عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-19, 08:12 PM   #1608

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل السابع و العشرون ( الجزء الأول )




- عاهرتي التي في الشركة ؟ شكر حباله الصوتية التي لم تخنه فخرج صوته باردا جليديا كما أراد له أن يكون . أية واحدة فيهن يا روحي ؟ تعرفين أني نحلة و زهوري كثيرة .
- من رؤيتي لها و لشكلها واضح أنك لست أكثر من ذبابة تتنقل بين أكوام القمامة .

سيضربها ، فكر و هو يحتفظ بصعوبة بأنفاسه المهتاجة داخل صدره ، كلا يخنقها أفضل بعد أن يرفسها بقدميه طبعا .
وجه نداءًا عاجلا لقوى هدوئه الخارقة ثم سمع نفسه يقول بدون تعبير :
- أكيد العصفورة أو فلنقل الغراب الذي نقل إليك أخباري هو ذلك المخنث .
تعالي بقربي يا روحي ، واصل دون رفع عينيه إليها ، لو لديك فيديو لي معها لنشاهده معا بعد أن نشاهدك أولا طبعا . أنت الطبق الرئيسي و أنا التحلية .
- هل تنكر أن تلك ال…. هي عاهرتك السابقة ؟
- من قال أني أنكر ؟ لكنك قلتها بنفسك السابقة ، كرر بجمود . و أنا ، حياتي ، على عكس البعض ، لست رخيصا
أنا لا أعود أبدا لقديمي .

حدسه الذي اكتسبه من سنوات مغامراته الماضية ساعده على التنحي جانبا في اللحظة المناسبة ليتفادى الساعة الرملية الثقيلة التي ألقتها باتجاهه .
لثوان ظل ينظر نحوها بذهول نضج على نار كلماتها التالية ليتحول إلى غضب لم يغل به قلبه أبدا من قبل :
- ماذا كنت تتوقع يا سافل ؟ أن تكون ابن ... مثل أبيك و أن أخرس أنا باستسلام و رخص مثل أمك .

نهض ببطء و كل ذرة فيه ترتجف بعنف ، ما هذا التناقض ابن ال... الذي يحمله هذا الموقف ؟
امرأة مثلها هي تصف فتاة مثل فرح بالعاهرة و لا تكتفي بذلك بل تتجرأ أيضا على أمه !!
أمه التي تعلمها هي و الكلبة التي أنجبتها و جميع سلالتها معنى الشرف .
اقترب منها ببطء خطير قتل تماسكها الظاهر و بدأت ترتجف رغما عنها و هي تتطلع إلى الحمم الملتهبة داخل أدغال عينيه ،
اتسعت عيناها و هي تشعر بيديه تحطان بغلظة على كتفيها بينما يخاطبها بصوت نبراته متوحشة : - اتصلي بأبيك حالا دوللي و أعدك أني سأحاول أن أنسى سماع اسم أمي من شفتيك ال... البريئتين .
................

بعدها بأيام كان يجلس أمام والد فرح في غرفة مكتبه البسيطة داخل مقر مخزنه يطلب يدها منه . تململ داخليا رغم احتفاظه بواجهته الهادئة ، يكره جلوسه في موضع تحقيق أمام هذا النوع من الرجال . طوال حياته كان يتجنب تلك اللقاءات العائلية مع خاله أو زوج خالته و يتجنب التواجد مع أي رجل يشاكلهما ، ليهرب من ذلك الإحساس العميق بالنقص الذي يغرسه فيه مقارنته بينهم و بين أبيه و خاصة مقارنته بين ما يحمله أبناؤهم لهم و بين ما يحمله هو لأبيه . يهرب حتى لا يفتقد ما فاته . ذلك الشعور الذي لم يجربه أبدا : أن يكون ابنا يحترم أباه .
- حسنا بني ، نطق الرجل الأكبر سنا بتردد واضح ، مبدئيا لا أستطيع أن أوافق أو أرفض لكني سأسمح لك بالجلوس مع ابنتي قليلا في الإطار الشرعي طبعا ثم سأفكر و أرسل لك جوابي .
- شكرا يا حاج ، تمتم شادي و هو يتنهد بارتياح يشوبه قلق من أن ترفض هي هذا اللقاء .
لكنها لحَظِّهِ الذي يبدو أنه ما يزال في مرحلة ازدهاره لم ترفض .
و هكذا في الغد ، كان يجلس بجانبها على أريكة غرفة الجلوس بينهما مسافة معقولة جدا ، معقولة أكثر من اللازم بينما يجلس شقيقها سامح مقابلا له في غرفة الاستقبال الصغيرة يراقبه من خلال الباب النصف مفتوح ، يلعب على حسابه دور ضابط مخابرات نشط بملامحه العابسة و جلسته المتحفزة . تنهد بعمق و هو يعيد عينيه إلى فرح .
- آسف حبيبتي ، همسها صادقا كما لم يكن أبدا من قبل .

تململ في جلسته ، عواطفه تسبح بين أمواج من توتر ، لهفة و شوق .
تململت هي في جلستها يدفعها للمغادرة غضب ، خذلان و ألم و يلجمها ارتجاف قلب ضاع منها منذ تشابك قدره و قدرها .
أخيرا فاز قلبها كالعادة و واصلت الجلوس تريح يديها فوق حجرها ، خافضة رأسها تراقب طرف حذائه اللامع بصمت خال من التوقعات .
ها قد تحققت أمنياتها القديمة أخيرا و ها هو يفعل ما تخيلته مرارا يقوم به في أحلامها و يدخل بيتهم ليطلب يدها .
لكن للأسف تاهت حالمية الحدث و شحب بريق علاقتهما الماضية بين زحام كل ما حصل خلال السنتين الأخيرتين .
في ظل الإهانات ، الخيبات ، في ظل شعور الرخص و الخسارة الذين لونا معظم أيامها معه .
و الآن تقف الحقيقة بدون ألوان المراهقة الوردية ، حقيقة بين رجل ناضج مجرب و بين أنثى استوعبت درسها جيدا .
- لماذا عدت يا شادي ؟ قفز السؤال أخيرا مغادرا قلبها عن طريق شفتيها .
- لأني أحبك ، لأني أحتاجك .
- لكنك ابتعدت ، كأني لم أوجد أبدا بالنسبة إليك .
- نعم ابتعدت يا فرح لا أنكر ، لكن ليس لعدم اهتمامي بك بل لاهتمامي بك أكثر من اللازم .

تاه فكره لتشرد نظراته و هو يتذكر كل ما مر به مؤخرا ،
أغمض عينيه قليلا ثم فتحهما يغزو عمق بحور العسل في عينيها و يقول بإخلاص :
- ابتعدت عنك حتى لا ألوثك بحياتي يا فرح ، في البداية أردتك بشدة و لم أهتم لأية اعتبارات أخرى ، لا أنكر . لكن فيما بعد أردتك أن تبقي كما أنت .
و حين حدث و ظهرت في حياتي من جديد عادت رغبتي فيك لتستيقظ بشكل أشد و أقوى و مرة أخرى جعلتني أكتشف أنك كنت و مازلت نظيفة جدا علي .
فكرت كثيرا هذه الأيام يا فرح ، أضاف متنهدا ، فكرت في كل شيء تقريبا ، في الحياة في الموت ، في القدر و أكثر ما فكرت فيه هو الاختيارات التي تمنح لنا و تعرفين ما الذي اكتشفته ؟

رفعت إليه عينين حائرتين فواصل بهدوء :
- اكتشفت أني لم أكن أنا من يختار ، أبدا .
تركت ظروف حياتي ، نظرة الناس ، يختارون لي
تركت كل شيء من حولي يختار من أجلي ،
عشت كما يتوقع الناس لمن هو مثلي أن يعيش و لم أحاول يوما أن أخالف ما اعتقدوه في ، سبحت مع التيار .
عشت الدنيا طولا و عرضا ، متعت نفسي ، جسدي كما أشاء و لم يمنعني أي شيء بالعكس كل ما حولي و من حولي كان يشجعني و كان يمكن أن أمضي في حياتي دون أن أفيق من غيبوبة نشوتي .
- لماذا استيقظت إذن ؟
- لأني أصبحت أشعر بالخواء
خواء كبير يا فرح
و استيقظت لأن هناك من ساعدني لأستيقظ
من أرادني أن أستيقظ
- من يا شادي ؟
- أمي ، أنت و أختي ، أجاب ببطء و شرود .
أمي رأيت و عشت الكثير من لحظات تعاستها و خذلانها ، محاولاتها لتعيش بوجهين لتحفظ كرامتها أمام الناس .
و شاهيندا عندما لجأت للزواج من مؤيد !
شعرت أنها تريد أن تنتحر ،
أختي كانت مسؤولة مني و رغم ذلك أبدا لم أقم بواجبي نحوها ،
لا أذكر أني سألتها يوما من أين جاءت أو إلى أين ستذهب مع أني كنت أكثر من يعرف ما يمكن أن تتعرض له فتاة في مثل ظروفها في زمننا هذا و رغم ذلك …

أطرق برأسه مطولا قبل أن يضيف بخواء :
- لم أكن يوما رجلا بما يكفي لأحميها من الدنيا و من نفسها ،
اخترت الابتعاد ،
اخترت الأنانية و تركت لها حرية التصرف
و الحمد لله أنها استطاعت أن تختار الأنسب و لكن تصوري لو حدث العكس .
عندما رأيت حماية أخيك لك و خوفه عليك حينها فقط شعرت كم كنت مقصرا في حقها ، شعرت بصغر رجولتي
أخوك كان يحميك ليس لأنه رجعي و متخلف كما حاولت أن أقنع نفسي بل لأنه كان يريد لك الأفضل ،
كان يريدك أن لا تكوني لعبة في يد رجل لا يستحقك ، أن لا تكوني مرحلة عابرة ، أخوك يريد لك أن تكوني المحطة النهائية في حياة الرجل الذي سيختارك و ستختارينه .
و حينها سألت نفسي ما الذي أردته أنا لأختي ؟
و هل فكرت فيها أصلا يوما ما ؟
و حينها لم أر الفرق بيني و بينه فقط بل رأيت كذلك الفرق بيني و بين شاهيندا و اكتشفت أن حتى أختي المدللة التي لا تصلح لشيء هي في واقع الأمر أقوى مني .
و رأيت نفسي على حقيقتها .
و علمت أني ربما لن أكون أبدا في سفالة مؤيد و لكن ابني الذي اخترت له حياته قبل أن يولد سيكون أكيد مثله أو أسوأ . أنا أعيش مثلما عاش والد مؤيد بالضبط ،
أعيش بلا موقف ،
مستسلما تماما للحياة .

توقف عن الكلام ليطول الصمت بينهما و يتعملق بينما عقل كل منهما ينسج أفكاره على وقع دقات قلب يصر و باستماتة على التدخل و أن تكون له الكلمة العليا .
أخيرا اعتدل في جلسته ، يميل بكل جسده نحوها و يقول بثبات :
- أنا أريدك ، أريدك كما لم أرد امرأة من قبل ، أريدك و أحتاجك معي لكني سأقولها لك بصراحة : ستتعبين معي يا فرح .
- سأتعب أيضا بدونك ، تكلمت بسرعة و بتصميم . و عموما الحياة كلها تعب ، الحياة لم تجعل لنستريح فيها .
و مثلما صارحتني بكل ما في قلبك أريد أن أصارحك شادي .
- تفضلي .
- أنا لست كما تعتقدني تماما ، في الواقع أنا إنسانة ضعيفة شادي ،
أحيانا أفكر أنه لو أتيحت لي الفرصة مثل غيري ربما كنت ل....

شبكت أصابعها ببعضها البعض بقوة و واصلت بخفوت :
- لذلك أنا لا أحكم عليك يا شادي ، أنا أفهم ضعفك ، أفهم حيرتك و تخبطك ،
أنا أفهمك يا شادي
- و أنا أيضا أفهمك فرح . صحيح أنك ضعيفة و لكنك كنت قوية في مقاومتك لي و لمؤيد ، و من معرفتي بالبنات و خبايا البنات أقول لك بثقة تامة أن من تريد فعلا أن تخطئ ستخطئ حتما مهما كانت العقبات أمامها .
و هذا هو الفرق بين المحترمة و غير المحترمة .
المحترمة هي التي في أعماقها لا تريد أن تخطئ ، هي التي تظل تقاوم حتى آخر لحظة ،
لذلك أنا أحترمك يا فرح .

ابتسامة صغيرة غير واثقة ارتسمت للحظة على شفتيها قبل أن تنطفئ و هي تتذكر سابقاتها إليه .
- لماذا أنا بالذات ؟ أنا أكيد لست أجمل من عرفت ، لست الأذكى ، ما الذي يميزني عن الأخريات ؟
- لأنك مختلفة أولا ثانيا و الأهم لأني أحبك فرح أنت دون سواك ، منذ وقت طويل حياتي .
- لماذا تزوجتها إذن شادي ؟ سألته بعد صمت طويل آخر ، تخفض عينيها تخفي ألمها عنه .
- أسباب كثيرة في الواقع ، تمتم و هو يمط شفتيه ،
كان أكثر ما يهمني هو أن أبحث عن زواج يساعدني في بناء حياتي العملية و عندما وضعها القدر وقتها في طريقي اعتقدت أنها الأنسب لوضعي من كل النواحي .
في أعماقي كنت دائما أبحث عن امرأة قوية تساعدني على التقاعد عن اللعب في سن مبكر قبل أن أصبح أضحوكة .
و الحياة معها أوضحت لي أنها قوية بالفعل لكن قوة من نوع لم تخطر على بالي .
و اكتشفت أنه حتى أبي الذي أخشى ما أخشاه هو أن أتحول إليه كان أفضل مني لأنه على الأقل عرف كيف يختار زوجته و انتهى به الأمر مع أمي . و أنا ....

ضحكة خافتة انطلقت رغما عنه لتصدح في جو الغرفة الساكن و تحكي قصة غبائه .
.
..


بعد دقائق كان ينزل السلم شفتاه تصفران أحد الألحان الشائعة ، ذهنه يفكر فيها و في مستقبله معها ، في الطريقة التي سيقنع بها ماهر بالتدخل لصالحه بما أن هذه هي أهم خطوة ينتظرها والدها قبل أن يوافق .
خرج من العمارة بخطى سريعة ليتجهم وجهه تلقائيا و هو يشاهد عصام متكئا على سيارته ، في عينيه رسالة تهديد واضحة .
- تحتاج إلى توصيلة ؟ سأله ببرود و هو يضغط زر مفتاح سيارته ليفتحها عن بعد .
- اسمعني يا سافل هل تعتقد حقا أني سأوافق على ارتباطك بأختي ؟ هل أنت مختل إلى تلك الدرجة ؟
- لا أذكر أنك أخذت رأيي حين تقدمت إلى شاهيندا .
- و هل هناك أي وجه للمقارنة بيني و بينك يا ...
- اشش أعصابك .
لا داعي إلى مزيد من الغلط .
بالنسبة لأختك فلا أحد طلب رأيك ، أبوها موجود و هي موجودة و تقرير مستقبلها يعود لها هي و ليس لحضرتك .

امتطى سيارته و فتح النافذة على آخرها ليسند ذراعه على حافتها و يواصل باسترخاء :
- و أنصحك أن لا تتدخل بالحسنى بيني و بين والدك و تقول له أي شيء غير ظريف عني لأني وقتها سأضطر أن أرد لك الجميل و أخبر الحاج أنور بالسبب الحقيقي وراء انفصالك عن شاهيندا . تعرف كم أنا أصيل يا أبو نسب ، قالها بغمزة خفيفة و انطلق تاركا زمجرة محركه و دخان عادمه يلهبان غضب عصام أكثر فأكثر .





التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 10-01-19 الساعة 10:43 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس