عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-19, 09:00 PM   #253

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر

شحبت رملة لرؤية الشرطة وارتعبت لرؤية المدعو خضر.
بينما كرم هب واقفا يحجب حواء عن أنظار خضر والشرطة ورفع الغطاء يغطيها به.
"نحن اسفون لدخلونا بهذه الطريقة ودون انذار لكن نريد افادة المدعوة حواء".
تكلم الرائد من بينهم
"ولما؟!"
اجاب كرم و رملة معا
اما حواء فقد غلف الخالق لها قلبها بغلاف اصلب من الحجر واشد من الحديد وهي تنظر إلى خضر بطرف عينها تشاهد وتسمع ما يجري بقلب لا حياة فيه.
"لقد قدم النقيب خضر شكوى ان ابنة عمه حواء نبيل تعرضت لمحاولة قتل من قبل السيدة ليلى عبد الاعلى
غير تعرضه للاعتداء من قبل المدعوان كاظم وكميل
و الشاهد النقيب خضر والدليل معاينة المدعوة حواء
لكن لا داعي فما نراه جليا واضحا كالوضح الشمس
لذا سيقرر القاضي مدة حكمها على ارتكاب جريمة قتل بائت بالفشل قد لا تقل عن خمسة عشر سنة سجناً"
رد الرائد عليهم بعجرفة واشمئزاز.
شهقت رملة لاطمه فمها بينما يبتسم خضر بانتصار
اما كرم كاد يفقد عقله.
لولا صوتا قويا نفذ كالعاصفة
"المخبر الاول عن الجريمة هو مرتكب الجريمة
عم الصمت وارتفعت الاعناق
والنقيب هو من تعدى على منزلنا واتهمني بانني زوجته رغم اني متزوجة هيا فليظهر صدق ما ادعاه اولاً
وثانيا ليس هناك محاولة قتل غير اني سقطت من على السلالم وجميع افراد عائلتي شهود على ذلك والتقرير الطبي يؤكد ذلك بأني في حالة صحية سيئة وتعرضت لوعكة اثناء نزولي من السلالم فسقطت.
اما اثار الاعتداء عليه.
ماذا تظن أيها الرائد بمن اعتدى على حرمة منزلك وعلى عرضك؟ وفوق ذلك يحاول القتل! هل تقف متكتف اليدين لتتفرج عليه؟؟.
فنحن مجتمع عشائر يسوده القانون ولقد اعتدى هذا الرجل على حرمة منزلنا
وعليه ان يواجه عقابه.
وماذا ترى غير ذلك حضرت النقيب؟.
قالت الاخيرة باستهزاء...
انا ابطل تلك الدعوى
وان لم يتراجع المدعو خضر عن دعوته الباطلة
سأقدم شكوى بمحاولته قتلي وكلمتي ضد كلمته".
"وهل تتهمين النقيب يا امرأة؟؟"
"ولما لا!، هل هو منزه عن ارتكاب المخالفات؟ وليكن في علمكم ان صاحب الشرطة ان اتهم تكون عقوبته مضاعفة والقانون يسري على الجميع.
وهناك دعوى اخرى سأرفعها ضده
وهي... سكتت وابعدت وجهها ثم واصلت
واملك دليلا عليه وهو ادرى به".
"حسنا اذن لقد أغلقت القضية ايها النقيب الا اذا كان لديك كلام آخر ومستعد لمواجهة الدعوى التي سترفع ضدك
مع دعوى ابلاغ كاذب قدمته للشرطة.
فهذا يعتبر تشويش نظام الامن"
رفع احد الشرطة لا سلكيه يخبر الباقين بالانسحاب من منزل عبد الزهرة وأقفال القضية وترك المتهمة ليلى.
اعتصر خضر قبضته حتى ابيضت انامله وجز على اسنانه حتى ادمى شفتيه
قائلا من بين فكيه المطبقين
"حسنا لكني اريد اتكلم مع حواء"
فصاح كرم
"مع السيدة حواء لو سمحت"
اراد خضر ان يلكم كرم فامسكه الشرطي الذي بجانبه
"وقال الاخر غير مسموح لك بذلك ايها النقيب هذا ينقص من قدرك والآن انت متهم ومعتدي امامنا ولست محل ثقة"
فجاءهم صوت حواء من خلفهم
"أريد التحدث معه بحضور زوجي"
تصلب كرم في بداية ثم اراح كتفه والتفت إلى حواء ينظر لعينيها فأومأت له بابتسامة شاحبة فأشار للجميع بالانصراف قائلا بأنه هو من سيتحمل المسؤولية ان حدث شيء
ما ان خرج الجميع حتى قبضت حواء على كف كرم تعتصره بيدها وتتمسك به كالغريق وبينما كرم وخضر يرمقانها بغرابة قاطع الأخير الصمت قائلا:
"اين ذهب حبكِ؟"
"لقد وأدت عليه"
ردت عليه بصوت ابرد من الصقيع
"لما تزوجتِ؟"
"لا يخصك،
خضر اسمع أنا لا أكن لك أي نوع من المشاعر، ولقد نسيت كل ما كان، وأنت ميت بالنسبة لي فافعل أنت نفس الشيء.
اخبرني بأي صفة تجرأت واقتحمت حياتي لتخرب على عائلتي صفو حياتها؟
اين كنت عندما كنت بين يديك؟
ماذا حدث هل لفظك الجميع فلم تجد سواي
ومشاعرك هذه! ألم تظهر حتى تسربت من بين يديك؟
لم تكن زوجي، وانت من ذبح صلة الدم التي بقيت بيننا.
هل كنت واثقا كثيرا من نفسك عندما جئت تدعي انك زوجي وانا متزوجة انت تعلم ان ما تدعيه باطلا ان كان زوجي قد دخل بي.
اما انك ما زلت على ظنك اني مدنسة؟
ضحكت حتى اختنقت وكرم يسمع بأذنين مدهوشتان وبعقل لا يستوعب ما يصل إليه…
واردفت بعد ان هدأت بجمود
ماذا حدث وتغير؟ وبدأتَ ترغب بامرأة مدنسة!
اي ثقة هذه التي تملكها اني سألقي بنفسي عند قدميك بإشارة منك؟
لقد نفدت منك كل الفرص.
لقد نفدت انا من انا.
انا التي الآن تختلف عن التي في ذلك الوقت.
لن تجدها وان طويت الارض بحثاً عنها.
خضر انت لم تعد بالنسبة لي شيء
ولم اعد انا حواء.
انا زوجة كرم فحسب.
هم بالكلام فصاحت…
صه!! ان كنت تطمع بمغفرتي
اخرج من هذا الباب الآن وقد اغفر لك"
تهدج صوتها في الاخير
وقف خضر امامها صاغراً مذهولاً متعجباً مصدوماً يشعر بأنه انفصل جسده عن روحه ولا رجعة في الانفصال.
وانصرف تحت انظار كرم الذي لم ينتبه الى كتم انفاسه من فرط ذهوله.
ما ان خرج خضر حتى القت حواء بنفسها على صدر كرم تشكو إليه ظلمها لنفسها ولعائلتها وله ولخضر وحتى لرملة التي كانت سبب في فقد ولدها.
بقى كرم متصلب لثواني وبعدها رفع يده يربت على كتفها ويمسح على ظهرها.
بينما يجر شهيقا وزفيرا بعمق يحاول تبردت جوفه.
ورملة واقفة عند مدخل الباب تبكي بصمت
بعد مدة هدأت حواء وابعدت رأسها فامسك كرم وجهها يرفعه نحوه ينظر لعينيها اللتان قد دميتا من البكاء
فقالت بصوت مرتعش:
"خضر!... خضر كان نقيباً في الشرطة قبل ان ينتقل إلى روسيا ويبدو انه استخدم صلته، اسفة لما اقحمتك فيه"
فرد وقد ابتلع صدمته
"أشش!! لنذهب الى منزلنا إلى غرفتنا لترتاحي وبعدها نتكلم ونتفاهم"
اومأت له بالموافقة
فمد ذراعيه تحت ابطها يحملها إلى صدرها
وتقدمتها رملة نحو السيارة لتستلم القيادة بينما كرم وحواء ركبا في الخلف يسند رأسها على حجره عائدين إلى المنزل.
...........

"ما الذي تقولينه يا جدوى!!"
صرخ بينما يقلب الطاولة ويرمي كل ما تصله يداه
"اقسم لك يا ابي انا لا اكذب ولا افتري ان لم تصدقني فأتصل ببلقيس
قالت انها خائفة على خضر فلقد سافر الى العراق متجها إلى حواء ينوي لعائلة زوجها على شر... تخاف عليه وعلى حواء من تلك العائلة"
ردت جدوى بصوت حاد مرتفع تحاول إفهام والدها فأشاحت بوجهها نحو خولة
"ألم تسمعي معي كلام بلقيس الم تقل ذلك؟"
ردت خولة بسرعة وهي تهز رأسها بجنون
"أجل... أجل قالت ذلك يا ابي نقسم لك"
بينما رقية جاثية على الأرض تولول وتضرب على فخذها وتارة على صدرها وتنادي من بين نحيبها
"ذهبت مني فتاتي... خسرت ابنتي يا رب احمي ابنتي... احمي قرة عيني... يا رب احفظها.
واستر عليها
يا ارحم الراحمين".
"لما لم تمنعه لما لم تتصل بي؟؟، متى سافر؟"
صاح باستنكار وحنق بينما يركل الباب بقدمه بركلات متتالية وبعنف يحاول ان يفرغ غضبه
"قالت البارحة"
أجابت جدوى بصوت عالي مهزوز تكاد تبلل نفسها من شدة الخوف
التفت الى رقية صارخا
"لا تولولي يا امرأة... لقد صدعت لي رأسي وقبضتي لي صدري.
حلت عليك اللعنة يا خضر!
حلت عليك كل المصائب ان شاء الله!!
تستحق كل شتائم!!!
صرخ وهو يركل الكرسي امامه
هيا حضروا أنفسكم لنرجع
وحساب خضر عسير، هذا ان استطعنا اللحاق به ومنعه
على ان يقلب بيت حواء على رأسها.
جدوى اتصلي ببلقيس او لا.
انا من سيتصل بموسى و اخبره
ولأرى من سيمنعني عن حساب خضر".
ومشى وقد خلف حوله دمارا شاملا ووجوهاً باكية ونفوساً جريحة.


في المنزل

دخلت رملة تفتح الباب لكرم الذي يحمل حواء غافية على صدره بعد ان ركنت السيارة.
استقبلتهم زينب تجري نحو رملة
تقول بارتباك
"امي!!
عمتي ليلى ليست بخير
لقد عالجتها لكن مازال ضغطها مرتفع بسبب ما جرى
اذهبي إليها وخففي عنها فجيعتها اخشى ان تفقد عقلها بعد الذي حصل".
بينما تسترق النظر نحو كرم
الذي سمع الكلام ومشى بهدوء ينافي ما يعتريه نحو غرفته.
أوقفه همس حواء
"خذني إلى والدتك كرم!.
خذني إلى العمة ليلى!"
اعتلت الصدمة تقاسيم وجهه فاردف بجمود
"لستِ بحال جيدة الان فيما بعد"
"انا اصر على أن تأخذني اليها والا
انزلني انا اذهب بنفسي"
ردت بحزم ضعيف
فاتجه بها نحو غرفة ليلى على مضض
وهو يحدث نفسه
"لست مستعدا لمواجهة امي اريد وضع كل شيء خلفي الان واريح بدني"
واتبعه الجميع بعد ان اجتمعوا اثناء ذلك
دلف الغرفة بخطوات واثقة وملامح جامدة
على صدره حواء
ما ان وقع نظرها على ليلى الجالسة على سريرها مشعثه الشعر، ومزرقة الجبين ومحمرة الخدين
حتى القت بنفسها من حضن كرم على الارض.
استدارت ليلى بضعف تنظر نحو كرم واخذت تجهش بالبكاء كالأطفال وهدى ورباب متعلقتان بأطرافها تبكيان معها.
وهي تمتم
"انا! اسفة.
يا بني لا تغضب مني لا تحزن ،بني لقد تلقيت جزائي!!
لقد سحبتني الشرطة!.
لقد خرج صوتي!!.
لقد شاهدني جميع الناس، لقد وصمت بالعار.
لقد لقبت بالمجرمة!!
القاتلة!!.
اخذتها حواء في احضانها تشاركها البكاء رغم ضعفها بينما كرم تجمد مكانه وقد هدمت المصائب قوته.
وهي تهمس لها
"يكفي حبيبتي
يكفي عزيزتي
لا تعتذري
لم تقصدي فعل ذلك
انا اسامحك
ومن هو كرم حتى يغضب منك ولا يسامحك لا حق له
انت والدته.
حتى وان قتلتني
ليس من حق أحد لومك انا استحق ذلك.
لا يعرفون قيمتك الا اذا فقدوك لا سامح الله
فلا تفعلي ذلك بنفسك وتحرميهم منك
لا تفجعيهم بك..."
استقام كاظم بينما يعتصر قبضة الباب بكفيه
ويحدث نفسه
"لم ارى انقى روحا منك حفظك الله لأخي اسف لما بدر مني".
فجرت دموعه على اثر كلامها...
بينما اهتز بدن كميل ودموعه تصب مدرارا يغسله به مرارة قلبه وحزن صدره وتزرع فيه فرحا املا لنجاة والدته من مصابها وسعادة لما رزق به اخيه ونورا له يرى من خلاله ان ضل الطريق واختاً لم تلدها امه...
اما زينب فسقطت على ركبتها على الارض وهي تستمع لحواء
تبكي وتهمس لنفسها
"يا الله اين انا منها فحبيبي كرم لا يستحق سوى فتاة مثلها..."
"انا اسفة لما اوصلتك له.
انا اسفة فانا حولتك لما انت عليه الآن.
انا اسفة انا من فعل بكم هذا.
بسببي انا وصل حالكم لما وصل.
انظري... انظري إلي... تردد بينما تكفكف دموع ليلى بكفيها
انا المذنبة لست انتِ!
لا تلومي نفسكِ
هيا اخرجي من هذه الحالة وانهضي اضربيني كفا اسحبي شعري، الكميني، اشتميني، انا استحق ذلك ولن اعترض
افعل شيء
هل سترضين ان قبلت يديكِ قدميك؟"
ثم نهضت بصعوبة تترنح من شدة الألم والتعب وتقول من بين شهقاتها
"اجل بطبع افضل حلا وانسب شيء
أن أخرج من المنزل تعرفي.
كان علي ان أخرج منذ أول يوم من منزل لا... لا لم يكن علي ان أدخل.
ليتني بقيت طفلة.
لا بل ليتني لم تلدني امي"
لما يرى كرم نفسه الا وهو يحتضنها بكل قوته يخفيها بين حنايا صدره
وهو يتجرع مرارة دموعه
ويقول بلسان حاله
"ليت يدي وصلت إليك قبل ان تصلك يد غيري ليتني احتويتك وأخفيتك بين ضلوعي فلم تري احداً ولم تعرفي بشراً ولم تألفي سواي.
وعلا بكاء الجميع على اثر كلام حواء وحال ليلى
فدنى صالح نحو بناته يحتضنهما ويخفف عنهم مصاب والدتهما
وهو يشكر الله الذي رد القضاء
واكرمهم.
فهمست رملة من بين دموعها
"انصرف بزوجتك يا بني وحفظكما الله لنا وابعد عنكما كل شر وحماكما من كل سوء"
أومأ كرم برأسه بإيجاب وانصرف وهو يحشر رأس حواء بين رقبته وكتفه يضغط بيده على رأسها يكتم شهقاتها التي تحرق روحه.
دلف الى غرفته ووضع حواء التي استكانت على صدره بهدوء على السرير بينما يتسلل اليه الانزعاج لأبعادها عن صدره وافتقاده دفئها فسحب يده من تحتها فأنت انينا افجع قلبه.
يحدث نفسه بانكسار
"ليتني اخلصك من انينك وتخلصيني من أنيني.
ليتني اوشمك بملكيتي فتأخذيني للراحة.
لكن هيهات فأنتِ ستؤدين بي الى التهلكة.
انت لست سوى جحيم كتب لي وهلاك ابتليت به".
ومشى مبتعدا
لتناديه حواء بوهن
"كرم سامحني
كرم هل لك ان تسامحني؟
كرم ان كنت ستسامحني فأثبت ذلك بعتقي منك
وجعلي اخرج"
وقف مكانه دون ان يستدير يجيبها بصوت لا جدال فيه بينما يخلع قميصه الكحلي ليرميه على الاريكة
"ان اردتِ مغفرتي فتخلي عن طلب الانفصال والابتعاد"
"لكن!!"
صاحت باعتراض
استدار نحوها عاريا ببنطلونه فقط يمرر اصابعه في شعره.
"دون لكن، اخلدي إلى النوم الآن فأنت لا طاقة لك بالتنفس حتى فلا تضغطي على نفسك وتؤدي بها إلى التهلكة"
"ألم تقل اننا سنتكلم في غرفتنا ماذا تغير اذن"
هتفت بوهن وعجز
"أشش، أجلي الكلام فيما بعد
ولقد قلت بعد ان نرتاح ولم نوفق للراحة بعد
لذا انسي كل شيء وركزي على استعادة صحتك ولكل حادث حديث".
...................
بعد يومين

جالسة بضعف قد انهكاها في محرابها
تناجي ربها في الخفاء تحت ستار الظلام غافلة عن الذي يترقبها متى تقوم من رقدتها لمحرابها تناجي رب السموات والارض ليسترق السمع إليها ويبلل لحيته بدموع خشيته من الله هو الاخر.

(اللهم فها انا ذا قد جئتك مطيعا لأمرك فيما امرت به من الدعاء،
متنجزا وعدك فيما وعدت به من الاجابة إذ تقول ادعوني استجب لكم، فالقني بمغفرتك كما لقيتك بأقراري
وارفعني عن مصارع الذنوب كما وضعت لك نفسي
واسترني بسترك كما تأنيتني عن الانتقام مني)

وخرت ساجدة تجهش بالبكاء إلى أن غلبها النوم من التعب فتغلفه السكينة الباطنية.
تململت في نومتها على اثر رنين هاتف متواصل
فرفعت رأسها بصعوبة من على الارض تتفقد ما حولها
متمتمة.
"آه، لقد غفوت مرة اخرى في السجود وسرقني النوم".
نهضت بتكاسل تمشط المكان بعينيها ولا وجود لكرم في الغرفة عاد الرنين من جديد فخطت نحوه وهي تقول:
"هذا رنين هاتفي! هل انا اتوهم؟"
أسرعت نحوه مهرولة
لا تصدق متمتمة
"ما الذي يفعله بجانب وسادة كرم؟؟"
رفعته بعد ان رأت ان اسم خولة يومض
اجابت بلهفة وشوق حارقين اثناء خروج كرم من الحمام ينشف نفسه بالمنشفة.
"الو، حبيبتي...
"هل هذا رقم حواء نبيل؟"
"نعم، من معي"
اجابت بتوجس
"انا اكلمك من المشفى(...) لقد لقى عائلتك حتفهم في انفجار ارهابي حدث في بغداد مساء أمس والناجي الوحيد فتاة بين الحياة والموت تدعى خولة حاليا في الانعاش بصعوبة اخذنا منها معلومات".
التفتت حواء للخلف نحو كرم الواقف وراءها
"ما الذي اسمعه لقوا حتفهم يعني ماتوا!!...
ما الذي يقوله هذا الرجل؟...."
وكرم واقفا متحجرا كتمثال حجري لا حياة فيه
سوى ضخ قلبه بعنف
وعادت توجه الكلام للمتصل
"هييي!!، انت هل تمزح معي!
هل فقدت عقلك؟"
وبدأ صوتها يعلو بهستيرية
"اسف ابلغكم احر تعازينا".
كادت تسقط الهاتف فمسكه كرم بسرعة ووضعه على اذنه
"اجل لم يحالفهم الحظ في الانفجار ولقد لقوا حتفهم ما عدا فتاة مراهقة.
نرجو ان تاتوا للمستشفى(...)".
انحنت حواء على بطنها تعتصرها
جاحظة العينين.
وقعت على ركبتيها واخذت تتقي دما
وهي تصرخ بجنون
"ماتوا!!....
كذب.....
ماتوا!!....
خولة......
واغمي عليها غارقة وسط دمائها.
.....................



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 05:04 AM
فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس