عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-18, 01:21 AM   #1153

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــــــفــــصــــل الـــواحـــــد و الــــعـــشـــرون و الأخـــــــيــــــــر



" الفراق حتم حين الحب "


مستشفى النورس الخاص

أسوأ شعور هو الندم ، يتغلغل كسرطان يقتلك حيا فيجعلك تأكل لحمك بأسنانك و تتمنى أن تعود بضع لحظات من الزمن كي تصحح خطأك
الزمن لا يعود ، و الجراح لا تلتئم
الضرر قد وقع ، و الخسائر كثرت
و شعور العجز و الفشل يطغيان عليه و يطبقان على صدره حد الاختناق
أخذ يحدّق في كفيه الملطختين بدماء سدن ، إحساس بالغضب يرافقه الألم يفتك بأعصابه ، و منذ ان ادخلوها لغرفة العمليات و هو مكانه لا يتزحزح
دقائق من الانتظار تحولت إلى ساعتين و لا خبر ،موت بطيء هو ذاك الذي يختبره ، استنزاف تام لكل تماسكه
رفع رأسه نحو اليد التي لامست كتفه فوجد صديقه المقرب "يعقوب" يشرف عليه و بجانبه "لينا " قبل أن ينضمّ إليهم حمزة ابن خاله الذي سأل :- كيف حالك ؟
حرك حيان رأسه بلا معنى ، يعيد نظراته إلى كفيه الداميين فيأتيه قول يعقوب :- لمَ لا تغسل يديك و وجهك و بعدها نتحدث ؟ ما رأيك ؟
- زوجتي و طفلي بين الحياة و الموت ، و أنا لن أتزحزح من مكاني .
- سيكونان بخير ،بإذن الله .
هز رأسه نافيا و نبرة صوته تحتد :- حملها خطير على صحتها ، و الرصاصة دخلت رئتها و كله بسبب إهمالي وقلة انتباهي ، لو أنني شغلت دماغي لانتبهت لكون أن احدهم يلاحقني .
جلس حمزة بجانبه على الكرسي و تكلم :- لا يمكنك لوم نفسك ، ليس لك ذنب فيما حصل .
أجابه منهزما :- بلى ، كل الذنب ذنبي .
ساد صمت كئيب الرواق الذي يحتلونه ، كل يبقي نظراته على الأرض ، في حين عيني يعقوب تخونانه فتحيدان باتجاه لينا التي تبذل جهدا جبارا في إبقاء عينيها بعيدا عنه فلا تفضحانها و تفصحان عن مشاعرها
بعد مدة زمنية ليست بالبسيطة خرج الجراح من غرفة العمليات و قال :
- لقد استخرجنا الرصاصة ، الجنين بخير ، لكن حالة الأم ما تزال موضع شك .
غمغم حيان :- ماذا تعني ؟
- الرصاصة دخلت رئتها اليمنى ، و مع مرض زوجتك فالأمور ازدادت تعقيدا ، حاليا نحن ندعم تنفسها بالآلات حتى نرى إن كانت تستطيع التنفس بشكل سليم لوحدها ، ستبقى تحت العناية المركزة إلى ذلك الحين .
استطاع نيل بعض الراحة ، يكفيه أنها على قيد الحياة و باقية معه ، و هكذا مضت عليه الأيام ، يداوم في المستشفى فيبقى طويلا إلى جانبها ينتظر استيقاظها بصبر ، يلامس بطنها و يقضي ساعات غارقا في صمته ، لا يدري ما ينبغي عليه قوله ، حتى في لحظته تلك ، و عيناه على وجهها المليح و التعب يحفر آثاره عليه ، حتى ويده تمسك بيدها مازال يبحث عن الكلمات الأبلغ كي يبوح بها
قال :- الآن و أنا أفكر بكل ما حدث ، ذلك التخوف الذي شعرت من قبولي للمهمة ، و ما قابله من خذلان حينما عدت و وجدت زوجتي قد تزوجت بشقيقي ، وجودك الذين فرضته الظروف عليّ ، كل شيء يبدو منطقيا ، وجودك في حياتي منطقي ، لأنكِ كنت مقدرة لي .
ابتسم و يده الأخرى تلامس بطنها فيتابع بوحه :
- لا أظنك قد تسمعين مني كلمات كالتي سأقولها ، لكنني أحتاجك بجانبي ، أنتِ هي القطعة التي كانت تنقصني .
اتسعت بسمته ما أن أحس بركلة ابنه فمال بجذعه يقبل المكان و يقول :
- اعتنِ بأمك و لا تتعبها .
بعد أن خسر مرة صار قلبه عجوزا يتكئ على عصا حبها كي يستقيم
لم يظن يوما أن الم خسارته قد يمحى بوجع حبها
كانت كل ما قد يتمناه و ما قد يحتاجه ، بضعفها ، بقوتها ، بحنانها ،صدق سريرتها ، نقاء مشاعرها و بكل ذرة من جمال تملكها
كان كلما ازداد خشونة معها ازدادت لينا حتى سكنت قلبه و جوارحه ، و ها هو يقف على عتبة الفراق و يتمنى أن يبقى ذلك الباب مسدودا عليهما
هذه المرة ، لن يتركها تبتعد عن ناظريه و لو اضطر لتقييدها سيفعل ، فلتستيقظ فقط و حينما سيريها حقيقة ما يحمله من مشاعر


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس