عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-18, 09:33 PM   #8781

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


شقة اسيا ورضا ... قبيل صلاة الفجر ..


تبتسم وهي تلف بين رفوف عالية امتدت على طول الجدران من حولها وقد تراصت فوق تلك الرفوف قوارير العطارة بألوان وروائح تنعش الروح ... تسمع صوته يناديها " بنيتي اسيا .."
تتحرك بلهفة وهي تلبي النداء " قادمة ابي.." يقترب صوته ضاحكاً " لا تتأخري يا حبة الهيل ..."
تصل اليه اخيرا فتراه باسم الوجه وضّاء الجبين يبتسم وهو يدق بيده في هاونه الذهبي ... صوت صلوات على الرسول ترتفع وكأنها اصوات اخواتها البنات وهن يتضاحكن في حفل مهر شذرة ...
تتبعها الزغاريد فينشرح وجه ابيها اكثر وهو يصلي على الرسول مع صدى اصواتهن ...
تسأله ببشاشة وهي تقترب منه " ماذا تصنع يا عطار ؟"
يرد بفخر " اصنع خلطة لم اصنع مثيلتها من قبل .. وباذن الله فيها الشفاء ..."
بفضول تقترب وتتساءل " لمن تصنعها وماذا تضع فيها ؟" يرد غامزاً باسلوبه الماكر المرح
" ساخبرك عندما انتهي ..."
لا تعرف كيف اصبح يخرج من جيب جلبابه الابيض ويضع ويخلط وهو يتبسم متمتماً
" ابتهال الدرّة واسيا القلب وحبيبة الروح ورباب البهجة ورقية القوة ...."
كانت الخلطة تفوح بعطور لم تشم بطيبها من قبل ... يزداد فضولها فتترجاه كطفلة
" اخبرني على الاقل لمن تصنعها ؟"
يرد بطيبة " طلبها مني عمك الحاج عقيل... عسى ان يجعل الله فيها الشفاء .."
همست اسيا بدهشة " طلبها الحاج عقيل ؟ لكن لمن طلبها ؟"
مد يده عاليا جدا حتى طالت سماء صافية مرصعة بالنجوم فالتقط واحدة ووضعها في الخلطة لتنير ....
دمعت عينا اسيا .. لقد كانت هذه حركته المعهودة عندما كان يعلمها الخلطات وهي صغيرة او عندما يصنع لهن الدواء .. دوماً ينهيها بادعاء اختطاف نجمة من السماء .... لكنها لم تكن تنير كما يحصل الان ...
همست اسيا والغصة تخنقها " اشتقت لك ابي.. اشتقت ..."
فينظر الحاج يونس للسماء لترتفع الصلوات على الرسول مرة اخرى .. لكنها كانت اصوات اخرى غير اصوات اخواتها .. اصوات رجال شجية مع دق على الدفوف ...
ليتمتم والدها بالقول المتلهف " وانا اشتقت لوجه حبيبي المصطفى .."
فجأة مد الحاج يده ليلتقط قارورة فارغة من احدى الرفوف ثم يملأها بالخلطة التي صنعها للتو فيغلقها ويمدها لاسيا قائلا " ابلغي حذيفة ان اباه يقرؤه السلام واعطي القارورة لزوجته خلود واخبريها ان تزور المصطفى وتسلم لي عليه ... وقولي لها... فصبرٌ جميل .."
اخذت اسيا القارورة فتوهجت في يدها بنور ساطع وفجأة فتحت عينيها وصوت اذان الفجر بنبرة شجية يصلها من المسجد القريب ....
متسارعة الانفاس والنبضات تحدق في السقف على ضوء الانارة الخافتة التي تبقيها طوال الليل لاجل ابنتها ... اخذت تصلها تمتمات رضا وهو يتوضأ في الحمام الملحق بالغرفة وبدأ نبض قلبها يهدأ فتردد اسيا في همس متأثر "اللهم صل على المصطفى ... اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.."
تحركت تغادر السرير ودمعة انحدرت على خدها وهي تتذكر الحلم بتفاصيله ...
يجب ان توصل لحذيفة سلام ابيه اليه ... وتوصل لخلود قارورة (الصبر الجميل) ... انها متفائلة خيراً كثيراً بهذا الحلم او الرؤيا...
تطلعت لمهد ابنتها فتراها نائمة قريرة العينين فتبتسم وهي تستدرك ان رضا حرك سريرها مرة اخرى ليكون الى جانبه من السرير وليس الى جانب امها ...مسحت دمعتها وقررت ان تصلي ركعتي شكر لله مع صلاة الفجر ... حالما أنهت الصلاة علا صوت صغيرتها باكياً طلباً للرضاعة فسارعت اليها الخطى لتأخذها من مهدها ورضا يناظرهما بابتسامة عشق وهو يسبّح بمسبحته..
كانت تريد اخباره عن الحلم لكن التعب غلبها واوشكت ان تغفو وابنتها تفلت صدرها مكتفية بما رضعت لكن الصغيرة ليست راغبة بالنوم ثم أجفلت اسيا قليلا وهي ما بين صحو واغفاءة عندما شعرت برضا يسحب الصغيرة من حضنها وهو يهمس بصوته الذي يمنح طمأنينة الدنيا " نامي يا اميرة البنات .."
مع شقشقة نور الصباح استيقظت اسيا من جديد على صوت رضا ... لكن هذه المرة كان يحاكي ويغازل من فتنت قلبه ...
اعتدلت اسيا جالسة في سريرها وهي ترفع الغطاء لتداري رجفة جسدها من نسمات الشتاء الباردة القادمة من الشباك الذي يواربه رضا قليلا كي يطعم الحمام ...
ولم يكن وحده بالطبع.. فقد كان يحمل اسيا الصغيرة على ذراعه الايسر يدثرها بالغطاء في حرص بينما يمسك يدها الصغيرة المُحناة بدفء كفه الايمن ويمدها عبر حافة الشباك حيث يتجمع الحمام فتشاركه اطعامهم بالحبيبات ..
كانت الصغيرة تضحك والحمام يدغدغ راحة يدها بمناقيرهم ...فيضحك وجهه وتذوب تجاعيده كالسحر ...
يغلق الشباك اخيرا ويميل بوجهه ليلثم رقبتها هامساً " آه يا بنت السلطانة .. ماذا احكي لك .. لكن لو تعلمت الانصات لهديل الحمام مثلي ستعرفين كل شيء... "
يحمل الصغيرة ويعود الى السرير ليجاور اسيا ويميل ليلثم شفتيها هامساً " صباحك سكر يا اميرة البنات وسلطانة الحمام ..."
ما زالت الصغيرة على ذراعه الايمن ويدها تتلاعب بخاتمه في فضول بينما تميل اسيا لتتوسد كتفه الايسر تغمر نفسها فيه وتتدفأ بدفئه ... دوماً جسده يشع دفئا هكذا ...
سألها بمزاج حلو " كنتِ تبتسمين من بعد صلاة الفجر .."
كفها يستريح على صدره وهي تقول بفرح
" ربما هو تأثير الحلم الذي حلمته بأبي وايقظني على الصلاة .. لم استطع ان احكيه لك لاني انشغلت باسيا ..."
ذراعه الايسر تشدها أكثر في عفوية حمائية عندما ذكرت اباها العطار ليسألها بحنان " ماذا حلمتِ يا حلم العمر انت .."
اصابعها تتلاعب بازرار جلبابه وهي تخبره بتحشرج " حلمت بابي يعد (خلطة شفاء) واخبرني ان والدك الحاج عقيل يقرؤ حذيفة السلام وطلب من ابي اعداد هذه الخلطة لخلود ثم طلب ابي مني ان اوصيها بزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام كما يوصيها بالصبر الجميل..."
تمتم رضا بتأثر " ما شاء الله... اللهم صل على محمد وال محمد .. يا له من حلم في هذه الايام تحديداً! رحم الله الحاج يونس والحاج عقيل .. نعم الرجال انجبتهما هذه الارض.. حذيفة سيهدأ قلبه وتستكين روحه اخيرا عندما يصله سلام ابي... "
عينا اسيا دمعتا قليلا وهي تكمل " لقد اختطف ابي نجمة من السماء في الحلم واضافها للخلطة.. كان يفعل دوماً نفس الحركة ويوهمنا ونحن صغار انه امسك نجمة حقاً ثم يضيفها الى خلطة اعشاب دواء الزكام ... كان يقول .. انها قلوبكن اللامعة في السماء نأخذ منها بعض القوة ..."
يميل رضا لفمها في قبلة حميمية دافئة للغاية ليهمس بعدها " وانا قلبي نجمة في قلبك انت ..."
تضحك بخفوت ثم تهمس " هل تعلم هناك كاتبة روايات اجتماعية رومانسية على الانترنت وصفت قلبها كنجمة في السماء .. اليس غريباً ان تصف قلبها كما كان والدي يصف قلوبنا ؟!" سألها يناغشها " رومانسية ؟ اذن هذا ما يجعلك منشغلة الايام الماضية مع هاتفك.." تضحك بخفر كأنها ابنته وتخجل ان يكتشف قراءتها لروايات رومانسية ثم تقول بهمس " الكاتبة اسمها كاردينيا.. ارسلت لي شذرة بعض رواياتها... "
تساءل رضا ببعض العجب " كاردينيا ؟"
فردت اسيا توضح له " نعم .. هو ليس اسمها الحقيقي بل تكني نفسها كاردينيا تيمنا بزهرة الكاردينيا التي احبتها امها ... انها كاتبة مغتربة عن الوطن وتكتب له ..."
فسأل رضا ببعض الفضول " اخبريني ماذا كتبت عن النجمة ؟" لفت ذراعها حول رقبته وتنظر في عينيه وتهمس شفتاها ما قرأته وحفظته " كتبت في الختام ....
قلبي هو نجمة في سماء ليلة...

ليلة من الف ليلة وليلة في بغداد

حيث سحر حكاوي الشرق ومغامرات سندباد

ياسمينة وعلاء الدين ومصباحه السحري و..... احكي يا شهرزاد ...

احكي عن انثى هيفاء شامخة كنخلة باسقة

عيناها تمريتان وشعرها مجدول من نهر دجلة

اذا ضحكت غرّدت الطيور في سمائها واذا بكت تذرف الدموع مدراراً كطفلة !

أصيلة .. صبورة .. روحها حلوة ...

سهل ارضاؤها دافئ معشرها .. هي قلب ابيها العراق ومدللته فمنحها من كل قطعة في جسده بذرة ..

انها ست الحسن .. بغداد ..

اهداء من قلب مغترب عن سمائك يا بغداد
*** تمت ***









بختام القارورة الرابعة والاخيرة نختتم سلسلة القوارير

سلسلة عراقية بروح بغدادية

اسماء الاماكن والاحياء احيانا اذكرها واحيانا اواريها واحيانا استخدم اسم بديل..

لكن تبقى هي بغداد ولا غيرها ...

بغداد كما عرفتها واحببتها وسأحبها دوماً في السراء والضراء

بغداد كما كان يفترض ان تكون اليوم

هي دعوة لنتمسك باصلنا الطيب ولا ننساه لان فيه نجاتنا من الغمة

دعوة للمحبة للتآخي للانسانية للصمود ..

هي هدية فرح مني لاهل بغداد فردا فردا .. بيتا بيتا ...

وليس بيدي الا الدعاء لكم ومشتاقة لعيونكم يا عيوني انتوا ...

احبكم بكل اطيافكم وطوائفكم واديانكم واعراقكم ...

حب الله في القلب يجمعنا فصبراً جميلاً على المحن والفتن ... فكما جاءتنا غريبة دسيسة سترحل غريبة خسيسة ..

محروسين بالله ومحصنين بحصنه الحصين..

وسلامي ان شاء الله يوصل سلامي ...

اسامي ما اريد اذكر اسامي ... سلامي ...

لكل قرائي الغوالي في اي بلد سأقول ...

ربما يكون لنا لقاء (مستقبلا) في سلسلة بغدادية جديدة وحكاوي اهلها الطيبين ...

كاردينيا73

كاردينيا الغوازي

18/12/2018


الكتاب الالكتروني للرواية سأجهزه ان شاء الله غدا





اعلان روايتي القادمة ان شاء الله وهي الجزء السابع من سلسلة قلوب تحكي
عرافة تراك في الفنجان
https://www.rewity.com/forum/t431537.html



استودعكم الله واراكم ان شاء الله في نهاية شهر فبراير بعد فترة استراحة احتاجها بشدة



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس