عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 08:54 PM   #8768

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد ... ووصلنا النهاية في القارورة الرابعة اخر سلسلة قوارير العطار ... هذه السلسلة التي تشكلت براسي منذ عام 2013 ... وعلى امتداد ما يتجاوز الخمس سنوات كتبت اجزاءها بشكل متفرق ...

ابتدأتها ب (اترقب هديلك) ثم (برية انت) ثم (جدائلك في حلمي) واخر العنقود (دميتي لا تعبثي بأعواد الحب) .... هي رواياتي الوحيدة التي خصصتها لبلدي العراق وحبيبتي بغداد ... اتمنى وفقت في ايصالها اليكم وروح شعبي بكل اطيافه ...



نبدأ الليلة بالجزء الثاني من الفصل الاخير الذي سبق وانزلت بعض مشاهده المتفرقة فانزله الان كاملا بالتسلسل فارجو القراءة الكاملة ثم تتبعها مباشرة الخاتمة ان شاء الله لنختم الرواية والسلسلة هذه الليلة ...





الفصل الثاني والثلاثون (الاخير) ج2



جناح عبد الرحمن ورباب




بعد موجة غثيان تسترخي رباب في سريرها بينما تشعر بحركة عبد الرحمن في الجناح.. تبتسم وهي تفكر انه في المطبخ يعد شراب الاعشاب الساخن لها ... الرائحة بدأت تفوح وتصل اليها.. لم يطل تفكيرها هذا لتقترب خطواته من غرفة النوم ورائحة الاعشاب تسبقه .. تفتح عينيها تستقبله بابتسامة شقية وهي تخمن الاعشاب بالقول " امممم .. زنجبيل و.... بابونج... اليس كذلك ؟"

فيضيف عبد الرحمن على تخمينها وهو يقترب اكثر ليجلس جوارها على السرير " مع ملعقة عسل .. هذه وصفة عطارتنا اسيا.."

تأخذ الكوب منه وتشعر بالاسترخاء تلقائيا لمجرد ذكر اسيا .. كل شيء من طرف اسيا يمنحها شعورا بالاسترخاء والتحسن ...

منذ طفولتها كانت تمنحها هذا الشعور ..

ثم تسأله وكأنها تستدرك أمرا " لقد غيرت عطرك ! " يرد ببشاشة " انها بعض نصائح اسيا ايضا لتخفيف الوحام عليك.. قالت التغيير بالرائحة مهم.. في الواقع اعطتني محاضرة مكثفة قيّمة عن الوحام فاختصرت علي الكثير من البحث .." تقول بتأثر " انت تهتم بي كثيراً .." فيرد غامزاً " بل اهتم بمصلحتي .. لن اتقبل اعراض الوحام منك اذا شملت نفورك من رائحتي.."

تضحك بخفة بينما يعتدل عبد الرحمن ليجلس جوارها بشكل مريح وهو يرفع ساقيه فوق السرير ثم يراقبها كيف ترتشف من الكوب وتسترخي اكثر.. يميل اليها بغتة ليطبع قبلة مفاجئة على فمها ثم يغازلها بشقاوة " كنت اجرب طعم الاعشاب كيف سيتغير من شفتيك.."

تضحك وهي تتورد ثم تشعر بالرعشة وكفه تسرح فوق بطنها هامساً بصوت مبحوح " هل تصدقين يا قرفة انك تحملين طفلي ! استيقظ ليلا لألمس بطنك المسطحة هذه ابحث عن اي تغيير او انتفاخ لاصدق ! احيانا انظر اليه فاضحك وانا اتذكر تلك المراهقة المجنونة ذات الجدائل الملونة التي اوقعتني بفخها .. مراهقة مزعجة لسانها كالمبرد احيانا ولا اعلم ما الذي اعجبني فيها ؟! " تعبس عفوياً وهي ترفع نظراتها اليه ثم تضحك بعدها وهي تستجيب للشقاوة في عينيه .. ما زالت يده فوق بطنها فتتنهد ويرتعش صوتها همساً " وانا لم أظن يوماً أني سأحبك هكذا يا رحمن.." يميل اليها يهمس بحرارة " يا ويل ويلي .. كلما تقولين كلمة احبك تحصل انفجارات عجيبة داخلي ! كم مضى على زواجنا ؟"ترد وهو يأخذ منها الكوب " اربعة أشهر ونصف تقريباً.." يضع الكوب على الطاولة المجاورة ثم يحاوطها بذراعيه وحضنه هامساً " اربعة أشهر ؟! لكني اشعرك زوجتي منذ سنوات طويلة .." عيناه تشعان بالعبث وهو يقترب اكثر ويضيف " كل ما حصل تغيير في السكن لا اكثر .. قفزتِ من شباك بيت العطار الى شباك بيت الصائغ المقابل.." تضحك ويملؤها الدفء ثم تثرثر وهي تلامس وجهه باناملها " لا تذكرني ! اشعر بالغيظ لانني لم أعد اعرف ما يجري في بيتنا منذ ان (قفزت) تلك القفزة .. في الواقع انا وحبيبة ينتابنا نفس الغيظ لان امي لا تخبر الا اسيا وتستشريها وحدها في كل صغيرة وكبيرة .. اما رقية اللئيمة فتختزن الاسرار لنفسها ولا تبوح بشيء الا على مزاجها .. دوما تحب الشعور بالتفوق لمعرفتها امورا لا يعرفها غيرها.." يطبع قبلاته الحميمية على خديها وهي تواصل الثرثرة عابسة

"كما حصل اليوم مثلا ! لم أفهم ما يجري بين شذرة وخليل واين كانت شذرة غائبة معه حتى اني لم ارها ؟! ولماذا امي متوترة هكذا لاجلهما ؟ هناك أمر يخفونه .. ثم ما معنى ان رقية ....اووه ... رحممممن..."

تذوب فيه وتذوب ثرثرتها معه فتتعلق اكثر بحضنه لتغمرها ذراعيه بالافراح حتى أطراف أناملها.. تلك المراهقة المُبتكِرة التي كانت تدور حول نفسها بجدائلها الملونة .. صاحبة الاحلام الشاسعة والآلآم المكتومة.. ثم تلك الشابة المقاومة بضراوة تأبى الخروج عن دائرة أمان تحدد قطرها بالمسطرة والقلم.. باتت اليوم امرأة واثقة حرة تعشق وتبادل زوجها العشق دون تحفظ..









غرفة شذرة.. بعد منتصف الليل
تقف رقية عند الباب متكتفة الذراعين وهي تراقب شذرة المستلقية على السرير تتوسد صدر ابتهال والتي كانت تقرأ عليها سورة يس وهي تمسد فوق رأسها ..
بدت نظرات شذرة ما زالت مصدومة وحزينة بشكل مفجع .. لقد اعادها حذيفة للبيت اخر المساء ليبلغ ابتهال عما حصل باختصار ...
ورغم تأثر ابتهال بوفاة تلك المرأة المدعوة أشجان بتلك الطريقة البشعة الا انها سرعان ما أولت شذرة كل اهتمامها واوصت رقية سراً ان لا تبلغ احداً بما حصل الليلة .. ولا حتى اخواتها البنات ..
أشفقت رقية على امها اكثر من إشفاقها على شذرة ! فشذرة تستطيع العناية بنفسها وهي متمسكة بخليل رغم كل ما جرى .. وستفيق خلال ساعات من صدمتها هذه ...
لكن امها هي من تحمل الهموم عنهن جميعاً ولا تفكر الا ان تراهن جميعا في بيوت ازواجهن سعيدات ..
ربما هي نظرة تقليدية جدا لكن رقية تحب امها هكذا .. بقلبها الكبير الدافئ وافكارها حول الستر والسند للفتيات .. انها أم القوارير..
تقدمت رقية من امها لتنحني نحوها وتهمس
" سآخذ حماماً واعود لأنام جوارها .. لا تقلقي عليها ستكون بخير عند الصباح .. اذهبي انت لسريرك حبيبتي وارتاحي .. فقد كان نهارا طويلا ومتعباً لك .. وجهك مرهق جدا ... "
تهز ابتهال رأسها وهي تواصل تمتمها بالايات القرآنية ثم تغادر رقية الغرفة لتأخذ حماماً كما أخبرت امها ..
***
تحت رشاش الماء كانت تستعيد برباطة جأش تلك اللحظة التي دخلت فيها بيت عبد السلام العبيدي لتشهد لحظة مجنونة من غيداء وهي تخرج السيف من غمده ..
ارتعاشة مرت على طول جسد رقية ..
ارتعاشة لم تملك ان تشعرها لحظتها وقد ارتفعت نسبة الادرينالين عاليا في جسدها لتخطو بسرعة بديهة وتلتقط التحفة الخزفية ثم بحركة القطط السريعة الخفيفة كانت تقف بظهر غيداء ودون تردد هوت بالتحفة فوق رأسها وغيداء الحقيرة تهوي بالسيف فوق رعد لتصيب ذراعه ..
فتحت رقية عينيها تحت الماء لتتمتم بقسوة وشماتة " تستحق تلك الحقيرة ما حصل لها .. تستحق مصيرها المشؤوم.."
انحنت قليلا لتلتقط قالب الصابون المعطر برائحة إكليل الجبل ثم تبدأ بدعكه على جسدها وهي تبحث عن استرخاء بعد هذا النهار العجيب ..ما زالت قلقة لما سيحصل مستقبلا وعليها الانتظار لايام قادمة لا تعلم كم عددها حتى تطمئن تماما لانتهاء القضية وخروجها هي ورعد من دائرة غيداء واخيها وميض الى الابد .. لا تظن انها يوماً ستلتقي بنموذج اسوأ منهما..!
**
بعد نصف ساعة عادت الى غرفة شذرة وأخذت مكان امها لتنام جوار ابنة عمها
تنظر الى وجه شذرة النائم فتهمس لها بمشاكسة ساخرة " انت لستِ نائمة يا كئيبة .. فقط اخبريني ما حصل لاذهب وانام في فراشي..لن احشر نفسي معك بهذا السرير الضيق حتى الصباح " فتحت شذرة عينيها لتنظر في عيني رقية وتصارحها بتفاصيل لم تصارح به خالتها ابتهال فتهمس بنبرة مختنقة
" كان الامر بشعاً للغاية يا رقية .. كانت تلك المرأة هزيلة جدا وشاحبة .. اثار الضرب ونزيف دماء ! كيف لحيوان ان يغتصب كائنا ضعيفاً محطماً مثلها؟! ثم .. ثم ما قالته لخليل .. آآه يا رقية.. كان مؤلماً .. موجعاً .. تتوسله الصفح والغفران لانها طمعت بأكثر من مروءته .. تتوسله ان لا يتركها للغرباء يدفنونها .. لقد اعطته اسم المقبرة حيث دفنت امها .. رباااه .. كانت تنازع وهي تتوسله الصفح حتى لفظت آخر انفاسها امامنا جميعاً وقرب مكب نفايات ! .. ما كل هذا البؤس والشقاء .. هل هناك بشر يموتون بهذه الطريقة ونحن لا نعرف عنهم شيئا ؟!"
تعقد رقية حاجبيها لتزجرها بصرامة
" اياكِ ان تتمادي في دور الكآبة يا شذرة .. الوضع لا يتحمل مزيداً من التمادي.." ثم امسكت بكف شذرة بتشدد لتضيف "خليل رجل دافئ ومعطاء .. اطلبي عطاءه لتخرجيه من حالة الحزن سريعاً .. امثاله يقتاتون على العطاء أكثر من الأخذ.."
تزم شذرة شفتيها ثم تهز رأسها ايجاباً لتهمس بعدها بكلمة واحدة " شكراً.." تبتسم رقية بعبث وهي تقول " العطاء يشمل القبلات والاحضان لا تنسي يا بنت المحظوظة "
يضحك ثغر شذرة لدعابة رقية بينما عيناها تدمعان بحزن وتأثر ما زال حيّاً لكل ما شهدته الليلة مع خليل ..
تتنهد رقية وهي تنقلب لتستلقي على ظهرها فتحدق في السقف وتضيف " اظنني بدأت اؤمن بمخاوف امي حول الحسد والعين .. لا اعلم ما الذي يجري لنا انا وانتِ ؟!"
سألتها شذرة بخفوت " الخالة ابتهال اخبرتني عن جرح رعد بعد تعرض لص مخمور له بالسكين .."
تمتمت رقية وهي تهب لتغادر السرير قائلة
" مجرد جرح بسيط.. سيتعافى.."
ثم تتحرك رقية حول السرير لتتجه نحو الباب وهي تلوح بيدها وتقول بخفة " تصبحين على خير يا كئيبة!"




يتبع .....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس