عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-19, 07:42 PM   #16

رانو قنديل

مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت

alkap ~
 
الصورة الرمزية رانو قنديل

? العضوٌ??? » 313872
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 15,952
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المشاركة الرابعة عشر

اسفة

القطار الذي غيّر خريطة الشرق الأوسط
1


القطار، بالعربية الأصيلة، يعني قافلة الإبل، التي تسير فيها الرواحل، راحله إثر أخرى، في خط مستقيم . وكما ورد عند ابن منظور في "لسان العرب": القطار أن تقطر الإبل بعضها إلى بعض على نسق واحد. والحق أن حظنا، نحن العرب، من القطار، ظل متصلا بابن منظور، حتى اليوم . أي أننا لم تتحقق منافع القطار، ومسالكه، خطوطأ وتخطيطا. حتى قطاراتنا القليلة هي بطيئة، مقایسه بقطارات الأخرين
على الرغم من ذلك لا مجال لتعداد كل الأعمال الأدبية التي يلعب القطار دوراً حاسماً فيها، فهي أكثر من أن تحصى. ظهرت غداة ظهور القطار ولا تزال تتدفق حتى يومنا هذا. ولذا نكتفي بالإشارة إلى عيّنات مختلفة من هذا الحضور الشديد التنوُّع والتلوّن.

ففي رواية ليو تولستوي (1828-1910م) “آنا كارنينا”، يلعب القطار دوراً ثانوياً عابراً في البداية، ثم دوراً ختامياً حاسماً في حياة البطلة، وهي امرأة من نبلاء روسيا القيصرية، تعيش حياة حافلة بالأحداث والمشاعر المتناقضة من الحب والكراهية والخيانة والانتقام، تكشف خبايا النفس البشرية بكل أبعادها وأعماقها.
وتوحي الرواية في أحداثها، أن آنا كارنينا حفظت في ذاكرتها وقائع حادثة شاهدتها، لعامل في محطة قطار، وقع تحت عجلاته ومات، لتستعيد الذكرى حين قرَّرت الانتحار في آخر الرواية، عندما تصيبها هلوسات تدفعها إلى أن ترمي بنفسها تحت عجلات القطار.
ولعب القطار من الناحية الأدبية دوراً كبيراً في حياة كثير من الأدباء والشعراء والفلاسفة والكُتَّاب والفنانين الذين لا ينكرون فضل القطار عليهم في تطوّرهم الأدبي. فالفنان الإسباني سلفادور دالي الذي كان يكنُّ كل الحُب لزوجته جالا، كان يركب معها القطار ويجوب أرجاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية كي يجد الوقت ليتحدَّث معها، تاركاً مرسمه وراء ظهره، ولقد بلغ عشقه للقطار أنه أظهره في كثير من لوحاته التي أثرى بها عالم الفن

أما الأديب التشيكي المولد فرانز كافكا الذي توفي عام 1927م، فذكر مراراً أن عديداً من قصصه ورواياته وُلدت أفكارها إما داخل القطار وإما بإيحاء منه، مثل مجموعته “سور الصين” التي فكَّر في كتابتها وهو في القطار حين شاهد ذلك السور.
والشاعر الروسي أندريه فوزنيتسكي الذي ولد في روسيا عام 1933م، وهو أحد روَّاد الحداثة في الشعر المعاصر، كان يركب القطار في يوم من أيام صيف عام 1978م، فألهبت ملكته الشعرية تلك السيدات والفتيات اللواتي كن يركبن القطار، وأوحى ذلك إليه بديوان شعر سمَّاه “ديوان الإغراء”، أما ملحمته الشعرية “المهرة” التي بدأ كتابتها عام 1958م فقد ولدت فكرتها في القطار وشرع في كتابتها فيه وأنهاها في القطار أيضاً عام 1959م.
وفي عام 1887م، خرج علينا الأديب غرهارت هاوبتمان بقصته الرائعة “تيل عامل القطار” التي تدور حول الموظف الصغير الذي تحيط به شبكة حديد ضخمة تكبله. وذات يوم تقع كارثة للقطار أمام عيني تيل تصرع ضحاياه بلا أدنى رحمة، فيصف الكارثة وصفاً كما لو أنها حفلة سحر وشعوذة تأخذ خلاله الطبيعة بثأرها من الإنسان وتبيّن له حدود إمكاناته ساخرة من إيمانه بالتقدم.
وإذا كان الإلهام في الحقيقة عاملاً نفسياً لا يقتصر على الأدب ويلد أعمالاً في الرسم أو الموسيقى أو التاريخ، فإن كثيراً من الكُتَّاب والأدباء والشعراء والباحثين أمثال الأمريكي روبرت لويل والإسباني فرناندو دي روخاس وآخرين يرون في القطار مصدراً كبيراً للإلهام، وعنصراً من عناصر التشويق في الأدب.
كان الأديب الفرنسي أنطوان دوسانت إكزوبيري مراسلاً صحافياً. وفي عام 1940م أُرسِل إلى إسبانيا، وبينما كان يستقل القطار وقع للقطار حادث مروع أصيب فيه إصابات بالغة كادت أن تودي بحياته، وبعدما تماثل للشفاء أقسم ألا يركب القطار مرة أخرى، وعاد إلى معشوقته الطائرة، وهذا الحادث دفعه إلى كتابة روايته الجميلة “الطيران إلى باريس” ثم كتب سيرته الشخصية في قصته “الأمير الصغير” عام 1942م ذاكراً فيها لماذا أصبح يكره القطار. وعاد إلى التنقل بواسطة الطائرة، التي سقطت به عام 1944م وأدت إلى وفاته ..
وتروي الكاتبة الإنجليزية غيليان أفيري أنها كانت تستقل القطار يومياً لترى عديداً من الصور والمواقف الاجتماعية التي تعينها على اكتشاف أبطال رواياتها، ومنها روايتها البديعة “سكة الحديد المفقودة” التي تروي قصة أسرة تقضي إجازتها في ريف على حدود ويلز، وتعثر هذه الأسرة على آثار خط حديدي فرعي لقطار كان مستخدَماً في الماضي ثم اندثر. وتتبَّعت الأسرة الخط الذي أدى بها إلى الوصول إلى مجموعة من النصب الصخرية التذكارية في شارع ريفي، وأيضاً لوحات تذكارية تصوّر عائلة قديمة من العائلات التي كانت تستقل ذلك القطار.
وفي عام 1985م حاز الألماني “كلود سيمون” جائزة نوبل في الآداب عن مجمل أعماله الأدبية الجميلة خصوصاً روايته “القصر” التي بُنيت أساساً من بدايتها إلى نهايتها على القطار، بل إن معظم أحداث الرواية –إن لم تكن كلها– تدور فيه.
وبين محطة القطار والقطار نفسه تدور أحداث رواية الأديب الإيطالي إيتالو كالفينو التي تحمل عنوان “مسافـر في ليلة من ليالي الشتاء” واصفاً وصفاً دقيقا حال القطـار ومحطاتـه وركابه في ليالي الشتاء الباردة والمعتمة
في 4 أكتوبر عام 1883م غادر أول قطار من محطة الشرق في باريس قاصداً إستنبول، وأصبح أشهر قطار في العالم وذا مكانة في الأدب العالمي، إذ إنه داعب مخيلة عديد من الأدباء والكُتَّاب إنه القطار الذى غير خارطة الشرق الأوسط .
قطار الشرق السريع هو أول قطار أوربي عبر القارة، يجتازها من الغرب إلى الشرق وصولأ إلى مدينة إسطنبول ، بدء مجرد خدمة سكك حديدية دولية عادية، ولكنه ومع مرور الزمن أصبح القطار يُرادِف الإثارة والسفر الفاخر ويقطع مسافة تزيد على 2740 كم
وونذكر هنا أن رواية أجاثا كريستي "جريمة في قطار الشرق السريع" الشهيرة استلهمت فكرتها أثناء رحلتها في القطار نفسه عام 1928حيث سافرت الى الشرق الأوسط على متن قطار الشرق السريع من مدينة كالية في فرنسا قاطعه القارة الأوربية نحو الشرق وصولاً إلى محطة اسطنبول ومن اسطنبول استقلت قطار طوروس إلى الحدود السورية واستقرت في حلب في فندق بارون لتبدأ كتابة الرواية وخيوط الجريمة التي بدأت من رصيف محطة حلب ثم سافرت إلى العراق بالشاحنة حيث تعرفت هناك على حبيبها وزوجها الثاني عالم الآثار والمنقب المشهور مالوان الذي حقق لها حلمها في السفر إلى العراق وسوريا وتركيا
فالأبطال فى القصة يسافرون عبره من مدينة حلب إلى تركيا، وهم اثنا عشر شخصاً يُشتبه بارتكابهم جريمة قتل حدثت على متن القطار. هكذا اصطبغت الأحداث بمزيد من التشويق والإثارة، لأنها مأخوذة من عالم السفر الملهِم الأغزر للكتاب

مع نشوب الحرب العالمية الأولى توقفت خدمات القطار، ثم استؤنفت عام 1919، وصار
يعرف باسم قطار سيمبلون ـ الشرق السريع Simplon Orient-Express
لأنه يجتاز جبال الألب عبر نفق ممر سيمبلون الشهير بين سويسرا وإيطاليا ويعد من أطول الأنفاق في العالم (نحو 20كم). وقد اختيرت كاليه على المانش محطة لانطلاقه، ومنها إلى باريس، ثم لوزان (سويسرا)، ويجتاز ممر سيمبلون ليصل إلى ميلانو فالبندقية ومنها إلى زغرب فبلغراد، (يوغوسلافيا) ثم صوفيا (بلغاريا). وقد توقفت خدمات هذا القطار مرة أخرى مع نشوب الحرب العالمية الثانية واستؤنفت مجدداً عام 1947 م
كان صاحب مشروع قطار الشرق السريع رجل أعمال بلجيكي يدعى جورج ناجلميكرز وريث أسرة مصرفية فاحشة الثراء، تمكن من إقناع مدراء عدد من الخطوط الحديدية الأوربية لتسيير قطار ركاب خاص مع عربات نوم تتولى إدارته شركته التي أسسها باسم الشركة الدولية لقطارات النوم والقطارات السريعة الأوربية عام 1883. وفي رحلته الأولى سافر الركاب بالقطار من باريس إلى ميناء ڤارنا في بلغاريا، بعد عبور الدانوب على قوارب. ثم انتقلوا من فارنا إلى اصطنبول على متن باخرة (سفينة بخارية)، أبحرت بهم عبر البحر الأسود واستغرقت الرحلة 81.5 ساعة. وفي عام 1889 صارت الرحلة بكاملها بالقطار ومدتها 67.5 ساعة. وقد تولت شركة ناجلميكرز تجهيز القطار بعربات نوم ومطاعم وصالونات وصالات للتدخين وغرف استقبال للنساء، مفروشة بالسجاد الشرقي وستائر المخمل وأرضيات من خشب الماهوني الثمين، ومقاعد وثيرة منجدة بالجلد الإسباني الناعم، إضافة إلى مطبخ رائع حوى كل ما يلزم لخدمة الركاب المترفين. ولم يكن لهذا القطار مثيل في العالم في فخامته ووسائل الراحة فيه. .
ظل قطار الشرق السريع لسنوات يجتذب النخبة من علية المجتمع الأوربي، وفيهم الأسر المالكة والدبلوماسيون وأصحاب المال. كما أنعشت فخامته وسحر الشرق قرائح الكتاب والشعراء والفنانين والسينمائيين، ومن بينهم گراهام گرين وآگاثا كريستي اللذان أسهما برواياتهما في ذيوع شهرة القطار عالمياً

Hermann Hesse من هذا القطار أيضاً استوحى الكاتب الألماني هيرمان هسه روايته: "رحلة إلى الشرق"
عام 1932،
.
لم يستعد قطار الشرق السريع مكانته المرموقة بعد الحرب العالمية الثانية، وتوقف نهائياً عن العمل عام 1977 بعد عقود من الزمن
أما ربط القطار بالشرق الأوسط فكان مشروع تحمس له قيصر ألمانيا فيلهيلم الثاني والسلطان عبد الحميد الثاني وتم الاتفاق خلال زيارة الأمبراطور لمدينة اسطنبول في 18 تشرين الأول عام 1889 وبدء العمل بمد سكة حديد بداية من 1903 تربط اسطنبول ببغداد وتسهل التنقل داخل الامبراطورية العثمانية لكن عملية البناء استغرقت 37 عاما تغيرت خلالها الخارطة الجغرافية والسياسية (انهيار السلطنة واحتلال أوربا لمنطقة الشرق الأوسط) بالإضافة الى التمويل وجغرافية جبال طوروس الصعبة
اسم محطات القطار ( بريطانيا العظمى - فرنسا-سوسيرا-إيطاليا - صربيا - كرواتيا- سلوفينا – بلغاريا – رومانيا – اليونان – تركيا – سوريا )
شكلت حلب مفترق طرق للمسافرين نحو الشرق وصولا الى الموصل وبغداد والبصرة أو نحو الجنوب الى دمشق بيروت القدس وحيفا. والقاهرة

كما أن الجاسوس الشهير لورانس العرب استقلّ القطار بتكليف من الحكومة البريطانية إلى الشرق ليعدّ الثورة العربية الكبرى، وخلال إحدى المعارك ضد العثمانين نسف لورانس إحدى السكك التي تربط دمشق بالجزيرة العربية.
إضافة إلى ذلك، شهد القطار توقيع اتفاقية الهدنة بواسطة الجنرال فوش
نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. هو لم يكن مجرد وسيلة نقل إذاً، بل مسرح أحداث سياسية ومصدر إلهام للفنانين وإحدى الوسائل التي أسهمت في التحوّلات العالمية المختلفة.













رانو قنديل غير متواجد حالياً  
التوقيع

كرزة هليل
قصة قصيرة لخليل ورنم أبطال روايتي القادمة أسرار الياقوت

روايتي الأخيرة لاڤــا بقلوب أحلام


أعمالي بقلوب أحلام (إضغط على الصورة للدخول)





اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
رد مع اقتباس