عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:10 PM   #8775

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء اليوم التالي .. قاعة الحفل



على انغام اغنية (عروسة) تتراقص رقية مع رعد الذي تلمع عيناه بنجوم السعادة ...

فستانها كان مختلفاً عن الفساتين المألوفة وقد اختارت رقية ان تدخل على بياضه اللونين الزهري والاحمر ...

فستان قصير بطبقات كثيفة حوافه بلون زهري وله حزام حريري زهري ايضا مع قلب كبير احمر توسط منطقة البطن ...

اما الطرحة فاختارتها بفكرة مشابهة لفكرة طرحة رباب وبدلا من طبعات الكفوف اختارت طبعات قلوب زهرية وحمراء تناثرت بشكل عشوائي وبتدرج لوني باهت على كل قماش الطرحة الطويلة التي امتدت حتى الارض ...

واخر لمسة كانت في شعرها وقد صبغت خصلة واحدة بلون احمر ...

بدت لذيذة شقية اثارت جنون عريسها معها...

تهز رباب رأسها بغير رضا وهي تتمتم لحبيبة التي تقف جوارها

" هل يجب ان ترقص هكذا ؟!"

ترد عليها حبيبة ضاحكة وهي تصفق " رباب دعيها تفعل الليلة ما تشاء ... ثم ان عريسها مستمتع وراضٍ فما دخلنا نحن ..؟"

تمط رباب فمها وما زالت غير راضية عن جرأة اختها الصغرى ... تقترب اسيا من اختيها وهي تسأل " هلا شرحت لي احداكما وبشكل واضح لماذا العريس أتانا الليلة بعين متورمة وجروح تخط خده واسفل فمه ؟!"

تحرك حبيبة كتفيها مع حركة بفمها دلالة انها لا تعرف بينما ترد رباب مشاكسة

" رغم اني لا اعرف بالضبط اي شجار ادخل نفسه فيه لكني سعيدة لان هذه الوقحة المجنونة لن تحصل على صور زفاف كاملة الاوصاف كما كانت تحلم بها دوماً ..."

تضحك حبيبة وهي تقول لرباب " اتخيلها ستنتقم من رعد لافساد الامر عليها .."

بينما تقول اسيا " لا تقلقي من هذه الناحية .. انا متأكدة انها ستعيد جلسة التصوير حالما يتعافى وجه رعد ... صغرى قوارير يونس داهية ولن تعدم وسيلة لتحقق ما تريد .."

تشعر رباب ببعض التعب فقالت " سأذهب واجالس امي .. وربما سأسرق من حضنها حبيبي يويو (يونس) ..."

فتضحك حبيبة وتقول " اجل اذهبي اليها وانقذيها من محاولاتها الفاشلة لايقاف النقار الدائر بين الخالة سعاد والخالة بدرية .."

تخرج رباب لسانها بحركة شقية ثم تمضي ضاحكة ...

تلتفت حبيبة لاسيا فتراها تناظر صغيرتها عن بعد وهي في حضن ابيها تمص ابهامها ... كانت ملتصقة به وهو يلفها بذراعه كأنها جزء موصول بجسده .. يكلم يحيى باندماج لكنه بين الفينة والاخرى قلبه يرق ويشتاق فيدلل صغيرته ويدلل نفسه معها ...

تسألها حبيبة بابتسامة " انه مغرم بها .."

ترد اسيا بدهشة لا تفارقها منذ ان ولدت ابنتها " مغرم ولهان ايضا ... متعلق بهذه الفتاة كأنه لم يحظَ بذرية قبلها ..."

تشبك حبيبة ذراعها بذراع اختها وهي تقول بفخر انثوي " انه سحر البنات يا اختي .. غبي من لا يدرك حلاوة حظوتهن ..."

يعض عقيل شفته السفلى غيظاً وهو يرى سوسو تتراقص هكذا بطريقتها المضحكة الطفولية ويزداد غيظه لان عمه حذيفة بدلا من ان يمنعها بل اخذ يرقص معها ....

يكز على اسنانه ساعة ويعض شفته ساعة اخرى ... كم يود ان يلكم بقبضته وجه احدهم اللحظة !

تزغرد خلود وتصفق في فرح وابتهاج وهي ترى ابنتها تراقص اباها ... ثم تتحرك لتقترب من اخيها الذي يجلس جوار شذرة فتزغرد لهما وتميل اليهما لتقبلهما على التتابع ثم تحاوط بكفها الايمن خد خليل وبالايسر خد شذرة وتعدهما بالقول " سيكون عرسكما بجمال هذا العرس ... هو هديتي لكما .."

ودون ان تسمع ردهما تعاود الزغردة وهي تبتعد عنهما لتحوم بين المدعوين ترحب بهم بدفئها الخاص .. ينظر خليل لشذرة وهو يتساءل " هل تريدين عرسا كهذا ؟"

دون تردد تقول بابتسامة " لا.." يتشكك قليلا بردها فيحاول القول " لكن ... ان كنت حقاً تريدين فسـ..." توقفه وهي تلف اصابعها حول كفه تنظر في عينيه هامسة " لا اريد حفل عرس يوم الزفاف يا خليل .. لا اريد اكثر من فستان ابيض البسه وانا اخرج عروساً من بيت العطار الى بيتك.. لكني... اريد امورا اخرى..."

يحتار بابتسامتها لكنه يمنحها ما تريد دون شرط " اطلبي كل ما تشتهيه نفسك .. "

ردت وهي تتورد قليلا " اريد ثلاث صوانٍ وليلتيّ احتفال في بيت العطار تسبقان ليلة الزفاف .." تساءل وهو لم يفهم بالضبط ليستدرك وسط جملته " ثلاث صوان وليلتي احتفال ؟! تقصدين ....."

تتسع ابتسامتها وترد مؤكدة " نعم ..."

***



يحمل رعد كأس العصير وهو يقترب من العم سعدون الذي يجلس في اخر القاعة مجاورا للباب ... اشفق عليه رعد كل الاشفاق وهو يرى نظرات العجوز معلقة على تلك الباب ويهب في جلسته متحفزا كلما دخل احدهم لينكمش خائبا عندما لا يتحقق رجاؤه ...

ربما كانت فكرة سيئة منه ان اقنع العم سعدون بارسال دعوات الحضور لاولاده ...

تقدم رعد حتى وصل لذاك العجوز الفضولي المزعج الذي سيفتقد صحبته في بيت واحد فيجلس جواره وهو يقدم له كأس العصير ويقول " اشرب العصير يا عم سعدون ولا تهتم لشيء .." الخيبة في عيني العجوز آلمت رعد ثم أشفق عليه اكثر والعم سعدون يحاول ان يخبئ خيبته بقناع من الترفع واللامبالاة قائلا

" انا لست مهتماً ... في الواقع دعوتي لهم كانت جافة ومقتضبة .. لا بد انهم شعروا اني لا احبذ حضورهم .. انا فعلتها فقط لانك صدعت رأسي بإلحاحك .."

يبتسم رعد بطريقته العابثة وهو يميل متدللا باسلوبه المستفز قائلا للعجوز " هذا افضل فانا غيور جدا ولم أكن سأحتمل رؤية الاحضان والقبلات التي كنت ستحظى بها من غيري .."

يتمتم سعدون بالاستغفار في حنق وهو يوبخ رعد قائلا " يا فتى يا قليل الادب .. توقف عن هذا الكلام عيب عليك .." يضحك رعد عاليا ثم يميل الى كتف العجوز يلثمه ليقول بعدها بجدية " سأبقى وحدي ولدك المفضل واي طفل سأنجبه سيكون حفيدك المدلل.."

يطبق العجوز فمه وكأنه يمنع ارتجافة شفتيه ليحاول رعد المزاح للتخفيف عنه فيقول بوقاحة " استعد للقب (جدي) خلال تسعة اشهر ... سأرفع رأسك الليلة وسأجعلك تزغرد فخراً..." تمتم العجوز مدعياً الغضب وهو يغالب دموعه " عديم التربية ووقح .." ثم يدفع رعد مضيفاً وهو يمسح عينيه " اذهب لعروسك يا ولد .. لا اعلم لماذا تحرقني عيناي هكذا ؟! لا بد انها حساسية الخريف .."

***

جناح العروسين في الفندق..




تفلت من يده حالما دخلا الجناح وتتراجع للخلف واصابعها تلملم طرحتها وهي تحاول الابتسام بشقاوة تغطي على نبض قلبها الخائف... يقترب منها وتلمع تلك الخطورة الجريئة في عينيه فتبتلع ريقها وتعترف لنفسها انها حقاً ... خائفة !

تقاوم احساس الخوف العفوي والرهبة المألوفة لكل الفتيات في ليلة الزفاف وهي تتخصر امامه وتقول بنبرة حنق " عينك اليسرى ما زالت متورمة .. اتمنى ان وجه حارث يتورم لشهر ..."

يخلع سترته ثم يرميها وهو يتقدم اكثر هامساً بخفوت عابث " فداك قطتي .."

تشعر بضربات قلبها تدوي في كل جسدها لتهمس بانفعال " غبي ! لقد افسدت صور العرس .." ينفجر رعد ضاحكاً وهي تنهره بغيظ " لا تضحك ! "

تلاقت العيون ورعد يخلع ربطة عنقه .. فتتهرب وهي تدعي السيطرة لتخلع حذائها وطرحتها ترميهما ارضاً ثم تسير بثقة ورشاقة الى غرفة النوم ... لكن شجاعتها انهارت وهي تنظر للسرير العرائسي الكبير فتتسمر مكانها وسط الغرفة ثم أجفلت وهي تشعر بكفيه حول خصرها هامساً بعبث عند اذنها

" ما هذا الفستان الشقي ؟ هل تخبئين قلوباً اخرى تحته .. ؟ كم قلباً يا ترى ؟ لا تقولي .. سأعدها بنفسي واعطيكِ النتيجة .."

ادارها بين ذراعيه لتواجهه فتحاول من جديد السيطرة وهي تثرثر " اثرت جنون رباب لتصممه... كما اريد.. انا .. كانت .. كانت... رعد ...."

لم تعد تحتمل فتنظر في عينيه لتبدو في أرق حالاتها فتقولها له بخوف وثقة في ذات الوقت " رعد .. لا تؤذني ..."

لقد كانت حقاً خائفة لكن لديها الثقة به كي تخبره عن مخاوفها ...

كم هي لذيذة بكل ما فيها من تناقضات .. سيعرف كيف يجعلها تسترخي ...

يضحك بخفوت ثم يقول لها هامساً بشقاوة

" اؤذيكِ ؟! لا اريد الليلة الا أن ألعب معك فقط لعبة ليلى ذات الرداء الاحمر والذئب ..."

تتعلق بكتفيه وهي تحاول ان تجاريه في شقاوته المحببة قائلة بضحكة متوترة " انها حكاية وليست لعبة .."

يرد بمرح والعبث يلتمع في عينيه " نحن سنجعلها لعبتنا ... بالقلب المغري الاحمر الذي تضعينه على فستانك ووجهي المخيف المرعب هذا فإننا نناسب هذه اللعبة جدا ... وسنسميها .. رقية ذات القلب الاحمر ورعد الذئب..."

في لحظة حملها للسرير وفي اللحظة التالية كان معها هناك وهي تهمس اسمه بارتباك..

وجهه فوق وجهها وهو يبدأ (الحكاية) بصوت أجش " كان يا ماكان في سالف العصر والزمان فتاة شقية تشبه الدمية اسمها رقية..."

يميل ليطبع قبلة على شفتها السفلى فتتنهد ويكمل هو بنفس النبرة " دوماً تحب ارتداء ثوبٍ ذات قلوب حمراء فتستفز الذئب المسكين وتغريه كي.... يعضها.."

لم تستطع الا ان تطلق ضحكة حلوة بينما يميل هو من جديد ليقبل عنقها مضيفاً بنبرة خاصة فيها تعاطف مفتعل مرح " امها ابتهال امرأة طيبة نصحتها مراراً قائلة (يا فتاة توقفي عن افعالك العابثة مع هذا المسكين انظري كيف تشوه وجهه الوسيم بسببك..؟!) فلم تنفع النصائح ويئست الام من ابنتها ولم يكن امامها الا ان تغلق ابواب البيت بالمفتاح لتمنع الشقية العنيدة من الخروج اليه واغرائه ... لكن الوقحة كانت ماكرة فغافلت امها في احدى الليالي وفتحت للذئب الشباك وأخذت تتراقص امامه..." جلجلت ضحكات رقية ويد رعد تعبث بالحزام الحريري لفستانها كي يفكه بينما ينهي حكايته بالهمس المبحوح " ماذا يفعل المغلوب على أمره الا ان يقفز عبر الشباك و... يعضُّ في رقية الشقية ذات القلب الاحمر حتى الصبااااح ..."








*الباجة (بالجيم المضخمة)أو پاچة هي أكلة عراقية وكويتية مكونة من أرجل ورأس وأحشاء وحوايا الخروف المسلوقة والمحشية بالرز وقطع صغيرة من اللحم، ويمكن ان تكون من العجول أو البقر. الباجة محببة لدى الكثير من العراقيين خصوصا الأجيال القديمة وتقدم في المطاعم الشعبية.










انتهى الفصل الثاني والثلاثون والاخير .... تتبعها مباشرة الخاتمة


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس