عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:18 PM   #8776

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الخاتمة

بعد أشهر ... ليلة المولد النبوي الشريف



تحمل حسناء الكيس الكبير تحت عباءتها وتطوف مع زوجها بين حشود المارة المتوجهين للجامع الكبير وسط العاصمة ليشاركوا باشعال شمعة فرح احتفالا بالمولد النبوي ...

بهجة تعم الشوارع في هذا اليوم ... الزينات معلقة والصلوات على محمد تنطلق من الافواه... وصوت انشاد يعلو من احد الجوانب لفرقة من الرجال وهم يدقون على الطبول وينشدون الاشعار في محبة الرسول...

تصل حسناء اخيرا الى حيث يترامى الفقراء ينتظرون من يحن عليهم بالطعام او المال بينما خطوات تحسين تتأخر عنها ببضع امتار وهو يستند على عكازه ...

تبتسم وتتوكل على الله وهي تفتح كيسها الكبير لتبدأ بتوزيع الشطائر على الفقراء .. كانت شطائرها متواضعة من الخبز والجبن الابيض المحلي مع النعناع والبقدونس ... هو نذر نذرته عندما تتحسن احوالها هي وزوجها ويلتفت لرزقه الحلال الطيب ... وقد بدأ رزقه يتسع ويفيض حتى طلب منها ان تتوقف عن العمل كبائعة خضار في السوق ...

وسط الزحام تاهت عن تحسين دون ان تنتبه ثم رأت امرأة تلبس عباءة تجلس منكمشة على الرصيف وهي تمد يدها للسائلين...

تقدمت منها حسناء وهي تلملم عباءتها حولها.. انها العباءة التي خاطتها بمال تحسين الحلال كما وعدها لتلبسها في عيد الاضحى ..

وشتان ما بين عباءتها الزاهية وعباءة تلك المسكينة الممزقة المغبرة ...

اخذت حسناء تحمد الله على نعمه فربما كانت ستصل يوماً للتسول مثل هذه المرأة .. ثم انحنت لتمد يدها من شق العباءة بشطيرتين وهي تقدمهما للمرأة وتقول

" تفضلي اختاه .. بالهناء والعافية .. مولد نبوي مبارك ..."

كتمت حسناء شهقتها والمرأة ترفع وجهها ليظهر من خلف العباءة ... المرأة كان مشوهة في جانب وجهها ولون البؤبؤ في عينها اليمين يوحي انها معطوبة ولا ترى بها ...

قالت المرأة بنبرة منفرة " هل هذا لحم ام دجاج ؟"

لم تشعر ايا منهما بوجود تحسين على مقربة وقد تجمدت خطواته حالما سمع صوت المرأة المألوف ...

ثم يسمع صوت زوجته وهي ترد عليها بطيبة معتذرة " عذرا منك .. انا لا املك مقدرة توزيع اللحم والدجاج ... انها شطائر الجبن الابيض المحلي ..."

دون اهتمام او شكر اختطفت المرأة الشطيرتين وهي تتذمر بفظاظة ...

تركتها حسناء لحالها وسارت مبتعدة لترى وقفة تحسين وقبل ان تنطق اسمه مد ذراعه ليسحبها سريعا ويبتعد بها ... كانت تثرثر بتعاطف عن تلك (المرأة) وتشوه وجهها بينما تحسين صامت .. لم يخبرها ان تلك المرأة لم تكن الا ... حمدية ! ما هذه الدنيا الدوارة ؟! تدور بالبشر وتأخذهم من حال الى حال .... وها هي بائعة هوى رخيصة قد تحولت لمتسولة مشوهة ...

تشبثت اصابعه اكثر بحسناء .. انها دليله في هذه الحياة ... هو الاعمى وهي البصيرة ..

لم ينتبه ان حسناء أفلتت منه لتقترب من طفلة صغيرة تسير بصحبة والديها وهي تشكو لامها جوعها ...





بعبوس شديد تشتكي قطر الندى

" ماما انا جائعة ... جائعة ... جائعة ..."

ينحني مهند ليحمل صغيرته بينما امها تعدها بالقول " سنشعل الشموع اولا ثم نشتري لك كل ما تشتهين .."

تقترب منهما امرأة ملتحفة بالعباءة ولا يظهر منها الا عين واحدة فتمد يدها من بين حافتي العباءة لتقدم لجوري شطيرة وهي تقول

" تفضلي ... هذه اخر شطيرة عندي .. بالهناء والعافية .. انها نظيفة لا تقلقي ..."

تتبسم جوري في وجهها وتأخذ الشطيرة منها وتقول بتواضع " شكرا لك سلمت يداك .. سنتقاسمها نحن الثلاثة .."

ترد لها المرأة بنبرة فرح وطيبة " انها نذر نذرته وحققه الله لي .. حقق الله لكم امنياتكم .."

تمتمت جوري ومهند معاً " امين يا رب .."

ثم انسحبت المرأة لتسير مع رجل بساق واحدة يستند على عكاز بينما جوري تقطع الشطيرة ليتقاسموها معاً..

و .... كل يمضي في طريقه ...

تتلاقى الوجوه والرزق يصل للافواه من لدن مقسم الارزاق لمن يشاء ... فيرزق الطعام .. ويرزق الهداية ... ويرزق الغفران والبدايات الجديدة.. ويرزق المودة والرحمة ...ويرزق السعادة لمن يعرف معنى السعادة في الرضا ...


يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس