عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:22 PM   #8778

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي (يوم المولد النبوي) ... ظهراً



من دار الى دار صحون حلوى (الزردة) تلف ... باب يُطرق هنا وآخر يطرق هناك ... هي حلوى فرحة ميلاد النبي تتبارى ربات البيوت في اعدادها ...

تحمل سوسو الصحن البيضاوي ولون الزردة الاصفر المائل للبرتقالي يفتح شهيتها مع رائحة القرفة التي زينت حواف الصحن ومكتوب بها في الوسط اسم (محمد) ....

جدتها سعاد من اعدتها وطلبت منها ايصالها الى بيت عمها محسن ...

تسرح بخيالها مع العروس ليلة الامس بردائها الابيض وصينيتيّ (البخت) الـ(سبع بياضات)..

هاتان الصينيتان سكنتا احلامها طوال الليل... ولا تطيق صبراً لهذه الليلة ... انها ليلة الحناء وامها من ستعد مع الخالة ابتهال صينية ثالثة هي صينية (الحناء) ...

تدق سوسو جرس باب بيت عمها وهي تحتضن الصحن بيد واحدة ثم تنتظر من يفتح لها ويدها تتلاعب بخصلة من شعرها وتسرح مرة اخرى وهي تتنهد بطفولية تتخيل نفسها مكان العروس شذرة ...

خالها خليل كان وسيماً جدا البارحة و...

اجفلت على صوت عقيل وهو يهتف بها

" سعاد ما بالك تقفين هكذا وكأنك في عالم اخر !"

رمشت وهي تنظر اليه بتفكير فيضرب كفاً بكف ثم يمد يده ليأخذ منها الصحن وهو يقول ببعض الفظاظة " قولي لجدتي سعاد شكرا.."

لكنها تسأله فجأة " هل تعرف صينية البخت وصينية السبع بياضات ؟"

يشعر انه كالابله بعد سؤالها هذا فيتمتم بغباء " اي بخت واي بياضات؟!!"

فتتكلم بجدية وهي تقترب منه " انها احدى الصواني للاحتفال بيوم عقد القران .. رأيتها البارحة في حفل عقد قران خالي خليل وشذرة.. انها جميلة جدا يا عقيل ..."

ينظر اليها وحتى اللحظة لا يستوعب ما تريده هذه الطفلة المزعجة ...

كل ما يعرفه انه ما ان يراها حتى تركبه العفاريت بل وكأنه موصول لسلك مُكهرب!

اوشك ان يقول كلمات اكثر فظاظة عندما حدقت في عينيه وترجته ببراءة " ان لم يستطع زوجي تجهيز هذه الصواني لي فهل تفعل انت ؟"

يقسم بالله هذه اللحظة يشعر انه مولدة كهرباء لحي بأكمله ... يعض شفته السفلى وهو يتقطع غيظاً ليقول بصوت خافت مشحون "سعاد ارحلي من امام وجهي .....حاااالا ..." ترتبك وهي ترى حركته وهو يعض شفته مع نبرة صوته هذه جعلت قلبها يرتج في صدرها ، سارعت لتتراجع للخلف وهي تهمس بارتباك "حاااضر ..."









تراقب رقية من شباكها وهي تضحك بخفوت.. تتبع عودة هذه الشقراء الصغيرة خائبة لبيتها .. هذا الفتى عقيل سيكون له قلب في بيت الدمى يوماً ما ...

ارتفعت ضحكتها المجفلة وذراع رعد تلتف حول خصرها ليحملها بوضع مائل قائلا بنبرة تظلم " منذ ربع ساعة تقفين هنا وانا اناديك من المطبخ اقول لك الاكل سيحترق فلا تعيرينني اهتماما ... لقد جرحت مشاعري المرهفة بتجاهلك ..."

تضحك وهي ترد بوقاحة " وماذا ان احترق .. نطبخ غيره او ننزل لنأكل عند ابتهال سيكون أضمن وألذ .."

يطالبها مهددا " انسي الطعام الآن واخبريني عما كنت تراقبينه ويضحكك والا سأحبسك في الغرفة ولن تحضري ليلة الحناء.. "

يرميها على السرير ثم يحتجزها بجسده وهي تضحك فيصر وهو يقيد ذراعيها للاعلى ويقول " قولي يا قطة ... ماذا التقطتِ من قصص في شارعنا ؟"

ما زالت ضحكاتها عالية وهي مستسلمة لقيوده ولا تهتم حتى ان تهرب منه ... ثم حركت حاجبيها صعودا ونزولا وهي تغيظه وتتحداه بالقول " أفعل ما بدا لك.. لن تحصل على اسراري ابداااا..."

يعبس بصبيانية وهو يتمتم" هذ ليس عدلا .. منذ عرفتك وانت تجيدين اخفاء الاسرار .. يجب ان اكثف مراقبتك لاكتشفها بنفسي "

رمشت بعينيها بطريقتها المستفزة ثم قالت بميوعة " يمكنك الاستمرار بالمحاولة لاآآآخر العمر .." ينظر اليها يائسا فتقول له "ابتعد عني لقد قلبت ابنتي عاليها سافلها وابتهال لن يرضيها هذه الافعال غير المسؤولة.." يرد عابساً وهي يضع كل ثقله فوقها " انها اصغر من حبة عدس فكيف اقلبها ؟!"

تضحك وهي ترد عليه " هذا ما تقوله حماتك.. ان كنت رجلا فاعترض على كلامها ... ابتعد عني ستخنق صغيرتي .."

يخفف من ثقله ثم يراوغها بنعومة ماكرة قائلا " اخبريني سراً واحدا .. واحدا فقط .. ان كنت تحبينني .. هااا .. " تدعي التفكير لتقول بعدها " امممم ... حسن .. ساخبرك واحداً.."

ابتسم في انتصار بينما تسأله بعينين لامعتين " هل تذكر رسمة الساحر ؟" يعقد حاجبيه قليلا وهو يرد " التي رسمتها لي حبيبة واعلقها في المكتب ؟" فتبتسم ابتسامة شقية وتقول " لا ... بل تلك التي رسمتها اولا وانا اخبرتها هي ورباب اني مزقتها ورميتها .."

استغرقه الامر بضع لحظات كي يعصر ذاكرته قبل ان يقول بحماسة " آآآ .. تذكرت .. اذن ماذا بشأنها ؟"

تتلاعب باناملها بحافة بلوزته البيتية وتسبل اهدابها وهي تقول بضحكة مكتومة

" انا احتفظت بها .." هتف متفاجئاً " ماذا ؟"

فترفع نظراتها اليه لتقول بابتسامة مستفزة مغرورة " وما زلت ... احتفظ.." فيسأل بفضول قاتل " لكن اين ؟ اين تضعينها؟! " لترد وهي تعود الى تعابير الغموض المغيظ " في صندوق سري لن تجده هنا ..." ثم تلامس وجهه كما كانت تفعل بتلك الرسمة وتخبره في ذات الوقت بصوت هامس رقيق

" كنت اقضي ساعات وانا الامس وجهك في الصورة ... لقد حفظت كل ملامحك .. واحببت كل خط وانحناء فيها .. وقررت ان هذا الساحر سيكون لي ... قلبه ملكي.. "

يدير وجهه ليلثم اناملها وهو يهمس منادياً اياها بصوت أجش " دميتي ذات القلب الاحمر "

ردت بخفوت " نعم ..." عاود النظر اليها وعيناه تتعلقان بعينيها ليقول بنفس الهمس " لقد ملكتِ قلب الذئب للابد "

***



غرفة اسيا القديمة في بيت العطار..عصراً

بينما تجفف رباب شعر شذرة بالمنشفة قالت بمرح عفوي " الحمد لله ان رقية لم تستولي على غرفة اسيا كما استولت على غرفتي وغرفة حبيبـ.. اقصد غرفتك ..."

شعرت رباب بالحرج من غلطتها امام شذرة واخذت توبخ نفسها في سرها وهي تبتسم لوجه شذرة عبر المرآة التي ردت بلطف ويدها تتلاعب بالقلادة الذهبية في عنقها " اسعدها الله في بيتها الصغير ..."

كانت رباب تقف خلف شذرة الجالسة على كرسي صغير امام منضدة الزينة استعدادا لتسريحه لها لتحاول تغيير الموضوع قائلة ببهجة " اسيا وحبيبة تقولان ان بيتك اصبح جميلا للغاية الى درجة ان حبيبة تشعر بالغيرة .."

تضحك شذرة وهي تتورد .. (بيتها) .. ما احلاها من كلمة تتشاركها مع خليل ... كان سعياً حثيثاً لاشهر حتى وجدا هذا الملحق الصغير التابع لبيت زوجين عجوزين مسيحيين لم يكونا يريدان الا صحبة تدفئ حياتهما بعد هجرة اولادهما خارج الوطن...

الحي كان متواضع الحال والملحق ليس فيه الا غرفة نوم واحدة وحمام في الطابق العلوي ومطبخ ضيق وغرفة جلوس في الطابق السفلي.. لكنه كان نظيفا للغاية ومعتنى به جدا مما جعلاها هي وخليل يتشبثان به بعد عناء بحث طويل ...

نظرت لرباب بحملها الذي كبر فتشعر ببعض الذنب لانها تثقل عليها فتقول لها

" انا اشعر بالذنب نحوك لانك اخذتِ على عاتقك مهمة تسريح شعري وزينة وجهي ..."

نظرت اليها رباب بعبوس وهي توبخها " لا تقولي هذا يا شذرة .. نحن اخوات .. كنت ستفعلين المثل لي .."

تهز رأسها موافقة.. انها ممتنة جدا لما تفعله لاجلها .. في الواقع هي ممتنة منهم جميعاً وقد حاولن مساعدتها دون احراجها ..

هي ادعت امام خليل انها لا تحتاج لمصففة شعر ورغم الحاحه لكنها أصرت .. تحاول جهدها تقليل العبء عليه خاصة وهو يرفض ان تنفق اي شيء على حسابها او حتى حساب عائلتها...

له عزة نفس لم ترها في انسان قبله وقد اعتادت مراعاته جدا في هذا الجانب ..

بينما تبدأ رباب بتسريح شعرها تنظر شذرة للقلادة الذهبية عبر المرآة .. كانت خفيفة الوزن بسيطة التصميم لكنها تأثرت كثيراً انه يبذل كل طاقته ليمنحها الفرح ويعلي قيمتها امام الجميع ...

هبطت عيناها للعلبة المخملية على منضدة الزينة التي اهدتها اياها الخالة ابتهال ... كانت عبارة عن قطعتين من الليرات الذهبية القديمة .. قالت انها تعود لجدتها ... واخبرتها ان تضعهما الليلة في كفيها وتربطهما مع الحناء حتى الصباح وبعد ان تزيل الحنة ستحتفظ بالليرتين في صندوق خاص تضع فيه كل مصوغاتها الذهبية كنوع من التفاؤل لزيادته باذن الله .. لا يهم شذرة ان يزيد ذهبها .. وهي تملك القليل جدا منه .. ما يهمها انها تتفاءل حقاً بأي شيء يمنحها اياه بيت يونس العطار ... لقد كانت محظوظة بهذا البيت الذي احتواها وسيظل جميل الخالة ابتهال في عنقها الى اخر العمر ...

***






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس