عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-19, 12:10 AM   #229

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,972
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

لمسات أصابعها تتتابع على شاشة هاتفها و الأخبار تجري أمام عينيها .
" و رفضت المطربة إ، الكشف عن أسباب الانفصال، مؤكدة أن ارتباطهما كان "زواج صالونات"، وأن الطلاق كان هو أنسب حل. "
" الممثلة م تقول أن زوجها كان يكره عملها ولم يكن يساندها أو يشجعها للتقدم في حياتها المهنية، مشيرة إلى أنها خُدعت باسم الحب. "
" سبب الانفصال بين عارضة الأزياء ش و لاعب الكرة ع كان حسب ما تناقله ثلة من أصدقائهم المقربين لأن التفاهم أصبح مستحيل، ولم يعودا سعيدين كما كانا من قبل، لذلك فكرت ش في قرار الانفصال خاصة أنه يصب في مصلحة ابنتهما. "
" انفصلت الفنانة ن عن زوجها المخرج ح، بشكل مفاجئ بعد زواج استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك حسبما أعلن زوجها عبر صفحته : بهدوء شديد، و باحترام متبادل، تم الطلاق بيني و بين الفنانة ن، متمنيا لها كل السعادة والنجاح والتوفيق في حياتها القادمة "
تنهدت جيهان بعمق و هي تضع هاتفها جانبا على رخامة المطبخ دون أن تشعر بالارتياح الذي من المفترض أن يصلها و هي تتأكد أنها ليست هي الوحيدة في دنيا الطلاق .
تعددت الحالات و الفشل واحد .
من كانت تقرأ عنهن للتو هن نساء ناجحات جدا في " مجالهن " و مع ذلك فشلن في الاحتفاظ بزوج،
ببيت .
لماذا ؟
فيمن تقع العلة ؟
و السؤال الأهم هو كيف تستطيع أي امرأة الحفاظ على زواجها ؟
بطول البال و كتمان غضبها بداخلها كما ترى أمها طوال الوقت تفعل ؟
بالتنازل المتواصل و التراجع المستمر كما ترى خالتها تفعل ؟
بفرض كلمتها منذ البداية و التجبر و السيطرة كما ترى زوجة خالها تفعل ؟
ماذا كان يفترض بها هي بالذات أن تفعل ؟
ألا تستطيع أن تكون هي ببساطة و تقدر على إنجاح زواجها ؟
إلى هذه الدرجة لا تصلح
إلى هذه الحد هي ناقصة ؟
نفضت عنها أفكارها و هي تسمع صوت انفتاح باب الشقة.
- ماما، نادت بصوت عال

لحظات فقط ثم سمعت صوت خطوات والدتها الثقيلة قبل أن تدخل عليها المطبخ .
- خيرا يا ابنتي.

سألتها و هي تضع أحمالها من يدها و تجلس على أقرب كرسي إليها .
- ورق اللورا أين تضعينه ؟ منذ ساعة و أنا أبحث دون فائدة .
بتنهدة حكت ما كانت لتعجز عنه آلاف الكلمات وقفت والدتها و انحنت تفتح الدولاب تحت الحوض ثم ناولتها علبة مربعة متوسطة الحجم .
تناولت جيهان ورقتين ، غسلتهما بحرص ثم رمتهما داخل قدر اللحم .
كانت ستستدير حين أوقفتها عبارة أمها :
- تعرفين لماذا تأخرت ؟ لأني في طريق العودة من سوق الخضار قابلت أمه .

دون أن تلتفت مدت جيهان يدها إلى الملعقة الخشبية و بدأت تقلب بآلية ، جميع خلايا عقلها تنتظر متحفزة الكلمات القادمة التي لم تتأخر أمها في قولها :
- قبل أسبوعين رأيتها أيضا لكنها لم ترني أو ربما تظاهرت بذلك، عموما لم أشأ وقتها أن أخبرك كيلا أزعجك .
اليوم هي بنفسها من حيتني من بعيد ثم جاءت بنفسها لتكلمني .
- اممم، تمتمت تدعي اللامبالاة بينما ملامحها المختفية عن عيني أمها كانت تختلج و بشدة .
- بعد السلام و الأسئلة المعتادة ، صارحتني أنها متأسفة على حال ابنها و حالك.
- متأسفة، هزأت جيهان، كان واضحا مدى تأسفها بالفعل .
- مهما كان ماضيها معك، اليوم بدت لي صادقة، قالت أنك و ابنها تعرضتما للكثير و أن الأمور لا تحل بالطلاق .
- و لماذا تخبرك أنت بهذا ماما ؟ هل أنا من رميت اليمين أم ابنها ؟
لا أدري بالضبط ما الذي أخبر أهله به لكن
- لم يخبر أيا منهم بشيء، قاطعتها والدتها، أمه تقول أنه صامت كقدر مقفولة، لم يتكلم عنك و عنه بكلمة واحدة .
أنه صارا طوال الوقت ساهما لدرجة أنها أصبحت تخاف عليه .
- و أنت ماما ؟ ماذا قلت لها ؟
- أنا طبعا التزمت الصمت، تعلمين أني أكره الكذب، ماذا كنت تريدين مني أن أقول للمرأة ؟ ابنك صامت في حين أن ابنتي قضت شهرا و هي تذمه يوميا .
- لو لم أتكلم حينها لانفجرت .
زفرة أمها المسموعة أزعجتها بعمق فالتفتت تقول بعبوس :
- ما المطلوب مني الآن ؟ أن أذهب إليه و أرده إلى عصمتي مثلا ؟
- أخبريني فقط إن كنت توافقين على العودة إليه و أنا سأعرف كيف سألمح لأمه بذلك حين نتقابل ثانية .

صمتت جيهان و طال صمتها.
بعد أن طلقها بتلك الطريقة تهاوى عالمها من حولها لا تنكر و كرهته في البداية ، كرهته جدا لأنه فعل ذلك بها كأنه لم يكفه كل ما فعله من قبل لكن هذه الأيام الأخيرة صارت لا تعرف ما الذي تريده .
لكن قطعا حتى لو أرادت العودة له فليست مجنونة لتوسط أمها و حماتها فهما مجتمعتان من أكبر الأسباب وراء طلاقها منه .
تلميحات الأولى و عقدها الدائم للمقارنات بينه و بين غيره و سموم الثانية التي كانت تبثها تقريبا في كل كلامها لها هو ما أوصل الأمور بينهما لما أوصله .
- هل نضج اللحم ؟

سؤال أمها العادي بدا في غير محله بطريقة سخيفة جدا خاصة بعد أن كانتا تتناقشان للتو بشأن حياتها و مستقبلها .
- دقائق و أضع الأكل، تمتمت بملل .
نسيت أن أضع الفلفل الأسود ،أضافت بحدة لم تتعمدها، ماما، بحق الله أين تخفينه هو أيضا ؟
- في مكانه، أضعه دائما في أعلى رف من الدولاب .

تأففت جيهان بتذمر و هي تمد يدها لتتناوله .
تأفف لم يغادر صوتها و هي تقول بجفاء :
- المفروض أن توضع جميع حاويات التوابل على الرخامة .

كمُدَرِّسة ابتدائي قضت جزءًا غير بسيط من عمرها في تحمل و مراعاة نزوات الأطفال، نظرت السيدة سميرة إلى التلميذة الكبيرة الواقفة أمامها و التي يبدو أنها لم تستفد شيئا من دروس الحياة .
و في لحظة من لحظات نفاذ صبرها النادرة زفرت بحدة في وجه أكبر بنتيها و قالت بتبرم :
- حين تكونين في بيتك يا ابنتي ضعي ما تشائين حيث تشائين أما هذا فهو بيتي أفعل فيه ما أريد و على مزاجي .

صدمة و دمعة هوان برقت داخل عينيها ، هذا كل ما قابلت به جيهان كلمات أمها قبل أن تترك كل شيء و تخرج و قد تزودت من الألم عبئا جديدا .
بعد دقائق، داخل غرفتها، جلست منحنية الكتفين، تعاسة قلبها تلقي ظلالا واجمة على تقاسيمها ، تتأمل من خلال ضباب دموعها الصورتين الموضوعتين فوق حجرها .
كانت الدكتورة قد طلبت منها في اللقاء قبل الأخير رسمهما لتعبر عن حالتها قبل و بعد حصول الطلاق .
في صورة ما قبل يقف رجل و امرأة ظهرهما لبعضهما البعض ، كل منهما وحيد مع نفسه و أفكاره كما أرادت أن تعبر بها .
في صورة ما بعد كانت قد رسمت فتاة تسير وحيدة في شارع طويل مظلم و هناك قمر خافت يشع مواجها لها في آخر الطريق ، على الجانبين تنتشر عدة بيوت بنوافذها الصغيرة المضيئة .
- سأتكلم في البداية عن الصورة الأولى و سأسألك أين يتواجد الرجل و المرأة المتخاصمان ؟ قالت الدكتورة حينها .
- في البيت، على ما أعتقد ، أجابت هي بهزة كتف خفيفة .
- بالضبط ، في البيت .
- هل ترين الفرق بينها و بين الصورة الأخرى ؟
الأولى على عكس الثانية فيها استقرار لأن هذا ما يعنيه البيت : استقرار و بالتالي نوع من الراحة حتى و إن كانت غير واضحة .
الصورة الأولى أخبريني عنها أكثر، كيف رسمتها ؟
- بعفوية .
- بعفوية، كررت الدكتورة اللفظ مشددة على حروفه، أتعرفين ماذا أرى في هذه الصورة ؟
أرى عودة إلى البحث، أرى انتظارا، أرى حيرة .
أراك فيها مثل القمر الذي ينتظرك : كلاكما تراقبان الآخرين من بعيد .
في الصورة الثانية مدام جيهان أنت تنتظرين ما سيحدث بينما في الأولى كان بيدك أن تحركي الأمور .

هل كان ذلك بيدها بالفعل ؟
فتحت عينيها توقف سيل ذكرياتها عند هذا الحد .
كونت رقم العيادة ببطء ، ترددت قليلا عندما أتاها صوت الدكتورة ثم قالت باستسلام :
- أريد جلسة أخيرة دكتورة و فيها سأحكي لك ما قاله لي في خصامنا الأخير .
………………………..
تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس