عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 08:59 PM   #8769

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي .. الجانب الشرقي

صباح اليوم التالي



كانت حسناء بثوبها الداخلي الذي ترتديه دوماً تحت ملابسها وقد كانت تستعد لارتداء جلباب الخروج للعمل لتجفل شاهقة وهي تشعر بخيال معها بالغرفة .. فتستدير مرتعبة ثم تزفر نفساً عميقاً مرتاحاً وهي تنظر لهيئة زوجها يقف عند الباب متكئاً على عصاه وعيناه تتفرسان فيها في شوق ..تعبس قليلا وهي تسأله ببعض التأنيب الضمني " تحسين .. لماذا عدت؟"
يبتلع ريقه متقدماً نحوها حتى التقاها وسط الغرفة الصغيرة ويمد كفه الخشن ليلامس ذراعها العاري بارتعاش وهو يقول بصوت مبحوح
"لن أذهب اليوم .. وانت ايضا لن تفعلي.."
تحاول ابعاد يده وهي تقول بنبرة حازمة في حنان تؤثر فيه بشكل لا يوصف " تحسين .. اظننا اتفقنا ان الرزق لن نوقفه لاجل"
يقاطعها قائلا بصدق " اقسم لك .. لم أعد اليوم لاجل هذا.. لقد وعدتك ولن... اخلف وعدي.. لك.."
ثم يتقطع صوته شوقاً لاهباً ويكاد عقله يصيبه الجنون كلما تذكر الليالي القليلة الماضية التي قضاها معها في شعور لم يعرفه في حياته .. كل يوم يقاوم البقاء معها صباحاً ويذهب لعمله يكد ويتعب بشكل مضاعف وكأنه في سباق مع الزمن ثم يعود يكاد يهرول بعكازه كي يصل اليها بعد العصر .. وحالما يدخل البيت ويراها بانتظاره بوجهها الصبوح الفاتن دون ابطاء يذهب للحمام ويغتسل ثم يقضي باقي الوقت ينظر اليها ويتتبع حركتها كيف تحضر طعامه وتنظف ثيابه او تجلس جواره وتحكي له حكاوي فينصت لها واحيانا يتوسد حجرها وهي تمسد بكفها على شعره العكش ...ثم يأتي الليل فيشعر بالارتباك والتوتر الشديد .. ينتظرها تستعد بفارغ الصبر ولا يقترب من الغرفة حتى تناديه وعندما تفعل فصوتها وحده يفتح ابواب الجنة له ..
يتأوه ثم بخشونة يسحبها اليه فتقع عصاه ويرتجف جسده اثارة وهو يحتضنها بتلك الخشونة والفظاظة التي يحاول كبحها متمتماً
" لكن اللحظة .. اريد معاشرتك .. "
ثم تلفظ ببضعة ألفاظ فجّة يعبر عن رغبته الشديدة بمعاشرتها فتمتعض حسناء رغماً عنها لكنها تحاول التجاوز عن نفورها من كلماته لتقول باسلوب لين رقيق وهي تحتضنه في المقابل " الا تستطيع ان تغيير ألفاظك يا تحسين..؟ "
يرفع وجهه بملامحه الخشنة واثار الجروح فيه التي كانت تخيفها سابقا ولم تعد الآن ..
يقول بتوتر " لن استطيع تغيير كل شيء حُسنااا.. سيبقى لساني وسخاً والفاظي بذيئة ومؤذية لسمعك.. لذلك انا قليل الكلام معك ... فقط.. استمع اليك كل يوم "
يذكر نفسه بكل حركة من يده تؤذيها فيتجنبها .. لقد بات يعرف هو الاخر متى تنكمش نفورا من خشونته فيخفف ويتراجع قليلا حتى تسترخي وتستجيب من جديد .. يتأوه الآن وهو يحتضنها ويلامسها كما يشتهي وكما يرضيها كامرأة .. لكنها تتمنع عليه قليلا وهي تقول له بخفوت " تحسين .. ليس الآن .. لديك عمل ورزق تسعى اليه .. وانا لدي ايضاً .."
يبتعد قليلا وهو يستعيد بعض العقل ليتذكر سبب رجوعه البيت فيقول لاهثاً " لا تخرجي اليوم .. اخاف عليك .." تنظر اليه بدهشة وتسأله " لماذا ؟ " يرد وهو ينقل اليها ما سمعه قبل قليل في الحي
" الحي لا سيرة له الا حكاية المرأة التي وجدوها ميتة في الجانب الغربي .. يقولون انها كانت مريضة جدا وتعيش مع اختها .. البارحة عصراً خرجت بمفردها للسوق ويبدو ان احدهم جرها بعيداً عن الطريق واغتصبها ثم رماها عند مكب النفايات تنزف حتى الموت.. لم يجدوها الا بعد حلول الظلام .. اظن سينتشر بعض رجال الشرطة لايام لبعض البحث والتقصي.. هذا الحي ليس كحي الشيخ...دعينا لا نظهر حتى تهدأ الامور.. لا نريد ان نثير ريبة احد.."
تمتمت حسناء وهي تبتعد عنه " لا حول ولا قوة الا بالله ..." حتى دمعت عيناها من شدة التأثر لتدعو بحرقة قلب مظلوم " حسبنا الله على كل من يؤذي امرأة في عرضها وشرفها ويمتهن جسدها الضعيف هكذا.."
تجمد تحسين ومال جسده للخلف فتشبثت كفه عفوياً بحافة السرير الحديدي ..
وكأن الحديد البارد اصبح محمياً بالنار فيحرقه ليتذكر كل ليلة عاشر فيها حسناء في حي الشيوخ .. كل ليلة اغتصبها فيها رغم ارادتها متجبراً على ضعفها وقلة حيلتها .. شحبت شفتاه وهو يهمس " هل تدعين .. علي؟"
شهقت وهي تضرب على صدرها بعفوية وتقول منكرة " انا ادعو عليك ؟! حاشا لله .. لماذا تقول هذا ؟!"
نظر اليها ورأى فيها انعكاساً لاصوات تلك الصرخات ليلة زواجهما السوداء .. اشمأز من نفسه وعربد شيطانه يضحك من ماضيه القذر ويتحداه ان يقوى على محوه ...
شد بيده على الحديد وكأنه يريد الشعور بالاحتراق حقاً كعقاب قد يمحو الماضي بينما يطرق بوجهه ويرد عليها " لاني فعلت هذا بك .. تزوجتك غصباً وعاشرتك غصباً.. وربما كنت ستموتين كهذه المرأة من ضربي لك وعنفي معك.."
بطيبة زوجة قانعة بسيطة اقتربت منه تربت بيدها فوق صدره تواسيه قائلة " ان الله غفور رحيم .."
يرفع نظراته اليها وبمزيد من التوتر يضيف
"لم تتزوجيني برضاكِ.."
فترد بنفس سمحة " لكني راضية الآن.."
تراخت يده عن الحديد ويرفعها بتردد الى وجهها ويسأل بارتعاش " انت .. لا تنفرين مني .. لم تعودي تشعرين بهذا ابداً اليس كذلك ؟"
تبتسم له وترد بصفاء " لا ... كيف أنفر من زوجي ..؟!"
تنهيدة عميقة انطلقت من صدره وهو يربت على خدها باصابع ترتعش لتخرج كلمتين من شفتيه بهمس عفوي " الحمد لله .. "
اتسعت عيناها قليلا ثم تبسم وجهها بِشرا وفرحاً وهي تقول بتحشرج
" انها المرة الاولى التي اسمعك تقولها .. حلّى الله فمك بذكره دائما.."
لم يدرك ما قاله حتى نبهته هي.. شعر بشعور غريب وكأنه .. خجل ! .. وكأنه يستحي قولها .. وكأنه فمه نجس لا يستحقها..وضعت حسناء رأسها على صدره وقالت له" ان الله عفو يحب العفو يا تحسين .. يحب العفو.."
وكأنها ترد على حديث نفسه وربما تحارب وساوس شيطانه .. تلك الوساوس التي تجعله يقنط.. يميل ليغمر وجهه في حسناء يختبئ فيها من وساوسه .. لسانه يتحرك بالحمد دون ان يصدر عن فمه صوتاً .. فالخجل ما زال يقيده والاحساس بالدونية يمنعه ..حُسنااا .. لا يعلم ماذا فعل ليستحقها ...!








يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس