عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:09 PM   #8774

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عيد الاضحى



يصطف المسلمون من كل طائفة لاداء صلاة العيد .. اجسادهم متراصة واذرعهم ما بين متكتفة ومسدلة .. قلوبهم خاشعة لاله واحد احد ويتبعون ملًة محمد ويتجهون لقبلة لا تحيد عن اتجاه الكعبة لتجمعهم في توحد ..

حالما ينهون الصلاة تسود حركة في الحي وما بين من يذبح الاضاحي في بيته او يختار مكان اخر للذبح وتوزيع اللحم .. يبارك الجيران من المسيحيين والصابئة المندائيين لاخوانهم في الانسانية والوطن ..هي احدى ايام الفرح التي تجمع شعباً شجياً في تناغمه الفريد المتنوع المختلف عن باقي الشعوب...



***



يسير عقيل في الشارع عائدا الى بيته ان وزّع حصص لحم الذبائح التي اوصاه بها عمه رضا..

يراها تسير في الشارع وهي تحدق في هاتفها النقال وتبتسم بطفولية .. شعرها الذهبي شديد الشقرة يزدد بروزا مع الايام ...

( بنت الاجنبية) !

هذا اللقب الذي بات ملتصقاً بها ويسمع همهمات احرفه في الحي .. كم يكره اللقب !

عيناه تقدحان بالنار وهما تلمحان (اسمها) يلمع بلون الذهب على نحرها الابيض الشاحب حتى غلى الدم في عروقه ..

تقدم بخطى منفعلة نحوها ليهتف بها دون شعوره

" زرري القميص لاخره كي تخفي اسمك.."

تتسع عيناها الزجاجيتان في وجل وهي تحدق بابن عمها لتسارع بتزرير القميص حتى آخره وهي تهمس " حاضر .."

يزم شفتيه ودمه ما زال يغلي وشعرها كذهب البلاتين الابيض يشع حول كتفيها ليهتف عقيل من جديد " اربطي شعرك ايضا .."

فترد بقهر " لكني سرحته لاجل العيد .. لماذا انت غاضب مني هكذا ؟!"

لا يعرف كيف يتصرف فيجد نفسه يمد يده ويأخذ الهاتف من يدها لينظر لما كانت تتفرج عليه ويقول بغضب متفجر يكتمه

" انت ما زلت طفلة صغيرة ليكون لك هاتفا نقالا .. لا اعلم كيف سمح لك عمي حذيفة بهذا ؟!"

كان يقول كلامه هذا وهو يقلّب في هاتفها ليرى ما فيه فلم يجد الا صورا مضحكة لها مع اخته منة الله وبعضها مع سامي و ... صورة واحدة له .. هو ...! صورته وهو يقف وسط المطبخ ويشرب الشاي ...

يرفع عينيه عن الهاتف لينظر اليها والغضب يغلي بشكل مختلف تماماً فيسألها بخفوت كأنه الهدوء الذي يسبق اعصارا " كيف تلتقطين لي صورة دون ان اعلم ؟!"

تمتمت بهلع خوفاً من غضبه الذي لا تعرف اسبابه " كنت اجرب هاتفي الجديد لا اكثر.. لم أظن ام الامر سيغضبك .. انا .. اسفة .. سامسحها الآن .. سأ..."

صدمته بدموعها التي هطلت من عينيها مدرارا.. صدمت غضبه واعاصيره ليشعر انه مجرد غبي !

قلبه اخذ يقرع كالطبول وهو ينظر اليها بعجز لا يعرف كيف يوقف دموعها ...

اقترب بارتباك ليقول لها بصوت أجش " لا تبكي سعاد .. لا تمسحي الصورة .."

اخذت تمسح وجهها وهي تهمس بطفولية تمس القلب " لماذا .. تكرهني ؟ "

يشعر بالبؤس وحتى الشقاء لسؤالها هذا الذي كررته اكثر من مرة من قبل فيرد بمزيد من الارتباك والاحساس اللعين بالذنب

" انا لا اكرهك .. كيف تقولين هذا ؟"

ترد وهي تشهق وتحاول كتم شهقاتها " بل تكرهني .. انا احبك كثيراً لكنك .. تكرهني ... "

قلبه بات يرتجف ويشعر برغبة بالصراخ دون ان يستوعب السبب .. لسانه تحرك ليقول دون شعوره " بل احبك .. انا احبك .."

اتسعت عيناه بصدمة لا يصدق تأثير ما قاله للتو عليه هو شخصيا وليس عليها...

اما سوسو فرفعت وجهها المشع وهي تبتسم كشمس الصباح ومن بين امطار دموعها تقول له " وانا احبك اكثر .. عيدا سعيداً .."

كان متسمراً مكانه كأكبر غبي وهي تستعيد هاتفها من يده لتضيف ببراءة تقتله

" كنت ساحتضنك لكني تذكرت ان الخالة اسيا أكدت علي ان هذا لا يجوز .."

ثم فجأة ركضت لتتجاوزه وهي تهلل لمرآى عمها محسن تعايده ...

يلتفت عقيل ببطء يتطلع اليها في حضن ابيه تتدلل عليه وتطالب بعيديتها وابوه يضحك ويقبل وجنتيها فيباغت عقيل شعور مرير حارق بالـ .... غيرة !





******





بعد اسبوع واحد ...

قبل يوم واحد من عرس رقية ورعد

شقة مهند الجديدة





يضع رعد الصندوق جوار باقي الصنديق ثم يتطلع الى ساعة يده ليقترب منه مهند وهو يحمل صندوقا اخر قائلا بحرج " كفى رعد .. مجد سيأتي لاحقاً ويساعدني بالباقي ... عرسك في الغد وانت تعبت كثيرا معي بنقل الاثاث والصناديق .. كان يفترض انا الذي يساعدك في تأسيس بيتك.. "

يبادله رعد شعور الحرج وهويعتذر من جديد ويقول " اعتذر منك مرة اخرى لاني لا استطيع حتى دعوتك للعرس .."

ينظر مهند ناحية جوري وهي تساعد ابنتهما بترتيب غرفتها الصغيرة ليقول بعدها بهدوء

" لا تعتذر .. الامر ليس بيدك ولا بيدي .. يكفيني تفهمك وانك لم تحاكمني وحتى لم تحاول سؤالي عن اي شيء .. انا الذي اعتذر لاني احرجتك مع رقية بالموقف الذي حصل.." يكتفي رعد ان ابتسم بصمت ليقترب منه مهند ويضع كفه على كتف رعد مضيفاً " انا ممتن جدا لمساعدتك .. "

ثم يأخذه بالاحضان مباركاً " زواج سعيد ان شاء الله .. وانا حاضر لاي مساعدة استطيع تقديمها اليك ..."

شكره رعد ثم ابتعد قائلا وهو يعاود النظر لساعة يده " حسن يجب ان اغادر الآن .. لدي مشوار مهم ادعُ لي ان يتحقق مرادي .."

ثم غادر رعد مودعاً جوري والصغيرة قطر الندى وحالما اغلق مهند باب الشقة اقتربت منه جوري وقد بدت سعيدة للغاية وهي تقول له " الشقة ستبدو جميلة للغاية عندما يصل باقي الاثاث .."

رد مهند ببعض الضيق " اسف لاني لم استطع توفير شقة افضل واوسع .. لكنها مجرد حل مؤقت حتى نجد ما يناسبنا " قالت بجوري بجدية " من قال انها غير مناسبة؟! انها جوار مكتبك وفيها غرفتان تكفينا "

فيطرق مهند قليلا وهو يذكر عيوبها

" لكنها ليست واسعة كفاية ... كما ان هذا الجزء من الحي والمباني لم يعد سكنيا يا جوري .. واغلب الشقق هنا تحولت لمكاتب وعيادات طبية ومختبرات .."

تهون عليه وهي تقول ببشاشة " سيكون امراً جيدا ان كل شيء حولنا .. لا تقلق .. سنعتاد الامر .. ثم انك قلت بنفسك هو مجرد حل مؤقت افضل من البقاء في مكتبك " ارتفع صوت ابنتهما وهي تتقافز على سريرها الجديد وتغني " جمالك سوملي .. جمالك سوملي ..."

تميل جوري لكتف زوجها وتهمس بكلمات تلك الاغنية القديمة وذراع مهند تحاوطها ..





*****



بعد ساعات ...



في سيارته الصغيرة المستعملة التي اشتراها مؤخرا يجلس رعد وهو يطرق بانامله بصبر على مقود السيارة ... عيناه تراقبان الداخل والخارج من هذا الملهى الليلي .. ! يشتم رعد بالانجليزية ثم يقول من بين اسنانه " اين انت ايها النذل .. انتظرت عودتك من السفر منذ اسابيع.. وعندما عدت اخيرا اصبحت ابحث عنك هنا وهناك حتى مللت الشوارع .." يرن هاتفه فيفتح الخط وهو يرد عليها بالقول المغازل " اشتقت لك يا قطة .."

تبدو منزعجة وهي تعاتبه " اين تختفي اليوم؟! لقد تركت كل الاستعدادات للعرس لتغيب اليوم بطوله "

يراوغها وهو يقول بغموض " في الواقع احضر لك مفاجأة خاصة .. " تتساءل رقية بريبة "اي مفاجأة ؟ ولماذا هذا الغموض ؟"

يضحك وهو يذكرها بالمثل القائل " الفضول قتل القطة " فتزمجر حانقة منه وبينما هي توبخه وتحاول جهدها حثه ليخبرها عن المفاجأة تلمع عينا رعد وهو يجد اخيرا مراده فينهي المكالمة مع رقية سريعاً مدعياً ان احدهم يتصل به ...

يترجل رعد من سيارته يحمل كيساً ليتقدم ناحية بوابة الملهى ويمسك بكتف شاب يدخله للتو برفقة احدى النساء المريبات ربما تكون راقصة او بائعة هوى ...

يلتفت اليه الشاب الذي يصغره ببضع سنوات ليبتسم رعد ابتسامة عريضة وهو يقول

" اخيرا وجدتك يا حارث .. اليس اسمك حارث ؟ لقد بحثت طويلا وانتظرت عودتك من السفر .."

يعقد حارث حاجبيه وهو يتعرف مباشرة على وجه رعد ليسأل بفظاظة وغرور" ماذا تريد ؟!"

فيرفع رعد حاجبيه وكأنه متفاجئ ثم يقول بعدها بنبرة ساخرة " كيف تقول ماذا تريد يا رجل ؟! يجب ان تحتفل معنا.. "

يكشر حارث ويبدو صبيانيا بغيرته وهو يرد بحنق على رعد قائلا " لا اريد الاحتفال بزواجك من رقية .. اذهب عني واشبع بها.. "

يبتسم رعد بطريقة مستفزة وهو يكتم الغضب المتراكم داخله كي يستمتع على مهل بكل لحظة وهو يأخذ بثأر رقية من هذا الوغد ..

يرد عليه بنفس النبرة " من قال احتفال زواج؟! انه احتفال تعيينها كمعيدة في الجامعة .."

بدى رعد مصدوماً للحظة وواضح ان الخبر لم يصله لكنه سرعان ما قال بتبجح وهو يخفي غيظه " لا يهمني تعينت ام لا .. وابتعد من هنا ولا تقف في طريقي مرة اخرى .."

يحاول حارث دفعه لكن رعد يتبع اسلوب التهريج وهو يقول بنبرة فكاهية فاحت بشراسة الغضب الذي يعتمل داخله

" ابدددا لن ارضى بهذا .. انتظرت عودتك من السفر لاكثر من شهر.. فقط كي أحتفل معك .. وستحتفل يعني ..."

توقف قليلا قبل ان يمد يديه ليمسك بخناق حارث مضيفاً بصوت خافت مهدد " ستحتفل ..."

نظرة من رعد للمرأة التي بصحبة حارث فقال لها بابتسامة عريضة " ادخلي يا حلوة .. لن يعجبك القادم..."

تأففت المرأة وهي تترك الرجلين ليقول حارث متحدياً رعد " ان كنت تبغي عراكاً حقيقيا للرجال تعال الى ذاك الفرع الجانبي الخالي حيث لا يقاطعنا احد ..."

تتسع ابتسامة رعد وهي يرد " هيا .."





كان العراك عنيفاً بشكل رهيب لكن رعد لم يتنازل حتى جعل حارث يستسلم منهارا على الرصيف ووجهه متورم بالكامل والدماء تسيل من انفه وفمه ... رعد ايضا خرج باصابات في عينه اليسرى وفمه الدامي وجانب وجهه...

أخذ رعد يبحث عن الكيس الذي رماه ارضاً حالما دخلا هذا الطريق المقفر وعندما وجده فتحه واخرج منه ثوباً زهرياً !

يتحامل على انهاك جسده بعد هذا العراك ليمسح فمه بظاهر كفه ثم يتقدم بخطوات متعثرة من حارث المستسلم على الاسفلت لينحني نحوه وينفذ ما اراده وحارث يئن ولا يهتم بالمقاومة ... بل لم يدرك حتى ان رعد يلبسه ذاك الفستان فوق قميصه ...!



***



جناح رقية ورعد..



تعلق رقية الستارة في غرفة الجلوس الصغيرة بينما تعقد حاجبيها بضيق لغياب رعد الغامض..

يرن صوت من هاتفها بوصول رسالة فتنزل عن الدرج بينما رباب تنادي شذرة لتساعدها بترتيب فرشة العروس على السرير ..

تفتح رقية الرسالة فتشهق وهي تضع يدها على فمها تنظر الى صورة (سيلفي) لرعد ولا تصدق ما تراه !

للحظة فجعتها الصورة ثم تمالكت نفسها وهي ترى وجه رعد ضاحكاً رغم اصابات وجهه المخيفة وسبابته تشير الى ........

فجأة اخذت تضحك وتضحك والدموع تتجمع في عينيها في ذات الوقت ...

بل وقعت ارضا من الضحك حتى أتت رباب وشذرة تسألانها لماذا تضحك بهستيرية هكذا ... لكنها لم تستطع التوقف وهي تنظر لصورة حارث مرمياً على الارض واثار عراك شرس على وجهه بينما يرتدي ثوباً بناتيّاً زهرياً بكشاكش ومكتوب قربه عبارة (فتاة الحفل) .. شعرت رباب بالغيظ من حالة اختها العروس لتأخذ الهاتف من يدها وحالما رأت الصورة مع شذرة شهقتا معاً وهما تنظران لوجه رعد القريب ولا تفهمان ما جرى ...

استعادت رقية الهاتف من يد رباب لتكتب لرعد رداً " احبك ايها المجنون .."








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس