الموضوع
:
يمينك *مكتملة* *مميزة*
عرض مشاركة واحدة
13-03-19, 04:49 PM
#
195
نغم
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
?
العضوٌ???
»
394926
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
2,972
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
الفصل الرابع
- ليلة الدخلة ، كررت الدكتورة الكلمة بهدوء .
هل كان أول اتصال جسدي بينكما وقتها ؟
- كلا ، تمتمت جيهان بارتباك واضح ، كان أول ... اتصال بيننا بعد عقد القران .
- و أثناء الخطوبة ؟
- أبدا طبعا .
- لماذا طبعا ، الكثيرون تكون بينهما تجاوزات أيام الخطوبة
- أعلم لكن ليس هو
- لأنه ملتزم ؟
- ليس ملتزما أكثر من غيره و لكني شعرت بأنه ..
تنهدت بعمق و أضافت تعترف :
- كان يحترمني .
" كان تنفع دائما كأساس " ، فكرت الدكتورة و هي تواصل الكتابة بسلاسة قبل أن ترفع عينيها و تواصل أسئلتها :
- كيف كان ذلك الاتصال ؟
الذي قبل الزواج ، أقصد .
- بعض القبلات
- فقط ؟
- و ... اللمسات .
- و كيف وجدت الأمر ؟
كيف كانت قبلتكما الأولى ؟ أعادت صياغة السؤال حين اكتفت الأخرى بالصمت كجواب .
- في المرة الأولى و كي أكون صادقة لم أشعر بشيء
- لماذا ؟
- لأنها كانت تخالف كل توقعاتي ، بعيدة جدا عن كل ما تمنيته و تخيلته .
- ما الذي كنت تريدينه في تلك القبلة و لم تجديه ؟
- كنت أريد أن يتعامل مع شفتي على أنها المرة الأولى لهما و لي و لكنه تعامل ب...
- بنضج ؟
- بجهل، صححت بشيء من الحدة و هي تزفر بصوت مسموع، أنا آسفة لكن هذه الكلمة المناسبة التي تصف الطريقة الغبية التي بدأ بها معي ، كان رجلا جاهلا .
صحيح أنني تزوجت و أنا سني كبيرة نسبيا و لكني كنت صفرا في التجارب و المفروض أن يتعامل معي على هذا الأساس .
- في المرات التالية تحسن الوضع ؟
- نعم ، اعترفت جيهان بتردد و هي تستغرب برود المرأة الأخرى ، في المرة الثالثة... أصبحت قادرة على التجاوب معه و لكن هذا لا يمنع أنه سلبني حلاوة المرة الأولى .
- حلاوة المرة الأولى ، اممم ، و هنا نصل إلى المرة الأولى لكما معا و أريدك أن تصفي لي ليلة الدخلة بكلمة واحدة.
- كانت بشعة
- بشعة ، بدأت الدكتورة تقول لكنها توقفت أمام سيل الكلمات الذي لم يكف عن الانطلاق من بين شفتي الأخرى .
- مؤلمة ، مؤلمة جدا و محبطة بكل المقاييس .
- هل أرغمك ؟
- كلا طبعا ، هو ليس من ذلك النوع و لكن .. و لكن .
توقفت الدكتورة عن الكتابة ، بحتثت عن عينيها الهاربتين و حين اصطادت نظراتها طلبت منها بثبات :
- احكي لي بقليل من التفصيل من فضلك .
دون الدخول في الجوانب الحميمية إذا كان ذلك يضايقك .
أغمضت جيهان عينيها بتعب .
تعود ببطء و عدم رغبة إلى تلك الليلة .
كان وسيما لا تنكر، متألقا للغاية بقميصه الأبيض الناصع و بذلته السوداء المزدانة بخطوط رمادية لامعة.
كانا مثاليين مع بعض ، على أرض الواقع كما في الصور .
و الجو داخل غرفة النوم كان مثاليا كما حرصت هي بنفسها أن تجعله ، لون الستائر الفستقي الخافت المشع بفخامة تحت الضوء الناعم للنجفة الأنيقة ، المفرش الأبيض الناصع و النمنمة الرقيقة التي تغطيه ، كل شيء كان مثاليا .
كل شيء كان يمهد لليلة أحلى من الأحلام .
عندما أزالت طرحتها و كشفت عن شعرها الذي تماوج لونه البندقي الطبيعي مع شقرة صناعية زادته ألقا لاحظت فورا اضطراب أنفاسه و ذلك أضرم نارا حامية في أنوثتها الخابية و أيقظ رغبة نائمة منذ وقت بعيد .
تنهدت مسبلة الجفون و هي تتذكر تصرفه البعيد عن اللباقة بعد نهاية سهرة الاحتفال، كيف ألقى بتحية جامدة سريعة على الحضور ما إن خرس صوت الموسيقى، كيف أخذها من ذراعها و جرها بسرعة نحو السيارة راميا وراء ظهره نظرات الموجودين بأنواعها : استغراب، استهجان، تفهم و الكثير من الغمزات .
لهفته عليها ليلتها أيقظت تجاوبا كبير بداخلها و وجدت نفسها تتحرق شوقا لتكتشفه كرجل و تكتشف معه نفسها كامرأة و لكن ...
- و لكن؟
- و لكني كنت متعبة دكتورة، بل ميتة من التعب.
و دعيني أوضح لك ظروفي وقتها ، استمرت تقول بإجهاد جلبته الذكرى ، لم يكن هناك أي أحد متوفر ليساعدني لذلك قمت بكل شيء تقريبا بمفردي .
تصوري أني استمررت بالعمل لآخر لحظة كي لا أختصر من مدة شهر العسل .
كانت حياتي تسير بنسق سريع تلك الأسابيع الأخيرة التي سبقت الزفاف : أعمل الصبح ، أعود إلى البيت لأتغذى و أحيانا لا أعود ثم أقضي بقية الوقت في التسوق .
" المأساة المألوفة لشعب تعود تأجيل كل شيء لآخر لحظة " ، هكذا فكرت الدكتورة بينما شفتاها تنطقان سؤالا مختلفا :
- و أفراد عائلتك ؟
- كل منهم كانت لديه ظروفه ، بابا مصاب بالسكري و الجو كان حارا وقتها ، ماما تعاني من الضغط ثم ذوقها يختلف كثيرا عن ذوقي ، أختي الصغرى كانت منغمسة في امتحانات الثانوية العامة و شقيقي الأكبر كان وقته موزعا بين وظيفتين و زوجته حامل في الشهر التاسع .
- كنت متعبة و هو لم يراع ذلك ؟ أليس كذلك ؟
- بالظبط يا دكتورة ، كان مستعجلا ، أكثر من اللازم
و أنا حاولت أن أفهمه أني لا أستطيع ، لست مستعدة
قلت له لنؤجل الموضوع بعض الوقت أحمد ، حتى الغد من فضلك .
- لكنه لم يتفهم ، قاطعتها الدكتورة ناظرة إلى ساعة الحائط المقابلة ، و مع ذلك تقولين بأنه لم يرغمك .
- لم يرغمني صراحة لكن كيف تصفين تجهمه الواضح ، زفراته الغاضبة ،
كيف تصفين تركه لي وحيدة في غرفة النوم و ذهابه ليشاهد النشرة المتأخرة ؟
هل هذا ما يفعله الأزواج العادييون ؟
- شخصيا أفسره بأنه كان رجلا ناضجا و كان لديه توقعات كبيرة كما يفعل أي رجل طبيعي .
أكملي من فضلك .
- لحقته طبعا لأني لم أرد أن أكون مقصرة منذ بدايتي معه ، لم أردها أن تتحول إلى نحس منذ الليلة الأولى
المهم ، تنهدت و هي تكمل ، لحقته و أخبرته كذبا أني مستعدة .
ظننت أن كل شيء سيتم بسرعة كما عرفت من بعض البنات صديقاتي .
- لكنها كانت تجربة مؤلمة لك .
- جدا ، جدا ، جدا ، تمتمت و تماسك ملامحها ينكسر أخيرا و تطرق برأسها أرضا .
و تواصل الأمر
و لمدة أشهر
- هل كان عنيفا معك في إحدى تلك المرات ، هل أرغمك يوما ؟
- كلا لم يحدث ، أخبرتك أنه ليس من ذلك النوع ، بالعكس أستطيع القول أنه كان مراعيا و لكن مع ذلك كانت تجربة بشعة ، لمدة أربعة أشهر و أنا أتألم و بشدة .
- لمدة أربعة أشهر و هو صابر معك ، قررت الدكتورة بهدوء.
- صابر ؟!! كررت الكلمة باستهجان ، ربما صابر لكن أنا من كنت أتألم ، أنا من كنت أعاني كل ليلة .
و كل ذنبي أني كنت بلا خبرة .
نظرت الدكتورة نور الهدى مرة أخرى إلى الساعة المقابلة ثم قررت ترك فسحة من الوقت و الصمت تسمح فيهما للمرأة الأخرى بابتلاع قليل من مرارتها .
- ما ذنبي إن كان جاهلا إلى تلك الدرجة ؟
ألم يقدر على سؤال أصدقائه مثلا ؟
- ليس من رأى كمن سمع ، تمتمت الدكتورة بنفس النبرة العملية ثم أضافت ، أكيد الموضوع لم يستمر بتلك الطريقة " البشعة " أليس كذلك ؟ أتوقع أنه في وقت ما تحسنت الأمور بينكما .
- طبعا ، وافقت جيهان بحرج .
- كيف أصبحت العلاقة بينكما ؟
- جيدة لا أنكر ، أجابت بحرج أكبر .
- جيدة بنسبة كم .
- بنسبة سبعة من عشرة و أحيانا تسعة من عشرة .
- و رغم ذلك لم تنسي خيبة الليلة الأولى .
- الليلة الأولى ليست موضوعا بسيطا أبدا ، الليلة الأولى هي التوقعات ، هي الأحلام الوردية
إذا لم تتم كما يجب ماذا تصبح الحياة بعدها ؟
شيئا أقرب للروتين .
ساد صمت قصير شردت أثناءه جيهان بينما استمرت الدكتورة تخط بأصابعها الرشيقة لبعض الوقت .
- هل حاولت بإخباره عن انطباعاتك ؟ مشاعرك ؟ إحباطك ؟
- ليس في البداية ، كان صعبا علي التكلم عن تلك .. الأشياء.
لكن فيما بعد ، في مرحلة متقدمة من علاقتنا صارحته و تصوري ماذا قال لي ؟
- ماذا ؟
- قال لي بجفاء أن الذنب لم يكن ذنبه ، أني أنا من كانت لديها مشاكل .
و حين أخبرته أن زميلتي في العمل كانت مثلي و زوجها صبر عليها لمدة أسبوعين قال لي ببرود : لا تقارنيني برجال آخرين حتى لا أقارنك بنساء أخريات .
ما رأيك في انعدام الإحساس ؟
- مدام جيهان ، قالت الدكتورة و هي تنظر لساعة معصمها في إشارة واضحة، اسمحي لي بأن أكون حيادية و أتكلم معك بصراحة .
بغض النظر عن أسلوبه في الكلام معك لكن وجهة نظره صحيحة ، غالبية النساء ليلة الدخلة تمر عليهن بكل سهولة رغم التعب ، رغم الإرهاق ، رغم عدم الخبرة .
- و من كانت مثلي لها الله ، تمتمت بنفور واضح .
- أنا لا أقصد طبعا لكن حاولي النظر من زاوية أخرى .
هل مازلت تذكرين الألم ؟
- كلا طبعا، لا أتذكر تفاصيله و لكن أتذكر آثاره على نفسي
- بكلمات أخرى : تتذكرين الخيبة بوضوح
- نعم
- مثله هو بالضبط ، صحيح لم يتألم مثلك لكنه أصيب بخيبة عميقة .
و في مرحلة ما أصبح كلاكما متساويا في المشاعر .
و أعتقد بخبرتي كطبيبه أنه هو أيضا عانى من آثار ليلة الدخلة نفسيا و كذلك جسديا .
اتسعت عينا جيهان ، أطرقت برأسها و همست بارتباك :
- بالفعل لا أنكر ، حصلت له بعض المشاكل و اضطر للمتابعة عند اختصاصي في أمراض الذكورة .
و لكن الموضوع لم يأخذ كثيرا من الوقت و عاد طبيعيا بسرعة بينما أنا لم ..
- بينما أنت لم تستطيعي أن تنسي و نأيت بجزء كبير من مشاعرك بعيدا عنه لأنك في داخلك لم تقدري أبدا على مسامحته .
- أنا لم …، الأمر ليس كما تصورينه
- هل سامحته ؟ سألت الدكتورة و هي تضغط زر استدعاء السكرتيرة .
- لم أفكر في الأمر من قبل .
- إذن فكري و لكن بينك وبين نفسك .
انتهى الحوار ، دخلت السكرتيرة و خرجت جيهان .
نغم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نغم
البحث عن كل مشاركات نغم