عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:05 PM   #8773

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

المستشفى .. غرفة اسيا



ينظر لوجهها الدائري ويحتضن جسدها الصغير بين ذراعيه ويلفها بعباءته في حمائية وتعلق بينما يهمس بصوت رجولي يملك القلب " كيف يُقتطع من الروح قطعة متناهية في الصغر هي اغلى ما فيها ثم تراها على صغرها تستهين بك فتغادرك وانت عاجز عن منعها لتتجسد امامك في كائن بديع كامل الصنع والكمال لله وحده.. "

بوجهها المرهق مستلقية على السرير وتتطلع اليه والابتسامة تزين محياها فتهمس اسم زوجها " رضا ..."

يرفع رضا نظراته لاسيا فيبدو جميلا في عينيها كما لم تره يوماً ..

كأنه حقاً يحمل جوهر روحه بين كفيه ويعيش حالة من الانبهار العجائبي لما يحمله فيقول وكأنه لم ير طفلا وليدا من قبل

" انظري لكفيها .. لاناملها .. انها تتلاعب بقلب ابيها اقسم بالله.."

تدمع عينا اسيا لتأثره بينما رضا يدعو من صميم قلبه " ربي أطل عمري وصحة بدي وعقلي حتى اراها عروساً أزفها لمن يسعدها.."

ثم يقترب بحالته هذه ليجلس جوار اسيا ويضيف بصوت رجولي سر تأثره هذا

" انها انت يا اميرة البنات .. خلقك ربي فيها من جديد ليعوضني عما خسرته في بعادك وجفائك لي لسنوات .. و (السبع عيون) على صدرها تشهد .." سبابته تلامس تلك التميمة التي علقتها جدتها ابتهال على صدرها قبل قليل.. كانت تميمة اسيا عندما ولدت ...

تنظر للاعلى نحو وجهه وتهمس له " اتحبها لهذه الدرجة ؟" يميل ليلثم جبينها ويهمس لها بصوت أجش " احبك فيها واحب فيها انها انتِ .. لهذا اسميتها على اسمك .. انها عوض ربي ليقترن اسمك باسمي.. "

تشم عطر عباءته وهي تقول بتعلق شديد

" جمعني الله بك في جنات الخلد.."





في الممر يتكلم رعد مع عبد الرحمن عبر الهاتف وهو يستغرب من وقفة رقية عند باب غرفة اسيا دون ان تدخل ... كانت بعيدة نسبياً ليعرف سر وقوفها هذا .. يأتيه صوت عبد الرحمن معتذرا " اسف رعد لم استطع التملص من اجتماع اساتذة القسم لهذا اليوم.."

فيرد رعد على صديقه " لا تقلق كل الامور سارت بشكل ممتاز .. نفذت تعليمات المحامي عبد الستار بالحرف .. رفضت التوقيع على اي إفادة في سجلات الشرطة بالواقعة ما دام القاضي لم يحتاج الى شهادتي في القضية .."

فعلق عبد الرحمن " اذن حضر الاستاذ عبد الستار الحضور معك.. قال ربما لن يجد وقتاً "

رد رعد " لقد استطاع اللحاق بالموعد .. انه رجل طيب .. لكن وجوده اقلق وميض ومحاميه.." تساءل عبد الرحمن بحيرة " ما الذي يخشاه وميض هذا ؟!"

عينا رعد فاضتا بالبغض وهو يتذكر وجه وميض القميء .. يكاد يقسم ان وجه هذا الرجل كل يوم يزداد قباحة وكأنه شيطانه يتجسد في ملامحه .. بهدوء رد على سؤال عبد الرحمن " انه يخشى اني قد اسحب السجادة من تحت قدميه وارفع قضية مضادة لوضع الثروة كلها تحت وصاية سلطة القانون تمهيدا لقضية اخرى ارفعها للتشكيك بنزاهته وانه سرق ثروة عمي التي هي من نصيبي انا واخي عصام .."

بعد لحظات تفكير تساءل عبد الرحمن "كيف عرفت هذا ؟ اعني كيف عرفت انه يفكر بهذا ؟"

اجاب رعد ببعض التوتر " محاميه تكلم مع الاستاذ عبد الستار وحاول ان يجس النبض لسبب حضوره مع .. تهديد ضمني لاي محاولة مباغتة لتغيير الوضع المتفق عليه .."

قال عبد الرحمن بحنق " انهم عصابة ! الحمد لله انك تخلصت منهم ومن قرفهم .."

زفر رعد انفاسه وهو ينظر ناحية رقية فيجدها على وقفتها ليقول لعبد الرحمن بصوت خافت

" عبد الرحمن لا تذكر شيئا امام رقية حول المحامي والتفاصيل .. لا اريدها ان تقلق .. اريدها ان تنسى وانسى انا معها ..."

تمتم عبد الرحمن " مؤكد .." ثم اضاف متسائلا " هل انتما في المستشفى ؟"

فرد رعد وهو يجبر نفسه على التراخي ورمي الامور المزعجة خلف ظهره " نعم .. كنا نسير نحو غرفة اسيا عندما اتصلت انت .."

قال عبد الرحمن عندها " سألحق بكم قريباً.. رباب ايضا على وصول مع الخالة ابتهال فقد عادتا للبيت لتحضرا جعفر وكاظم كي يريا اختهما الوليدة.. "

تمتم رعد " اذن اراك قريبا .. سلام .."

رد عبد الرحمن السلام قبل ان يغلقا الخط..

يقترب رعد من رقية فيبتسم تلقائيا وظنونه تتأكد انها كانت تتنصت عبر باب الغرفة الموارب...

يميل لاذنها هامساً بلؤم " ها انت تتنصتين من جديد عبر الابواب يا قطة .."

تجفل رقية قليلا ثم تنظر اليه بحنق لترفع سبابتها الى فمها علامة الصمت ثم وبكل (احتراف) تغلق الباب الموارب دون ان تطلق صوتاً لتمسك بيد رعد وتبتعد به عن الغرفة..

يعبس رعد ليقول باعتراض صبياني " اريد ان ارى المولودة ! لماذا تأخذينني بعيدا ؟!"

تأخذ رقية نفساً عميقا ثم تطلقه بتنهيدة وهي تبتسم .. يتعجب رعد من حالها وهو يتساءل " رقية ... ماذا جرى لك ؟!"

ترد بعيون لامعة " انه رضا .. هذا ما جرى لي.." يرفع رعد حاجبيه بحيرة ليوقف خطواتهما عند نهاية الممر ويتساءل " رضا ؟! تقصدين ابا جعفر ؟ ما به ؟"

ترد ووجهها يحمل تعابير طفلة تفيض بالعاطفة لتهمس " كان يتغزل ..! لو سمعت غزله لما صدقت.. لم اسمع يوماً برجل يتغزل بامرأته عبر ابنتهما هكذا ... من اين له هذه الروح وهذا القلب .. وكأن عشقه لاسيا غير العشق الذي نعرفه .. ! يجعلان كل حكاية وقصة .. كل واقع وخيال .. يبهت امامهما .."

تذوب عينا رعد شقاوة وهو يرفع يده يقرص خدها قائلا " انت تحبينهما معاً ايتها الطفلة الرومانسية التي تتنصت على الابواب .."

ما زالت منغمرة بالشعور ذاته وهي تقول لرعد ببعض الحشرجة " انا لا احبهما فقط .. انهما حالة خاصة جدا لي .. عندما تزوج رضا بآسيا شعرت ان الميزان الذي اختل في حياتي قد عاد ليتوازن ... وكان يجب ان يتوازن لاتوازن انا ..."

وهو ينظر اليها هكذا تذكر جملة رضا قبل اسابيع قليلة وهو يوصيه بها .. (" اعتن برقية يا رعد .. هي صغرى البنات .. قد تراها قوية جريئة لكن في قلبها غصة طفلة فقدت اباها باكراً جداً فكن لها أباً وزوجاً .." )

امسك بكف رقية من جديد ليسير بها وهو يقول " تعالي .. انت حكايتك حكاية يا اخر عنقود القوارير .."

سألته " الى اين تأخذني .." فيرد وهو يلتفت اليها بنظرة خاصة " سنشرب الشاي ونعقد صفقة .." تعقد حاجبيها وتتساءل " اي صفقة؟!"



لم يرد عليها حتى جلسا في مقهى قريب من المستشفى ليطلب الشاي لها والقهوة له قبل ان يبدأ مباشرة في (صفقته) " بما انك ضمنت التعيين بالجامعة فلن اتركك اليوم حتى تخبرينني بكل ما حصل مع الدكتور سامان.. واعدك في المقابل لن اقترب منه ولن اتسبب بالمشاكل .."

تأففت رقية بينما يضيع رعد بإصرار " واذا لم تخبريني فصدقي اني ساذهب اليه بنفسي واسأله .." تبرم رقية شفتيها بغير رضا لتقول له مستسلمة " ماذا اخبرك اكثر ؟ اففف ... حسن .. سأكرر من جديد ما حصل اليوم بتفاصيل اكثر عسى ان ترضى .. حالما خرجت من القسم رأيت الدكتور سامان في الساحة الكبيرة مع زوجته فـ.."

قاطعها وهو يهز رأسه نفياً ويقول " لا اتحدث عما حصل اليوم .. بل عما حصل ذاك اليوم قبل اسابيع عديدة .. عندما خرجتِ عبر بوابة الجامعة باكية .."

تتساءل رقية بحيرة " يا ربي ! لماذا تلح هكذا عن ذاك اليوم تحديدا ؟!"

يهز كتفيه وهو يتشبث باصراره للمعرفة قائلا " ليس لديكِ حجة الآن .. الرجل اثبت انه شريف وانا احترمته ... على العكس.. اظن اني احببت ما فعله معك ولقنك درساً..."

تعبس في وجهه بحنق فيمسك رعد بكفها ويقول بجدية " رقية .. اليوم لن اتنازل عن المعرفة .." تمط رقية شفتيه لتستسلم قائلة " حسن .. انت لجوج جدا بهذا وتفاجأني .. لانك لست فضوليا بطبعك .."

فيرد وهو يبتسم ابتسامة صغيرة " نعم لست فضوليا ولكن عندما اريد معرفة امر يخصني ويمني فأنا الاسوأ في الفضول .. trust me(ثقي بي) "

فردت كفيها جانباً وهي تقول " اذن دعني اخبرك لننتهي من كل هذا .. "

صمتت لحظة ثم اضافت " في الواقع ذاك اليوم لم يكن الدكتور سامان وحده من تواجهت معه .."

يضيق رعد عينيه متسائلا " من تقصدين (ايضا) ؟"

فترد رقية بانزعاج وهي تتذكر ذاك اليوم البائس " انه حارث..."

قدحت عيناه بينما تضيف رقية بشماته وهي تتذكر وجه حارث " لكني مسحت به بلاط الجامعة .." قال رعد بنبرة غامضة وهو يرخي اجفانه " احكي من البداية ..."




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس