عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-18, 01:31 AM   #1156

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" أسوأ ما يحدث ألا نعرف قيمة من نحب إلا بعد الفراق. "
جاين أوستن


بعد بضعة أيام .. مستشفى النورس الخاص

كان يهرول مسرعا في أروقة المستشفى بعدما قرأ رسالة نورس متأخرا مفادها بأن زوجته قد استيقظت منذ ساعات ، لم يهتم بلهفته التي تظهر و لا بستار مشاعره الذي طار مع الرياح فتظهر شفافة دون مواربة
و قبل أن يدخل الغرفة وجد " حماته المفترضة " أمامه تقول :
- ما زالت متعبة فلا تضغط عليها بالكلام .
- هل يمكنني أن أراها الآن ؟
رمقت نورس الرجل الذي يقف مقابلا لها بملامحه الجامدة رغم يقينها أنه في داخله يتمنى قتلها و قالت :
- رجاء فقط احرص على أن لا يتم تفجير الفتاة أو قتلها أو اختطافها مرة أخرى.
أجاب ببرود : - للأسف لا يمكنني أن أضمن ذلك و الآن تنحي جانبا و دعيني أمر .
ابتعدت عن طريقه تتمتم بغيظ :- حيوان بدائي .
ما أن فتح الباب و ولج وقعت نظراته تحت أسر عينيها الفسيحتين ، لثوان اكتفيا بتبادل النظرات قبل أن يفتر ثغرها عن ابتسامة متعبة فزمجر قلبه داخل صدره بصخب عنيف ، و بخطوات سريعة كان يقف أمامها ينحني ليلثم جبينها ثم خدها و يسأل :
- كيف حالك ؟ .. ما زلت تتألمين ؟
صوتها تزين ببحة جميلة و ردت بعشق ما بخلت به يوما :
- اشتقت إليك .
حرر نفسا عميقا يعبر به عن راحته ، شعور غريب بالثبات ينتابه ، و كل خلية فيه تبعثرت سابقا من الخوف عليها قد تجمعت و باتت كاملة بوجودها
داعب خدها بظهر أصابعه قائلا :- أخفتني عليك .
- ظننك لا تخشى الموت ؟
- لا أخشاه لكن أخشى عليك منه .
عقدت حاجبيه بحيرة ترى فيها شيئا مختلفا ، نظراته ، ابتساماته ، حتى نبرة صوته اختلفت أو لربما دماغها المتعب هو من يصور لها ذلك
أرخت جفنيها بتعب تغمغم :- سأنام ..
و قبل أن تسقط وسط حفرة الظلام أتتها كلماته تتبع قبلته على جبينها :
- نامي و سأكون هنا بجانبك .
و هكذا مرت عليهما الأيام حتى صارت أسبوعين كاملين ، هدوء عجيب يحيط بعلاقتهما ، يتحدثان و يتمازحان و في كل فرصة يسعى فيها لتوضيح كافة الأمور تغير سدن الموضوع أو تتدعي التعب المفاجئ ، حتى فقد صبره ، في لحظته تلك قال :- يجب أن نتحدث .
أومأت فقال :- أنا لن أتزوج امرأة غيرك ، ضعي هذا في رأسك .
سألت :- هل لأنني أصبت غيرت رأيك ؟
- لا ، لم أكن لأتزوجها ، لأنها ليست المرأة التي أريد أن أعيش حياتي معها .
فهمت مغزى كلماته و مع ذلك تنكر بعناد فألحت على غرس الوجع في حديثهما
- لكنك تحبها .
- لا .. نعم هي أول امرأة في حياتي و ستبقى جزء من الماضي .
- لكنك اعترفت يا حيان .
جلس على طرف سريرها ، ينظر عميقا داخل مقلتيها المتوجعتين ، يريد وضع كافة النقاط على الحروف ، قد لا يفقه أسلوب رص الكلمات وفق نسق قلبي مباشر ، لكن سيضع الأمور وفق نصابها الصحيح
- بلال رحمه الله ، كان يريدني أن أخسر ، خيرني بينك و بينها ، لو قلت لا حينها سأخرج منتصرا و تكون خسارته هو مضاعفة و حينها كان ليقتلها دون تردد يا سدن ، قلت نعم كذبا و قد عرف ذلك ، بتلك الـ"نعم" سأخسرك و هكذا حدث .
العجيب هو كونها تصدق كل كلمة يتفوه بها ، لكن بها من الوجع ما لن تشفيه بضع كلمات تعبر عن الحقيقة ، حتى و إن عنى بقوله كونه يحبها ، فهي لا ترى نفسها سعيدة كما كانت تتخيل سابقا
مدت يدها نحو وجهه تداعب وجنته بأناملها و غمغمت :
- أنا أحبك يا حيان ، لكنني أحتاج الابتعاد عنك .
- لن يحصل ذلك .
- بلى .
اتسعت عيناها ما أن أمسكت أصابعه بذقنها و قربها منه ليقول بخشونة :
- أخبري عقلك و خالك و العالم أجمع بأن لا ابتعاد لك عني ، أنت ملكي و مكانك معي و لو اضطررت لتقييدك و حبسك سأفعلها .
ردت ساخرة :- أنت لست جادا .
- جربيني .
- لكن حـ..
أخرسها بشفتيه حتى إذا ما ابتعد عنها أشاحت بوجهها عنه ، تعبس بشدة و اضطر لقضاء الدقائق التالية يسعى جاهدا ليسترضيها و هي تصر على رغبتها في الابتعاد
قالت :- أتعلم ما أكثر ما أوجعني منك ؟ .. هو شعوري بأنك اتخذت قلبي بساطا تمشي عليه ، قد تكون تحبني رغم عدم تصريحك المباشر ..لكن هذا لا يكفي يا حيان ..
- و الابتعاد ليس حلا .
- و لا بقائي حاملة كل هذا الوجع يعتبر حلا .. دعني أقضي بضعة أيام بعيدا عنك كي أستعيد نفسي .. لا تجعلني أترجاك .
بعد صمت طويل رضخ :- حسنا ، بضعة أيام فحسب .
و حينما دقت لحظة الفراق ، لبث لدقائق و هو يحتضنها بين ذراعيه ، بل يتمسك بها كأنه يخشى ذهابها ، لقد كاد يخسرها لمرتين أمام الموت و ها هو هذه المرة يخسرها أمامها
كانت قد حكمت بأن الفراق هو من سيحكم على علاقتها
رغم حبها له ، رغم حبه لها مازالت تظن عليها باللقاء و لا تسلم بصدق مشاعره نحوها
لا ينكر كونها أوصلته إلى ما بعد الجنون بكل ما فيها ، بتصرفاتها ، بخلجاتها
كما لا ينكر أن الحزن المتراكم في صدره يتلاشى بابتسامة من شفتيها ، يتراقص العشق في فؤاده بنظرة من عينيها
كانت له كل ما يملك و كل خسر و كل ما بقي


"أصبح القرب و البعاد سواء
بعد أن كنت لا تطيق فراقي
ثم جازيتني على صدق حبي
بقليل من الفؤاد الباقي "
أحمد رامي



*
*
*

"مؤلم ذلك الفراق الذي يحمل على عاتقه آمل اللقاء."
عبد الله العتيبي


شقة المساعد طلحة عثماني

ترجلت غزلان من سيارتها ، و صعدت درج العمارة تحمل في يدها صورة لطفلهما ، إن ظنها قد تستسلم ، و تسمح له بالهروب و الابتعاد فقد خسئ ، لأيام و هو يتجنبها و ينأى بنفسه بعيدا عنها ، فيبخسها حقها في المحاربة لأجله و لأجل عائلتهما ، قد خسرت مريم و لن تخسره هو أيضا ..لن تتحمل
الحب موجع ، و أن يلّطخ بأثر الفراق فهنا تكون النهاية
حينما سطّر نهايتهما بلفظة الطلاق شعرت بأن الأرض من تحتها مادت ، و أن الأنفاس ضاقت حتى اختنقت من شدة وجعها
أحست بأنها ضائعة لا يستقر لها قرار ، كأنها تطرد من مأواها الوحيد فباتت مشردة دون عائلة أو سكن
هو الآخر كان يقف حائرا و قد تصلب كل جسده ، لو اختلف الزمان لكان قفز من سعادته لكونها تحمل جنينه بين أحشائها ، لكان جلب لها الشمس في كل و القمر في الكف الآخر
انكسرت فرحته ، و تعثر أمله بصخرة الألم و الفقد
كيف يبتسم و فؤاده يتقطع ؟
أنى له الفرح و كل خلية فيه تبكي و ترثي و تنعي فلذة كبده ؟
ود لو كذب عليها و قال بأنه سيتمسك بها و يحاول منح ما بينهما فرصة أخرى ، لعل حالها ينصلح ، لعل الوجع الذي يجمعهما يزول و يندثر ... الكذب لن يشفي جرحا ازداد تقرحه ، و لن يستر حبا انكشفت ستر هشاشته
ما بينهما كان ليصمد أمام الكثير ، ألا أنه انهزم و بشراسة أمام الخسارة
فتحت باب الشقة و دخلت تبحث عنه ، فوجدته في غرفتهما يجمع ثيابه في حقيبة ما و لم يأبه لوجودها، اشتعل غيظها فاندفعت نحوه تستل القميص من يده و تلقي به أرضا قبل أن تلقى الحقيبة ذات المصير
لم تتردد للحظة و قبضت على تلابيب قميصه تجبره على النظر إلى النار التي تتقد داخل مقلتيها و هتفت :- قد قلت كلمتك و تجاهلت كلمتي ، صمتت و تركتك تستوعب الخبر و غادرتك ،و يكفيك هروبا !!
- غزلان
قاطعته :- اصمت و اسمعني !!
يداها ارتفعتا إلى وجهه ، تضمانه بحنو يناقض غضب نظراته و قالت :
- لست الوحيد من يتألم يا طلحة ، أنا أكثر من يفهمك ، لكن الهروب لم يكن حلا ، انفصالنا ليس حلا بل سوف يسبب الوجع لكلينا .
لوحدها لن تستطيع دحر الألم ، تحتاجه بجانبه ، يمسك بيديها ، يمنحها عصا حبه فتهش بها على أوجاعهما ، إن تركها لوحدها عارية أمام مواجع الدنيا فستموت
تابعت و صوتها يرق :- أنا احمل طفلا يجمعنا ، فرصة أخرى لنا ، لعله يخفف عنا وجع مريم .
ارتجف صوته و هو يردد بانهزام :
- موت ميمي هدّني ، و لم يبقِ فيّ ضلعا مستقيما .
ردت تتمسك بقميصه :- ما يجعلني أقف هو كتفك ، إن كان اعوجا أو مستقيما لا يهمني ، يكفيني وجودك فحسب و إن كان ما يربطنا هشا ، والله إنه يكفيني .
كان ضائعا وسط أمواجه الألم و أفكاره تمتطي سفينة الأحزان ، يشعر كان ليلا كئيبا ألقى بسدوله على صدره فأحال حياته سوداءً خاوية ، بات يفتش عن سبب يدفعه ليقف على قدميه و يعيش كالبشر
الصمت الذي يُغرقه يكاد يفتك به
الضيق الذي يعيش وسطه يكاد يخنقه
بات كالمجنون يبحث عن منفذ للهواء أو قبس من نور فلا يجده ،حتى غزلان و حقيقة حملها لم تخفف عنه شيئا
الحِمل لم يخف ، والوجع باق حتى يكاد يُفنيه
غمغمت :- طلحة ، أنا أحبك كثيرا ، و لا أريد غيرك في هذه الدنيا ، أنت عائلتي و منزلي و كل ما أملك .
انهارت على صدره تبكي فضمها بقوة بين ذراعيه ، يود لو يخبئها بين أضلعه حيث لن تلقى وجعا و لا ظلما ،كانت له السكن و المأوى لكنه لا يثق بأن ما بينهما قوي كفاية ليصمد
أساسات زواجهما لم تبن على الشفافية و الثقة ، بل على الكذب و الخداع
- اشش ..لا تبكي ..لا تبكي .
رددت باكية :- لا تتركني يا طلحة، إن كنت تحتاج الابتعاد فلك ذلك ، لكن أبقني على ذمتك ، أبقني زوجة لك ...
غلبته مشاعره فهمس بعدما قبّل جبينها بعمق :
- أنا أحبكِ أيضا ، أكثر مما قد تتخيلين .
تمسكت به أكثر :- إذا دعنا لا نفترق ، فلتأخذ من الوقت ما شئت ، لكن لا تفارقني إلى الأبد و لا تفصل طريقينا .
أبعدها عنه يحيط وجهها بكفيه ، و يحدق عميقا داخل مقلتيها الدامعتين:
- ستنتظرين ؟
ردت و شفتاها على شفتيه :- سأنتظرك أبد الدهر
حينما يكون الألم أكبر من الحب فسيكون الفراق حتما مقضيا
المؤسف أن الحب لم يكن أبدا الوجه الآخر للوجع ..بل كان هو الوجع متنكرا بثوب العاطفة



انتهى الفصل الأخير المتعب
كان باستطاعتي تأجيل الفصل .. لأنني كتبت إلا منذ ساعات بشكل خرافي .. و هذا هو سبب التأخير في التنزيل
بانتظار أرائكم و تعليقاتكم ..
موعدنا مع الخاتمة بإذن الله



عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع
حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن




التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 22-12-18 الساعة 02:24 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس