عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:31 PM   #8780

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم الذي يليه ... ليلة الزفاف ...



يغلق الباب خلفه ويستند اليه بظهره ويرخي رأسه مستندا للباب ايضا وهو ينظر اليها ملأ عينيه وقد أنارت الدنيا كلها حولها ...

اصوات المحتفلين والطبول تتلاشى شيئا فشيئا وكلما ابتعدت الاصوات وهي ما زالت امامه صدق أكثر انهم تركوها له اخيرا ....

يده ترتجف وهو يمدها للخلف ليقفل الباب بالمفتاح بينما هي تتلاهى عنه بخطواتها المتعثرة تتشاغل بالنظر الى غرفة الجلوس الدافئة الصغيرة ... لقد ملأنها فتيات العطار بالحيوية ...

فرشات ملونة مشغولة بالخيوط يدويا تناثرت على الاريكتين الرماديتين فجعلتها تنبض بهجة لا بد انها من عمل رباب وافكارها ... لوحات باحجام مختلفة مرسومة لها ولخليل باسلوب فني غامض راقٍ مؤكد بريشة حبيبة... ثم ترتجف الضحكة في فمها وهي تنظر الى كرسي منفرد ذي ذراعين خشبيين تستقر عليه دمية قطنية تضع تاجاً فوق رأسها وتلبس ثوباً زهريا ذا حزام يحمل قلبا احمرا .. من تكون غير المجنونة الوقحة...

ثم تتنشق العطور التي تفوح من حيث لا تدري فتملأ شذرة انفاسها بهذا الطيب الفريد ... انها عطور اسيا ولا غيرها ...

التفتت لذاك الهائم عند الباب فتقول له بارتعاش " غرفة الجلوس جميلة جدا .."

عيناه تمضيان في تدقيق متأنٍ لوجهها وطرحتها البيضاء ذات النقوش الفضية ثم الى فستانها الذي غطاها حتى الكاحلين فينير اللون الفضي لنقوشه وحبيباته اللامعة ..

همس بصوت مبحوح وجرأة نظراته اليها تجعلها ترتجف " وحق لا اله الا الله كل جمال يذبل امام جمالك الليلة ..."

لم تشعر الا وهي ترفع اطراف فستانها لتهرب من طريقه وهي تتجه للدرج وتقول بارتجاف

" لم أر الغرفة ... حتى اللحظة ... أتصدق ؟!"

كانت في عينيه وكأنها هبطت عليه من السماء كنجمة ... نجمة يتبع ضياءها كمدله أعمى ... صعدت درجتين بصعوبة وفستانها يعيقها فيحمل طارف الفستان من الخلف فالتفت اليه لتشكره فتراه يرفع الفستان لفمه يلثمه وعيناه تنظران لعينيها .. ترتبك وتسرع بصعود درجات اخرى فتتعثر وتمد احدى يديها عشوائيا فتتعلق اطراف اصابعها بيده الممدودة ليسندها كي لا تقع وهو يهمس " اسم الله عليك .. اسم الله على قلبي منك الليلة ..."

تنظر اليه وصدرها يعلو ويهبط وعيناه هذه المرة تبثانها العذاب الحلو ثم يميل ليلثم اطراف اصابعها فتسارع لسحب يدها ولا تعلم ما جرى لها ...لكن قلبها ينبض بجنون وهي تكمل صعود الدرجات لاهثة ... لم تعلم اين دخلت حتى وجدت نفسها وسط الغرفة ولم تعد ترى جمال التنسيق والفرشة الرائعة التي غطت السرير هدية الخالة سعاد لها ...

تسمرت مكانها وخليل يقترب وكل انوثتها تستجيب لرجولته .. لوسامته الطاغية ... لم تكن وسامة شكل خارجي فقط .. بل تلك الروح التي تشع من جسده وتجعلها تذوب ...

يقف امامها يحدق في لمعة شفتيها ثم يمد يداً مرتعشة ليرفع طارف الطرحة مع خصلة شعر ذات اللفائف الشقراء ليلثمهما معاً فترفع يدها في اعتراض عفوي لكنه يحاوط اليد ليلثم راحة كفها ويشم نقش الحناء منتشيا ثم يتغزل بلوعة " يا حناء يا محظوظة .. تنامين في كفها طيلة ليلة الامس دوني .."

كانت ترتجف كليا وهي تشعر بحضنه يلفها ويعزلها عن الكون فلا يبقى منها الا همس رقيق " دعني فقط ... ابدل فستان العرس.."

يهز رأسه رافضا وهو يتوسلها بالقول " بالله عليك ... لا تبعديني اللحظة .. لست بقادر فارحمي من في الارض يرحمك من في السماء"

لم تعد بقادرة حتى على النطق .. تراخت اجفانها وهي ترتجف في حضنه وتذوب بين قبلاته حتى شعرت بالدوار ولم تعد تدري اين حطت ومتى دخلت جنة هو راعيها ...

***





الملحق ... بيت الصائغ



يعقد حذيفة حاجبيه وهو ينظر الى خلود التي تجلس على حافة السرير ولم تتوقف عن البكاء منذ عودتهما من زفاف اخيها ودخولهما غرفتهما ...

هتف بها موبخاً " يا امرأة قضيت اياماً تزغردين بتواصل وقلنا (اخوها الوحيد يتزوج فأعنا يا الله !) الآن تزفينه مع عروسه الى بيته لتعودي بيتك مع نوبة نواح وبكاء ؟! اريد مُعجماً عاطفياً واحداً ليفسر اطوارك المزاجية العجيبة هذه "

ترفع وجهها اليه ثم تقول بأنف محمر

" لا توبخني هكذا .. انا متأثرة بزواجه جدا.. اذهب ونم مع سوسو اذا كنت ازعجك .. انا سأظل ابكي هكذا حتى الصباح .."

ثم فجأة تفتح عينيها بتنبه لتمسح خديها وتقول " يجب ان احضر قائمة لافطار العروسين حتى احمله اليهما في الصباح لباكر ..."

يرفع عينيه للسقف وهو يقول " حسبي الله ونعم الوكيل ... ألن ننتهي من هذا العرس .."

بينما تهب خلود واقفة على قدميها لتخطو بعيدا تبحث في احد الادراج عن ورقة وقلم ..

يخلع حذيفة سترته ويرميها ارضا بينما يرى هذه الهبلاء تبدأ بكتابة القائمة وهي تتمتم بالكلمات بصوت خافت لا يقطعه الا بضع شهقات صغيرة من اثر نحيبها السابق ...

يتنهد وعيناه كرجل تلامسان قدها النحيل ..

منذ اسبوعين وهي مشغولة عنه كثيرا بالاعداد لزواج خليل .. وفي الليل حالما يقرب السرير جوارها تبدأ بالشخير وهي تغط بالنوم العميق !

لا يعلم هل يضحك ام يغضب ...

يعترف انه يغار لانشغالها هذا ولم تعد تدلله وتقلق عليه في كل تفاصيله كعادتها ...

يناديها بصوت مبحوح وهو يفك ازرار قميصه

" خلود ..."

فترفع يدها فقط في اشارة لينتظر دون ان ترفع عينيها عما تكتب ... يعض طارف شفته يناديها من جديد بهمس رجولي " خلود ... تعالي ..."

حالما قال كلمة (تعالي) رفعت عينيها اليه وكم بدت حلوة بتلك النظرة البريئة المدركة لمعنى ندائه ... كم هي بريئة في شفافيتها هذه ... رمشت وهي تراه يخلع قميصه لتقول له برجاء " فقط أكمل ما اكتب .. " لكنه يعاود الطلب " قلت .. تعالي ..."

اخذت تثرثر وهو يرمي قميصه ويقترب منها "هذا الفتى ليس له غيري .. امي لن تفكر حتى بزيارته غدا .. بل اظنها عادت الليلة مع زوجها بعد ان أدت الواجب ! "

كانت تعبس الآن وهي تفكر ببرود امها القاتل الليلة واعذارها الواهية لعدم حضورها ليلة المهر وليلة الحناء ...

شعرت بحذيفة يسحب الورقة فيرميها خلف ظهره ثم اتبعها بالقلم بينما هي تعترض

" لا حذيفة .. لحظة ..."

لكن الشوق زاد وقد طال بعدها عنه .. شعر باحساس عجيب كأنه يقربها للمرة الاولى حاوط وجهها النحيل بكفيه وهمس وهو يحرك ابهامه ليمسح شفتيها " لا تضعي احمر الشفاه هذا مرة اخرى ..."

تهز رأسها ايجاباً بينما يهمس هو بخشونة

" قليلة الادب !"

كان احساسه بالشوق غير مسبوق ... لاول مرة يشعر انه يريدها ان تحمل طفله ...!

ليس لاجلها بل... لاجله ...

وليس لاجل الذرية وانما لاجله هو فقط ... اراد ان تحمل طفله ... أن يزرع جزءا منه فيها.. ربااه ما هذا الشوق العجيب الليلة ...!!

***






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13865899...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس