عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:00 PM   #8770

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ .. المطبخ



((بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك))


يجلس رعد متربعاً على الارض وسط المطبخ والحاجة سعاد متوكئة على عصاها بيد وتحمل مبخرتها باليد الاخرى وتلف حوله وهي تُرقيه بالمعوذات والادعية .. تبالغ باعادة الرقية وكلما رفع رعد وجهه معترضاً ضربته فوق رأسه ليخفضه وهو يكتم ضحكته...

تراقب بدرية وجه رفيقتها سعاد والجدية العابسة التي زينت ملامح ذاك الوجه المكتنز ..

تضحك بخفوت وحقاً تستغرب ان تعلق رفيقتها الجدي والحقيقي بهذا المحتال الذي اقتحم عالمهم من بضعة اشهر فقط ...

تنظر الآن الى وجه رعد المبتسم والمطرق للاسفل ، لقد كان خانعاً مستكيناً لكل أفعال سعاد في ترحاب واضح ورضا بالغ ..

هذا الشاب الذي خطف اخر قوارير يونس العطار قد حفر مكانه حفراً في حياتهم وفي مدة قياسية..

تشوح بدرية بيدها لتبعد الدخان عن وجهها وهي تتذمر وتقول " كفى يا امرأة .. ستخنقين الشاب بدلا من ان ترقيه ليشفى .."

تنهرها سعاد بحنق " اسكتي يا بدرية .. الطفل محسود "

تناكفها بدرية بالقول " لا اله الا الله .. من حسد طفلك يا حاجة سوسو ؟! "

فتعبس سعاد في وجه صديقتها وتقول

" بدرية.. غادري الى بيتك .. دعيني اركز بما أفعل .." ثم ترمي العصا نحوها بحركة غاضبة وبدرية تضحك ..

رعد المتربع على الارض يستمتع بما يحدث ويشعر بصدره ينشرح .. لقد جاء خصيصاً هذا الصباح الى بيت الصائغ ليحصل على الدلال والاهتمام من الحاجة سوسو .. لا احد له تأثيرها عليه ولا حتى الخالة ابتهال..

تمد سعاد يدها تحت ذقن رعد فترفع وجهه اليها بينما المبخرة مازالت بيدها الاخرى فتدور بها فوق رأسه وهي تسأله مدللة اياه

" كيف حال ذراعك الآن يا عيوني انت ؟"

ينظر لعينيها ثم يميل ليلثم كفها ويقول بابتسامة عريضة " سلم الله عيونك .. ذراعي اصبحت افضل بكثيييييير الآن .. "

بمشاكسة مرحة ساخرة قالت بدرية وكأنها تتعجب وتنبهر من قدراته " يا ولد ! كف عن اسلوبك المحتال هذا مع العجوز التي صبغت شعرها بالحناء وهي بأرذل العمر .."

يضحك رعد ثم يقف على قدميه ليسند الحاجة سوسو مع مبخرتها وهو يعيدها للجلوس جوار رفيقتها بدرية ...

تلتفت سعاد عابسة الى بدرية وهي تقول من بين اسنانها " حسبي الله من لسانك هذا ألم اقل لك عودي الى بيتك ؟! ما الذي تفعلينه جواري حتى الآن ؟"

ترفع بدرية حاجبيها باستفزاز وهي ترد عليها

" انتظر ولدي رضا لاصبّح عليه .."

تهب سعاد كعادتها وقد تمكن منها الغيظ الطفولي لترد على بدرية بحنق " ليس ولدك يا بدرية .. واذهبي لزوجك واولادك .. "

ترتكز بدرية براحة يدها على فخذها لتواصل استفزازها لرفيقتها معاندة اياها بالقول " رضا ولدي .. وسيبقى ولدي يا حاجة سوسو .. ركزي انت بالمبخرة وطفلك المحسود .."

ما زال رعد يقف جوار الحاجة سعاد يكتم ضحكته المستمتعة ثم تأففت سعاد وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل ان ترفع نظراتها لرعد وهي تقول مناكفة رفيقتها باول الكلام " دعك منها انها فقط امرأة غيور.. الآن بنيّ .. احسب حسابك ان غداؤك اليوم عندي .. سأطهو لك تشريب لحم يقوي عظامك ويعجّل بشفاء جرحك .."

يميل ليلثم رأسها وهو يقول بطاعة " حاضر .."

تطلق بدرية ضحكة ساخرة قبل ان تقول بمشاكسة " حاضر ؟! اقسم بالله انت لست بسهل ابداااا .. اذا كنت انا نفسي بدأت اصدق انك (طفل محسود) "

تزمجر سعاد وهي تحدج بدرية بغضب مع دخول رضا عبر باب المطبخ وهو يلقي التحية

" السلام عليكم ؟"

يردون السلام ليسأل رضا وعيناه على ذراع رعد " كيف حالك هذا الصباح يا رعد ؟ كنت سأمر بك للزياردة في بيت سعدون قبل ذهابي للسوق .."

يرد رعد بوجه مبتسم " سلمت يا حاج رضا .. انا بخير اليوم .."

تشاكس بدرية من جديد وهي توكز سعاد بمرفقها قائلة " مؤكد بخير بعد البخور الذي اعمانا " يتبسم وجه رضا وهو يرى امه تتأفف من مشاكسة بدرية بينما يسأل رعد " هل رقتك الحاجة سعاد بنفسها؟ انت محظوظ "

لم يدم غرور سعاد بنفسها لحظتين عندما عاجلتها بدرية بالقول الساخر وهي تكلم رضا " الطفل محسووود يا حبيب اميك .."

انفجرت سعاد غيظاً وهو تهتف ببدرية

" حسبي الله عليك .. لماذا تمنعين الخير ؟ ولماذا تناقرين الفتى ؟ اعترفي انك تغارين يا بدرية .. "

يكاد رعد ينفجر ضاحكاً لولا خوفه على زعل الحاجة سعاد بينما تنغزها بدرية بالقول المفاخر " وهل من لديها رضا ابنا تغار يا قليلة العقل ؟!" ترفع سعاد كفيها عاليا وهي تهتف بوجه محتقن غيظاً " ضغطي ارتفع .. اكملي قهوتك وغادري .."

ترقّص الحاجة بدرية حاجبيها وترد " قهوتي بردت بسبب ثرثرتك.. اعدي لي واحدة اخرى اشربها مع ولدي .."

تكز سعاد على اسنانه وهي تتخصر وتقول بإصرار " انه ولدي .." تحاججها بدرية بالقول "بحكم الشرع والمنطق هو ولدي اكثر منك .. لقد قضى معي اكثر مما قضاه معك.."

يتنحنح رضا يحاول فض النزاع " من سيعد لي القهـ...." لكن امه سعاد دخلت في خضم هذه التراشق المعتاد لترد على بدرية قائلة " اي وقت قضاه معك اكثر مني ؟! انت ارضعته فقط .." فتميل بدرية نحوها وتوبخها ضمنياً وهي تذكرها بالماضي " عندما اصيب بالجدري المائي اخذته عندي وانت تنامين قريرة العينين جوار الحاج عقيل.."

تضرب سعاد على فخذها فيحاول رعد التدخل ليقول باسلوب مرح " اظنني سأعد القهوة للجميع .."

يتحرك ليعد القهوة لكن السجال والمبارزة مستمرتان وسعاد ترد عليها تحاول دحض افتراءات بدرية عليها " انت من أصر على أخذه مدعية خوفك على رفيدة من العدوى .. كنتِ ملتصقة به كالجرادة .. وما زلتِ ملتصقة.. ثم وماذا عن اصابته بالنكاف ؟ من راعاه ؟ أظن ستقولين انتِ ! "

تطلق بدرية صوتاً مستهيناً ثم ترد وهي تلوح بكفها علامة السخرية " مؤكد انتِ ! وهل سأنسى عنادك ساعتها فلم تعطيه لي والنتيجة ان الطبيب وبّخك لانك لم تراعيه بشكل صحيح فساءت حالته.."

يشعر رعد بالعجز عن ايقاف النزاع رغم استمتاعه به في الواقع اما رضا فيمنحهما الوقت حتى تشبعان مناقرة قبل ان ينهيها هو بشكل فعال وباسلوبه الخاص ..

رفعت سعاد سبابتها بوجه بدرية وهي تحاول السخرية منها قائلة " لقد بدأت تخرفين يا بدرية .." لكن بدرية تغلبها وهي ترد بثقة " انا راضية ان بدأت الآن فقط بالخرف وانا اكاد ابلغ السبعين .. العتب على من بدأت تخرف من سن السادسة عشرة .."

يرفع رضا عينيه للاعلى في يأس ليلوح لرعد قائلا بصوت منخفض " اطفئ النار تحت القهوة الان وتعال لاكلمك خارجاُ حتى يأخذ هذا النقار وقته.."

يغادران معاً دون ان تشعر بخروجها الحاجتين بدرية وسعاد وكل واحدة منهما منغمسة في النقار باسلوبها ... في المرآب يسير رضا جوار رعد متجهين للبوابة فيسأل رضا باهتمام

" كيف تجري امور التحضير للزواج ؟" يرد رعد "بخير يا حاج.. اتفقت اليوم منذ الصباح الباكر مع مقاول بناء لديه عمال وسيبدؤون قريبا .. "

عند البوابة يسأله رضا وهو يخفض صوته حتى لم يتعد الهمس " هل تحتاج للمال ؟ لا تخجل مني .. انت بمثابة عبد الرحمن عندي.. وعبد الرحمن ولدي قبل ان يكون اخي.."

يطرق رعد في تأثر بينما يرد على رضا بالقول الممتن " شكرا يا ابا جعفر .. ومقامك عندي كبير جدا .. انا اتدبر امري واريد التصرف حسب امكانيتي .. اتفقت مع رقية على هذا .. يكفي كرم الخالة ابتهال ان عرضت علينا السكن معها ..."

يرفع رضا كفه ويربت على كتف رعد ويقول

" انها تحبك كأبن لها ..."

فيرفع رعد رأسه ويقول بصدق بالغ " وانا المثل.. منحتني الكثير هي والخالة سعاد .."

نظر رضا اليه لبضع لحظات قبل ان يقول ما في نفسه واراد قوله منذ مدة لرعد " هي تصاريف رب العباد يا رعد .. انه لا يقطع بأحد يستجير به .. وما تخسره من مال وصلة رحم يعوضه لك بتسخير الهي للغرباء كي يمنحونك ما هو اغلى من المال واكثر وصلا من الدم .. فيلقي في قلوبهم محبتك والدعوة لك وهذا هو كل الخير في الدنيا .."

يبتلع رعد ريقه ويشعر وكأن رضا دخل اعماقه وادركها .. لقد دار في خلده عدة مرات انه ربما خسر إرثاً لا يستهان به لكن حصل في المقابل على ما لا يشتريه المال ابدا.. ولن يستطيع الجمع بين الاثنين .. بل حتى لا يريد ونفسه تعاف تلك الثروة الملعونة التي قتلت عمه وادخلت غيداء مستشفى المجانين و لا يعلم ماذا سيكون نصيب وميض وهو يبتلع كل شيء في بطنه..

شعر بكف رضا تضغط على كتفه وكأنه يسحبه من افكاره ليقول له بوصية " اعتن برقية يا رعد .. هي صغرى البنات .. قد تراها قوية جريئة لكن في قلبها غصة طفلة فقدت اباها باكراً جداً فكن لها أباً وزوجاً .."

رد رعد بجدية " سأفعل .. اعدك .."

علق رضا " وانا واثق .." ثم يسأله " هل سترتاح اليوم في البيت ؟" فيرد رعد " بل سأخرج الآن لأتفق على مواد البناء التي سنحتاجها .. ذراعي بخير.. وانا لست من النوع الذي يجيد الراحة والجلوس .." يبتسم رضا قائلا بفكاهة " اذن اذهب في رعاية الله ودعني أرجع للحاجتين لافض نزاعهما اليومي .."








يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13865825....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس