عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-19, 12:48 AM   #1866

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


بعد أيام جلست أمام التسريحة في شقتهما الزوجية يصلها من حين لآخر أجزاء مبتورة من الحوار الدائر بينه و بين أخته سلوى .
تجولت بنظراتها على تفاصيل التسريحة الباهظة الثمن بسعادة و هي تهمس في سرها :
- سامحني يا رب ، كذبت عليه لأنه معقد .
لأنه مثل كل الرجال لا يعرف كم أن هذه الأشياء " التافهة " مهمة لنا و لها قدرة عجيبة على تنغيص حياتنا لو لم تكن كما نرغب أن تكون .

و هو حبيبها المعقد كان ليغضب و يتفنن في غضبه لو أخبرته أن التسريحة التي من المفروض اشترتها من أحد المزادات بالمبلغ الذي أعطاه لها هي في حقيقة الأمر مستوردة و تفوق في ثمنها نصف أثاث الشقة .
قامت من مقعدها و توجهت إلى الدولاب العريض تتفحص ملابسها و جميع متعلقاتها التي أرسلتها معه حين أعلمها أن أخواته يرغبن بترتيبها بأنفسهن .
تنافست المشاعر بداخل قلبها .
دفء كبير يملأ قلبها ناحيتهن و نحو جميع أفراد عائلته الذين اختاروا أن ينسوا و يفتحوا معها صفحة بيضاء نظيفة من آثار ماضيها معهم .
من جهة أخرى كان هناك تأنيب ضمير خافت و هي تتذكر ذاتها القديمة كيف كانت لتفكر ، كانت لتعد القطع قطعة قطعة لتتأكد من عدم أخذهم لأي شيء .
ضحكت ضحكة منخفضة على خبثها السابق الذي قررت أن تتخلى عنه من أجله .
أو ربما تحتفظ بالبعض منه فالعالم ليس مليئا بأشخاص مثله .
أغلقت باب الدولاب بهدوء و توجهت نحو الفراش الواسع لتستلقي عليه تحلم كما اعتادت كل هذه الأيام الأخيرة بليلة زفافها .
غاصت في أحلامها و غاصت و غاصت حتى ..
- توقفي عن اللعب بشعرك .

فتحت عينيها فورا و اعتدلت في جلستها دفعة واحدة لتراه واقفا مستندا على إطار الباب يلاحق بعينيه جميع حركاتها و سكناتها .
نهضت تسير نحوه ليسألها ما إن وصلت إليه :
- ما الذي تفعلينه فوق السرير ؟ ألم تنامي كفاية في بيتكم ؟
- كنت فقط أجربه .
- تعالي نجربه معا .
- عصام !! انطلق صوتها حادا باستنكار ، هل تعاطيت شيئا اليوم ؟
- تعاطيتك أنت ، تمتم و هو يقربها منه ، و أنتن صنف مدمر للأعصاب .
- عصام ، أختك سلوى مازالت في المطبخ ، همست و هي تحاول إبعاده .
- انتظري قليلا هنا ، سأطردها و أعود .
- تعود لتفعل ماذا ؟ نحن لم نتزوج بعد .
- إذن لماذا أتيت اليوم ؟ اخرجي الآن ، حالا .

ما هذا الرجل الذي جن قبل زفافه بأيام ؟ تساءلت و هي تخطو خارج الغرفة رغما عنها إزاء دفعه لها .
.
..
...

و هلت ليلة عمرها أخيرا و وقفت بين صديقاتها و قريباتها كقمر يتوسط نجومه .
حافظت على ابتسامتها المتألقة حتى و هي تلاحظ انتشار الابتسامات الصفراء و أكثر من بؤبؤ ضيق حسود .
مطت شفتيها و هي تتذكر كيف ذهب معظم ما خططت له لسنوات من أجل ليلة زفافها أدراج الرياح و ضاع كل شيء في قفلة دماغه الصخرية .
عادت ابتسامتها لترتعش فوق شفتيها و هي تسمع فجأة دقات طبول الفرح بقوة تعلن عن قدوم فارس عمرها إليها و دقت معها طبول قلبها و هي تراه يدخل أخيرا محفوفا بابتسامات نساء عائلته الواسعة الساطعة ببريق فاق بريق مصاغهن .
تاهت ملامحه قليلا بين الأبخرة الصاعدة من المبخرة و غابت نبرات ضحكته بين أصوات أمه ، خالته و عمته و هن يرقينه .
نظر عصام نحوها لتُختَزل ضحكته فورا إلى ابتسامة صغيرة
و هو يراها أمامه حورية من عالم آخر كأنها نسجت من غزل أحلامه .
عودها الرقيق يحضنه فستانها العاجي الرقيق التصميم ،
ينساب و يتدفق و تتمايل طياته حول تفاصيلها لتجعلها تتحدث أنوثة لم يجرأ أن يفهمها من قبل لأنها لم تكن أنثاه ، امرأته ، ملكه كما ستكون الليلة .
سار منجذبا إلى بريق العشق و الشوق و التوق في عينيها .
نظراتها تجذبه ، تدعوه ، تكلمه و تستقبل رسائل عشقه و توافق دون شروط على رغبته في تملكها .

.
..
...

بعد ساعة ثقيلة مرت عليه كدهر ، توقف أخيرا أمام باب شقته بعد أن قررا قضاء أسبوعهما الأول فيها .
فتح الباب ثم عاد إليها ليحملها بسهولة حتى وصل بها أمام تسريحتها و ينزلها برفق كدمية خزفية .
كان يحتويها ، يدللها ، ينظر إليها كما لو أنه يعيد اكتشافها .
أغمضت عينيها لتزيل ظلال أهدابها فشعرت فورا بشفتيه دافئتين متمهلتين على جفنيها .
تجاوب قلبها لقربه بقشعريرة تسللت بخفة لتكبر و تتضخم و تغمرها كلها حتى ارتعشت شفتاها .
- ألا تعرف أن القبلة على العين تعني الوداع ؟
- مع أنه كلام فارغ حبيبتي إلا أننا كلانا سنودع ذاتنا القديمة الليلة .
الليلة يا روحي ، همسها بصوت خرج محملا بحنان قلبه و عنفوان رجولته .

ابتعد بصعوبة من يقاوم بعنف و استند على الجدار بجانب التسريحة و هو يشاهدها تمرر يدهآ بلطف تمحو الألوان الموزعة ببراعة على تفاصيل وجهها لتزيدها سحرا على سحرها .
كانت أنفاسه تجاهد لتغادر صدره و هو يراقب تجول القطنة حيث من المفروض أن تتجول شفتاه .
- حبيبتي ، زفر بحرارة و هو ينحني ليحتوي وجهها بين كفيه ، ينهل من فتنة وجهها الذي تحرر أخيرا من قناعه .
- أريدك أن تعرفي أني أحبك كما أنت دون أية إضافات .
- لم يعجبك المكياج ، سألته بخيبة .
- ليست المسألة أنه لم يعجبني
بالعكس بدوت جميلة جدا يا روحي و شعرت بك بعيدة جدا عن متناولي .
- و الآن ؟ همست بدلال جُنّت له نبضات قلبه .
- الآن ، ستكونين أقرب إلي من نفسي .
- اخرج قليلا حبيبي ، قالت و هي تشير إليه بيد و تزيل أحمر الشفاه باليد الأخرى ، اتركني على راحتي قليلا

.
..
...

بعد قليل ، طرق الباب و دخل ليصدم و يتوقف فورا عن التقدم و هو يراها مستندة بظهرها على قائمة السرير ، ترتدي منامة قطنية و تقرأ كتابا .
هز رأسه مرتين و الخيبة تسدل ستارا قاتما على ملامحه و نفسيته .
- حياتي أرجوك ، لا تقولي تلك الكلمة عدوة كل الرجال : لا تخبريني الآن بأن لديك عذر شرعي .
- كلا للأسف .
- للأسف ؟!!
- ليس لدي عذر شرعي لكن لدي عذر نفسي .
- خائفة يا روحي ؟ تمتم بدفء و هو يجلس بجانبها ، يتكئ على ذراعه قريبا جدا منها .
- أنا لست ، أقصد لم أقصد ،

تشتت ما تبقى من تركيزها و عيناها تتابعان أصابعه بينما يفتح الزر الأول من قميصه ثم الزر الثاني ثم …
ابتعدت بنظرها عن قميصه و ما ظهر من صدره لتحدق في وجهه بنظرة متهمة :
- أنا لم أقصد إطلاقا ما فكرت فيه ، لا أفهم كيف أنتم الرجال تفكيركم دائما لا يغادر تلك المنطقة
- مبتلون ، تمتم بتسلية و أصابعه تواصل مهمتها بثبات ، اسألي الله المعافاة .
- لم تسألني عن عذري .
- قولي يا روحي ، طالبها بتسامح الآن و قد زالت أعتى مخاوفه .
- بصراحة بما أنك رجل شكاك أخاف أن أتصرف معك على طبيعتي فأجد نفسي مذبوحة في الصباح .
- ماذا تقترحين إذن ؟
- أن نعيش مع بعضنا قليلا هكذا .
- هكذا ؟ كرر الكلمة بابتسامة واسعة ، و ما المشكلة ؟ حقك حياتي .
- لا تمانع ؟
- أبدا حبيبتي ، قال و هو يقف و يرفعها معه ، أنا فقط مدين لك بالرقصة التي وعدتك بها .

.
..
...

بعد قليل كانا قد انتهيا من رقصتهما الأولى ، رفع خده عن خدها و هو يسألها بدفء :
- أنت بارعة ، من علمك الرقص ؟
- جدي ، تمتمت دون أن ترفع جفنيها .
- جدك ؟ !!
- كان يرقص بشكل ممتاز ، ابتسمت قليلا للذكرى قبل أن تسأله بشك ، و أنت ؟
- أنا ماذا ؟
- مع من تعلمت الرقص ؟
- دعينا نقل مع جدتي .

غرست كعبها العالي في حذائه بقوة و هي تنظر في عمق حدقتيه .
- كل هذا حقد ؟
- سمه ما شئت و الآن استعد لرقصة أخرى .

أعاد خده لمكانه فوق خدها متنهدا باستسلام تاركا لخطواته المرنة و أذنه الموسيقية مهمة قيادة جسده ليتحرك مع النغمات الهادئة بينما ذهنه يفكر في ليلته الراقصة .
بعد ثلاث رقصات أخرى ، قبلها بدفء حارق على خدها و هو يتمتم بصوت أجش :
- حياتي أرجوك ارحميني .

و في مفاجأة من مفاجآتها التي لا تنتهي ، رفعت عينيها الحائرتين إليه ثم خفضتهما بخجل .

…………………....


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس