عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-19, 11:32 PM   #3

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(أبحث عنك بين كل الوجوه
بين كل الملامح
أبحث عنك في وجه كل امرأة عنيدة
أبحث عن روحك في قلب كل طفلة شقية
أبحث عن خطواتك على كل تربة ندية
أبحث عن صوتك بقلب كل أغنية شجية
أبحث و أبحث و لكنني لا أجد شيئا
و كأنك مجرد سراب
مجرد حورية
زارت وحدتي ذات عشية
ثم تركتني أسهر الليالي بعد رحيلها
لعلني أنسى نفسي
أو أنساها)
بصوته الشجي و على إيقاعات عوده الذي توارثته عائلته جيلا بعد جيل كان كنان يهمس بهذه الكلمات لتتعالى تصفيقات أصدقائه ما إن انتهى...ضربه كريم على كتفه و هو يقول بمرح:"فلتحيا الحورية التي سلبت قلب كنان سلطان".
قهقه المتواجدون عاليا،ليضيف أحدهم بنبرة ساخرة:"أفضل أن تنساها يا عزيزي و تتابع حياتك...أنت كنان سلطان و جميع البنات تعشقنك و تنحنين ولاء لك بمجرد نظرة منك".
أجاب كريم نيابة عن صديقه:"أنت ترى الجميع زير نساء مثلك يا عدنان".
لوح عدنان بذراعه و هو يقول بسخرية:"لكن البنات جميعهن يعشقن كنان و هو لا يبالي لهن و يتعلق فقط بوهم حوريته الذي لا يعرف هل رآها في الحقيقة أو في الحلم فقط؟"
ثم تابع بنفس نبرته الساخرة:"أطلق عليها لقب حورية بحق الله و كأنها بطلة إحدى أفلام ديزني".
قام كنان من مكانه غاضبا و هو يغمغم:"أظن أن علي أن أنصرف".
قال الذي كان يتابع الحوار بعينيه فقط دون أن يشاركهم لا في الضحك و لا في التصفيق و حتى في السخرية:"اجلس يا كنان،من لم تعجبه فلينصرف أما أنت فلا تتحرك من مكانك".
جلس كنان في مكانه،أما عدنان فرمق المتحدث بنظرات حاقدة لم يستطع إخفاءها هذه المرة...و كأنه يحتاج حقا ليخفيها عنه أصلا،فعيناه الثاقبتين قادرتين على سبر أغوار جميع الناس...التصقت الفتاة الوحيدة المتواجدة في المجموعة بكنان و هي تقول بصوت أجش:"هيا يا كنان،لقد وعدتني بأن تعزف على عودك أثناء غنائي...أريد أن أطربكم بصوتي قليلا".
قالت جملتها الأخيرة و نظراتها مسلطة على آسر،فابتسم هذا الأخير بسخرية لنظراتها المعجبة ثم أشار لكنان ليبدأ بالعزف و تبدأ هي بالغناء...
آسر،كنان،عدنان،كريم و ميرا خمسة شباب من دول عربية مختلفة جمعتهم دراستهم في نفس المجال قبل ثماني سنوات لتصبح صداقتهم قوية و مثينة و كأنهم كانوا يتحدون فيها بعدهم عن أوطانهم و أهليهم بسبب تواجدهم في بلاد الغربة...صداقة ظلت قائمة رغم انتهاء سنوات الدراسة و استقرار كل واحد منهم في وظيفة أو عمل خاص:فكنان يحتل منصب المدير العام لبورصة لندن،أما عدنان فهو موظف في إحدى الشركات متعددة الجنسية...آسر و كريم كانت طموحهما أبعد من صديقيهما فأنشآ شركة خاصة بهم عند تخرجهم تطورت على مرور السنوات و أصبحت تشغل قطاعات عديدة أهمها القطاع السياحي و كل هذا بفضل ذكاء آسر و طموحه الذي لا ينضب...أما ميرا،فبعد أن غيرت شعبة دراستها بعد السنة الأولى من التجارة و إدارة الأعمال إلى القانون فأصبحت محامية و مسؤولة العلاقات القانونية في شركات صديقيها...
كان اجتماعهم يقام مساء كل سبت،في ذلك المنزل الصغير الذي كان مسكنا للشباب الأربعة أيام دراستهم مع صاحب المنزل السابق السيد صامويل الذي باعه لآسر قبل سنوات لينتقل للعيش مع ابنته الوحيدة...يشعلون النار في المدفأة الجدارية ليلتفوا حولها و يتبادلون أطراف الحديث،يلعبون الورق أو يستمعون لصديقهم كنان أثناء عزفه على عوده و هو يتغنى بحبيبته المجهولة لتتعالى كلمات عدنان الساخرة منه كالعادة و يتحمله كنان كعادته...و عندما يصل صبره إلى الحد كما حدث اليوم يقوم من مكانه ليغادر الجمع فينهاه آسر عن ذلك و هو يقول جملته الاعتيادية:"الشخص الذي لا يقدر موهبة الآخرين غير مرحب به بيننا"،فيصمت الجميع و يجلس كنان في مكانه بناء على أوامر "البيغ بوس" كما يطلقون على آسر...
مال كريم ناحية آسر الذي كان يراقب ميرا التي تغني له بنظرات باردة ثم همس في أذنه:"ابتسم في وجه الفتاة قليلا،إنها تغني لك يا آسر".
قال آسر بتهكم:"و هل ضربتها حتى تغني لي؟"
غمغم كريم بصوت خافت:"الفتاة تحبك بحق الله،لقد اختارك قلبها من بين جميع الرجال أمامها،لكنك لا تترك لها فرصة لتعبر عن مشاعرها يا آسر".
-"فلتحتفظ بمشاعرها تلك لنفسها أو تبحث عن شخص لتقدمها له لأنني أنا غير متاح".
ارتفع حاجب كريم و هو يقول باندهاش:"هل ارتبطت بفتاة أخرى بعد تلك الشقراء التي انفصلت عنها؟إنك سريع جدا لم يمر على فراقكما أسبوع...أقسم أن الفتاة لازالت تبكي على أطلالك الآن".
شرد آسر بذهنه عابرا البحار و المحيطات ليستقر بقلب تلك المدينة الساحلية الساحرة حيث ولد و عاش طفولته و مراهقته و السنين الأولى من شبابه و هناك تراءت له تلك الشابة اليافعة المترددة في عبور الشارع تحت المطر حتى لا يتبلل حذاؤها الثمين...ابتسم ببطء و هو يتذكر تعثرها ليمسك بها و ينظر إلى عينيها الزرقاوين الجميلتين...لقد تبين لونهما رغم الظلام الذي كان يحيط بالمكان إلا من قبس نور بعيد عنهما...لازال يتذكر طريقة هروبها منه دون أن تشكره على خدمته،لكنه كان سعيدا بما قدمه لها حتى لو لم تشكره...يكفيه فقط أنه حافظ على الحذاء الذي يبدو أنه يعني لها الكثير...عاد لواقعه ليقول لكريم بهدوء:"لا توجد هناك لا شقراء و لا سمراء...لقد مللت من تلك العلاقات العابرة".
تهلهلت أسارير كريم و قال بابتهاج:"إذا عليك أن تفكر بالزواج و لن تجد أفضل من ميرا لتكون شريكتك في حياتك القادمة".
ألقى آسر نظرة باردة على المعنية بهذا الحديث ثم التفت ناحية صديقه ليقول ببرود:"أنا لا أنوي الزواج".
ثم تابع قائلا:"و إن أردت أن أتزوج في يوم ما،ستكون ميرا آخر اختيار لي".
ليردف بتهديد مقاطعا ما كان سيقوله:"و أتمنى أن تكون هذه آخر مرة تتكلم فيها عن ميرا...إن كنت تراها زوجة مناسبة فتزوج بها أنت أو ادفعها ناحية ذلك التنين الذي يكاد أن يحرقنا بنيران غضبه كما يحرق رئتيه بسيجارته".
قال آسر جملته الأخيرة و أنظاره مسلطة على عدنان الواجم،ثم قام من مكانه ليربث على كتف صديقه و هو يقول:"إياك أن تنسى اجتماعنا مع الوفد مساء يوم غد".ثم غادر المكان بدون أن يودعهم...
*********************************************
اعتلت خشبة المسرح تحت تصفيقات الحضور...كانت ترتدي فستانا ورديا كفساتين راقصة الباليه و بدلا من حذاء الباليه الأرضي كان ترتدي ذلك الحذاء الوردي...بدأت بالرقص على أنغام الموسيقى الحالمة ببراعة رافعة يديها إلى الأعلى و كأنها تريد معانقة السماء...اتسعت ابتسامته و هو ينظر إليها من بعيد،كانت تبدو جميلة كحلم وردي زين ليلة كاحلة السواد...تعالى هتاف الحضور الساخط فجأة ليوجه أنظاره ناحية الخشبة فيجدها جالسة على الأرض تبكي بحزن و هي تمسك بقدمها و تتأوه بخفوت...لقد سمع صوت تأوهاتها رغم أنه كان خافتا.ترك مكانه ليتوجه بخطوات تابثة ناحية الخشبة و يعتليها برشاقة تحت تصفيقات الحضور ليمد يده نحو تلك التي سالت دموعها و هو يهمس:"لا تبكي حبيبتي،و لا تخافي من شيء و أنا معك".
رفعت عينيها ناحيته لتهمس بصوت مختنق:"كيف سأرقص و قدمي تؤلمني".
أمسك بكفها ليجعلها تستقيم و همس بصوت أجش:"لكل مشكلة حل".
أحاط خصرها بذراعه ليرقصا معا على المسرح الكبير ليصفق لهما الحضور فأنحنيا بمسرحية كتحية لهم...
استيقظ من نومه على صوت المنبه،فأطفأه و هو يعتدل في جلسته ليغمغم:"لم يكن سوى حلم".
لقد شعر به أقرب للحقيقة،حتى أنه شعر بملمس يدها الناعم ما إن ساعدها في النهوض، رأى ابتسامتها المشرقة أثناء رقصها و سمع صوت دموعها و تأوهاتها عند سقوطها...زفر بعمق و هو يتذكر كلمات خاطرة كنان التي ألقاها على مسامعهم هذه الليلة:
(أبحث و أبحث و لكنني لا أجد شيئا
و كأنك مجرد سراب
مجرد حورية
زارت وحدتي ذات عشية
ثم تركتني أسهر الليالي بعد رحيلها
لعلني أنسى نفسي
أو أنساها)
لقد صدق كنان حقا،فهو أيضا لم يعد يميز إن كانت تلك الذكرى حقيقة أو أنها مجرد حلم هل عليه زائرا في ليلة سوداء بدون أحلام...لقد بحث عنها طوال ذلك الأسبوع الذي قضاه في مسقط رأسه بسبب مرض أمه و لم يجدها...طوال سبعة أيام و هو ينتظرها في ذلك المكان الذي وجدها تقف فيه،رأى المئات من الوجوه تقف هناك إلا وجهها،رأى أحذية بهت لونها بسبب القدم و المطر و أحذية أخرى فاخرة صنعت من جلد لا يتأثر بالمطر إلا حذاءها...حتى في آخر ليلة له في وطنه و قبل سفره بساعة فقط كان بقلب سيارة الأجرة ينتظر أن يراها لكن انتظاره لم يجدي نفعا،فلحق بطائرته و عاد إلى حياته متناس وجودها...لكنها لم تكن ذكرى تمحى بسهولة من عقله فرافقته كل ليلة في أحلامه.
توجه ناحية المطبخ ليعد فنجانا من القهوة لتلتمع عينيه فجأة و يترك ما في يده ملتقطا هاتفه و هو يهمس في سره:"رباه!كيف لم أفكر في هذا الأمر من قبل؟"
بحث في قائمة الاتصال على رقم أخته ليتصل بها،كاد رنين الهاتف أن ينقطع لكنها أجابته أخيرا بصوت ناعس،فقال بسرعة و بدون مقدمات:"حياة،هل توجد أي شركة أو مكتب في شارع(****)؟"
قالت أخته باندهاش:"لا،لا يوجد".
لتضيف بعد لحظات من التفكير:"و لكن يوجد مقر صحيفة حديث الإنشاء".
قال بلهفة:"أين يقع بالضبط؟"
وصفت له الموقع،ليزغرد قلبه فرحا و يهمس:"حسنا حياة شكرا لك".
ثم أغلق الخط دون أن يجيب أخته الذي كانت تسأله عن سبب سؤاله الغريب...
*********************************************
بعد أيام:
استيقظت من نومها فزعة لتلتقط هاتفها و تنظر إلى الساعة فتقفز بسرعة من سريرها...لقد تأخرت كثيرا عن عملها و هي من يجب عليها أن تكون مثال للانضباط و احترام الوقت...أخذت حماما سريعا ثم صففت شعرها بسرعة أكبر لترتدي أول ما طالته يدها:فستان صوفي أسود اللون يزينه حزام عريض و جوارب سوداء...ارتدت حذاء جلديا أبيض عالي الساقين و الكعبين و معطفا أبيض اللون.حملت حقيبتها لتغادر شقتها و تستقل سيارتها منطلقة بسرعة إلى مقر الجريدة...
وصلت بعد دقائق و ما إن استقلت المصعد حتى نظرت لهيئتها في المرآة،لقد كانت تبدو جميلة و أنيقة كعادتها.أخرجت رباطا مطاطيا لتربط به شعرها المنسدل على جانبها،ثم نزعت معطفها لتكتفي بوضعه على كتفيها فقط...تعلقت عينيها بحذائها و ابتسمت بمكر،منذ الليلة التي كتبت فيها ما تشعر به على مذكرتها قررت أن تحارب هذا الشعور و كان أول شيء فعلته هو التوقف عن انتعال ذلك الحذاء،و كم بدت سعيدة جدا بما قامت به فقد توقفت الذكرى عن زيارتها في أحلام نومها و يقضتها لأيام لكنها عادت لتزورها هذا اليوم...زمت شفتيها مع وصول المصعد إلى الطابق المنشود و أثناء مغادرتها كانت تهمس:"لن أسمح لذكرى سخيفة بتعكير مزاجي هذا اليوم".
بابتسامة واثقة تميزها سارت ناحية مكتبها و هي تحيي كل شخص تمر بالقرب منه...تعلقت عيناها كعادتهما كل صباح على اللوحة السوداء الملصقة فوق الباب و الذي كتب عليها بخط أنيق:رئيسة تحرير الجريدة:سمر الفاسي...لقد عملت كثيرا حتى تصل إلى هذا المنصب في وقت قصير بالنسبة للكثيرين فلم يمر على تخرجها من المعهد العالي للإعلام والاتصال أربع سنوات.
جلست على مكتبها و اتصلت بمساعدتها الشخصية طالبة منها أن توافيها.لحظات و دخلت الفتاة حاملة العديد من الأوراق،وضعتها أمامها و قالت بهدوء:"صباح الخير آنسة سمر هذه المقالات التي أرسلها زملاؤنا من أجل عدد اليوم".
أومأت سمر برأسها و هي تشكرها.لمحت الظرف الأسود الذي يعلو الأوراق فقالت باندهاش:"ما هذا الظرف؟"
قالت مساعدتها بهدوء:"ذكرتني بالأمر...لقد وصلتك هذه الدعوة قبل مجيئك".
تساءلت سمر:"ممن؟"
-"لا أدري حقا آنستي،لكن طبع على الظرف رمز لإحدى الشركات المتواجدة في انجلترا...لقد سمعت أنها تشغل عدة قطاعات أهمها القطاع السياحي،فصاحباها يملكان فنادق و قرى سياحية و منتجعات و مطاعم في إنجلترا و بعض الدول الأوروبية كفرنسا و إيطاليا...ربما أنشآ فندقا في الوطن".
قالت سمر بحيرة:"و لماذا في وطننا؟"
أجابتها مساعدتها قائلة:"لأن صاحبي الفندق عرب و أصلهم من هنا".
حركت سمر مرة أخرى رأسها إيجابا ثم أخذت الظرف لتفتحه لتسمع همس سكريترتها:"يا ترى من بعث لك الدعوة،أهو آسر أم كريم؟"
-"عفوا؟"
ابتسمت الشابة و قالت:"لا تهتمي بما أقوله...سأنصرف إلى مكتبي إن كنت لا تحتاجين شيئا".
غمغمت سمر:"حسنا،يمكنك الانصراف".
عادت لتقرأ الدعوة المكتوبة بخط أنيق يشبه الخطوط العربية:"يسرني أن أدعوك لحضور افتتاحية مطعمنا يوم 14 فبراير على الساعة الثامنة...أتمنى أن تشرفينني بحضورك آنسة سمر... التوقيع:آسر الابراهيمي".
أغلقت سمر الدعوة و هي تتساءل في سرها :"من أين يعرفني هذا الآسر؟"
ظل السؤال معلقا في عقلها ينتظر جوابا متمنيا أن تكون ما تدور في خلدها من فرضيات حول هوية صاحب الدعوة صحيحة...
*********************************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس