عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-19, 11:37 PM   #5

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء اليوم الموالي:
ألقت نظرة على نفسها في المرآة،فاتسعت ابتسامتها الراضية على طلتها...نظرت إلى العقد الذي أحضره لها و صوت داخلها يدعوها أن ترتديه لكنها أغلقت العلبة لترتدي سلسالا ذهبيا طويلا تدلت منه فراشة مرصعة بأحجار حمراء قانية...حملت حقيبتها و غادرت منزلها لتستقل سيارتها و تتجه إلى المطعم بعد أن شغلت جهاز الملاحة لتصل إلى وجهتها بعد خمس و أربعين دقيقة...كان المطعم يقع خارج المدينة تقريبا.أطفأت المحرك و هي تنظر إلى المكان من الخارج قبل أن تترجل منها لتدلف إلى الداخل...مررت عيناها حول المكان بنظرات خاطفة،لقد كان يبدو جميلا و راقيا بطاولات أنيقة متباعدة تمنح للجالسين بعضا من الخصوصية،و على جانب جلست شاب يعزف على البيان مقطوعة موسيقية...جو حميمي يدعو للاسترخاء مناسب لكل زوج أراد أن يقضي مناسبة بعيدا عن صخب العائلة و المشاغل الكثيرة...اقترب منها النادل ليسألها عن حجزها فقالت بهدوء و هي تخرج الدعوة من حقيبتها البراقة:"أنا مدعوة من طرف السيد آسر الابراهيمي".
ابتسم لها النادل و قال ببشاشة:"آنسة سمر،السيد آسر ينتظرك...تفضلي معي".
سارت برفقته ليصعدا الدرج فهمست في سرها:"يبدو أن المطعم مكون من طابقين".
فتح النادل الباب الزجاجي لتتسع عيناها بانبهار عند رؤيتها للمكان...كان أكثر أناقة من الطابق الأول و حيث زين أحد الجدران بحوض سمك كبير...كان منظرا يعطي طابعا أكثر طبيعية و ألفة للمكان دون أن ينقص من فخامته...لمحت الجالس على إحدى الطاولات الجانبية و فكرت أنه هو،و بالفعل أخذها النادل ناحية تلك الطاولة ليقوم مضيفها من مكانه ليستقبلها قائلا بصوت رخيم بعد أن قبل كفها برقة لتتورد وجنتاها:"سعيد لأنك قبلت دعوتي يا سمر".
سحب لها الكرسي لتجلس عليه و هي تغمغم بشكر خافت،فجلس أمامها لتأخذ وقتها في تأمله،كان وسيما جدا:بشرته سمراء و عينيه بلون أخضر كلون الزمرد الخام يعلوهما حاجبان عريضان.شعره الأسود الكثيف و الناعم يغريها بأن تلمسه و تبعثره بشقاوة.تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل و هي ترى منحى أفكارها المجنون لتسبل أهدابها لثانيتين ثم قالت بهدوء:"و أنا أشكرك على دعوتك هذه سيد آسر،رغم أنني لا أعرف سببها".
همس بهدوء و نبرته الرخيمة تتخلل سمعها لتقتحم قلبها بقوة:"ألا تعرفين سببها حقا؟ لقد دعوتك لأنك تشغلين تفكيري منذ ذلك اليوم".
اتسعت عيناها بدهشة كما تعالى وجيب قلبها بجنون...لحظتين فقط قبل أن تستعيد هدوءها و تقول بصوت جعلته حائرا:"عفوا،ما قصدك؟"
لم تكن تعرف أنه التقط الدهشة في نظراتها و أنه لاحظ الرجفة الخفيفة التي سارت في جسدها...ابتسم ببطء عندما سمع جملتها و فكر في سره:"هي تعرف،لكنها تدعي عدم معرفتها"...ليقول بصوت رخيم:"أقصد اليوم الذي ظللتك فيه بالمظلة".
و قد كانت ممثلة بارعة و لم تعرف أنه مخرج مخضرم يستطيع معرفة إن كانت أفعال الجالس أمامه حقيقية عفوية أم تمثيل؟انعقد حاجبيها بريبة قبل أن تدعي تذكرها ما حدث لتستعيد هدوءها و انشراح ملامحها،لكنها همست بنبرة ساخرة:"هل ما حدث ذلك اليوم هو سبب هذه الدعوة؟"
ابتسم ببطء مرة أخرى،فوجدت نفسها تفكر أن ابتسامته تلك غامضة يخفي وراءها الكثير...بصوت هادئ أجابها بوضوح و بدون الاختباء خلف أقنعة كما تفعل هي:"أولم تكوني تتمني لقاءنا مجددا؟"
ارتدت للخلف و كأنه صفعها...و لقد صفعها حقا،صفعها بالحقيقة...صفعها بالحلم الذي كان يراودها منذ ذلك اليوم.استعادت ثباتها لتقول بإنكار:"لا،لم أكن أتمنى ذلك".
ليبتسم مجددا تلك الابتسامة الغريبة التي تجعلها تشعر بالقلق،و بدلا من أن يحرجها و يخبرها أنه يعرف أنها كانت تتمنى ذلك قال فقط ببساطة:"أما أنا فكنت أتمنى أن أراك مرة أخرى،لذا سعيت لذلك".
-"لماذا؟"
أجابها بهدوء:"لأنني معجب بك".
تضرج وجهها بحمرة الخجل و همست بتلعثم:"معجب!كيف حدث ذلك؟إنها مقابلة واحدة،بل إنك لم ترني حتى،فالإضاءة كانت خافتة".
-"الإضاءة الخافتة من الأشياء المرتبطة بالرومانسية سيدتي،أن يغمرك الشعور بالحب لا يحتاج إلى ضوء ينير العتمة التي تحيط بك،فقط تنبعث خيوط غير مرئية من اللامكان تجمع بين قلبين و تجعلهما ينجذبان لبعضهما،إنها جاذبية القلوب على أرض الحب...شيء مشابه لجاذبية الفيزياء التي وضع إسحاق نيوتن قانونها".
ارتفع حاجبها و همست:"قلت إنك معجب لتقفز و تتحدث عن الرومانسية و الحب و الجاذبية بين القلوب،من تحدث عن الحب الآن؟"
-"أو لم تقل أحلام مستغانمي أن الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب؟"
غمغمت بنبرة هادئة:"يبدو أنك من عشاق الأدب".
أشار للنادل و هو يقول لها:"آسف لأنني لم أسألك ماذا تشربين أولا قبل العشاء؟"
اقترب منهما النادل فقالت بهدوء:"أريد عصير التوت".
أومأ النادل برأسه ثم التفت ليسأل رب عمله عما يريد فقال دون أن تفارق عيناه عينيها:"لأجرب عصير التوت أيضا".
ابتعد عنهما النادل ليجيب عن سؤالها قائلا:"لست من هواة المطالعة عزيزتي،لكن أختي تعشقها...لطالما تغنت بهذه الجملة أمامي...كانت تغيضني بقولها دائما،لأقول لها دائما أن إعجابي بشيء لا يعني أنني أحبه؛ربما أرى أنثى صدفة فتعجبني لكن لا يعني الأمر أنني سأحبها...لكن بعد رؤيتك أنت أقررت أن كل إعجاب سابق كان ضمن الإعجاب العابر ليظل إعجابي بك حقيقي،ذلك الإعجاب الذي تتمتع بانزلاقه ليقابل التوأم الوسيم:الحب".
عودة النادل جعلهما يصمتان عن الكلام،وضع كأسي العصير بجوار كل منهما و غادر بهدوء دون أن ينبس بأي شيء...ارتشفت سمر من كأس عصيرها بهدوء قبل أن تضعه فوق الطاولة لتهمس:"كم من امرأة قبلي قلت لها هذا الكلام سيد آسر؟"
للحظة تفاجأ،لم يتوقع أن يكون هذا هو ردها،استعاد واجهته الهادئة مجددا ليقول بصوت أجش:"يبدو أنك بحثي عني جيدا قبل أن تأتي إلى هنا"...
إذن هو لا ينكر ما سمعته من صحفيات الجريدة،أحست و كأن أحدهم يعصر قلبها داخل قبضته...ألم شديد يفتك بقلبها و لا تدري سببه،لكنها هذه المرة أجادت إخفاء ألمها ببراعة لتقول بذقن شامخ:"لست متفرغة للبحث عن سيادتك،لكن صحفيات الجريدة التي أعمل بها تكلفن بالحديث عنك طويلا أنت و شريكك منذ أن وصلتني دعوتك".
ثم تابعت قائلة و هي تحمل حقيبتها:"و إن كنت تظن أنني واحدة من فتياتك،فيؤسفني أن أقول لك أنك واهم جدا...شكرا على الدعوة سيد آسر".
بأناقة قامت من مكانها لتغادر دون أن تلمح الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه...كانت تأمل أن يوقفها،أن يفسر لها،أن يخبرها أن كل ما قيل كذب،أنه معجب بها حقا لكنه كان مجرد أمل باهت تتعلق به بغباء.أبعدته بقسوة و هي تغادر المكان دون أن تعلم أن رحيلها كان حافزا كبيرا له ليسعى إليها مجددا حتى تصبح ملكه...
*****************************
صباح اليوم الموالي:
بملامح كئيبة دلفت إلى مكتبها مغلقة الباب من خلفها،لم تنم طوال ليلة أمس،ظلت تتقلب على السرير و كأنها نائمة فوق جمر يحرقها...ارتمت خلف كرسيها لترفع سماعة الهاتف و تطلب من مساعدتها الجديدة إحضار كوب من القهوة لتتفاجأ عندما همست هذه الأخيرة بأن أحدا يريد أن يقابلها بشكل عاجل و لم يكن هذا الأحد سوى آسر.ادعت الانشغال و قالت لها بهدوء أن ينتظرها لنصف ساعة ثم أغلقت الهاتف لتتجه إلى الحمام الملحق بمكتبها فتفك العقدة المهملة فوق رأسها و تبدأ في تسريح شعرها الطويل لتجدله.نظرت إلى وجهها الذي لم تكن تضع عليه أي شيء من مواد التجميل،فصدمها انتفاخ عينيها لتتجه بسرعة و تفرغ حقيبتها فوق المكتب،لكنها لم تكن تحمل سوى ملمع شفاه فعادت إلى الحمام و هي تهمس بحنق:"ما هذا الحظ؟كيف غادرت المنزل هكذا هذا اليوم بالذات...نظرت ملابسها و كانت هذه المرة الأولى التي ترتدي فيها ملابس "كاجوال" منذ بداية عملها كرئيسة تحرير:قميص بسيط أسود اللون تعلوه سترة جلدية سوداء و سروال عسكري اللون و حذاء عسكري أسود اللون...لقد كانت هيئتها تبدو و كأنها ستذهب للتجنيد حقا...تذكرت فجأة ما حدث بينهما البارحة فزمت شفتيها و قالت بغيظ:"و كأنني أريد أن يعجب بي،فليذهب إلى الجحيم،أنا راضية عن هيأتي هذه".
توجهت لتضع حاجياتها المتناثرة بقلب حقيبة ظهرها الجلدية السوداء ثم حملت أوراقا و جلست فوق المكتب،عليها أن تدعي أنها تعمل حتى لا يظل أكثر من خمس دقائق...تذكرت مجددا منظر عينيها فقفزت من مكانها لتخرج نظارة شمسية من حقيبتها ثم تعود إلى مكانها قبل أن تسمع طرقا خفيفا على الباب ليفتح فتسلل إلى أنفها رائحة عطره،لم ترفع رأسها في اتجاهه رغم أن قلبها يخفق بعنف...جلس على الكرسي المقابل لمكتبها و هو يتنحنح،فقفزت من مكانها فوق المكتب لتجلس على الكرسي و هي تقول:"عذرا،كنت مندمجة في العمل و لم أشعر بدخولك".
ابتسم بتفهم و قال:"لا بأس".
ليضيف و هو ينظر إلى عينيها المغطاتين بنظرات شمسية:"لم تضعين النظرات بقلب المكتب؟"
-"أظن أن عيني تحسست من شيء ما".
قام من مكانه لينزع نظراتها و هو يقول:"دعيني أرى".
أسبلت أهدابها فلم يلاحظ شيئا غير الهالات السوداء تحت عينيها ليأمرها بصرامة:"افتحي عينيك لأرى يا سمر".
هتفت بعناد:"لا،ليس بي شيء...أظن أن ذلك بسبب سهري ليلة أمس".
-"قلت افتحي عينيك".
فتحتهما باستسلام ليعرف أنها كانت كاذبة في البداية فلم تكن عيناها متحسستين من شيء ما...حمراوتان قليلا و مع الهالات السوداء يخمن أنها قالت فيما بعد الحقيقة،لا بد أنها لم تستطع النوم ليلة أمس...
سألها بهدوء:"لم لم تنامي مبكرا؟"
-"كان علي إتمام كتابة إحدى المقالات".
ثم تابعت قائلة بتوتر:"ما سبب زيارتك هذه؟"
رد عليها بهدوء:"جئت لأعتذر لك،أتمنى ألا يكون بدر مني شيء أزعجك و جعلك ترحلين".
قالت بتهكم:"لا دخل لي في حياتك الخاصة يا عزيزي...كل ما في الأمر أنني لا أقبل بأن أكون رقما جديدا ينضم إلى لائحة نسائك".
همس بصوت خافت:"و من قال إنك رقم يا سمر؟"
قالت بحيرة:"عفوا،ما قصدك؟"
لم يجبها،أسبل فقط أهدابه و قال بغموض:"إذا بما أن عشاء البارحة قد ضاع،ما رأيك أن أعوضك بغذاء اليوم و أعرفك على أقرب الأشخاص لي؟"
قالت بحيرة:"و من هو هذا الشخص؟"
-"إنها بهجة حياتي،أختي الصغرى:حياة"...
*****************************


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس