انها مسؤولية"
قالت وقد استنفذت طاقتها وبحزن ودموع: "الان تقول لي كل ذلك الم تخبرني اني سأبقى مع والدتك بضعة اشهر حتى اتم الثامنة عشر ونتزوج"
قال باستياء: "وهذا ما سيحصل اصبري فقط .... الامر يتطلب وقت فقط .... انزلي ولا تصعبي الامر علينا اعدك انني سأصونك واحترم رأيك ولم افعل أي شيء يخدشك نبقى هنا يومين لحين تسوية الامر مع اهلي وبعدها اذهب بك هناك مع امي لحين بلوغك السن القانوني للزواج "


قالت بدموع وإصرار وهي تضرب على افخاذها: "لا مستحيل لا يمكن ان اسكن هنا ارجوك ابعدني عن هذا المكان"
ووضعت يدها على فمها عندما ضرب المقود وادار المحرك قائلا بخشونة: "حسنا .... كما تشائين"

قالت بتلعثم: "سترجعني الى البيت؟"

هو وبجمود: "لا لكن هذه المرة لن تنطقي ولا بحرف فهمت؟"


.................................................. ..................................



فوجئت بحلول الظلام وبدأت تشعر بالذنب اتجاه سليم الذي قضى كل اليوم معها يجوبان الشوارع وبدى عصبي المزاج وهذا وجه جديد عرفت به سليم رشاد فقد كانت تظن انه لم يتعصب ابدا وانه سيبقى يغدق عليها بحلو الكلام نسيت انه بشر وفيه كل الصفات وعليها ان تعذره فهو لحد الساعة لم يجبرها على شيء لا ترغبه ويحاول ارضائها لكن مالم تفهمه الى اين ذاهب بها بكل تلك المسافة التي تعدت مئات الكيلو مترات عن العاصمة بغداد باتجاه الجنوب انه لا يريد ان يخبرها عما يدور برأسه وكأنه يقصد مكان ما يعرفه!


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس