عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-18, 03:18 AM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





2 - جرح فى قلبه ..








فتحت سماح باب حجرة مديحة التى جلست تتزين امام مرآتها وقد ارتدت ذلك الثوب الجديد الذى ابتاعته لها والدتها هذا الصباح فغمغمت سماح :
-ظننتك نائمة
أجابتها مديحة دون ان تلتفت اليها :
-لم استطع مقاومة رغبتى فى ارتداء ثوبى الجديد .. ان ذوق امى رائع فى انتقاء الثياب .. أليس كذلك ؟
لم تجبها سماح على سؤالها فقد كانت تبحث عن وسيلة لنقل خبر وجود حسين فى الفندق اليها وتتساءل عمّا اذا كان ذلك سيثير شوقها اليه فتهرع نحوه فى لهفة حتى ولو بقى ذلك مجرد رد فعل وقتى , سرعان ما يذوب امام نهمها الى الحياة ..
انتزعها صوت مديحة من افكارها وهى تسألها :
-ألا يعجبك الثوب ؟
ابتسمت ابتسامة باهتة وهى تقول :
-انه رائع للغاية.
بدا كما لو ان مديحة قد انتبهت الى شئ ما فقد رسمت على وجهها نظرة اسف مفتعلة وهى تقول :
-معذرة يا سماح .. لقد نسينا ان نبتاع لك ثوبا جديدا , فقد كانت أمى متعجلة , و ...
قاطعتها سماح فى لهجة سريعة وكأنها تخشى التراجع :
-مديحة ... حسين ينتظرك فى شرفة الفندق.
بوغتت نديحة بالخبر فظلت صامتة برهة وقد ارتسم على وجهها تعبير غريب , هو مزيج من الدهشة والانزعاج وتلعثمت قائلة :
-حسين ؟! .. ما الذى جاء به الى هنا ؟
قالت سماح بنفس اللهجة السريعة :
-انه يريد مقابلتك ,ولقد توسل الىّ من اجل هذا
تطلعت اليها مديحة فى شحوب واختفت الابتسامة عن وجهها وعادت تدير عينيها الى مرآتها , وتصمت طويلا قبل أن ينطلق الرد القاسى من بين شفتيها وهى تصيح فى انفعال :
-لا .. لن يمكننى مقابلته.
وعلى الرغم من ان سماح لم تتوقع غير هذا , الا ان رد مديحة صدم شعورها شخصيا فاندفعت تقول فى حدة :
-ولكنه فى حالة سيئة للغاية , وهو لا يطالبك بأكثر من بضع دقائق للحديث.
هزت مديحة كتفيها دون أن تحول عينيها عن المرآة وكأنها تخشى أن تلتقى عيناها بعينى سماح وقالت:
-لا فائدة من الحديث , لقد انتهى ما بيننا , ولن نتجادل فى هذا الشأن.
قالت سماح :
-اجعلى القرار ينبع منك انت ولا تجعلى خالتى تقرر لك كل امورك.
أجابتها مديحة فى عصبية :
-ومن قال انه ليس قرارى ؟ .. ان قراراتى وقرارات أمى تتفق دوما , وهذا ليس عيبا .
غمغمت سماح :
-ولكنك كنت تحبين حسين , وكنتما تخططان لزواجكما , و ...
ارتسمت فى عينى مديحة نظرة تحار ما بين الألم والندم وهى تقاطعها فى ضعف :
-يبدو أننى لم أحبه بالقدر الكافى , والا فما تراجعت عن حبه فور اعتراض أمى عليه .. الواقع أننى أحب الحياة .. أحبها رغدى مرحة , مع ثياب فاخرة , وحفلات , ومتاع .. أريد شخصا يمنحنى كل هذا , ولم تعد ظروف حسين تسمح بذلك .. لست أنكر أننى أحببته , ولكن جزءا من هذا الحب كان يعود الى ثرائه الذى كان سيعزّز حبنا حتما , ويضمن له النمو والاستقرار .. أما بعد ظروفه الجديدة فستكون حياتنا شاقة مرهقة ولن أحتملها حتما ,مع تعارضها مع كل ما حلمت به طيلة عمرى .. ربما أكون مخطئة وربما بدوت فى نظرك أنانية مدللة , ولكن هكذا أنا .. انها طبيعتى ,ولن أخالفها ومن الأفضل - كما ترين - ألا يرتبط حسين بفتاة مثلى فهو شاب جاد مثالى العواطف يحاول ان يرسم لى دوما صورة خيالية وهذا يعذبنى فهو يثقل علىّ بتلك الصورة , التى تضعنى فى مصاف الملائكة , وتدفعنى دوما الى التظاهر بـ ..
ترددت لحظة ثم أضافت:
-لا .. ليس مجرد التظاهر .. لقد كنت أسعى بالفعل لأكون هذه الصورة التى تخيّلها عنى وكلما فشلت زاد شعورى بالذنب , وكان هذا يرهقنى ويعذبنى .. وأنا أريد أن أعيش كما أنا , وأن أكون ما أنا عليه بالفعل .. هل أدركت الآن أنه ليس قرار أمى ؟ .. ولا بسبب الظروف المادية وحدها .. أننى أختلف عن حسين .. أختلف عنه جذريا , وان كنت أعترف بوجود شئ من الحب فى قلبى تجاهه .. لقد عذبنى هذا طويلا حتى جاء اعتراض أمى ليحسم كل هذا العذاب والتردد فى أعماقى , وهذا أفضل .
قالت سماح فيما يشبه الرجاء :
-ألا يمكنك مقابلته بضع دقائق ؟ .. أسمعيه كلمات طيبة على الأقل .
اتخذ وجه مديحة قناعا باردا جامدا , وهى تقول فى لهجة جافة :
-لا .. لم يعد بيننا ما يمكن قوله ..
قالت سماح وصوتها يحمل رنة حزن :
-ولكنه يحبك كثيرا يا مديحة , وسيصدمه رفضك فى شدة.
نهضت مديحة من مقعدها وراحت تدور حول نفسها فى بطء , وهى تتأمل ثوبها الجديد فى المرآة , وتقول بلا مبالاة :
-الزمن كفيل بعلاج الصدمات , هيّا يا سماح .. اهبطى اليه وانصحيه بنسيان كل شئ والتعامل مع الواقع الجديد فهذا أفضل له .. ولكن عودى سريعا لتساعدينى فى انتقاء ثوب مناسب لسهرة الليلة.
تطلعت اليها سماح لحظات فى أسف , ثم انصرفت وقد تحوّل شعورها تجاهها الى مزيج من استياء وغضب , لم تعرفهما طيلة عمرها ..
وكان حسين جالسا فى أحد أركان الشرفة , يدخن سيجارته فى عصبية جعلته لا ينتبه الى مشهد البحر الساحر , وأمواجه المتلاطمة على كتل الصخور , التى تطل عليها شرفة الفندق ولكنه لك يكد يرى سماح حتى ألقى سيجارته , وهب يستقبلها فى لهفة وشوق , ولكنها شعرت بعجزها عن أن ترفع عينيها اليه , فأطرقت برأسها مغمغمة :
-لست أدرى ماذا اقول , ولكن .....
قاطعها فى شحوب :
-هل رفضت مقابلتى ؟
أومأت برأسها ايجابا فانهار فوق مقعده وأدار وجهه الى البحر متمتما فى مرارة:
-لا فائدة اذن .. لقد انتهى الأمر.
قالت سماح محاولة ان تطيّب خاطره :
-مديحة ابنة خالتى حقا ولكننى اقول لك وبمنتهى الصدق : انها لا تستحقك فهناك آلاف الفتيات غيرها يتمنيّن شابا مثلك.
بدا شاردا عما تقول وهو يردد فى حزن خافت:
-كنت أظنه تأثير أمها عليها , ولكن يبدو أن الأم والابنة لا تختلفان .. انها لم تكن تحبنى كما توهمت ,لقد كانت تحب تلك الغنيمة التى تصورت ان تحصل عليها بعد وفاة ابى .. أيعقل أن هذه هى مديحة التى أحببتها ؟ .. أيمكن أن يُخدع المرء فى انسانة كانت اقرب ما يمكن اليه هكذا ؟ .. لقد كانت طيلة علاقتنا كجزء منى .. أيمكن أن يخون الجزء الكل هكذا ؟ .. ايمكن أن ينفصل عنه بكل هذا الجحود ؟ !
تأثرت سماح بقوله حتى أوشكت على البكاء فأمسكت يده فى رفق وهى تقول :
-لا تندفع فى مشاعرك على هذا النحو .. ان مديحة تكن لك شيئا من الحب بالفعل ولكنه حب مبتور , يشاركك فيه حبها القوى لحياة الثراء والجاه , فقد نشأت وتربت منذ طفولتها على نحو أشبه بالأميرات , وغرست فيها خالتى الاحساس بأنها لم تُخلق الا لتحيا حياة رغدة , ولهذا نشأ حبها لك فقيرا لا يتساوى قط مع مشاعرك النبيلة نحوها.
بدا كما لو ان حسين قد شعر بوجودها لأول مرة , فتطلع اليها طويلا قبل أن يسألها :
-كم عمرك ؟
بدا لها سؤاله غريبا ولكنها أجابته :
-سبعة عشر عاما.
قال وقد ازداد تفرسا فى ملامحها:
-سبعة عشر عاما ؟ ! .. انك اصغر مما تصورت بكثير , وعلى الرغم من ذلك فأنت تملكين عقلا وقلبا أكثر رجاحة من الكثيرات.
تضرج وجهها بحمرة الخجل وخيّل اليها ان شيئا ما يسرى فى جسدها , أشبه برجفة لذيذة , لهذا الاطراء وهو يستطرد :
-انك تختلفين كثيرا عن ابنة خالتك ولكن من يدرى , كيف ستغيّرك الأيام ؟ وهل ستحتفظين بتلك الأشياء الجميلة ؟ أم سيكون شأنك شأن الأخريات , عندما تحين لحظة ارتباطك وزواجك , فتتبدل مشاعرك وتقسين على من يمنحونك الحب ؟
انقلبت نشوتها الى شعور بالمهانة لعبراته الأخيرة , وتحوّلت حمرة الخجل على وجنتيها الى احتقان غضب , الا أنها لم تلبث أن تمالكت نفسها مقدرة موقفه وهى تقول :
-لن اعاتبك على ما قلته الآن فأنا أقدر مشاعرك , ولكن كل ما أرجوه هو ألا يدفعك موقفك الشخصى الى اصدار أحكام عامة تجاه كل المشاعر الطيبة والقيم النبيلة التى ما تزال تزخر بها الدنيا ..
وصمتت لحظة وهى تتطلع الى الحيرة التى ملأت وجهه قبل أن تستطرد :
-قد يدهشك أن تصدر تلك الكلمات من ابنة السبعة عشر عاما , ولكن من أدراك أنها لم تخبر الحياة أكثر منك ؟ .. لقد توفى والدك منذ بضعة اشهر فحسب , وكنت تحيا وسط أسرة توفرت لها أسباب الثراء والرفاهية , ولم تختبر مثلى الحرمان المادى والمعنوى , ولم تعرف قسوة اليتم فى طفولتك ,والحياة فى كنف الآخرين , حتى ولو كانوا يمتّون لك بصلة القربى , ولكنهم يتعاملون وكأنهم يتفضّلون عليك بالعيش بينهم , ويدفعونك الى خشية مخالفة أمر من أوامرهم حتى لا تتهم بالجحود .. صحيح أنهم يدعون أمام الجميع أنهم يعاملوننى كفرد من اسرتهم , ولكن الحقيقة تختلف , فسأبقى بالنسبة اليهم دوما فى الدرجة الثانية , لا أتجاوزها بأى حال من الأحوال , والا وجدت نفسى فى الشارع .. هكذا تعلمت ابنة السبعة عشر عاما منذ طفولتها .. تعلمت ما يجب أن يُقال , وما لا ينبغى أن يُذكر .. تعلمت كيف لا تتجاوز الحدود المسموح بها , وكيف تتقى غضب الآخرين .. تعلمت كيف تحيا فى كنف خالة قاسية وابنة خالة مدللة .. لقد كان من الأجدى أن أحلم أنا بدور الأميرة لأننى حُرمت منه على الأقل , ولكن كل ما أحلم به هو قلب محب مخلص , يزخر بالحنان , وما زلت أجد ذلك نادرا فى عالمنا وزماننا.
تأملها فى اعجاب صامت بعض الوقت , ثم غمغم وهو يصافحها:
-كنت أتمنى أن ألتقى بك فى ظروف أخرى .. اشكرك على أية حال.
تعلقت بيده وقد عاودها شعورها بالأسى نحوه , وسألته :
-ولكن ماذا ستفعل الآن ؟
لم تنجح ابتسامته الباهتة ى اخفار مرارته , وهو يقول :
-سأحاول أن أنساها , وأبدأ من جديد .
استدار لينصرف الا أنه لم يلبث أن عاد اليها قائلا :
-أشكرك مرة أخرى , لقد خفف حديثك معى الكثير من جراحى .. لقد كنت أحتاج الى انسانة مثلك فى هذه اللحظات الأليمة.
رأت تلك الدموع المتصارعة فى مقلتيه , فخفق قلبها الما وأدركت أنه تلقّى بالفعل صدمة قاسية , وأنها قد انشغلت بالدفاع عن نفسها , متناسية انه رجل فقد على التو مكانه فى قلب الانسانة الوحيدة التى أحبها , وعتش يوقن من حبها له ..
رجل صُدم فى كبريائه وكرامته ..
وقبل أن تنطق بكلمة , كان قد استدار واسرع يغادر المكان فى خطوات واسعة , ربما لأنه خشى أن يعجز عن سجن نلك العبرات طويلا فى مقلتيه ..
العبرات التى لم يعد يملك سواها ..
وسوى كرامة جريحة ..






MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس