عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-18, 01:28 AM   #1155

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" مؤلم أن تتصنع الابتعاد و أنت من الشوق تكاد تنفجر "
جبران خليل جبران

منزل الرائد كاسر إبراهيم

أكبر حماقة هي الحب ، و اكبر حماقة في الحب ستكون الإنكار ، و ذلك ما تسعى جاهدة لإثبات ، إنكار حقيقة مشاعرها نحوه
تنكر الشوق الغريب الذي ينتابها اتجاهه
تسعى بشدة لتسيطر على عينيها فلا تسمح لهما بمراقبته و تدارس ملامحه عن قرب
دخلت غرفة المعيشة تحمل صينية بها بعض المكسرات و كؤوس من العصير فتفاجأ بمنظر ياسين النائم على صدر كاسر بعدما نال منه التعب بسبب لعب كرة القدم طوال النهار ، منظرهما بدا جميلا و أخّاذا فلم تتمالك نفسها و ابتسمت بسعادة ، قبل أن تكفهر و زوجها يغمز لها بمشاكسة و يهمس :- سأضعه على سريره ثم ارجع لنسهر سويا .
لم ترد عليه و اكتفت بمراقبته يحمل جسد ابنهما و يتوجه إلى غرفة الأخير ، و حينما رجع كانت في طريقها نحو غرفتها فاستوقفها :- إلى اين ؟
- إلى غرفتي ، ألا ترى؟
- ظننتنا تجاوزنا هذا العائق يا نورس.
- لم نتجاوز شيئا .
حاولت تجازه فصد محاولتها بأن أمسك عضدها و أبقاها بجانبه ، بل قريبا منه حتى صار يتنفس عطرها مع كل الحب الذي يحمله صدره لها ،فأخذ يحدق فيها كأن القمر يقتبس النور من عينيها ، و الحب يستوحى من شفتيها ، السعادة انعكاس لضحكتها ، و كأن كل الدنيا هي
لا يوجد شعور أعمق في الحب و لا اعلق بالقلب كشعوره نحوها
يتنعم بالحياة و إن أفناه حبها
كانت منى الروح ،و كل العمر
شاكسها قائلا :-قولي احبك لمرة واحدة على الأقل ، هل علي سحبها منك غصبا ؟
-ابتعد عن طريقي يا كاسر فلا وقت لدي
- إن لم تنطقي لن ابتعد
زفرت بملل و قالت ببرود :- حسنا أحبك .. مسرور ؟!
قال بغيظ :- لم تكن من قلبك كما أنها تبدو بلا طعم
ردت :- إذا أضف لها بعض البهارات و اتركني و شأني .
تبغي الفرار منه و من قربه ، الغضب ما يزال باقيا داخلها لكن ناره تخفت و ذلك يزعجها ، لا تريد أن تفقد السيطرة على نفسها و قلبها ،فذلك _حسب ظنها _ لن يعقبه سوى خذلان آخر ليست مستعدة له و لن تكون ،يكفيها ما خسرته ، يكفيها ما لقيته من ألم ..و ما ألحقته من ألم للجميع
قربها أكثر منه يهمس لها :- ما الذي يبقيك بعيدة رغم قربك يا نورس ؟
ليتها تدري فتجيبه ، تريد العيش دون ندم أو وجع ، ربما الخوف ما يمنعها ، لا تدري .
تتذكر قول الدكتورة نهى :- أتعرفين متى يكون الزواج منتهيا ؟ ..حينما يعجز الطرفان تغطية حاجيات الطرف الآخر ؟ .. اسألي نفسك ، هل يمنحك ما تحتاجينه ؟ هل أنتِ مستعدة لتحققي له كل احتياجاته؟
لحظتها صمتت و لم تجب فتابعت نهى :
- كي ينجح الزواج عليكما العمل حول اختلافاتكما ، أن تنظرا إلى ما تحتاجانه كفردين قبل أن تكونا كثنائي ، لا تضعي عراقيل في طريقك يا نورس ، كاللوم ، الغضب ،والتركيز على الألم المُحدَث.

كتمت أنفاسها لما لاصق جبينه جبينها و كلماته الهامسة تطرق مسامعها:
- ليتك تعلمين كم أحبك .
- كاسر ... !
شفتاه وقعتا على خدها و تابع بوحه :- يا وجع كاسر و كل عمره .
حين تلاقي الشفاه تسقط الكلمات و تبهت ، و ترفرف راية الحب رغم أنف الوجع


*
*
*

"المسامحة لا تغير الماضي لكنها توسع المستقبل"
بول بويس


بعد يومين ...لندن

القلب يحمل بين خفقاته عمرا كاملا من الأيام الجميلة و الذكريات الحزينة و بعض الحب خلق ليكون كذكرى فقط ، حزينة أم سعيدة ، ناقصة أم مكتملة ، هي مجرد ذكرى تزين الفؤاد و تطمسه ،تطوف في الأعماق و لا تندثر ..قد تذكرنا بها أشياء صغيرة جدا ، حتى مجرد نسيم يحمل عطرا ظننت بأنك مضيت عنه و استرحت
حينما كان واقفا أمام عتبة منزله يحادث دينا التي حضرت كي تُقّل ابنتها ، لم يتخيل أن طيف نورس قد يتمثل أمامه بشكل يكاد يكون كالحلم ، لوهلة ظنها مجرد خيال حتى أتاه التأكيد و صراخ ريان بلفظ "ماما " يأتي من خلفه قبل أن يتجاوزه فيحط بجسده بين ذراعيها المنتظرتين
بعد استقبال حار من ابنه اقتربت منه تبتسم له فابتسم بدورها رغم الألم الذي يشعر به في قلبه ، كان شوقا لم يضمحل بعد :- نونو !
- عامر ، كيف حالك ؟
- مسرور برؤيتك بخير .
تدخل ريان يقول بحماس :- لم تخبريني بأنك قادمة .
داعبت شعره بأصابعها و اجابت :
- اشتقت إليك ، أليس هذا سببا كافيا ؟ .
نظرات نورس انتقلت إلى دينا التي لا تحيد بعينيها "اللامعتين" عن عامر ، كأنها تبحث عن أي منفذ تعبر منه لقلبه ، تتمنى لو أن مشاعره التي يحملها لطليقته لا تكون عائقا أمامها كي تكسب قلبه و وده بعدما نالت احترامه و ثقته
تنحنح عامر بحرج يكسر الصمت الغريب الذي أحاط بهم و قال :
- نونو ، أظنك تعرفين دانا والدة مايا .
هزت نورس رأسها إيجابا و حيّت المرأة برسمية ، فمعرفتها بها كانت سطحية جدا ، و مع ذلك كان ترى نظراتها نحوها التي تصورها كأنها "تهديد " أو "عائق" يصد عنها سبيلها الوحيد
و بعد دقائق قليلة كانت و عامر يجلسان لوحدهما بعدما تركهما ريان ليجهز حقيبته ، الكلمات تهرب من كليهما و الحرج يعتريهما ، فبعد طلاقهما لم تكن هناك لقاءات كثيرة بينهما ، يسمعان أخبارهما المتبادلة من الوسيط المشترك "الجد إبراهيم "
تكلمت :- أنا آسفة .
عقد حاجبيه باستغراب ، كأنها بقولها أخذته بغتة ، كان يتوقع منها كل شيء إلا أن تتأسف
تساءل فأجابت :- أنا آسفة على ما سبّبته لك من وجع ، تصرفت بأنانية معك عامر ، رغم كونك تستحق كل السعادة التي لن استطع منك إياها .
لوهلة بهت أمام بوحها الغريب و ثم استجمع رباطة جأشه و ابتسم :
- كنت سعيدا معكِ ، و لم اندم على أي لحظة قضيناها سويا ، بل أنني ممتن لكِ لاعتنائك بريان .
قالت :- ريان ابني ، و من واجبي الاعتناء به .
فاجأها بسؤاله :- و هل تعتنين بنفسك يا نونو ؟
فغرت فاهها بحيرة ، تجهله مقصده من السؤال العجيب الذي طرحه ، بل إنها و للعجب ، تجهل الإجابة !
فسّر لها :- أنتِ أكبر عدوة لنفسك ، توقفي عن حساب خطواتك ، توقفي عن بحثك عن المثالية ، اتركي للأيام حرية قيادتك ، لا تضعي حواجزا لنفسك ، و جازفي لأن المجازفة تصنع متعة الحياة .
لا تعلم لمَ تجمعت الدموع في عينيها ؟
ربما لأن عامر رجل مختلف ، يفهمها و يحفظها كراحة كفه و رغم أنها أخطأت في حقه ما يزال يقدم لها النصيحة و يخاف عليها ؛ و ليته يدري كم هي ممتنة ، وجوده في حياتها كان مهما جدا ، و صنع منها امرأة مختلفة و لن تنسى له فضله
غمغمت :- شكرا لك على كل شيء يا عامر ، و أتمنى لك كل الخير .
نزل ريان يسبق الخادمة التي تحمل حقيبته ، فألقى بنفسه بين أحضان والده يودعه ثم غادر المنزل يسبق نورس التي توقفت عند عتبة الباب ثم التفتت تقول :
- دانا ، تبدو مهتمة لأمرك ، إن كان فيها ما تحتاجه فلا تتردد يا عامر ، يشهد الله بأنك تستحق الكثير من السعادة .
أومأ لها مبتسما فمضت في طريقها قبل أن يستوقفها سؤاله :
- هل تحبينه ؟
استدارت تنظر إليه دون أن تأتي بأي قول و حركة ، و بعدها أومأت فقال :
- كوني سعيدة دوما


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس