عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-19, 11:28 PM   #2

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حذاء سندريلا



كثيرة هي الأقوال و كثيرة هي الكلمات التي سمعتها عن الحب...بعضها تتسم بالمنطقية، و بعضها أجدها غريبة حتى أنني أضحك بصوت عال عندما أصادفها...كانت من بين العبارات التي ترددها صديقاتي بخشوع و كأنها إحدى آيات الكتاب المقدس التي يجب الإيمان بها:"تأنق فأنت لا تعرف متى ستقابل الحب في حياتك؟"لطالما سخرت من هذه العبارة و لم أكن أعرف أن قصتي معه ستبتدئ بها...
لازلت أتذكر ذلك اليوم و أحداثه و كأنها حدثت بالأمس فقط...كان اليوم من إحدى أيام تشرين الثاني الباردة...سيجد البعض أنه من الغريب أن أقرن شهر نوفمبر بالبرد القارص لأنه شهر ينتمي إلى فصل الخريف،لكن يبدو أن خريف هذا العام قرر الرحيل مبكرا تاركا مكانه لعواصف الشتاء فالمطر لم يتوقف عن الهطول منذ أيام طويلة في هذه المدينة التي لا يميزها سوى دفء جوها و اعتداله طوال العام.حتى أن الناس يجدون الأمطار الغزيرة التي تساقطت هذه الأيام أمرا محيرا و متناقضا مع ما تشتهر به مدينتهم...فيبدو لي أنني أصبت سماءها بعدوى التناقض و الحظ السيء التي تسري في أوردتي بدلا من الدم...و كمثال عن هذا التناقض و الحظ السيء ما حدث لي ذلك اليوم صباحا عند استيقاظي و تفاجئي بأشعة الشمس التي غمرت غرفتي بدفئها،فاكتفيت بارتداء بلوزة بلون وردي فاتح و سروال أبيض اللون و كي أكمل طلتي الأنثوية ارتديت حذاء عالي الكعبين وردي اللون و اكتفيت فقط بحمل سترة طويلة من الجينز،حتى مظلتي نسيتها و أنا أغادر البيت مسرعة حتى لا أتأخر عن العمل رغم أنها تعد أول شيء أضعه في حقيبتي احتياطا لهطول المطر بشكل مفاجئ...
قضيت يومي غارقة بين الأوراق المتناثرة بفوضوية على مكتبي كالعادة،لطالما كنت من الأشخاص الذين تنطبق عليهم المقولة الفرنسية:"أجد النظام بقلب الفوضى"،لم أشعر بمرور الوقت كالعادة حتى استقمت من مقعدي لأتوجه إلى الخارج كي أحتسي كوبا من القهوة في مقهى الجريدة فوجدت أن المكان خاليا...تعلقت عيناي بساعة معصمي لأجد أنها تشير إلى السابعة و النصف مساء فهتفت بغيظ:"مرحى،يوم آخر أغرق فيه بقلب العمل حتى يغادر الجميع دون أن يخبرونني بموعد الانصراف و كأنهم يستغلون نشاطي لصالحهم...بالتأكيد سيكون مقصف الجريدة مغلقا لذا علي أن أكتفي فقط بإحدى المشروبات الجاهزة و المتراكمة في تلك الثلاجة اللعينة".توجهت ناحيتها ووضعت النقود لآخذ علبة "الكوكا كولا" ثم أتوجه ناحية مكتبي لأكمل ما تبقى لي من عمل...لكنني تفاجأت بوجود موظف الأمن بقلبه حيث أخبرني بهدوء أن علي الانصراف حتى يغلق مقر الجريدة و يذهب إلى بيته.أومأت برأسي و أنا ألملم الأوراق التي كنت أعمل عليها لأكملها في البيت...حملت حقيبتي اليدوية و سترتي ثم توجهت إلى الخارج ليلحق بي موظف الأمن بعد أن أطفأ النور و أغلق المكتب...استقليت المصعد لأصل في ثوان معدودة إلى الطابق الأرضي و ما إن غادرت المبنى حتى قررت سحب السماء الرمادية أن تسقي الأرض بأمطارها...أردت أن أشتم شيئا حتى أخمد نيران غضبي لكنني لم أعرف لمن أوجه شتائمي:هل أوجهها لحظي السيء؟ أم لغبائي الذي دفعني لعدم رؤية النشرة الجوية؟ علاوة على ارتدائي لهذه الملابس و لهذا الحذاء بالذات بين كل الأحذية التي أملكها...رباه!إنه حذائي المفضل،أول حذاء بكعب عالي اشتريته من أجل مقابلة العمل هنا...ربما تستغربون ذلك،أنا الفتاة التي تعانق الخامس و العشرين من عمرها لم يسبق لي اشتراء أو ارتداء حذاء بكعب عال قبل مقابلة عملي ،لأنها لم تكن أبدا من طرازي فلطالما أحببت الأحذية الرياضية رغم قصر قامتي.لطالما وجدتها مريحة و عملية سواء في فترة دراستي أو بداية عملي كصحفية و مصورة ميدانية،كما أنني لا أحب الحفلات بجميع أنواعها و عندما أضطر لحضور حفلة على الرغم من أنفي أكتفي بحذاء كلاسكي بسيط و بدون كعب...كنت أكره الكعوب العالية و لطالما اعتبرتها أدوات تعذيب للنساء عكس الأناس الطبيعيين الذين يقولون أنها تزيد من أنوثة المرأة قبل أن يقع بصري على هذا الحذاء أثناء جولة تسوقي مع صديقتي المقربة،لقد تعلقت به منذ النظرة الأولى ووجدت نفسي أشتريه أمام أعين صديقتي المندهشة التي همست فأذني:"كيف سترتدين حذاء طول كعبه خمسة عشر سنتيمترا و أنت لم ترتدي الكعب يوما؟"،لأجيبها بعناد أني سأرتديه و سأستطيع السير به بدون أن أقع على وجهي.قضيت مساء ذلك اليوم بأكمله أتدرب على السير به في شقتي حتى أنتعله اليوم الموالي أثناء ذهابي للمقابلة.و كانت تلك المرة الوحيدة التي أرتدي ذلك الحذاء الذي اعتبرته شيئا مميزا بالنسبة لي لا يحق لي ارتداءه سوى في يوم مبهج،و لقد خدعتني أشعة شمس الصباح و ظننته يوما مبهجا بالفعل...
لم أنتبه لنفسي أثناء شرودي في تذكر قصة حذائي أنني كنت أقدم قدمي لأنزل من الرصيف ثم أعيدها إلى مكانها مرة أخرى.و لم أنتبه أيضا لموظف الأمن الذي بدا أنه رأى حركاتي الخرقاء فاقترب مني و هو يسألني بقلق إن كنت بخير...لم أغادر بحور الذكرى حتى شعرت باقتراب شخص مني حاملا في يده مظلة كبيرة ليقول بصوت أجش و هو يفتحها لتغطينا معا:"يبدو أن سندريلا خائفة من أن يتبلل حذاؤها بهذا المطر".
رفعت عيني نحوه لكنني لم أستطع تبين ملامحه بسبب الظلام فقد كانت إنارة الشارع الخافتة بعيدة عنا،لكنني استعدت هدوئي و أنا أتطلع إلى ملابسه الغالية و التي جعلته يبدو كعارض أزياء خصوصا مع طول قامته...زفرت بهدوء و أنا أسمعه يقول:"إلى أين ستتوجهين آنستي؟"
أشرت ناحية سيارتي التي تركتها على الجانب الآخر من الشارع".فقال لي بهدوء:"حسنا"،ثم تحركنا ناحية سيارتي...
كانت المظلة كبيرة بما يكفي حتى تمنع المطر من الوصول إلينا،قال لي فجأة برقة مبددا لحظة الصمت التي كنا فيها:"حذاؤك يستحق الاهتمام حقا،إنه جميل جدا على أن يتلف بسبب المطر رغم أنه ليس من ذلك النوع كما يبدو".
شعرت بسخرية صوته فهتفت بحنق:"و ما أدراك أنت؟"،ليكتفي فقط بابتسامة واسعة خلبت لبي فجعلتني أتعثر في اللاشيء كالبلهاء.أمسك بي بقوة و هو يقول بقلق:"هل أنت بخير؟"
أومأت برأسي إيجابا و أنا أحمد الله أننا وصلنا إلى سيارتي،فاستقليتها لأنطلق بسرعة تاركة خزيي يشارك رفيق سيري في القهقهة على غبائي.
لا أدري حتى لم شعرت بالخزي وقتها؟كما لا أدري سبب اختفاء الخزي في كل مرة أتذكر ما حدث ذلك اليوم،لأكتفي فقط بابتسامة حالمة و أنا أتخيل رفيقي ذلك اليوم أميرا وسيما على ظهر حصان أبيض،يجوب البلاد بحثا عن سندريلا التي غادرت قاعة الحفل منتصف الليل فوقع منها حذاؤها،و نحن نصدق بطفولية أنها الوحيدة التي تملك ذلك المقاس في البلاد بأكملها،كما أصدق أن الآن بطفولية أنك ستتعرف علي ما إن ترى حذائي فلم أعد أرتدي غيره.
فأين أنت أيها الأمير الوسيم؟
لقد كانت بداية قصتي و قصة سندريلا بحذاء.
هي وجدها أميرها أما أنت فلم تجدني طوال الأشهر السابقة...)
وضعت سمر قلمها في مكانه و هي تغلق تلك المذكرة و تتجه إلى سريرها لترتمي عليه و تبدأ في ممارسة هوايتها الليلية التي تتجلى في التحديق بالسقف الذي يعلوها،حيث تتجمع الأفكار في عقلها و تبدأ برؤيتها عليه و كأنه شاشة عرض سينمائية،و كعادتها منذ ذلك اليوم تعود لترى تلك الذكرى أمامها...زفرت بحنق و هي تهتف بصوت صارم و كأنها أم توبخ ابنها:"ابتعدي عن عقلي،لقد كتبتك في تلك المذكرة حتى تتركينني في حالي...لقد قالوا أن الفضفضة جيدة ليشعر الإنسان بالراحة النفسية و أنا لا أملك سوى تلك المذكرة لأفضفض على صفحاتها".
لا تملك غيرها لأنها بالتأكيد إن أخبرت صديقتها المقربة بما يشغل بالها و يجعلها تسهر الليالي ستنفجر من شدة ضحكها و ستصبح سمر حديث و أضحوكة جميع صديقاتها عندما تخبرهم حياة بالأمر...لم تكن يوما فتاة حالمة،لطالما كانت فتاة عقلانية...تؤمن بما تراه عينيها من حقيقة و لا تبني قصصا خيالية من سراب،فما الذي حصل لها الآن حتى تتغير قناعاتها،ما الذي حصل حتى تبني قصة حب وردية تنتهي بزواج و لا بالأحلام من مجرد حدث عادي يمكن أن يصادف أي فتاة في حياتها؟تنهدت بحزن و هي تتحرك من مكانها بآلية ناحية المطبخ لتحضر كوبا من البابونج حتى تنام...لديها عمل مهم صباح الغد و عليها أن تكون بكامل تركيزها...
استلقت في سريرها و هي ترتشف من المشروب الساخن فهدأت أعصابها لتنزلق بقلب السرير بعد أن وضعت الكأس فوق المنضدة و تنام و هي محتضنة لوسادتها بعمق...لكنها مع الأسف لم تستطع التخلص من تلك الذكرى عندما زارتها في أحلامها...
*********************************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس