عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-18, 05:44 PM   #21

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



ماليزيا...كوالامبور...
وفي سيارة تتجه بها نحو الفندق الذي يقيم فيه زين كانت تجلس ياسمين بثوبها من الدانتيل بلون المسطردة والذي استقرت عليه بعد صراع !
عيناها تتابعان المدينة الساحرة بمشاهدها الخلابة عبر الطريق...
تتوقفان قليلاً عند برج التوأم "بتروناس" الذي يعتبر من أطول أبراج العالم الآن وأكثرها تميزاً ببنيته التي تصنع برجين متماثلين من ثمانية وثمانين طابقاً ويلتقيان بجسر هوائي يصل ارتفاعه وحده لما يزيد عن مائة وخمسين متراً...
حاولت التشاغل بمشاهدة المبنى المهيب لتصرف أفكارها عما ترتجيه من هذه المقابلة...
انتقام؟!
فضول؟!
إرضاء أنوثة مهدورة؟!
الغريب أنها وسط كل هذه المشاعر كانت تجد خانة فارغة تحمل "احتياج صديق"!
أجل ...لا يزال جزء بداخلها يذكر لزين مشاعر صداقة احتاجتها يوماً ...
وتحتاجها الآن !

انقطعت أفكارها عندما استقرت بها السيارة أمام المطعم القريب من الفندق لترمق السائق بنظرة متسائلة...
لكن الجواب أتاها في رسالته التي وصلت -لتوها- إلى هاتفها...

"بعد إذن أجمل شيف شفتها ...عزمت نفسي ع العشا معاكي ...عارف إنك هتقبلي."

مغازلته الرقيقة بلمحتها المسيطرة تداعب الوتر المقطوع في أنوثتها ...
تذكي تلك النيران التي تحترق بها ضلوعها ...
والتي لن تهدأ حتى تحرق "مشعلها" بمثلها !

_حضرتك هتنزلي هنا؟! واللا أكمل للفندق؟!
سألها السائق الذي أرسله لتجيبه بعد لحظات تفكير لم يطل :
_هنا.

وعلى الطاولة بالداخل جلس زين ينتظرها مدركاً بحدسه أنها لن ترفض دعوته...
لهذا ارتسمت على شفتيه ابتسامة ظافرة وهو يتابع تقدمها نحوه منذ دخلت المكان كشمس متوهجة بهذا الثوب المثير ...
وبهذا الشعر الذهبي الذي طالما أثار جنونه خاصة عندما تتموج خصلاته لتحيط بوجهها بفوضوية تناسب طبيعتها التي يعرفها...
وحتى توقفت خطواتها فجأة عندما لمحته ...
عيناها العسليتان -اللتان كحلتهما بإفراط أبرز لونهما المميز- تتسعان بقوة قبل أن تغمضهما...
شفتاها المطليتان باللون النحاسي تحتلهما رجفة يميزها من مكانه...
تحتضن جسدها بذراعيها المكشوفين للحظة قبل أن تشبك كفيها معاً ولازالت مغمضة العينين !

وقف مكانه ينتظر تقدمها وقد بدا له أنه سينتظر طويلاً...
لكن الصبر لا ينقص "صائد كنوز" مثله!

وفي مكانها كانت هي غائبة عن إدراكها ...
مجرد رؤيته من جديد دفعت إليها بذكريات تلك الليلة الموجعة...
أعظم خطاياها التي لم تدرك وقتها أنها ستهدم قصور سعادتها...
لا ...لا...أفيقي يا غافلة!
قصورك هذه كانت من رمال ...أي موجة واهنة كانت ستحطمها...
فلا تسهبي في البكاء على لبن مسكوب خاصة لو كان ..فاسداً!

لهذا عادت تفتح عينيها ببطء تراقبه وهو يقترب ...
لوم...عتاب...رهبة...كلها مشاعر سلبية تجتاحها نحوه لكنها تمتزج بالكثير من الامتنان بعد مواقفه الأخيرة معها...
هو وقف معها عندما خذلها "العالم"...
العالم الذي كان يختزل يوماً ما في "شخص" واحد!

وأخيراً صار أمامها . ..
عيناه الودودتان تمشطان ملامحها باشتياق آسف ...
قبل أن يمد كفه نحوها مصافحاً!
لا يزال كفاها متشابكين بقوة ترمق كفه الممتد نحوها بشرود...
قبل أن تفك ارتباطهما لا كي تصافحه بل ...لتمسد بطنها بحركة خاطفة لكنها بدت له ذات مغزى!

هنا ارتسمت على شفتيه ابتسامة تغهم ناسبت قوله:
_شكراً إنك قبلت دعوتي النهاردة...ده في حد ذاته له معنى كبير عندي.

قالها وهو يعيد كفه جواره ليشير بالآخر نحو الطاولة مردفاً:
_كل حاجة جاهزة... في انتظارك.
أمال رأسه نحوها في عبارته الأخيرة بحركة ذات مغزى فابتسمت "الأنثى المغدورة" بداخلها ابتسامة مدروسة وهي تسير جواره وقد استنكفت عن الرد...
عيناها تتابعانه بنظرات راصدة وهو يسحب لها كرسيها لتجلس قبل أن يأخذ مكانه قبالتها ...
يصب لها كأساً من العصير قائلاً:
_عصير فريش سكر زيادة زي ما بتحبيه.
تتناول منه الكأس بأنامل ترتجف رغماً عنها لترتشف منه عدة رشفات ...
هذه الطلة الواهنة التي أثارت حفيظتها وجعلت حدتها المكسورة تعاود تشكيل ملامحها:
_انت عايز مني إيه بالضبط يا زين ؟!
عيناه تلتمعان بهذا البريق المشاكس الآسر قبل أن يقول بلهجة "صائد" محترف:
_أنا عايزك انتِ الأول تعرفي إنت عايزة إيه.
_انت اللي جاي ورايا لحد عندي .
قالتها بكبريائها الذي عهده ليجيب هو الآخر بنفس الاعتداد:
_ما كنتش هاجي لولا إني متأكد إنك محتاجالي.
_ماعدتش محتاجة حد !

هتفت بها بما بدا كالصراخ لتلتفت نحوهما أنظار رواد المطعم لكنه لم ينتبه لهذا مع التصاق نظراته بها للحظات طالت ...
خبرته بها تؤكد له أنها تغيرت كثيراً هذه المرة...
جرحها الذي شوه روحها يبدو أخطر كثيراً مما توقع ...
صحيحٌ أنها مرت بتجربة عصيبة...
لكنه عهدها امرأة لا تُقهر!

_مالك يا ياسمين ؟!
سألها بنبرة هادئة حذرة تناقض حدة عبارتها السابقة...لتجيبه ب...لاشيء!
فقط عيناها تلتمعان ببريق قوي مع استطراده:
_ياسمين ذو الفقار اللي أعرفها مافيش حاجة تهزها ...ولا حتى تجربة جواز فاشلة.

_مين قال جوازنا فشل؟! أنا اتجوزته عشان اخف من هوسي بيه... وخلاص خفيت!

حاجباه ينعقدان بقوة و"الجزع" يحتل حدقتيه باقتدار مع تمييزه لغصتها في عبارتها الأخيرة...
لا... لم تكن تبكي!
عيناها كانتا غارقتين في دموع جامدة لم تسقط!
ربما لو بكت لما كان شعر بالخوف على "كنزه" هكذا!!
ياسمين التي يعرفها طالما كانت "طازجة"!
دموعها طازجة... ضحكتها طازجة... ألمها طازج... فرحها طازج...
أما هذه الجالسة أمامه... كل ما فيها مجمد...
ربما فقط ينتظر لمسته كي يذوب... يشتعل... يتوهج...
لهذا مد كفه برفق يحتضن كفها....
لكنها سحبته ببعض العنف واتهامه لها بالفشل يثير براكينها الخامدة...
هي لم تفشل ...ولن يجوز لها أن تفشل ...

بينما تقبل هو حركتها بالمزيد من التفهم ليعاود سؤالها بنبرته التي يمتزج ودها بتعقلها:
_إيه حكاية هوسك بيه دي؟! ما كلمتينيش عنه قبل كده...وليه اتجوزتم بالسرعة دي؟! أنا كان فايتني كتير ؟!
أشاحت بوجهها دون رد ليضيق عينيه بتفحص لملامحها قبل أن يردف بنبرة أكثر أسفاً:
_تقدري تتكلمي معايا زي زمان.....يمكن أكون خذلتك في موقف معين بس عمري ما خذلتك كصديق بيسمعك ويفهمك...

هنا أطلت صورة "زين" الصديق من بين سراديب الماضي ليطغى حضورها على الموقف...
ترفع عينيها إليه بتشتت تزداد سطوته مع كل لحظة في هذا اللقاء الكارثي...
لماذا لا تكون مشاعرنا بسيطة في توصيفها ؟!
لماذا لا نملك زراً نضغطه فنقول نحب هذا ونكره ذاك ؟!
لماذا تتداخل الألوان في لوحة أحاسيسنا حتى لا نكاد نميز واحداً من الآخر؟!
ما حقيقة شعورها نحو زين الآن ؟!
وهل لا تزال حقاً تحمل له بعضاً من ود صداقتهما القديم؟!

ربما كانت الإجابة نعم !
ربما لهذا السبب شرعت تحكي له قصتها مع يامن منذ البداية...
وربما فعلتها كي تضع له أرضاً صلبة يقف عليها مادام يصر على اقتحام حياتها...
وربما...ربما....في مكان بعيد...بعيد جداً ...يشتاق بعض روحها الحديث عن أسطورتها مع "الراحل"...
أسطورة لم تجد لها مكاناً على أرض الواقع لكنها ستظل تفخر بخيالاتها الحمقاء فيها !

أسطورة أنهتها بقولها:
_وفي اللحظة اللي افتكرت فبها اني خلاص وصلت...في اللحظة اللي حطيت رجلي على القمة...وقعت .

أطرق برأسه للحظات محترماً قدسية بوحها هذا وقد بدأ يدرك مما روته أن فوزه بها لن يكون يسيراً...قبل أن يرفع رأسه بسؤاله:
_ليه قلتيله إنه خسر ابنه منك زي ما خسر ابنه التاني؟!
_كنت عايزة أوجعه...من كتر ما كان نفسي أحضنه ومش قادرة ...لقيتني عايزة أوجعه.
هتفت بها بانفعال كرهته في نفسها ...وكرهته أكثر عندما جعله يسألها بحذر متفحص:
_لسه بتحبيه؟!
_بكرهه!
_ياسمين اللي أعرفها ما بتكرهش...يا بتحب يا بتنسى!
قالها بنبرته الودود التي داعبت وهن حواسها لتصمت للحظات سبقت قولها الغارق بمرارته:
_ما هو عشان مش قادرة أحب ولا عارفة أنسى اتعلمت أكره.

ارتفع حاجباه بتأثر من غرابة لهجتها التي جمعت كل المتناقضات ...
لأول مرة يشعر أنه لا يفهمها!
هي ليست مجرد امرأة مجروحة تهذي بما لا تعنيه...
هي حقاً صارت تكره يامن هذا !
تكرهه رغم اعترافها بحبه!!
فأي تناقض هذا؟!

لهذا عاد يسألها بنفس الحذر:
_ممكن ترجعيله؟!
_مستحيل.
هتفت بها قاطعة بإصرار يعرفه لتلتوي شفتاه بشبه ابتسامة بينما يشبك أصابعه أمام وجهه مقترباً منها بقوله:
_دلوقت ممكن أجاوبك عايز منك إيه ...عايزك تسيبيني أحبك.
ارتجف جسدها رغماً عنها لتحيد ببصرها عنه محاولة تجنب نظراته قبل أن تقول "غير كاذبة":
_المرة دي مش هنختلف...أنا كمان عايزاك تحبني.

ابتسامته تتسع على شفتيه وعيناه تتوهجان بالرضا...
ملامحها الكسيرة هذه هي رهانه الجديد...
سيعيد إليها ابتسامتها...حيويتها...سحر فوضاها...
هي "كنزه" الذي يدرك قيمته ولن يضيعه ...
إلا إذا....؟!

_انتِ كنز وانتِ عارفاني مابفرطش في كنز عيني عرفت قيمته...لكن حاجة واحدة بس مش هاسمح لك بيها ...وانتِ عارفة إني ذكي بما يكفي عشان أفهمها...إنك تكوني واخداني مجرد سلمة عشان تخلليه يغير ويرجع لك.
_انت إيه رأيك؟! أنا ممكن أعمل كده؟!
قالتها باعتدادها الواثق الذي يعشقه ليضحك ضحكة قصيرة وهو يهز رأسه نفياً بحركة آسرة كانت لتذيب فؤاد أي امرأة ...سواها!

كفه يمتد في محاولة ثالثة خلال هذا اللقاء ليتناول كفها ...
وهذه المرة نجح!
أو بالكاد نجح قبل أن تتقلص ملامحها فجأة لتسحبه منه فجأة قبل أن تضع كفها على شفتيها وكأنها ستفرغ ما بمعدتها!
انعقد حاجباه بقوة مراقباً ملامحها التي كانت تصرخ بالألم ...
الألم الذي حاولت مداراته وهي تبرر بعد لحظات:
_الحمل مخلي معدتي حساسة...مش مستحملة العصير.
عبارتها المهادنة لم تنجح في محو شعوره بالحرج مما حدث ...
حرج يرقى لمرتبة الإهانة بشأن رجل بتاريخه مع النساء ....
لكنه كان يدرك حقاً ما يواجهه هذه المرة...
لهذا هز رأسه بتفهم قائلاً:
_أنا عارف إن قدامي لسه طريق طويل بس أنا مستعد أمشيه...أوعدك أخليكي تنسي...أوعدك أخليكي تحبيني.
هنا ارتسمت على شفتيها "المطليتين" ابتسامة مرتجفة لتغمغم بما بدا كالرجاء رغم قوة لهجتها:
_أنا كمان عايزة أنسى...عايزة أحبك.
======








التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-12-18 الساعة 04:39 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس