عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-19, 12:48 AM   #1539

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل السادس و العشرون ( الجزء الثاني )




بقلب مختلج ظل يراقب كتفيها يهتزان مرارا تحت تأثير شهقاتها المكتومة ، أغمض عينيه و هو يسمعها تهمس بضعف :
- أنت تركتني عصام ، صحيح لم تتركني من أجل امرأة أخرى لكنك في النهاية تركتني .
- و عدت لك .

لحظات طويلة أخرى مرت عليهما دون كلام قبل أن يراها تمد يدها نحوه دون أن تلتفت .
- الخاتم ، سمعها تقول بصوت ارتجفت نبراته ، بسرعة قبل أن أغير رأيي .

بعد دقائق كانا جالسان داخل سيارته ، يده تحضن يدها المزدانة بخاتمه . تأملها قليلا بارتياح ثم رفعها ببطء يضعها فوق موضع قلبه .
- لماذا عصام ؟ همست و عيناها غارقتان داخل عينيه
كيف هنت عليك ذلك اليوم ؟
- لم تهوني شاهيندا ، قال متنهدا
لكن ما حصل كان فوق طاقتي
في البداية رأيت ذلك ال ، رأيت أخاك يكاد يحضن فرح أختي في عز الظهر .
- شادي ؟

أومأ برأسه و أضاف بينما ملامحه تسود للذكرى :
- ثم بعد يومين ، فقط يومين ، رأيت ذلك ال… يحضنك أنت أمام الجميع .
- و أنت ضربت كل ذلك في الخلاط ثم سكبته على رأسي أنا .

ضغط بأصابعه على يدها و قال :
- سامحيني حبيبتي
لكن اعترفي أنك لم تقصري معي بدورك

ساد صمت عاشق غاضب بينهما قطعه يتكلم بين زفراته الملتهبة :
- هل تعرفين ما الذي فعلته بي رؤيتك مع ذلك الكلب و خاتمه في إصبعك .
- لا تلمني عصام ، أنت البادئ
لو ناولني أحدهم سكينا في تلك اللحظة لغرسته في قلبك .
- إلى هذه الدرجة كرهتني حبيبتي ؟
- إلى هذه الدرجة أحببتك ، همست و نظراتها تضيع داخل عواصف عينيه .

قبض على أصابع يده الحرة المستريحة على فخذه بقوة يمنعها من الخروج عن سيطرته و الارتفاع إلى وجهها .
- حياتي ، نطق أخيرا بصعوبة ، هناك رجل مسكين يحتاج إلى عقد قران و بسرعة .
- بسرعة يعني متى ؟
- يعني اليوم حبيبتي .
- اليوم ؟ و كيف ستتمكن من ...
- سأتصرف حياتي ، المهم أنت وافقي .

لوت شفتيها و هي تدير عينيها داخل مقلتيها مرتين ثم قالت بتصميم :
- أوافق لكن على شرط .
أن لا تتزوج علي و أن لا تطلقني أبدا .
- تريدين مني تغيير خانة الديانة حياتي ؟ !!
- كلا أريد فقط أن تغير قناعاتك
- و أنت هل غيرت قناعاتك من أجلي ؟
- كلها يا عصام ، كلها و إلا لم تكن لتحلم بأن أعود لك بعد كل ما اتهمتني به .

و للمرة الثانية في حياتها ، قررت أن تتبع تعاليم قلبها ، لا تخطيط ، لا حذر و لا تخوين .
و لا ندم إن شاء الله .
.
..


- لم تخبريني عن مصير ذلك ال... ، تمتم بعد قليل و هما في طريقهما إلى منزلها .
- لا شيء ، أجابت و هي تهز كتفيها بعدم اهتمام ، كانت أقصر خطوبة في التاريخ ، بدأت في الصباح و انتهت مساء نفس اليوم .
- و كيف أعدت له خاتمه ؟

تأملت قليلا تعابيره القاتمة ثم تنهدت و هي تهز رأسها يائسة منه قبل أن تقول بين تثاؤباتها :
- لم أعده ، شادي طلب مني أن أبيعه و أتصدق بثمنه بنية إنقاذ روحه العفنة .

ابتسم عصام بزاوية فمه و واصل القيادة بصمت مفكرا في مختلف المشاوير التي عليه تنفيذها بسرعة قياسية ، اليوم ستتاح له الفرصة ليجرب السبع دوخات التي يتكلمون عنها .
.
..


بعد ساعات ، جلست شاهيندا بين أمها و خالتها تستقبل تلك الكلمات التي تاقت طويلا لسماعها بقلب مشتت بين الفراق و اللقاء :
- زوجتك ابنتي ، قالها والدها و دمعة صغيرة تلمع داخل عينيه .

التفت المأذون إلى عصام ليقول بعمق و عيناه تأسران عينيها :
- قبلت تزويجها .

و انطلقت الزغاريد و تلاقت الأكف و تبادلت النساء القبلات و هي جالسة في مكانها ، في نفس الوضع تقريبا ، لا تدري تماما كيف و بم يجب عليها أن تشعر .
- ابتسمي شاهي ، سمعت صوت مهى المرح لتسترخي ملامحها تلقائيا و هي تلتفت نحوها و تشاهد صف أسنانها يبرق أمام عينيها .
- يقولون الثالثة ثابتة و أنت طوال حياتك متأخرة ، مالت عليها تضيف بهمس فاشل .

التفتت شاهيندا تبحث عن عصام بقلق .
- لا تخافي ، ذهب إلى الحمام ليغسل إصبعه من الحبر .
هيا ، اخرجي من جمودك و تعالي نخرج قليلا إلى الحديقة لألتقط لك مجموعة من الصور .

انساقت شاهيندا باستسلام و هي لا تزال غير قادرة على استيعاب واقعها الجديد بشكل كلي .
بين الوضعيات المختلفة و ابتسامات عديدة أغلبها شاردة ، وقفت تتساءل و تفكر …
لطالما كانت أنانية أو هكذا ظنت نفسها و ظنت أنها تعودت على الأخذ حتى اقتنعت تماما أنها عاجزة عن العطاء
ثم قابلته
فبدل عجزها قدرة هائلة لم تتخيل وجودها يوما بداخلها .
قدرة على الحب ، على الشوق ، على اللهفة و على السماح .
السماح بسهولة و بكل يسر .
السماح
نفس الصفة التي لامت أمها عليها كثيرا من قبل .
و الآن ستكون لها أخيرا حياتها الخاصة بها ، حياة ستبنيها كما تمنت دائما على أسس تختلف عما عاشته طوال سنواتها .
هل ستجيد فعل ذلك ؟ هل فاقد الشيء يعطيه ؟
ذلك ما سيجيبها عليه مستقبل أيامها .
صحت من شرودها على صوت مهى المطالب بابتسامة أخرى .
لكن ، كلا للأسف ، ليس لديها المزيد من الابتسامات ، أفكارها أخذت كل تركيزها .
- سأذهب لأعد بعض القهوة ، قالت و هي تتوجه رأسا إلى المطبخ تهرب كالعادة بعقلها و أفكاره .

صرفت الخادمة الشابة بابتسامة صغيرة و كلمات شكر مقتضبة ثم شغلت نفسها بِعَدِّ الفناجين التي ستضعها فوق الصينية الفضية حين سمعت صوت خطواته .
- لماذا لحقت بي ؟ سألته بدهشة و هي تلتفت لتقابل عينيه المشتعلتين بشوق أضاء قلبها و أضاع مخاوفها .
- لديك أسئلة يا روحي !! طبعا لحقت بك لأعد معك الفناجين ، تمتم بصوت أجش و هو يأخذها بين ذراعيه و يميل بوجهه نحوها .

دفعته في صدره بكلتا يديها و هي تقول :
- انس حبيبي .
- حبيبتي ، ما الذي يحصل ؟

ضيق عينيه يراقبها بتساؤل و هو يرخي ذراعيه قليلا فقط حولها .
- الذي يحصل هو أني مخلوقة حقودة عصام و لا أنسى بسهولة و لن أمرر لك فعلتك ، و ..

و اختنقت بقية كلماتها بينما انشغل هو و بعمق في أخذ ما أتى لأجله .
- المسامح كريم حبيبتي ، همس لها بعد لحظات طويلة و هو يرفع وجهه قليلا ، يواجه نظراتها و ينعش قلبه بخضرة عينيها .

لا تدري كم ظلت تنظر إليه بضعف و هيام قبل أن تفيق على صوته و هو يقول بارتياح :
- هل أحسست بالفرق حياتي ؟
- فرق ؟
- بين الحلال و الحرام ، أقصد .
في الحرام يكون الشخص كالملهوف لا يستطيع أن يكتفي بينما في الحلال يشعر بالرضى ، بالشبع .

شبع ؟
شبع !!
كلمة دقت بعنف أجراس الإنذار بداخلها لتسمع نفسها تقول له بتوتر و هي تحاول تخليص نفسها من عناقه :
- يعني شبعت مني بعد عدة قبلات فقط ؟
أخبرني إذن كيف ستشعر بعد سنوات معي ؟ ها ؟ أجبني عصام ؟

حاول أن يضمها إليه لكنها واصلت دفعه بقوة ، استسلم أخيرا ليحضن وجهها بكفيه و يسألها بحيرة :
- ما الذي يحصل معك اليوم حبيبتي ؟
- بصراحة كلمتك لمست وترا في الصميم لدي
أشعر أن ما قلته يعبر تماما عن جنسكم
- جنسنا ؟
- نعم عصام جنسكم ، بدأت تقول بتوتر ، أنتم سرعان ما تشبعون و تملون من الشيء إذا كان حلالا و مضمونا و في الجيب .
و بالمقابل كلما كان حراما ، كلما كان ممنوعا ، تركضون وراءه و لا تستطيعون الاكتفاء .
- حبيبتي ؟!!

ضمها إليه و هو يقول بدفء بينما أنفاسه تداعب جبينها المقطب :
- ما رأيك أن نعتبر ما قيل زلة لسان من شخص متعب و نعود لما كنا نفعله لكي أثبت لك كم أنا رجل محروم و لا أشبع .
- كلا ، لا أريد عصام ، لا أريد بالفعل ، قالت بتصميم و هي تتململ بين ذراعيه
من فضلك اتركني ، دعني أعد القهوة .

مرر أصابعه داخل شعره و هو ينظر إليها بخيبة واضحة .
- قهوة ، علق بتهكم بعد لحظات من الصمت ، تحتفلين بعقد قراننا بقهوة سوداء .
- و ما المشكلة عصام ، ما العيب في القهوة ؟ ثم إنها الشيء الوحيد الذي أجيد إعداده .

توقفت عن الكلام فورا و هي ترى تعبير الصدمة الذي ارتسم على ملامحه .
- شاهيندا ، بدأ يتكلم ببطء ، أخبريني و بصدق هل سمعت أصلا بمصطلح الطبخ ؟

تشاغلت بملء الفناجين قبل أن تتساءل ببراءة :
- هل السلطة و البيض يعتبران طبخا ؟
- جعتَ يا عصام ، قالها برثاء أضحكها رغما عنها .

وضعت يدا على كتفه و قالت تطمئنه :
- لا تقلق حبيبي ، قمت بتثبيت أكثر من تطبيق لتعليم الطبخ على هاتفي و سأكرس ساعة أو ساعتين من وقتي كل يوم للتدرب .
- جعت و ضعت يا عصام يا ابن جميلة ، دارت عليك الدنيا و ستأكل من يدي تطبيق .

توقفت عن سكب القهوة و هي تواصل الضحك غير قادرة على التحكم في اهتزاز جسدها .
- ما رأي حبيبتي الفاشلة أن تتعلم الطبخ على أصوله من أختي منى ، قال بلطف و هو يحيط كتفيها بذراعه ، بدل تطبيق لا نعرف عنه شيئا .

هزت كتفيها بخفة :
- اوكي عصام ، لا مانع ، سأتفق معها .
- حياتي ، همس و هو يضمها إليه ، الآن اطمأننت على مستقبلي معك .
- و الآن أنا الأخرى اطمأننت على مستقبلي معك !
رجل مستقبله يتلخص في بطنه .
- هناك لسان طويل يحتاج إلى قصه ، و أنا لها ، تمتم بتسلية و هو يقبل صدغها .

استندت على حافة الطاولة تواجهه بينما أصابعها تنقر ببطء على السطح الخشبي .
- هناك سؤال يشغل بالي منذ مدة ، تمتمت بتفكير .
- اسألي يا روحي .
- لاحظت أنك دائما تحضر أختك منى بالذات في كل مناسبة كما أنك دائما تحاول أن تستعين بها هي بالذات في أي مشكلة تصادفك ، هل السبب أنها الأقرب إليك من بين شقيقاتك ؟
- ليس بالضبط ، في الواقع أحب شقيقاتي جميعا بنفس القدر و الأقرب إلي كطبع و صفات هي أختي سلوى .
تنهد بعمق و أضاف :
- لكن أختي منى لديها مكانة خاصة في قلبي يا شاهيندا ، أخبرتك من قبل أنها تعيسة جدا في زواجها ، زوجها ابن كلب أصيل ، لذلك أحاول بطريقتي أن أعوض عليها كلما استطعت .
أريد أن أشعرها أنها مميزة لدي .

نظرت إليه بحب و هي تشعر بكل سوادها ينقشع فجأة ، أحاطت عنقه بذراعيها و هي تهمس له برقة :
- حبيب قلبي حنون جدا .

انحنى مستجيبا للدعوة في عينيها ، بالكاد لامس شفتيها ثم بلطف فكّ يديها من حول عنقه و استدار خارجا و هو يسحبها معه قائلا :
- ورائي حالا و إلا سنقضي ليلتنا في المطبخ .

عندما وصلا إلى قاعة الجلوس اشتعل وجهها تحت النظرات المختلفة التي شعرت بها تتلصص عليهما مع أن الجميع حاول التظاهر بفشل تام بعدم الفهم ، الجميع ما عدا شادي بالطبع .
شادي الذي تراجع بظهره قليلا و هو يمد رجليه الطويلتين أمامه في استرخاء و يقول رافعا أحد حاجبيه :
- أين القهوة ؟

……………………



التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 04-01-19 الساعة 01:19 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس