عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-18, 05:37 PM   #18

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


_عايزة أستأذنك في حاجة...رد علي بسرعة .

تركتها له "رسالة صوتية" بنبرتها الباكية لكن يبدو أنه لم يرها ...
عاشقها المجهول الذي تحتاج الآن الشعور بوجوده..
كما تحتاج استئذانه في -أمر ما - تريد فعله وتظنه سيغضبه!
ظلت تراقب هاتغها في يدها للحظات قبل أن تلقيه جانباً بيأس !
عيناها تنتقلان بجزع بين هانيا التي لم يفارقها رامز ...
ونبيلة التي ترى أثر تجاعيد الحزن على وجهها لأول مرة !
يامن لا يبدو بخير...
هي لم تره هكذا يوماً!!
ماذا عساها تفعل ؟!
وكيف تساعده؟!

الفكرة تلح على ذهنها لكنها ترفضها بالكثير من النفور،،،
وأخيراً انتفضت من مكانها لتنفذها ...
استأذنت من نبيلة في الخروج بحجة واهية ثم اندفعت لتغادر متجهة نحو مكان بعينه...
كانت تدعو الله أن تكون متذكرة للعنوان جيداً...
لهذا ما كادت تتأكد من بواب البناية حتى صعدت الدرج بسرعة نحو الشقة المنشودة التي طرقت بابها ...
ولم يكد يفتح لها حتى بادرته بقولها:
_دكتور مروان ...أرجوك خلليك جنب يامن ...هو محتاجك.
=======

لم يستطع تمالك مفاجأته وهو يراها واقفة أمام باب بيته...
معذبته الساحرة...
وامرأة قلبه التي لم يرَ سواها من بين نساء العالمين !
داليا هنا...؟؟

هنا في بيته ...؟؟
بيته هو ك"مروان" لا ك "حبيب مجهول" تطارده كسراب مجنون!!!

لهذا تجمد مكانه للحظات أساءت هي فهمها لتهتف بين دموعها المنهمرة:
_مااعرفش حد غيرك ممكن يقف جنبه دلوقت ...أنا عارفة إنك صاحبه الوحيد وخسرتوا بعض بسببي ...أنا آسفة ع اللي عملته وهاقول ليامن ع الحقيقة بس أرجوك ما تتخلاش عنه دلوقت
بالذات.

تمالك نفسه بصعوبة وهو يحاول البحث عن صوته الذي خرج منه متحشرجاً مع سؤاله :
_هو إيه اللي حصل ؟!



مسحت دموعها بأنامل مرتجفة لتروي له الكوارث الأخيرة ...
فاتسعت عيناه بصدمة ليهتف بجزع:
_ويامن فين دلوقت؟!
_راح لرانيا المستشفى ومن ساعتها ما رجعش.

غمغمت بها بخوف مس قلبه وصورتها الآن تعود به لذكراها القديمة معه ...
صغيرته الباكية التي تحتضن ثوب عيد لم يقدّر لها ارتداؤه!
لكنه تمالك مشاعره ليقول بخشونة لم يتعمدها:
_دقيقة واحدة أغير هدومي وآجي أوصلك ...وبعدها هاروح ليامن أنا عارف هلاقيه فين .
_ما تشغلش بالك بيا أنا هارجع لوحدي .
قالتها بحرج وهي تعود خطوتين للوراء ليهتف بها بنفس الخشونة التي ولدتها مشاعره المتناقضة في هذه اللحظة:
_ترجعي لوحدك إزاي الساعة دي؟! مش كفاية جيتي لوحدك؟!

أجفلت من حدة لهجته وهي تعود خطوة أخرى للخلف حتى كاد يعتذر لكنه أطبق شفتيه بقوة ليختفي من أمام ناظريها بداخل شقته...


ولم يكد يفعل حتى مدت رأسها بفضول نحو الداخل تراقب محتويات شقته...
كانت تعلم أنه يقيم وحده مع سفر والديه للخارج وأن هذه الشقة قد صممها بذوقه الخاص ...
لا بأس بذوقه على أي حال !
الطراز الحديث الذي تفضله ...جدران خالية من اللوحات ...إلا من لوحة واحدة غريبة الشكل لمربعات متداخلة متباينة
الأحجام . ...

_ذوقه معقد زيه!
همست بها لنفسها في امتعاض لكنها تذكرت الوضع فاحتضنت جسدها بذراعيها لتفكر ...:
_المهم يلحق يامن ويقف معاه.

وفي غرفته كان هو يبدل ملابسه بأقصى سرعة..
ورغم شعوره بالقلق على يامن لكن ابتسامة واهنة ارتسمت على شفتيه وهو يفكر ...
إنها هنا!
صغيرته الحمقاء الشجاعة جاءت بقدميها تعتذر منه رغم كبريائها المعهود انطلاقاً من شعورها بالمسئولية نحو يامن ...
نقطة مضيئة يحتسبها لها وسط تاريخها الحافل معه !
اتجه نحو المرآة بسرعة ليعدل ملابسه قبل أن يخرج بسرعة تعثر معها في طرف السجادة ليهتف لنفسه :

_امسك نفسك يا مروان عشان ما تتقفشّ...خبي لهفتك دي شوية.

ويبدو أنه قد نجح!
وجهه الجامد لم يحمل بعدها أي انفعالات وهو يخرج إليها ليغادر معها إلى سيارته التي فتح لها بابها بحركة رأتها غريبة على رجل بفظاظته...
لهذا لم تكد تستقر جواره حتى تفحصته بنظرة جانبية ...
نظارته ؟؟!!!
أين نظارته؟!!
ألهذا بدا لها شكله غريباً عن "الأصلع القبيح" الذي تعرفه؟!

_نظارتك اتكسرت يوم الحادثة.
قالتها بما بدا كعبارة ساذجة وسط هذا الجو المشحون لترتسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ناسبت قوله:
_كانت فرصة سعيدة أعمل ليزك...فيه حاجات كده بنزعل لما نخسرها لكن بنكتشف بعدين أن خسارتها مكسب.


انكمشت في كرسيها وهي تدرك مغزى عبارته لتتصارعها رغبتان...
إحداهما مدفوعة بضميرها بالاعتذار له من جديد عما تسببت به حماقاتها
والأخرى مدفوعة بكبريائها بالصراخ فيه ألا شأن لها بمشاعره اليائسة نحوها !!
وبينهما آثرت الصمت لتشيح بوجهها عنه أخيراً مكتفية بتأمل الطريق...

بينما لم يكد ينهي عبارته حتى تعجب من نفسه هذا الذي قاله...
لكن ما حيلته؟!
ملحوظتها البسيطة عن نظارته ذكرته برأيها فيه .."الأصلع القبيح" الذي تستنكف أن تكون له!!
كبرياؤه الرجولي لن يرضى بغير هذه الطريقة في معاملتها وجهاً لوجه...
ولتبقَ لقلبه "مساحته الخاصة" في عالمه "التخيلي" معها حيث لا هيمنة لكبرياء بل السطوة للمشاعر فحسب!

هذه هي المعضلة!!
عندما يراها يتذكر الفتاة المنحلة التي شاهد بعينه خطاياها ...
والتي يرى في عينيها نفورها من "الأصلع القبيح"...
لكن عندما يتحدث معها خلف سِتره لا يكاد يميز إلا صغيرته الباكية على الدرج والتي تنتظر منه أن يمد لها يده !
فهل من مستقبل لهذه العلاقة ؟!
وهل سيبقى في عينيها مجهولاً للأبد؟!!

انتبه من شروده عندما وجد أناملها تتحرك على شاشة هاتفها ليلمح صورة حسابه هو المستعار ...
فازدرد ريقه بتوتر وهو يراها تكتب شيئاً لم يتمكن من قراءته ...
تباً!
هاتفه نفد شحنه والآن يرقد جثة هامدة على مكتبه بعدما نسي أمره !!
ترى ماذا تكتب هذه ؟!
والآن؟!

_أحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى...لا تبتعد...فلم يعد هناك معنى للأمان في حياتي إلا بك .

كانت أكثر عبارة رومانسية كتبتها لعاشقها المجهول منذ عرفته لكنها لم تتعجبها في نفسها ...
هي حقاً تحتاجه الآن ...كسند...
كوطن تدرك أنه لن يلفظها مهما بلغت ذنوبها عنان السماء ...


_وصلنا .
قالها باقتضاب خشن متحاشياً النظر نحوها فعادت ترمقه بنظرة جانبية وشعورها بالرهبة منه يزداد ...
وهنا فقط طفا لذهنها سؤال لا تدري كيف لم تنتبه له طوال هذه الفترة...

_دكتور مروان ...انت عرفت منين مكاني الليلة إياها ...وازاي قدرت تنقذني في الوقت المناسب؟!

خفق قلبه بعنف وهو يستعيد ذكرى هذه الليلة التي تحكي عنها والتي يحاول تناسيها ...
لكنه لا يملك الآن جواباً لسؤالها هذا ...
لهذا ظل ينظر أمامه متحاشياً النظر إليها مع قوله :
_مش مهم ...انزلي بسرعة عشان راكن مخالف.

رمقته بنظرة مغتاظة وهي تود لو تلكم هذا الفظ المعقد في أنفه ...
كلما يدفعها ضميرها للندم على ما فعلته به تزداد يقيناً أنه لا يستحق الأفضل!

لهذا ترجلت من السيارة لتصفق بابها خلفها بعنف قبل أن تتذكر ما جعلها تذهب إليه من الأساس فانحنت بجسدها عبر النافذة قائلة بصوت عاد إليه قلقه:
_خد بالك من يامن .

التفت نحوها لتلتقي عيناها بعينيه في لقاء قصير وجد صداه في نفسها ...
نظرته لم تكن فظة متعجرفة ككلماته ...
بل كانت دافئة حانية....وأيضاً عاتبة !

لكنه أفسد كل هذا عندما قال بنفس النبرة الخشنة:
_لما تبقي لابسة قميص قصير زي ده على بنطلون ضيق ما توطيش في الشارع كده !
انعقد حاجباها بدهشة للحظة قبل أن تعتدل في وقفتها بسرعة لتعدل ثيابها منتوية أن ترد عليه بوقاحة...
لكنه لم ينتظر ردها وهو ينطلق بالسيارة بسرعة تاركاً إياها خلفه تغلي غيظاً وحيرة ....
========






التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-12-18 الساعة 04:37 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس