عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-19, 05:00 PM   #197

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,972
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

قبل سبعة عشر سنة ،
تقف ميساء في باب الغرفة ، تشعر بغربة عميقة لا قرار لها و هي ترى ذلك الرجل ذي الوجه الطولي يجلس بجانب أمها بتلك الطريقة الحميمية .
اقتربي حبيبتي ، لا تخجلي من عمك نادر ، سلمي عليه ، مدي يدك و لا تخافي ، سيصبح بمثابة أبيك قريبا و ستنادينه بابا
نعم حبيبتي ، تواصل الصوت الناعم لزوجة عمها الأوسط يبث سمومه داخل كيانها ، ستصبحين مثل جميع صديقاتك لديك أب .
ما شاء الله ، تمتم الرجل الآخر بصوته ذي الحشرجة البارزة كبروز عينيه الجاحظتين و هما تتفحصانها بتركيز ، اسمعيني صغيرتي ، أنا و أمك سنصبح زوجين لكن هذا لن يحصل طبعا إلا لو قبلت أنت .
ساد صمت متآمر بدت هي و أمها المطرقة في خجل تائهتان فيه قبل ان يواصل بخفوت و عيناه مثبتتان داخل عينيها :
الآن سأعرف إن كنت توافقين أم لا ،
لو أحضرت لنا " الشربات " و وضعتها على الطاولة أمامنا سأعرف أنك تقبلين بي كأب لك
لكن لو رفضت فسأغادر فورا
غادر ، نطقها قلبها
و مع ذلك و لسبب تجهله قامت كالمسيرة من مكانها و أحضرت لهم الشربات ليأخذ هو منها الكأس بابتسامة واسعة التصقت بذاكرتها إلى الأبد كما التصقت صورته و هو يقرب الكأس من شفتي أمها و يهمس لها .
.
..
...
أغمضت عينيها بتعب و هي تتذكر تلك الفترة السوداء المتجهمة من عمرها ، كيف اتصلت بجدها و هي تبكي و قالت لا أريد بابا آخر و إن كان و لا بد فلا أريد ذلك الرجل البشع .
جدها كان تقليديا جدا و لم يتدخل .
ربما رأى أنه الحل الأفضل لابنته التي ترملت بثلاثة أطفال و انعدمت فرصتها في زواج آخر .
لكن جدتها كانت أبعد ما يكون عن التقليدية .
تذكرت كيف انتقلوا لفترة ليسكنوا في بيت جدها و كيف كانت جدتها تغيب مع أمها طويلا كل يوم .
تتركهم صغارا لوحدتهم و ضياعهم .
ثم جاءت الفترة الأكثر مرارة و و بدأت تهل عليهم جحافل الناس الذين أتوا لرقيتها
من
السحر .
كلمة كرهتها حينها و لم تعن لها سوى السواد .
و لكن بقدر كرهها كانت تريد أن تعرف كنهها ، أن تكشف الستار عن غموضها ، أن تعرف كيف كادت زوجة عمها بسحرها و أعمالها أن ترغم أمها على الزواج من شقيقها .
لذلك تلك المرة عندما منعوها من الدخول كالعادة قررت أن تختبئ قبل دخولهم و ظلت تراقبهم من مكانها تحت الأريكة القديمة، تنظر بعدم تصديق لتلك المرأة و هي تجذب ذلك الخيط الطويل من حلق أمها ، تجذب و تجذب لتخرجه أخيرا و تأرجحه أمام عيني والدتها و جدتها و هي تشير بانتصار لذلك الشيء المبلل بعصارة معدة أمها .
" العمل " كما قالت المرأة الغريبة و هي تتنهد بارتياح .
" العمل " ، كلمة لم تفهمها جيدا حينها و لكنها عرفت في أعماقها أنها ستظل تخافها طوال حياتها ، تخافها و تكرهها .
و للأسف لم تجد صدى لخوفها في نفوس أخويها .
أخوها الأصغر كان حينها في الرابعة، لم يكن في سن تتيح له أن يفهم أو يهتم بأن يفهم .
أختها الكبرى ابنة الحادية عشر لم تتأثر و كانت تقول بأنه دجل و تخاريف .
لكن هي ، في الثامنة من عمرها لم تقدر على عدم الفهم و عجزت تماما عن تكذيب ما رأته عيناها .
كيف تقنع عقل فتاة الثامنة فيها بأن أمها لم تبتلع ذلك العمل و أنه كان دجلا و احتيالا .
وضعت يدها على معدتها و وجهها يشحب أكثر ثم انحنت لتتقيأ من جديد و هي تكاد تشعر بذلك الخيط في حلقها .

………………………….
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس