عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-19, 09:06 PM   #289

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر

وقف كرم مكانه شاحب اللون كمن خطفه الموت، أبعد الهاتف عن اذنه وهو ينظر إلى حواء بعيون غادرتها الحياة وهي تتقيأ دماً، سقط الهاتف من يده مرتطماً بالأرض مع ارتطام رأسها، ففزع شاهقا كشهقة المحتضر بينما يصرخ صريخ حيوان جريح
"ر... رملة... رملة!!!!"
وهو لا يعرف ماذا يفعل حائراً كحيرة طفل صغير ينظر إلى امه تحتضر امامه، ركض متجهاً لخزانة ثيابه يلتقط قميصا يلبسه دون وعي بينما يواصل صراخه باسم
"رملة!!"
لكن لن يصل الصوت إلى الاسفل مهما رفعه وصرخ.
فتمالك نفسه واخذ هاتفه واتصل فوراً بكاظم لعله يلحق به قبل ان يخرج لعمله.
يرن الهاتف بينما كرم يسلط نظره على حواء حتى أتاه صوت أخيه متسائلا
"نعم، كر....."
ليصرخ
"الحقني كاظم!!، ادركني يا اخي!!...
لم يعطي مجال لكاظم لينطق وهو يواصل
ستموت حواء امام ناظري!!"
لتفلت منه شهقة بكاء مريرة، انتفض على اثرها جسده.
صرخ كاظم مستنكراً
"ماذا!!!"
جذب أنظار من حوله وهو يصرخ راكضا نحو الأعلى، فركضت رملة خلفه ملقية اللقمة من يدها على اثر صراخه الفزع، وقلبها ينبئها بوقوع فاجعة، بينما تصلب الجميع مكانهم صامتين كمن على رأسه الطير.
دفع كاظم الباب بعنف لينفتح على مصراعيه، توقف وكاد ان يفقد عقله لما يرى... حواء ممددة على الأرض وسط دماء وكرم جاثاً على الأرض عندها يرتعش كطير مذبوح يلتقط أنفاسه.
أجفل على صرخة رملة التي تجاوزته نحوهما وهي تصيح
"حواء!! يا رب رحمتك ماذا يجري؟!
كرم!!!! ماذا جرى؟؟
حواء بنيتي
كاظم أدرك أخاك"
هرع كاظم إلى حواء يحملها بين يديه راكضا بها نحو المشفى وقد تكفل عقله الباطني بالعمل الصحيح يوجهه لما عليه فعله وهو يهتف برملة
"انظري لحال ولدك وانا اتكفل بزوجته"
تقدمت رملة لكرم الذي يحتضر هو الاخر في مكانه ويهمس للهواء امامه
"حواء!! هل ستموت ام ماتت؟؟
هل سأفقدها بعد ان ظفرت بها"
صرخ بانين موجع وهو يلطم صدره ويضرب رأسه
"اللهي!!!
رحمتك بي
اللهي
حواء!!!
كل شيء الا حواء
لا تعاقبني بها!!
لا تعاقبني بها جزاء بما فعلته بها!!
لا تجعلني اخسرها لما جنته يداي!!
اللهي خذي انا بدلًا منها
اللهي حواء هي
صغيرتي
طفلتي
روحي
قلبي
انفاسي
هي الانا أنا"
وسقط الارض مجهشا بالبكاء كالثكلى
"اعدها الي وسأفعل كل شيء
لن أوذيها اقسم لك.
سأعوضها عما فعلت.
سأتجاوز عن كل شيء.
اخطأت يا رب بحقها، تبت إليك فسامحني.
لم تفعل شيء لكني عميت عن رؤيتها.
أخذتني العزة بالإثم.
غرني كبريائي.
وخدعني غروري.
اللهي انت ارحم الراحمين فلا تحرمني منها لجهلي وتقصيري.
أرجعها إلي ولن اكلمها بكلمة سأعطيها كل ما املك
مستعدا الان خذ روحي ثمنا لها فلا املك أغلى منها
خذ أنفاسي ثمنا لأنفاسها.
أفعل بي ما تشاء الا هي.
اغفر لي ما اجهله وقد كنت اجهلها
إلهي أقسم لك... ما أذنبته في حقها كان بجهالة
لا اريد تبرري ما اجرمت بحقها لكنه بجهل مني.
اللهي ما فعلته بها يعود علي ضعفين من العذاب والألم
لم اكسرها الا وكسرت قلبي.
لم اجرحها الا وجرحت نفسي.
لم ابكيها الا وابكيت روحي.
اللهي دمي مقابل دمها.
ارحمني لأجلها وارحمها لأجلي.
انا تافه بما ارتكبه بحقها!!!.
انا اتنازل عن كل شيء حملته لها وقلدتها به
زيجاتها وقد غفرتها لها.
انا... انا من سيعطي لها كل ما املك من مال
مستشفى، منزل، سيارة، xxx شركة... كل شيء
كانت زوجة خضر او احد اخر لا يهم
لم تفعل حرام بالنتيجة.
تزوجت محمد وقد غفرته لها من اول دمعة من عينها.
خدعت محمد انا اسامحها بل سامحتها من اول نظرة منها.
لم تفعل شيء انا من فعلت لم تظلم انا من ظلمتها.
لم تسرق، انا من سرقت ضحكتها.
اللهي أنا غبي، كان علي منذ البداية ان افعل واقول كل هذا لها، كيف طاوعتني نفسي لما ارتكبته بحقها.
كيف، كيف يفعل احداً بنفسه كما فعلته انا بنفسي.
اعدها علي ربي برحمتك!!!".
هوت رملة على الأرض لم تعد قدمها تحملها لما سمعت وتسمع
"كرم!!!!، بماذا تهذي كرم!!
ما الذي تقوله؟"
صرخت به
رفع إليها وجها شاحبا غادرته الدماء، أنفاسه تغور أكثر وأعمق، فنظر إليها نظرة انكسار مريرة
وهو يتمتم بشفتين مرتعشتين
"رملة... انفاسي ستغادرني.
روحي ستفارقني.
رملة اريد حواء.
اريد زوجتي وامرأتي وفتاتي وابنتي وطفلتي وصغيرتي
لقد اخطأت بحق نفسي قبل حقها.
هل رأيتِ احدا يعذب نفسه من قبل؟
هل شاهدتِ احداً يلوم ويعاقب نفسه؟
سأجن ان حدث لها شيء!
رملة انا خائف".
"ماذا جرى يا مجنون!!!"
صرخت بانفعال وارتباك
"مات اهلها ماتت عائلتها
ماتوا يا رملة!!
وستلحق بهم وتتركني
رملة سأموت انا ان ماتت!!!!!"
..............
نزل كاظم السلالم بحواء متجاوزا باقي افراد العائلة المجتمعين هناك بعد وعيهم من صدمتهم وما إن وقع بصر زينب على حواء حتى اسرعت أمام كاظم تسبقه ليهرع كميل نحو شقيقه كرم بقلب هلوع.
هوت رملة على الأرض جوار كرم تهمس بصدمة غرست معالمها عبر سيول الدموع المتدفقة من عينيها الجاحظتين
"ماذا!!! ماتوا"
دخل كميل في نفس اللحظة يهتف بجزع
"من الذي مات؟؟!"
ادار كرم رأسه نحو اخيه الواقف امام مدخل الغرفة فاسبل دموعه واخذ يبكي بهستيرية وهو يردد
"ماتوا عائلة حواء
ماتوا..."
لطم كميل على رأسه ما ان نطق كرم جملته
"يا لفاجعتكِ يا حواء!
يا لرزيتكِ!! يا لمصيبتك يا عزيزتي!!
وماذا حدث لها، اقسم لو انها ماتت الان لن استغرب"
"اخرس!!! يا كميل لا تقل ماتت... لا تقل تموت... ولأن ماتت سأموت انا!"
صرخ به كرم ونحيبه يقطع نياط القلب
تجمد كميل مكانه كشجرة اليابسة ينظر لحال اخيه الغريب لو قال له احداً من قبل انه سيرى كرم يحتضر لما صدقه قط.
انتشله همس رملة من صدمته
"كميل انظر لأخيك وساعده"
نظر كميل إلى كرم مجاهدا دموعه ليحبسها خلف أسوار سجنها، فرؤية شقيقه على هذا الحال يشق قلبه ألما، ويحرق عينيه وتشب المرارة في حلقه.
انحنى كميل على كرم وهو يبكي ويقول:
"تماسك يا سندي وانهض لنذهب إلى زوجتك ستكون بخير هيا انهض وكن بجانبها فهي تحتاجك
انا متأكد انها لن تستطيع الموت الان وتركك
انها رقيقة الروح وحنونة كيف تترك المتيم بقلبها والرحيل
أنهض وكن قويا لتستند عليك
تماسك نفسك امام عائلتك... واصل... وهو يضحك من بين دموعه المتجمدة لعله يهدئ من حالة كرم...
الا سيكتشف الجميع حقيقة رقتك، ولن يصدقوا ادعائك للصلابة مجددا، ستكون صدمة لهم خصوصا رباب ان رأتك تبكي كطفل اضاع امه"
...............................
في المستشفى

"حضرت الدكتور تم تجهيز غرفة العمليات والفريق الطبي ينتظرك عندها"
"احسنت وشكرا"
رد كاظم على الممرض ومشى مسرعا وهو يكمم فمه ويشد رأسه
"كاظم، يا كاظم ما الذي حدث لحواء؟"
صاحت زينب خلفه بقلق وخوف
"فيما بعد، فيما بعد يا زينب"
اجاب بعلمية واقتضاب
اسرع وهو يقول
"يا رب لطفك بنا"
دخل الغرفة وبقت زينب واقفة امام الباب تنتظرهما أو بالأدق تنتظره...
بعد عدة ساعات
انفتح الباب وخرج كاظم
استقبلته زينب بجنون هاتفة:
"كنت سأموت وانا انتظرك ماذا حدث معك ما الذي بها؟؟!"
نظر اليها بلهفة وألم واشتياق مشوب بانكسار
أسبل اهدابه وهو يردد
"كادت تموت بين يدي
لديها تليف بالكبد والحالة القرحة متأزمة لدرجة مخيفة
احتجنا لنقل الدم لها لما فقدته
ووجدانه هو الاخر بصعوبة لزمرة دمها (o)سالب
فرصيدنا في بنك الدم لا يحتوي عليه"
"والآن كيف حالها"
سألت بقلق وكرم ينضم إليهما بحالة مريعة مع رملة وكميل
"حالتها انها دخلت في غيبوبة لا اعلم متى ستفيق منها"
انفجرت دموع كرم ما ان سمع جملة كاظم وهوى على الارض
صاحت رملة بذعر
"كيف حال حواء ما الذي جرى لها؟"
التفت كاظم برعب نحو اخيه قائلا:
"لن اسألكم ماذا حدث وما الذي جرى ساترك السؤال فيما بعد"
انحنى كميل عليه يرفعه مسندا إياه، قلبه ينتفض لحال اخيه وزوجته.
فاخذ كرم يهمس من بين دموعه بصعوبة
"اريد رؤيتها كاظم ارجوك اتوسل اليك!"
"لا تستطيع يا كرم وانت اعرف بذلك
انها الآن تحت عناية مشددة، دعها إلى الغد تحت المراقبة ولأرى كيف سيصبح حالها .
ان شاء الله تتحسن وتكون بأفضل حال"
اجابه بنبرة عملية وارتفع اذان الظهر في الاثناء
فصاحت رملة بمرارة وهي تعدل شالها بصورة وهمية
"هيا يا كرم لنلجأ إلى رب العالمين ربك وربها وهو ارحم بها منك و مني"
انتبه كاظم سريعا إلى كرم كاد ان يسقط على الارض تلقاه بكتفه، فزع الجميع وامسكه كميل يربت على وجهه بينما رملة تلهج باسم الله، هرعت زينب شاحبة الوجه تحضر الاسعافات الاولية قائلة:
"انا متأكدة من هبوط ضغطه"
……………
بعد انقضاء الصلاة
كرم جالس على سجادته في حال السجود
يبكي بنحيب ويهمس
"ربي ارحمني
ربي رد لي زوجتي"
بعد ان هدأ من نحبيه.
سمع ضجيج بكاء لأناس يبكون عزيزا مات بحادث ارهابي.
ومض في عقله اسم خولة وتذكر الحديث والمستشفى فاستغفر الله
وهب من مكانه كمن لسعه صحيف ساخن.
ونادى بجزع
كميل ورملة لنذهب إلى مستشفى (...) أخت حواء هناك لابد من الذهاب خلفها ونعرف اكثر عن الحادث"
"ما الذي تقوله؟"
ليس وقت السؤال الآن، كاظم اتوسل إليك اعتني بها واتنبه عليها انها في رقبتك إلى ان اعود، هيا يا كميل اسرع!، رملة ما بكِ؟
الفتاة في انتظارنا اخشى ان يفعلوا بها ما لا اعرفه ولا اتوقعه".
ركض امامهم فلحقوا به بعد ان تداركوا انفسهم
……….
ممددة على السرير فاتحة عينيها على وسعهما تمطر دموعاً مالحة مغلفة بمرارة المصيبة والفقد واليتم
تردد بشفتين شاحبتين مرتعشتين
"حواء، ح... حواء، حواء تعالي إلي"
وهي تلف الغرفة بعينيها تنظر حيناً إلى محلول المتصل بيدها وتارة الى قدمها المجبسة ومرة نحو يدها المكسورة وتشعر بضلوعها المرضوضة داخل احشائها.
دخل الطبيب عليها
فلم تشعر به وهو واقف عند رأسها.
"انسة خولة!"
صرخت فزعة
"حبيبتي اهدئي...
لقد جاء شخص يدعي انه عائلتك يدعى كرم يقول انه زوج اختك حواء
أتعرفيه أليس كذلك انه ومن معه ينتظرون الاذن بالدخول"
اومأت بأهدابها وهي تغمغم
"أ حواء معه لما تأخرتِ؟"
واخذت تنحب
دخل كرم الغرفة مسرعا كالإعصار صدمه حالها فتوقف متحجرا مكانه فتقدمته رملة ودموعها تسبقها نحو خولة
ادارت خولة طرف عينها نحو الباب فسقط بصرها على كرم مشعث الشعر شاحب اللون محمر العينين مجعد الثياب.
فهمست وهي ترفع ذراعها السليمة بصعوبة
"أخي كرم لقد تأخرت
انا خائفة... انا اتألم، حواء اين هي؟"
اجهش كميل بالبكاء الواقف امام المدخل فلم يعد يتمالك نفسه واخذ صوته يعلو خلف كرم
تقدمت رملة وامسكت بيدها
قائلة:
"حواء تنتظرك في المنزل
ألا تعرفين حواء تخاف من منظر الدماء! وبقت لتحضر لكِ وجبتكِ المفضلة"
علا بكاء خولة ليتحول إلى نحيب
تُتمتم
"من انتِ؟!، كيف لها ان لا تأتي؟؟"
ارتبكت رملة وتنحت جانبا مطاطة رأسها حزنا.
واعادت خولة بصرها نحو كرم وهي خائفة مرتبكة...
ك... كرم لقد ماتت امي!!
ماتت جدوى على صدري
ما... مات والدي امام عيني
اخي انا اشعر اني سأموت
انقذني!!
تعال احملني
خذني إلى حواء...
اخبرها ان ابي يحبها
وامي مشتاقة لها
وجدوى تفتقدها"
سقطت رملة على الارض تضرب بقبضة يدها على صدرها وتبكي على كلمات خولة ومصيبة حواء وحال كرم.
وامور اخرى تدور في عقلها لم تستوعبها.
خطى كرم خطوات كمن يساق للإعدام، وفتح ذراعيه ليحتضنها.
رفعت خولة ضهرها قليلا ودفعت برأسها على صدر كرم واخذت تنوح وتستعبر
بعد مدة توقف عويلها وهدأت احس كرم بثقل رأسها
فأبعدها ليرى انها غفت على صدره
فهمس بصوت مبوح كميل
"قم بالإجراءات لنأخذها لمستشفانا"
……………..
في الغرفة الخاصة في المستشفى
وضع كرم خولة على السرير بعد ان جهز كل شيء واتصل بأمه، هدى ورباب ليأتين ويكونن بجانبها
غطاها ثم انصرف بهدوء اسند جسده إلى الحائط واسلب رموشه واخذت دموعه بالهطول مهما هطلت لا تروي قُحولة روحه.
....................
اجتمعوا حول خولة حتى صالح قدم من اجلها، يحومون حولها مقدمين لها الدعم، كما شجعها كرم مقتربا منها يربت على كتفها بحنو فبدأت بقص ما حدث بين شهقات بكائها الحارق
"لقد عدنا لأجل الحواء...
اصر والدي ان نرجع حتى انه تجاهل الاقامة ليقف بجانب حواء ضد خضر ويمنعه عن اذيتها واذيتكم
عندما وصلنا إلى المطار وركبنا السيارة متوجهين إليكم فجأة رجت الدنيا بدوي كدوي المدافع وانقلبت الى ظلام واستعرت بحريق
والناس تفر من نفسها واخرين يتقلبون واخرين تحت الأنقاض هذا من احرقته وذاك من احتجزته وذا من يلفظ انفاسه وذاك من ينتفض
وانا، انا...
شاهدت امي تموت بجانب ابي و، وجدوى ماتت وهي تحتضني اما اب... ابي... آه... آه مات مبتور القدمين
ورمت نفسها عليه وهي تتمسك بأطراف سترته تنحب وتشدها بقبضتيها بقوة
فاغمي على ليلى في نفس اللحظة التي هرول فيها كميل هاربا من هول ما يسمعه.
رباب وهدى كادتا تفقدان وعيهما من حبس انفاسهما، زينب مرتميه بحضن كاظم.
بينما صالح منهار على كرسيه يبكي هو الآخر، ليهمس كرم لنفسه خوفه من مواجهة حواء.
………….
بعد ايام

استطاعت ليلى ورملة مع البنات الوقوف بجانب خولة ومساعدتها على ان تجتاز مصيبتها وتعويضها
عن غياب حواء وكان كميل خير معين لها بعد ان اقنعها بالتوقف عن طلب رؤية شقيقتها وأن تتعافى بسرعة من أجلها بينما قلبه كان يتقطع من أجلها وحواء معا. …………..
"كاظم دعني ادخل اليها"
ناداه كرم بصوت متقرح
"لا تستطيع حالتها في تدهور لا اعرف فهي حتى لم تفيق من اغمائها"
اجاب كاظم بعملية وقلبه يعتصر ألماً على أخيه.
"كاظم أنت لست فقط الطبيب،
فأنا ايضا ارجوك لا تستخدم سلطتك لتمنعني
اعلم جيدا انك تحميني من الانهيار وليس لأجلها
لن يحدث شيء ان دخلت إليها"
دفعه كرم بكتفه فأبتعد كاظم عن طريقه وفسح له المجال، مشى كرم بانهزام وانكسار داخلي نحو غرفة حواء.
دخل لها بتوجس وشوق لرؤيتها وليمرر أنامله على وجهها.
ما ان وقع بصره على وجهها الشاحب وملامحها الفاقدة للحياة حتى هوى على الارض مجهشاً بالبكاء وهامساً بين عويله.
"حواء يا قرة عيني... حواء حبيبتي
انهضي لتسمعيني اقول لك احبكِ.
انا اعشقكِ.
انا لم اكن اؤذيك بل كنت اؤذي نفسي.
لم اكن اعقابكِ بل اعاقب نفسي.
لم اكن امنع نفسي عنك الا واعذب روحي قبل جسدي
حواء لا تتركيني... لا تتخلي عني كل شيء سيكون بخير ان عدتِ.
اسمعي اترككِ مني!!
عودي لأجل خولة فهي تنتظركِ
انتِ الان بالنسبة إليها الام والاخت والاب"
نهض يجر قدماه جرا نحوها، جلس بجانبها على كرسي ومد يده يمسك يدها وهو يتحدث بصوت مبحوح متقطع يتخلله التعب والوهن
"حواء لقد هجرني النوم ولفظني المنزل
انا لم استطع حتى الدلوف ثواني إلى المنزل لا استطيع تحمل الغرفة.
حواء انتِ أعدتِ لي صوابي
كوني افضل مني وعودي.
انا اسف، اسف انا لا استحقك
لكن انا انسان ومن البشر، اخيراً لست ملاكاً ولا معصوماً
لكن كل ذلك لا يبرر ما فعلته بكِ
انا اسف، انا استحق الموت بدل منك
وبدل محمد.
انا استحق كل غضب العالم على رأسي
رفع رأسه بسرعة مدهوشا على اثر حركة اناملها في كفه
لم يستطع منع نفسه من ان تشق ابتسامه عريضة وجهه مكتسحة دموعه
وهو يراها ترمش بأهدابها
وتفتح عينيها بصعوبة
فاخذ يضحك ويبكي تارة وهو يتمتم
"حواء نور عيني وبصيرة فؤادي"
انتظرها لتفتح عيناها بهدوء واخذت تدور بقدحتيها ارجاء المكان حتى ثبتتهما عليه.
حركت شفتيها فضنها تهمس
تململت فساعدها ان تسند ظهرها
وهو يسألها
"بماذا تشعريني يا نفسي من الدنيا؟"
نظرت اليه بعيون متسعة وهي تقول
"كرم اين انا؟
ماذا اسمع!
هل متُ؟
اين عائلتي؟!
تحركت فآلمتها عمليتها فتأوهت ولم يخرج صوتها
تنتظر جواب كرم على تساؤلاتها وما كان رده سوى الشحوب على وجهه يحتله الاصفرار، بينما بسمته قبل قليل قد تحولت الى عبوس متسائل، فرفعت كفها تتلمس حنجرتها وهي تهتف
"اجبني يا كرم!!"
دخل في الاثناء كاظم وهو يراها قابضة على حنجرتها وتجاهد بتحريك شفتيها
اسقط كاظم الاوراق من يده وركض نحوها مبعدا كرم وهو يطالبها بلطف
قائلا:
"تكلمي حواء"
حاولت دون فائدة
فهتف فزعا
"لا حول ولا قوة الا بالله
هذا ما كنت اخشاه لقد فقدت القدرة على النطق يا كر... كرم!!!"
...............



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 05:10 AM
فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس