عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-19, 02:59 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-2 في ضيافة شابمن تكتشف تمسين روعة منزله وتقاليد جدته وجمال الطبيعة ولكنها ايضا تتعرض لمواجهة الرجل الذي يحتفظ بمصير مشروع خطيبها رهن اشارته والذي لا يستطيع ان يحفظ......تقاليد الضيافة !
بعد الظهر اشتد الحر فادركت تمسين لماذا نصحتها السيدة شابمن بان تلزم غرفتها المخصصة لها بعد الغداء وفهمت ان القيلولة التي لا غنى للعجوز عنها ربما ضرورية لها ايضا .
في كل حال جرى كل شيء على ما يرام بعد قدوم المخطوبين الى مقر آل شابمن اذ انشغل جون مع غرانت في مكتب الاخير حول دراسة خرائط الجزيرة اما تمسين فقادتها العجوز الى صالونها الشخصي لتحادثها بارتياح عن امور شتى حتى حان موعد الغداء.
كان الغداء بسيطا وممتعا في وسط شرفة مطلة على البحر تصرفت العجوز بسلطة وسرعة خاطر بينما برهن حفيدها عن ضيافة مثالية حتى لو ازعجت بعض نظراته الملحة تمسين القيلولة عنده ملغية تماما مباشرة بعد الغداء انطلق مع جون ليطلعه على الجوار.
ها هي تمسين في غرفتها : غرفة ذات بذخ وذوق رفيع اثاثها من الخشب النادر المنحوت بدقة رائعة لامست يدها الاثاث بشيء من الحذر وتفحصت بخشوع السقف العالي والجدران الرحبة الناصعة البياض التي تضفي النداوة وتنسي الحر الشديد اما السرير فله قبة عالية حتى السقف وناموسيتان عريضتان مرفوعتان باوشحة خضراء آه ! الاسترخاء في هذا السرير الذ من السفر على الغيوم ! هكذا فكرت تمسين وهي تبتسم .
بلاط الغرفة من الخزفيات الخضراء والبيضاء من ايحاء الاسلوب الاسباني بينما كانت الاناقة الفرنسية تندمج مع الرفاهية البريطانية المزخرفة فتحت تمسين بابا اكتشفت الحمام الخاص بالغرفة وهو من الفسيفساء ذات الالوان الجذابة باب آخر يطل على الشرفة كلها ازهار ونباتات تضفي على المكان ظلالا مريحة وعطورا منعشة.
امسكت تمسين بحجر املس من لون الخشب وشعرت ببرودة لمسه الندي .
ادركت تمسين ان غرفتها حصيلة اهتمام خاص نابع من اصحاب ذوق وثروة وضيافة عريقة كل تفصيل بل كل حجر برهان ساطع عن هذا على رفوف الكتب المرتبة بالقرب من السرير وجدت الصبية آخر الاعداد من المجلات النسائية العالمية انها المطالعة الفضلى لاثارة اهتمامها !
لاحظت في الحمام قطع صابون معطرة تنتظر خيارها ! ياللضيافة المثلى ! كل هذه الاشياء تؤمن السعادة دون شك بشرط ان يملك المرء اعصابا صلبة تعطيه القدرة على مجابهة سيد المكان !
استرخت تمسين في مقعد رحب ومريح واخذت تطالع المجلات النسائية تستمتع بتفحص آخر ابتكارات المصممين البارسيين .
وبدا المنزل فارغا من السكان خلال ساعات طوال لكن مع هبوط الليل ارتعشت النباتات وسمعت تمسين وقع خطى في الخارج وباب سيارة يغلق ثم ضحكة رجل فجأة دخلت الجدة غرفة تمسين دون قرع الباب واعلمتها ان السيد عاد وهي تعبر عن اعجابها بالصبية :
- انت رائعة ! الشعر الفضي والعينان زمرديتان والبشرة شفافة......انت اميرة القمر ! ياله من تناقض رائع بينك وبين امير الشمس خطيبك جون !
ارتسمت ابتسامة معتمة على شفتي العجوز وهي تضيف:
- هل فاجأتك عبارتي الرومنطيقية؟ لقد تخطيت عمر الهوى من امد بعيد يا صغيرتي لكن ذكرياتي ما زالت حية انا ايضا اكتشفت في صباي لذة الحب ورجفته .
لا اشتياق ولا حنين في صوت العجوز انما عتمة مرت سريعا في عينيها وهي تضحك بتقطع قبل ان تتابع :
- لكل عمر ظروفه هذه حقيقة بديهية لا شيء يثبت الحب ايضا يتحول ومع العمر تخف المآسي وتبتعد الاهواء اتفوه الان بكلمات اثقلتها السنين وانت لا تفهمين او لا تصدقين......هيا بنا الى البهو ! لن يأتي مدعوون غرباء هذا المساء اظنك تفضلين امسية حميمة ساكنة اليس كذلك؟
في الواقع كانت السهرة حميمة ساكنة ومن دون جون اذ عندما دخلن البهو فسر لها غرانت ان فور انتهائه من استكشاف الجوار ذهب جون يبحث عن خلوة تمكنه من انهاء ملفات تفصيلية ضرورية .
حاولت تمسين المحافظة على رباطة الجأش تجاه هذا الخبر المفاجئ فاصطنعت الخفة فيما قالت :
- هذا يعني ان عملا كثيرا ينتظرني منذ نهار الغد !
سألتها الجدة بالحاح بينما دعت حفيدها ليجلسها في مقعدها المفضل :
- هل يعجبك عملك ؟
اجابتها تمسين بحماس :
- اجل عملي يجذبني كليا !
- هل كان يجذبك ايضا قبل ان تحبي السيد جون ؟
ضحكت تمسين ثم اخذت جرعة من شراب الاناناس قبل ان تجيب بهدوء تام :
- نعم الامر كذلك .
تدخل عندها غرانت في الحديث قائلا :
- في ايام صبا جدتي لم يكن مسموحا لآنسات العائلات الكريمة ان يلون اناملهن بأي عمل !
اجابت العجوز :
- ولكن المرء يتطور مع الاجيال .
ثم تابعت:
- اظن ان الاوضاع افضل في ايامنا الحاضرة بالفعل في صبانا كنا محاطات باهتمام عائلي كبير لكننا كنا نجهل متطلبات الحياة وقساوتها كنا نحلم بالحب الكبير ! في العصر الحاضر تتمتع الصبايا بتفكير متحرك واقعي انهن سعيدات اكثر منا .
فجأة وبلهجة عنيفة سأل غرانت شابمن تمسين :
- هل تحبذين هذا الرأي ؟
- لا استطيع مقارنة عواطفي باي شيء من هذا.....انا سعيدة....ويكفيني ذلك!
علقت الجدة بذكاء :
- يبدو انك كنت دوما سعيدة حتى في السنوات العصيبة اعني اثناء المراهقة وحتى سن البلوغ اكنت ايضا سعيدة ؟
- اعتقد ذلك كل اسباب الراحة النفسية متوفرة لدي منذ الصغر والداي محبان متفهمان كنت اهوى المدرسة وكانت لي علاقات وصداقات كثيرة .
برقت عينا السيدة شابمن السوداوين وهي تقول :
تتمتعين دون شك بنوع خاص من الجاذبية التي يصعب تحديدها وبجمال كاف لتستقطبي الجميع غرانت ايضا يملك هذه الموهبة لكنه يستخدمها حينما يشاء ويخفيها حينما يشاء بينما انت لا تدركين ابعادها
ابتسمت تمسين بلياقة وهي تتساءل اين تكمن بالضبط موهبة غرانت هذه لربما يتمتع بقوة مغنطيسية في تكاوينه لكن هذا غير كاف لاعطائه قدرة الجاذبية الداخلية الحقيقية.
تدخل غرانت موجها كلامه لجدته :
- تجرحين تمسين وهي على وشك الاحمرار خجلا وبراءة من الافضل يا جدتي العزيزة ان تحتفظي لنفسك بتحاليلك وآرائك !
اطاعته العجوز ضاحكة راضية ثم اشارت للخدم باعداد مائدة العشاء كان الطعام لذيذا للغاية تذوقت تمسين اصنافا عديدة من السمك والاصداف لم تعرفها من قبل .
سار الحديث حول افضل طرق تحضير المأكولات الشهية فتبين ان غرانت خبير بهذه الامور ايضا ربما بفضل التراث الفرنسي الذي ما زال حيا عنده .
بعد العشاء عاد الجميع الى الصالون القت الجدة نظرة الى الليل في الخارج وهي تقول لتمسين بحماس ملحوظ:
- انظري ! ها قد خرج صيادو السمك ومعهم قناديلهم الى عرض البحر ! تفرجي يا تمسين ! انه مشهد رائع !
خرجت تمسين الى الشرفة الواسعة فانعشتها طراوة الهواء الاتي من البحر حدقت في الليل الحالك دون قمر وعلق نظرها بشريط رفيع من الاضواء الذهبية المتراقصة هناك في البعيد على مياه الخليج .
لم يكن القمر ساطعا كي يضيء هذا المشهد الخلاب لكن نظر تمسين ما لبث ان اعتاد الظلام ابصرت خطا ابيضا متحركا بهدوء هناك حيث الامواج العالية تهرع الى الشاطئ لمعانقته .
- ها هن النسوة على صخور الشاطئ تلملمن الاعشاب البحرية والاصداف !
رن صوت غرانت قريبا من اذن تمسين على الشرفة الواسعة في قلب الليل الطري واكمل تفسيره قائلا :
- اما عن هذه الاضواء المتلألئة في عرض البحر فانها لصيادين يستخدمون السنارة والشبكة على حد سواء .
- هل هناك الكثير من السمك للصيد ؟
بعد طرح السؤال ادركت تمسين غباء كلامها ولم تجد ما تقوله لكثرة ارتباكها بحضور غرانت الذي كاد يلامسها في حلكة الليل .
- الاسماك هنا لا تحصى ! ابناء الجزيرة يفضلون البونيت وقد ابتكروا مراكب خاصة لصيده اما السياح فيصطادون المارو والاسماك الطائرة في الجهة الاخرى للجزيرة يوجد مصنع تعليب الطون يديره يابانيون ونتوقع اسناد ادارة المصنع لابناء الجزيرة في وقت عاجل .
اخذت تمسين تتأمل اضواء مراكب الصيادين متنقلة بهدوء الى وسط الخليج وسمعها مأخوذ بصوت الموج على الصخور وغناء ناعم صاعد من القرية في الجهة السفلى عطور ندية تغلغلت الى اعماقها فأحست الصبية فجأة بسعادة جديدة تغمرها فهمست بهدوء:
- ياللروعة ! الم يظن الاوروبيون انهم في الجنة حين اكتشفوا تلك الجزر !....
- لكنهم بذلوا جهدهم لافسادها .
اجاب غرانت واقفا وراء الصبية واكمل :
- بالطبع لم يستطيعوا ايقاف بعض الاوبئة كما حدث هنا في فالايسي الاكثرية بنوا ثروتهم على استغلال الهبات الطبيعية من دون مراعاة اهالي الجزر لكن البولنزيين والحمد لله اصحاب نخوة ولا يستطيع احد ان يلومهم لحذرهم تجاه المشاريع التي يقترحها عليهم الغرباء .
- لذا قمت انت باحياء معامل تعليب الطون .
- اجل لا يطلب الاهالي اكثر مما تعطيهم الطبيعة انما يجب ان يتغير الوضع والبعض منهم بدأ يفهم وجوب الحصول على فوائد ومنافع جديدة تكمن الصعوبة في قدرة الحفاظ على طريقة عيشهم كما هي علينا ان ندرس بدقة المشاريع السياحية الحديثة كي نخلص التراث المحلي من اخطار التجارة الاستهلاكية .
حبذت تمسين اقواله فتابع باصرار :
- في جميع الاحوال التغيير ضروري !
- معك حق .
عبرت تمسين عن تحبيذها لافكار غرانت وهي تلاحظ كم ان صوته يطيب عمقا ونعومة كلما نسي التكلم بلهجة استخفافية لاذعة .
قالت حالمة :
- ابناء تلك الجزر كم يعلمون اشياء نسيناها من زمان !
- القضية تتفسر كالاتي : علينا جعلهم يعيشون حسب معطيات القرن العشرين والمحافظة على تراثهم الاصيل .
- يا له من رهان !
- بدون شك ! انما من عادتي ان اربح الرهان !.......هل تشعرين بالبرد ؟
- لا (اجابته ضاحكة) في نيوزيلندا الحر اخف شدة من هنا! ليالينا اكثر طراوة حتى في فصل الصيف كان قد بدأ البرد عندما سافرنا الى هنا .
- هذا ما قاله جون .
فجأة احتلت صورة جون قلب هذا الليل الساحر فشعرت تمسين بالخجل لكونها هنا في الحلكة وحدها برفقة غرانت شابمن استدارت لتدخل الصالون لكنه اوقفها ماسكا ذراعها ومشيرا الى الصيادين :
- انظري !...........انهم عائدون الى اليابسة ! بعد لحظات ستسمعينهم ينشدون اليحانا ساحرة !
في الواقع بدأت الاضواء تتقارب وتتجمع باتجاه الشاطئ توقفت تمسين عن التنفس ترقبت سماع النغمات الاولى فانطلق الغناء حنونا ناعما وراح يتصاعد ويقوى بحركة فرحة ومتناسقة .
انطفأت الاضواء وتصاعدت الضحكات والاصوات المرحة ثم رويدا هيمن السكون ولم يبق في المدى سوى ايقاع الامواج على الصخور.
تنفست تمسين وشعرت باحاسيس غريبة وكأن خلية من كيانها ترتعش بالحياة فسألت مسحورة :
- هل يفعلون هذا كل ليلة ؟
- نعم كل ليلة....تعالي ........هلم ندخل والا فقد يبللك الندى وقد يخطر لجدتي انك قاومت رغبتي بان اضمك الي !
عند سماعها هذه الكلمات كادت تمسين ان تفقد توازنها لكنها تمالكت وتمكنت من الضحك وهي تتجه الى الصالون قائلة :
- انت مخطئ بحق جدتك فهي متأكدة من انني افهم الحياة بما فيه الكفاية !
- كونها فرنسية يجعلها تنظر الى العلاقات الغرامية بواقعية مدهشة لذا انت هنا يا آنستي العزيزة جدتي لا تثق ابدا بخطيبك جون !
جعل الغيظ تمسين تقف مكانها وتقول بصوت قاس:
- حقا؟........اما بالنسبة اليك فهي كلها ثقة عمياء اليس كذلك؟
- بالعكس ! لكنها بدعوتها لك للمكوث هنا تبعدك عن جميع الاخطار ! فهي تعرف انه لا يجوز لرب البيت ان يغري ضيفة عليه ! اما فهمت ذلك ؟........حقا جدتي نادرة الفطنة !
- انت رجل سخيف وابغضك !
- حقا ؟
اجابها بسخرية وتابع :
- هذا ما حاولت الليلة الماضية قوله لي على ما اظن !
فورا فكرت تمسين بجون وارادت ان تعوض عن تصرفها المسيء بكلمات مرضية لكن غرانت سبقها قائلا :
- لا تحاولي الاعتذار ! افضل الصراحة التامة على التصرف المتسكع ! وبما انك نسيت ما قلته لك البارحة فلا تندمي الان ! انا رجل اعمال ليس من عاداتي السماح لعواطفي الشخصية ان تؤثر على احكامي العملية .
- اذن ......لماذا ؟
- معارضتك لي ازعجتني ! ظاهريا صبية ناعمة ومطيعة انما باطنيا مستعدة للهجوم ! لكنك لست مستعدة على مخاصمة اشخاص من حجمي اليس كذلك ؟ قد يأتي يوم وتكوني لي من الشاكرين !
كلماته الاخيرة اثارت الحيرة والتساؤل عند تمسين لم تتمكن من فهم نواياه لانه لم يعطها الوقت اللازم وبسرعة مفاجأة رافقها الى باب غرفتها وذهب فخلعت ثيابها وهي تستعيد ذهنيا حوارها الليلي مع غرانت والجاذبية الساحرة التي جعلتها تنسى خصومتها تجاهه .
تسائلت تمسين عن حقيقة السبب الذي دفع الجدة الى دعوتها للمكوث في هذا البيت فاذا ما ادعاه غرانت صحيحا واذا ارادت العجوز حقا ان تضع تمسين تحت حمايتها يعني ان غرانت زير نساء خطر وانه لو اراد سيحاول اغرائها لكن لا ! هناك الفاتنة ليز هولند التي لا يمكن لاحد ان ينساها والتي من دون شك تحتل في قلب غرانت مرتبة عالية !
انزعجت تمسين من هذه الافكار المتراكمة في رأسها وخاصة تخيلها تلك المرأة في حياة شابمن فحاولت طردها من ذهنها .
شجعت نفسها قائلة لفؤادها ان مكوثها عند آل شابمن سينتهي بعد اسبوعين او ثلاثة وان عليها ان لا تعير غرانت اهتماما خاصا وان كل شيء سيكون على ما يرام .
سوف ينجح جون في مباحثاته مع الحكومة ويفوز بالمشروع لشركة مكهال عندها تغادر جزيرة فالايسي مع خطيبها وتنسى الى الابد غرانت شابمن هذا القرصان الوسيم الذي يحرك فيها احاسيس غريبة .
لسوء الحظ لم يكن جون على هذا المستوى العالي من التفاؤل كما بدا لها في اليوم التالي وهما يتنزهان في الحديقة اعلمها بصوت كئيب ان مباحثات العمل قد تستغرق وقتا طويلا واضاف :
- شابمن يتوقف عند كل اصغر التفاصيل ويبدو مسيطرا تماما على كل الارادات رجال الحكومة انفسهم لا يجرؤون على تحمل المسؤولية ولديهم جواب واحد على جميع الاسئلة : يجب التشاور مع السيد شابمن !
- يتصرفون بحذر حكيم .
اجابت تمسين بهدوء واكملت :
- بالنسبة اليهم تحقيق هذا المشروع يتطلب اجتياز عقبات كبيرة واقل خطوة ناقصة قد تحدث ازمة اجتماعية خطيرة بين الاهالي
- لا افهمك ! اية جهة تناصرين ؟ هل ناقشت الموضوع مع شابمن ؟
- ليس تماما .
- قولي لي بالتحديد بماذا صرح لك ؟
اخبرته تمسين كل شيء فقال لها جون :
- كل هذا لا ينير طريقي بضوء جديد ........علي ان اكمل المعركة وحدي على ما يبدو ! لا بأس ! اما انت يا حبيبتي فهل انت بخير ؟
- الحمد لله .
- حسنا !..........اني ذاهب الان ........سالقاك في المساء!
مرت ساعات ما قبل الظهر بسرعة كرستها تمسين للعمل رتبت اوراق جون وطبعت على الالة عدة رسائل وتقارير ودراسات تخمينية ثم توجهت نحو مدخل المنزل تبحث عن امكانية وضعها في البريد .
بينما كانت الموظفة تفسر لها امكانية وضع الرسائل في وعاء اسود كبير كما يفعل اهل البيت عامة سمع صوت غرانت العميق وهو يقترب من تمسين :
- رسائلك هذه يمكن ارسالها مع بريدي هل لديك طوابع ؟
- آسفة لا .
- تعالي اذن الى مكتبي ساعطيك طوابع .
كان المكتب واسعا مريحا يحتوي على مكتبة كبيرة تطل على قاعة اخرى تخرج منها طرقات على الالة الكاتبة .
رن شابمن الجرس فحضر من القاعة المجاورة رجل متوسط العمر اسمه ستيفن تولمن القى السلام على تمسين باحترام لبق ووعدها بأن يرسل بريدها في المساء ريثما ينطلق الى المدينة .
واضاف :
- وسأشتري لك طوابع ايضا لا تترددي بان تجلبي لي كل ما تريدين ارساله كلما احتجت الى ذلك .
اعطته تمسين الرسائل شاكرة وتركت المجال لشابمن ليرافقها الى الخارج ويسألها بفتور مدروس :
- هل انتهى العمل لهذا النهار ؟
- لم يبق الا القليل .
- اذن ما رأيك لو تستحمي وتسبحي قليلا ؟ الحر هنا يجعلنا نمضي ساعات من الوقت في الماء سألقاك على الشرفة بعد دقائق !
كان الطريق المؤدي الى حوض السباحة وسط اشجار فرحة واغصان الياسمين الابيض والاحمر يفوح عطرا ساحرا مسكرا مما جعل تمسين تقول باعجاب كبير :
- يا لها من روعة ! لو كانت امي هنا لجن جنونها من الفرح ! هوايتها العظمى الازهار والنباتات ! هذا الياسمين غاية في الجمال ! عندنا ييبس ويموت في هذا الفصل من السنة !
- اما هنا في فالايسي فيزهر على مدار السنة ! من القارة النيوزلندية كلها افضل منطقة اوكلند على صعيد الياسمين.........
- هل تسافر غالبا الى هناك ؟
- اجل لي اعمال هناك واصدقاء كذلك اين يسكن والداك؟
- في بلدة على خمسين كيلو مترا شمال اوكلند والدي يملك مزرعة كبيرة يهتم بتربية الخراف ويساعده اخي البكر الذي قد يحل محل ابي عندما يقرر الوالدان قضاء باقي حياتهما في بيت صغير على شاطئ البحر .
- هل لك اخوات او اخوة اخرين ؟
- اخت صغرى سارة عمرها عشر سنوات شعرها اصهب كثيف وعيناها خضراوان كجميع اعضاء العائلة .
لم تكمل تمسين حديثها عن عائلتها لانها خافت ازعاج غرانت لتفاصيل قد لا تعني له شيئا اقترب منها ولمس شعرها باصابعه قائلا :
- اما شعرك انت فبديع للغاية كأنه تاج من الذهب الصافي لماذا تحفظينه قصيرا ؟
ارتبكت تمسين محاولة دون جدوى ان تخبئ تأثرها ثم قالت بتعثر:
- لو كان شعري اطول لصعب علي تسريحه.......انها مشكلة الشعر الرقيق..........
- لكن النوعية التي احسها باللمس تعوض عن كل شيء ! لا شك ان خطيبك جون قال لك ذلك سابقا .
لهجة غرانت الساخرة جعلت تمسين تعض على شفتها لئلا تصرخ في وجهه لحسن الحظ كانا قد وصلا امام حوض السباحة مما وفر الكلام على الصبية التي جذبها المنظر .
المشهد خلاب حقا في ناحية من الحوض نبع ماء عذب يعكس الوان قوس قزح الحوض نقي كالمرآة تتدلى اغصان تحمل ازهارا زرقاء وذهبية في الناحية الثانية من الحوض حيث الظل هناك مقاعد وطاولات تنتظر الضيوف اما تمسين في صدر المكان يرتفع هيكل صغير ناصع البياض كهياكل اليونانيين القدامى
ابتسم غرانت مفسرا :
- هذا المبنى اليوناني نزوة من آل شابمن ! جدي طلب بناءه !
- مدهش ! كما في الاساطير القديمة !
- تقولين هذا لانك لم تتعودي بعد على الترف الخاص !
لهجته اللامبالية اغاظت الصبية لكنها فضلت الصمت والتريث .
بدلت تمسين ثيابها في غرفة خشبية وارتدت لباس السباحة.
نظرت الى شكلها في المرآة وتساءلت عن امكانية الظهور دون ارتباك امام شابمن في لباس من لون جلدها! لامت نفسها لاعطاء غرانت تلك الاهمية المضخمة وتذكرت كم من المرات ارتدت هذا اللباس على شواطئ نيوزيلندا وبارتياح تام .
ربما رغبة في المغامرة دفعت تمسين الى التخلي عن شكل من الدفاع عن النفس فخلعت خاتم الخطوبة ووضعته في حقيبة اليد ثم خرجت ووثبت مباشرة في الماء واخذت تسبح بحيوية نحو النبع المتلون بالنور .
لشدة نضارته اضفى ماء الينبوع على تمسين مزيدا من الحيوية فاستمتعت بقطراته الغزيرة وهي تراقب شابمن يجتاز الحوض برشاقة بطل اولمبي لكنه لم يقترب منها بل ظل يسبح ذهابا وايابا راغبا في اكمال تمرينه الرياضي دون ان يزعجه احد فارتاحت تمسين لهذا واكملت استحمامها بماء الينبوع الساحر .
عندما اقترب منها غرانت رجعت الى الوراء كأنها خائفة........من ماذا من رجولته ؟ في لباس السباحة كان يبدو طويل القامة مرتاح التصرف اسمر البشرة كانت ترى من خلال ماء الحوض تحرك عضلاته امسك غرانت بيدها قائلا :
- من المستحسن ان تنهي استحمامك الشمس هنا حادة جدا قد لا تتحملينها طويلا انت لست معتادة على هذا الطقس .
فوافقت تمسين بحركة من رأسها لكنها لم تتمكن من لفظ كلمة واحدة فتحركت للخروج من الماء........اوقفها غرانت وعيناه تبرقان كاللهيب ثم غمرها بقوة .
شعور جديد كأنه صدمة عنيفة احتل كيان تمسين كما لو ان الحوض والينبوع والارض باكملها غابت فجأة عن الوجود.
تجمدت الصبية واحست بجسمها يتلاشى حتى الذوبان.
عندما كف غرانت عن عناقها نظرت اليه من اعماق عينيها الخضراوين.........
ثم قال لها :
- لن احاول تبرير ما فعلت انت ساحرة وهذا يبرر كل شيء.
كما لتأكيد صحة الكلام كانت ليز هولند مدعوة الى الغداء فظهرت في اوج جمالها وتصرفت بحنكة وحرارة تجاه غرانت حاولت تمسين ان تتصرف بصورة عادية آخذة القرار العنيد لافهام شابمن ان مبادرته اثناء السباحة لم تترك فيها اي تأثير .
مباشرة بعد الغداء غير مبال بتقاليد القيلولة غادر غرانت النزل برفقة ليز والتحقا باصدقاء لهما على شاطئ البحر .
ذهبت تمسين الى غرفتها وهي في امس الحاجة للتفكير والوحدة لما حدث لها خلال النهار العجيب الغريب .
حاولت اقناع ذاتها ان كل ما جرى ليس الا مجرد اعجاب رجل بامرآة لقد عانقها ليعبر لها عن ذلك الشعور ولم يكن في تصرفه هذا اي اثر للحب او للشغف الشديد بل روح رياضية لا اكثر ولا اقل وعليها توقيف الاحداث على هذا الحد .
سرعان ما انساقت وراء احاسيسها اخذت تفكر انها اكتشفت في ذاتها ميولا كانت تجهلها من قبل عرفت مثلا ان هناك شعورا قد يجذب امرأة نحو رجل غير خطيبها بالرغم من حبها لهذا الاخير !
وتساءلت هل هذا الشعور يشكل مشكلة خطيرة ؟ واين مدى الخطورة ؟ علاقتها بجون اعمق بكثير من اي انجذاب عابر مبنية على احترام متبادل وذكريات مشتركة وثقة متينة..........
هل يتوجب عليها ان تفاتح جون بكل هذا ؟ بدأت تشعر بالقلق لو اخفت عنه ما حدث تضفي على الموضوع اهمية لا مبرر لها لكنها توفر على خطيبها مزيدا من انشغال البال اما اذا اطلعته على ما جرى فقد ينزعج كثيرا طالبا منها العودة الى الفندق وهذا الشيء قد يوتر علاقات العمل مع شابمن لا تصدق هذا الاخير عندما يدعي السيطرة الكاملة على عواطفه الشخصية بالنسبه لاعماله فلا شك انه سيرفض مقترحات جون في حال نشبت بينهما معاداة شخصية .
نظرت تمسين الى البعيد واخذت القرار لاول مرة منذ ولادة الحب بينهما ستخفي على خطيبها امرا يهمها ويهمه ستنتظر نهاية مكوثها في فالايسي وعودتهما الى نيوزيلندا لتبوح له بهذا السر هكذا لن يوبخها ضميرها ليس من السهل اخفاء هذا السر لكن العذاب لن يطول ....
نهاية الفصل الثاني قراءة ممتعة.......


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس