عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:29 PM   #8779

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء ... ليلة الحناء



صينية الحنة (الحناء) توسطت غرفة الضيوف ، وعجينة الحناء وضعتها ابتهال للتو وسط الصينية وقد زينت هي وخلود ما حولها بالورود واغصان الياس وشموع الكافور المرصعة بحبات بيضاء من الؤلؤ الصناعي ... اما حواف الصينية فتدلت منها الشرائط الملونة لتزيد بهجتها ...

أوقدت خلود الشموع وهي تزغرد بينما تبدأ ابتهال بوضع الحناء في راحة يد شذرة اليمنى ثم تضع فوقها احدى الليرتين الذهبيتين واخيرا لفتها بشريط احمر مزين .. وبعد ان انتهت فعلت المثل باليد اليسرى ..

ومباشرة اخذت رقية تتقافز متدللة وهي تريد وضع الحناء في كفيها ايضا ... لتتبعها رباب وحبيبة وابنتها سكينة ثم اسيا وخلود وسوسو ورحاب ومنة الله ... حتى اسيا الصغيرة ذات الخمسة اشهر لطخت يدها بالحناء في ابتهاج ...

حفل الحناء اقتصر على المقربات من النسوة...

فكانت ليلة حميمية للغاية وقوارير العطار يتألقن وامهن لا تكف عن قراءة المعوذتين وعيناها تلمعان وهما ترنوان نحو صورة يونس المعلقة وقلبها يهتف له " اشتقت اليك يا يونس .. انظر قواريرك كيف غدون .. بهجة للقلب والعين .. يحرسهن الله من كل عين .."

تميل الحاجة سعاد لتسأل ابتهال بصوت خافت

" اين ام العريس يا ابتهال ؟! لم تحضر لا ليلة عقد القران بالامس ولا ليلة الحناء ! مصيبة ان لم تحضر الزفاف غدا ايضا ..!!"

ترد عليها ابتهال وهي تحاول اخفاء ضيقها

" لا اعلم ما خطبها يا سعاد ولا اعلم ان كانت ستحضر غداً فقد قالت حسب الظروف .. وانا اخجل ان ألح بالسؤال واحرج خلود او أكدر خاطر شذرة .."

تتدخل بدرية وهي تؤيدها قائلة " عين العقل يا ابتهال .. لا داعٍ لاسئلة تعكر الفرح .."

تعبس سعاد وهي تتساءل باستنكار طفولي

" هل تقصدين اني اعكر الافراح ؟! انا كنت اسأل لاني تذكرت انها حتى لم تحضر زواج خلود من حذيفة .."

حوقلت بدرية وهي تقول " لا حول ولا قوة الا بالله .. لماذا تفتحين دفاتر قديمة يا امرأة؟!"

ترد سعاد بحنق " انا افتح الدفاتر والكتب كما اشاء .. ما الذي حشرك بيني وبين ابتهال ؟!"

تكتم ابتهال ضحكتها وهي تحاول ايقاف الجدل بين الصديقتين لتلهي سعاد بالقول

" سعاد لم أضع لك الحناء في يدك .. ألم تقولي انك تريدين وضع الحناء ايضا ؟"

فتسخر بدرية قائلة وهي تحرك فمها يمينا وشمالا " اجل يا ابتهال .. تريد الحناء بكفيها مثل الصبايا الملاح ! لم تكتفي بوضعها في شعرها ..."

تتدلل سعاد وهي تقول بنبرة تريد اغاظة بدرية بها

" موتي بغيظك يا عجوز .. رعودي قال لي يريد ان يرى نقش الحنة في كفي غداً صباحاً ..."

تضحك ابتهال وهي تقول " هذا المحتال الماكر يتلاعب بعقولنا وقلوبنا .."

ترفع بدرية حاجبيها وهي تقول بأنفة ومرح

" تكلما عن نفسيكما انت وهذه المتصابية.. فتاكما الساحر لم ينطلِ علي سحره .."

بعد ان حنّت ابتهال كفي سعاد وسط ضحكات البنات وتعليقات بدرية المستفزة الساخرة ابتدأ التحضير للعشاء وبينما سعاد تنظر لشذرة قالت باعجاب " اللهم صل على النبي هذه الفتاة جمالها شع البارحة واليوم .."

ردت بدرية " حقاً شعت .. الجلاليب البيضاء التي صممتها وجهزتها رباب منتهى الذوق والجمال .."

ثم انحنت بدرية لتهمس في اذن سعاد " لماذا لم تأتي شروق ؟ كانت ستبتهج مع الفتيات.."

ردت سعاد بامتعاض " امها رفضت .. لا اعلم ما الذي يجب ان نفعله لنرضيها ! تخاصمني لاني احضر المناسبة بينما لا تستطيع هي حضورها.. "

تعقد بدرية حاجبيها وهي تعلق بغير رضا

" متى ستستوعب رفيدة ان ليس بيدنا تغيير ما حصل في الماضي وعليها تقبل الامر والتعامل معه..."

تحاول سعاد الدفاع عن ابنتها بالقول " انها تشعر بالقهر والحزن لانها معزولة في مناسبات كهذه تخص بيت العطار .."

تنهدت بدرية وهي تشعر حقا بالاشفاق على رفيدة وتتذكر قبل سنوات عندما صارحتها بأن يونس لم يقربها ...

التزمت بدرية الصمت بينما تحيد بنظراتها الى صورة الحاج يونس المعلقة على الحائط فتترحم له وما زال في قلبها نفس العتب الذي شعرته قبل عشر سنوات عندما اخطأ خطأ العمر فآذى اقرب الناس اليه..

وما زالت اثار هذا الاذى حاضرة في ذاكرة القلوب رغم محاولة الجميع تجاوزها ..







يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس