عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-18, 06:02 AM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


1 - لعبة الحب ..





أغمضت سماح عينيها متظاهرة بالنوم , فى محاولة لتجنب ثرثرة حكمت هانم التى لم تتوقف عن الحديث طوال ساعة كاملة منذ أقلعت بهما الطائرة من القاهرة وبصحبتهما مديحة ابنة حكمت هانم فى طريقها الى تونس وقد اضافت حكمت هانم الى حديثها القاء التعليمات لابنتها ولـ سماح على نحو متواصل وكأنهما مقبلتان على مهمة من نوع بالغ الخطورة ..
والواقع أنهما كانتا فى طريقهما الى تونس فى مهمة محدودة بالفعل على الرغم من التظاهر بأنها مجرد رحلة للسياحة والانسجام , ولم تكن سماح راضية عن المشاركة فى تلك المهمة اذ كان هناك شئ فى ضميرها , يجعلها تشعر بعدم الارتياح على الرغم من كل التبريرات والغايات النبيلة التى حاولت حكمت هانم اقناعها بها ..
شئ ما كان يملؤها شعورا بأنها تشارك فى لعبة رخيصة ..
ولقد فتحت عينيها بعد فترة واختلست النظر الى حكمت هانم وابنتها , ثم تنفست الصعداء عندكت وجدتهما قد استغرقتا فى النوم وأدهشها كيف أمكنهما ذلك وهما مقدمتان على خداع رجل , والتلاعب بمشاعره الجريحة ..
نعم .. لقد كان الهدف من هذه المرحلة هو الايقاع بذلك الشاب , ذى المشاعر المرهفة والأحاسيس المخلصة حسين , وكان الطُعم هو مديحة حبه القديم التى تخلت عنه يوما وتنكرت لحبه واخلاصه لها ثم عادت بتعليمات من أمها التى ظلت دوما ترسم خطواتها فى دقة منذ نعومة أظفارها ..
عادت لتعزف على وتر مشاعره القديمة وتسترد الحبيب الذى باعته يوما..
وتطلعت سماح الى وجه مديحة
كان وجهها جميلا بالفعل يعطى المرء انطباعا بالرقة والبراءة والرومانسية على عكس حقيقتها
وتعجبت سماح كيف يمكن أن ينطوى كل هذا الجمال على الجحود والغدر ؟ وعادت تردد لنفسها :
-لا .. لن أظلمها .. ربما هى ليست بهذا السوء , الذى تصورتها به , يوم تخلت عن حسين ويوم قررت التأثير عليه لاسترداده..
ولكن التأثير الحقيقى يعود الى الأم , وتأثيرها الشديد على ابنتها ودفعها دوما لتنفيذ ارادتها وان لك تكن تنجح فى ذلك لولا لم تكن مديحة مهيأة بطبيعتها لهذا الأسلوب ومستعدة للتجاوب مع أطماع ورغبات أمها ..
وحوّلت سماح وجهها عنها لتنظر من خلال نافذة الطائرة الى السحب الممتدة أمامها وهى تتساءل :
-ترى كيف يستقبل حسين مديحة بعد كل هذه السنوات التى مضت على فراقهما ؟
هل سيغفر لها ما ارتكبته فى حقه فى الماضى ؟ .. ولكن ربما يكون قد احب فتاة اخرى على الرغم من ان المعلومات التى جمعتها عنه حكمت هانم تؤكد انه لم يتزوج بعد او يرتبط بخطبة مع فتاة اخرى ولكن هذا لا يمنع من ارتباطه عاطفيا بفتاة ما , نسى معها حبه القديم لـ مديحة وخيانتها له .. ولكن لا .. ان الحب الكبير الذى أحبه لها لا يمكن أن يفارق قلبه بهذه السهولة فهى تعرف عمق مشاعره التى أعجبتها دوما ولا نزال تذكر كيف كانت تراه وهى فى السادسة عشرة من عمرها كأحد فرسان العصور الوسطى بقامته الممشوقة وابتسامته الأخاذة وان لم تسمح لمشاعرها هذه ابدا بتخطى حدود الاعجاب لما تراه من عاطفة قوية نبيلة تجمع بينه وبين ابنة خالتها مديحة منذ كانا زميلين فى الجامعة وجارين بحى المعادى ..
ولكن الأم وقفت فى سبيل تتويج تلك العاطفة بالزواج عندما توفى والد حسين وعلمت بحقيقة مركزه المالى وأن المصنع الذى يمتلكه لم يعد يكفى لسداد ما تراكم عليه من ديون وبالتالى فان ميراث حسين بعد وفاة الأب لم يتجاوز بضعة الاف من الجنيهات لا تكفى أطماع الأم وتطلعاتها بالنسبة لابنتها .. تلك التطلعات التى جعلتها تنظر الى كل امور الحياة كصفقة لا بد ان تكون رابحة الا ان الغريب هو استسلام مديحة لما طلبته منها امها , تخليها عن حسين , بحثا عن زوج اكثر ثراء ..
لقد عجزت هى ايامها - وحتى الآن - عن فهم ذلك ـ أو تقبّله ..
لقد كانت تتصور ان مديحة شديدة التعلق بـ حسين وأنها لن تتخلى عنه ابدا , مهما كانت الظروف , ولكنها فعلت ..
ولم يكن ذلك عجيبا بالنسبة لـ مديحة كما ادركت سماح فيما بعد
ربما كانت تحب حسين بالفعل ولكن ذلك الحب لم يكن يكفى لهزيمة حبها لتلك الحياة التى رسمتها لها امها وأنشأتها حالمة بها
حياة الأميرات ..
ولم ينمح من ذاكرة سماح ابدا ذبك المشهد المؤثر يوم سعى حسين خلفهم الى الاسكندرية بعد اسبوع واحد من رفض الام اقترانه بابنتها على ذلك النحو الجراح القاسى وهى تؤكد - دون حياء - أنه لك يعد يناسب ابنتها ماديا او اجتماعيا وانه من الافضل له ان يبحث عن زوجة اخرى اقل.
ولكن حسين ظل متشبثا بالأمل على الرغم من سفر الام وابنتها الى الاسكندرية فى محاولة لصهر مشاعر الابنة ومحوها فى بوتقة من الحفلات والسهرات الفاخرة ذات البذخ والرفاهية.
وعندما جاء حسين الى الاسكندرية كان مدفوعا بقناعته الى ان مديحة لن تتخلى عنه ابدا , وان ما سمعه من أمها لا يتعدى كونه رأيا شخصيا , ولقد وصل يوم أخلدت فيه الام وابنتها الى الراحة بعد ان قضيا يوما شاقا فى التسوق وقررت فيه سماح قضاء بعض وقتها فى شرفة الفندق العامة المطلة على البحر ..
وكانت تغادر المصعد فى طريقها الى الشرفة فوق بساط الفندق الاحمر عندما خاطبها موظف الاستقبال قائلا :
-آنسة سماح .. معذرة .. لقد طلبت حكمت هانم وابنتها عدم ازعاجهما , مهما كانت الاسباب , ولكن هناك شخص يلح على طلب مقابلة الانسة مديحة , ولقد حاولت اقناعه بالحضور فى وقت آخر , ولكنه ما زال يصر على مقابلتها و ..
قاطعه صوت حسين وهو يقول :
-أأنت سماح ابنة خالة مديحة ؟
التفتت اليه سماح ورأته فى هيئة رثة وقد نمت لحيته فأومأت برأسها ايجابا وقد تأثرت لرؤيته على هذا النحو وغمغمت :
-نعم .. أنا هى
قال فى صوت يشفّ عن حالة صاحبه :
-لا بد أنك تعرفيننى .. أليس كذلك ؟
غمغمت فى خجل ورثاء :
-بلى يا أستاذ حسين .. أعرفك.
بدا وكأن معرفتها له قد بعثت فى نفسه الارتياح فأسرع يقول فى رجاء:
-حسنا .. لا بد ان تساعدينى اذن .. أريد رؤية مديحة.
أجابته فى تلعثم :
-انها تستريح الان ولست أظنها ..
قاطعها متوسلا :
-أرجوك .. لن أعطلها كثيرا .. أريد أن ألتقى بها بضعة دقائق فحسب ..
هناك الكثير مما اريد قوله لها , ولكننى سأختصره .. أعدك بذلك .. فقط ساعدينى على مقابلتها .. أرجوك , ودون ان تشعر والدتها حتى لا تحول بينى وبينها.
ترددت وهى تخشى مصارحته بموقف مديحة , الا أنه تشبث بها متوسلا وهو يقول فى لهجة يصعب رفضها :
-أرجوك .. أنت لا تعرفين مقدار حبى لـ مديحة .. انا اعلم جيدا انها واقعة تحت تأثير امها ولن تتخلى عن حبنا بمثل هذه السهولة ولقد ادّخرت مبلغا من المال يمكننا ان نبدأ به حياة جديدة وان اختلفت صورتها عمّا رسمناه لها قديما ولكنها ساكون حياتنا وسنتزوج ونضع تلك الام القاسية امام الامر الواقع , فلن نستغنى عن بعضنا ابدا.
أشفقت سماح أن تخبره أن مديحة ليست من ذلك النوع الذى يضع عواطفه فوق مصالحه , كما يتصور ولكنها ابعدت اصابع حسين المتشبثة بذراعها فى رفق وهى تغمغم :
-سأحاول.
هتف فى امتنان وارتياح :
-شكرا لك .. شكرا .. سأنتظرك فى الشرفة.
اتجهت فى تردد الى حجرة ابنة خالتها ولكنها توقفت على الرغم منها - امام حجرة خالتها حكمت هانم , وهى تتساءل عمّا اذا كان من حقها ان تقوم بدور الوساطة بين حسين ومديحة دون ان تخبر خالتها بالأمر وهى التى تولت رعايتها منذ طفولتها بعد وفاة والديها ؟ .. لقد حذرتها خالتها مرارا من تشجيع مديحة على مقابلة حسين واخبرتها انها تعتبرها راعية ابنتها على الرغم من انها تصغرها بأربع سنوات ..
ولقد وعدتها هى بأن تفعل ..
فهل تفى بوعدها ؟
ان خالتها ومديحة تريان انه من الحماقة ان يتخلى المرء عن المال فى سبيل العاطفة فى حين ترى هى ان الحماقة الحقيقية هى ان يضحى المرء بتلك المشاعر الرائعة مهما كان الثمن ..
فهل من الخيانة ان تبلغ مديحة ؟
لا ..
الخيانة الحقيقية هى ان تخون ثقة أودعها ايّاها حسين ..
واسترجعت نظرات الرجاء والتوسل فى عينيه , وأدركت انها لا تملك سوى معاونته وتحقيق رغبته.
واتجهت الى حجرة مديحة ..







MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس