عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-19, 02:26 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 ــ ادركت مارثا ان هذا اللقاء كان شركا نصبه لها.
لكنها لم تكن لتصدق ابدا انه يستطيع اغراقها فى هذه اللجه.
عادت الجاذبيه القديمه تجرفها والاحاسيس الملتهبه استيقظت ....
حاولت ان تستعيد رباطه جأشها . فكرت بمراره انها اخطأت تفسير نظرت اليكس , لمحت فى وجهه عطفا لا تفهما . زعم ان دايون فى امستردام ... اهذا ما قاله بالضبط ؟ كل ما ذكره , ان دايون سافر الى هناك منذ يومين .
قال زوجها بصوت بارد مثل التأنيب فى عينيه:
ــ هلا دخلت يا مارثا ؟اليكس, سنتكلم فى ما بعد .
قبل ان يبتعد اليسك رمقها بنظاته اخرى لكنها لم تلاحظها فى غمره تركيزها على المقابله المنتظره .شدت قامتها عاليا ومرت بزوجها غاضبه . ولجت الغرفه ثم توقفت فجأه لدى مرأى حميها الجالس خلف مكتبه الفخم . توقعت بشكل ما ان يكون دايون بمفرده . تعثرت خطوتها حين سمعت زوجها يغلق الباب الثقيل.
نهض ارسطو بتثاقل . رأته وهو يدور حول المكتب ليحييها . هو الاخر كبر فى السن . رمقته بحذر الا انها لم تر فى عينيه سوى الترحيب المهذب . تابع يقول:
ــ يسرنى انك وافقت على الحضور . لم اعد شابا كما ترين . انى اترك معظم المهمات المتعبه بابنائى هذه الايام.
ــ اسفه .
جوابها كانمقتضبا على الرغم منها, فكيفما نظرت الى الامر وجدت نفسها مخدوعه. ولم يرقها ذلك .
اشار ارسطو الى مقعد جلدى يجاور مكتبه وقال:
ــ ارجوك اجلسى . ادرك شعورك بأننا خدعناك ... انها كان من غير المعقول ان تتوقعى منى الا اطلع دايون على امر رسالتك .تنفست مارثا بعمق . انها فى موقف غير مؤات بالمره. فأمامها هذا الرجل العجور الحاقد يخترق ظهرها . ماذا يفعل دايون هنا؟ ولماذا تشعر بأنهم عادوا يتلاعبون بها؟
اختارت لكماتها باعتناء حين قالت:
ــ اخبرت اليكس انى لم اشأ المجئ الى هنا . كان بوسعنا ان نستعمل البريد لنقول ما لدينا من كلام ...
ــ حقا ؟
كانت النبرد الشرسه التى قاطعتها غريبه تمام عن النبرات اليكس الى حد جعلها تتساءل كيف استطاعت ان تخلط بين الاخوين ولو لبرهه وجيزه؟ تمسكت بحقيبه يدها كخشبه خلاص . وتقدم دايون من عند الباب لينضم الى والده. وقف تجاه المكتب منفرج القدمين عاقدا ذراعيه على صدره.
كان بدوره , يرتدى ثيابا رسميه.
واجهته مارثا وتمنت لو انه بقى عند الباب . خلال سنوات انفصالهما نجحت الى حد كبير فو محو صورته من ذهنها . لكن ها هو الان امامها. يمزق غلالات النسيان ويكشف النقاب عن امالها العقيمه .
ادركت اضطرارها الى اجابته فقالت:
ــ كتبت الى والدك لانه يملك هذه الجزيره . املت ان يتفهم موقفى. ان روجر ... اقصد السيد سكوت ... صديق طيب لنا...
استوضحها دايون بصوت بارد:
ــ اتعنين لك ولابنتك؟
ــ اجل , لى ولجوزى . لاختى ايضا .
ــ اه , اختك . لا يجب ان ننساها, اليسك كذلك؟
تنفست بارتجاف وناشدت ارسطو بقولها:
ــ هل ستجبينى بالرفض؟ اهذا ما توشك ان تقوله؟ ان كان الامر كذلك...
ــ هل لك ان تجلسى؟
اشار ارسطو ثانيا الى المقعد . ومع انها لم ترغب فى تغزيز موقف زوجها الا انها ادركت انالوقوف انهك حماها وانه لن يجلس الا اذا فعلت ذلك . امتثلت لطلبه متردده فسارع بلهفه الى الاستراحه على مقعده الخاص . قال وهو يبسط كفيه على المكتب :
ــ الان! لنكن صادقين مع بعضنا. اتوافقين؟
هتف دايون: ــ ابى!
قالوالده متجاهلا اعتراضه الحانق:
ــ كلا يا دايونيسوس . يجب ان نقول ذلك فورا . ليس عدلا ان نحجب اسباب هذه المقابله عن زوجتك . ان كنت تريد. حسبما تقول. ان تتحرر من هذا الزواج فمن حق مارثا ان تفهم ذلك من البدايه .
لدى سماعها كلمات حميها احست بالدم يغيض من وجنتيها. صحيح ان رؤيه زوجها صدمتها لكنها لم تكن مستحيله التوقع . اما احتمال ان يفكر دايون فى الطلاق فهذا ما لم يخطر لها على بال! لم تتوقع ان يفكر فى الطلاق لسنوات عديده. اضافه الى انالفكره لم تكن مقبوله لديها بتاتا. ماذا سيحل بجوزى؟ ارادت ان تصرخ . لكنها لم تفعل.
تأملها ارسطو بتهذيب هادئ وقال:
ــ اذن. فهمت الان سبب وجود دايونيسوس . عندما كتبت الى بشأن التنقيب عن الاثار , انتهزتا الفرصه . هذه الامور من الافضل ان تقال وجهها لوجه . اعلم ان دايون يفكر فى الطلاق منذ بعض الوقت , ومراسلتك سهلت امورنا جميعا.
احست بجفاف رهيب فى فمها فقالت بصعوبه شديده:
ــ فهمت .. ماذا عن ابحاث روجر؟
ــ يا الهى!
هتف دايون بغضب فى حين ادركت مارثا ان كلماتها بدت , بلا شك, غايه فى البلاهه . لكنها عجزت عن قول اى شئ اخر فى تلك اللحظه.حتى غضبه لم يقدر ان يزيل شعور الغربه الذى استحوذ عليها .
قال لها ارسطو بصوت منظبط:
ــ اهدا يا بنى . هل لك ان تستدعى اندروس؟ اعتقد ان جميعنا بحاجه الى شراب .
سار دايون وفتح الباب بعنق فحاولت مارثا ان تضبط عواطفها . لم يكن ذلك سهلا اما نظرات حميها الثاقبه . يا الله! كم اخطأت فى تصورها حين ظنت ان دايون حضر اجتماع كى تفرض عليها بعض المطالب! سمعت صلصله اكواب على صينيه على المكتب ثم انحنى بتهذيب قبل ان يخرج . اقترب دايون من الطاوله وسألها بخشونه واضحه عما تود شربه.
كان هناك ليموناضه فالتقطت كوبا فى حين اختار الرجلان شرابا اخر. رأت زوجها يجرع كأسه قبل ان تملأه من جديد . لم تشأ ان تعود الى مقعدها القريب من صينيه الشراب وقررت الجلوس على مقعد النافذه حيث ساعد الهواء الى اسأ , وهى لا تثق كثيرا بقدرتها على مواجهتها.
عاد ارسطو يقول:
ــ اقترح بادئ ذى بدء ان ننتهى من قضيه ... السيد سكوت ... اهذا اسمه؟
اومأ حين وافقته مارثا على صحه تعريفه وتابع :
ــ تعملين حق العلم انى لا اسمح لاى مؤرخ بأن يزور ميكوس .
وهنا استوضحها زوجها باتهام بارد:
ــ لنكن لم تأتى بهذا الخصوص , اليس كذلك يا مارثا؟
ادركت انصدام ان عبارته تخفى اشياء اخرى لم تفهمها بعد. قالت:
ــ اخشى. اخشى انى...
قاطعها دايون بحده:
ـ اوه . ارجوك . لا تحاولى خداعنها باكاذيبك! انك لم تكتبى الى والدى لانك شعرت برغيه انسانيه فى مساعده الرجل الذى تتكلمين عنه.
ــ اذن لماذا كتبت؟
نطقت السؤال الذى غجزت عن كبحه . وللمره الثانيه حاول ارسطو ان يرطب الموقف فقال لابنه وفى عينيه تحذير عجزت مارثا عن فهمه:
ــ دايونيسوس , لنهمل قليلا فى الاستنتاج ولندع مارثا تطلعنا على دوافعها . بعد ذلك نبحث الموضوع.
هبت واقفه وهتفت:
ــ لقد اطلعتكما عليها. اى سبب اخر يمكن ان يكون هناك؟
قال دايون بازدراء:
ــ ربما لم يخطر لك . وقد كبرت الطفله. ان باستطاعتك اقامه دعوى للاحتفاظ بها؟
هلعت مارثا ورددت:
ــ الاحتفاظ بها؟ كلا!بالطبع لم افكر فى ذلك.
عاد والده يخاطبه محذرا لكنه تجاهله وقال فى برود :
ــ من واجبى ان اخبرك بانى قمت بزياره لانكلترا حيث رأيت الظروف التى تعيشين فيها. استغرب انك اقتنعت اخيرا بأن الاستقلاليه لم تمنحك كل الاشياء التى حسبت انها ستمنحك اياها
دايون زار انكلترا واطلع على ظروفها المعيشيه ؟ ما معنى ذلك؟ هل رأى جوزى ؟ هل علم بوضع ساره؟ كلماته التاليه اوضحت لها الصوره:
ــ لم تتقدمى بدعوى للحصول على الطلاق. وهذا الرجل. . كائنا من كان, لم يبذل مجهودا ليتزوجك وليمنح اوبته للطفله. لابد انك تسعين بكل قوالك لاعطائها اسما شرعيا.
ــ انت مخطئ اشد الخطأ! انا.. ان كنت تظن ان روجر هو.. هو والد جوزى, فانت مجنون!
اغضبته وقاحتها فتقدم منها خطوه ثم توقف كانه يراعى حضور ابيه. ثم استوضحها قائلا:
ــ اذن من هو ابوها؟ اخبرينى ذلك. اخبرينى ايضا لمذا تجرأت على الكتابه الى والدى وطلبت اذنا تعلمين انه لن يعطى لك!
ضاقت انفاسها الا انها استطاعت ان تقول معترفه:
ــ بعد ان تركتك, عشت فتره مع ساره . لكن شقتها كانت صغيره جدا. مجرد غرفه للنوم . صاحبه السكن لم يرقها ان اعلق حفاضات الطفله فى الحمام. ثم...
توقفت اذا لم تكن مستعدهلاطلاعه على حادث ساره. وكيف ان الشقه اصبحت عديمه الفائده بالنسبه الى فتاه مقعده لانه سيشمت باخبار كهذه. تابعت بكلمات اقل اقناعا:
ــ كنا بحاجه الى مكان اخر. حيث استطيع جر عربه الطفل , فقدم لنا روجر الطبقه السفليه فى منزله.
استوضحها دايون وهو يرمقها بنظره ضيقه:
ــ ما الذى حمله على ذلك؟
ــ الا تؤمن بكرم الاخلاق؟
ــ انك تطلبين الكثير!
ردت برأس شامخ:
ــ هذا واضح! حسنا! ان كان هذا كل ما لدينا من كلام...
القى دايون نظره مكتئبه فى اتجاه والده وقال:
ــ كلا. لا تزال هناك اشياء يجب ان نقول لبعضنا البعض.
فجأه نهض والده وازاح مقعده ثم دام حول المكتب . همت مارثا بمرافقته الى الباب ولكنه اشار بالتراجع قائلا:
ــ ستتناولين معنا طعام الغداء قبل رحيلك. لابد انك جائعه.
قالت وهى تنظر الى زوجها بحرج:
ــ لا, ارجوك . اعنى... اظن انه من الخير لة ان اغادر فورا.
ــ نسيت اننا لم نبحث موضوع الطلاق.
قالها دايون بخواء فأحنى بثقل توترها المتزايد. انها بالكاد تحملت وجد دايون فى حضره ابيه. اما الانفراد مع فامر مرعب . ليس لانه يخيفها بالضبط . با لانها تخشى سلطته عليها. تلك السلطه السوداء التى تجذبه وتقزز فى ان. والتى اوشكت ان تدفعها الى حافه الجنون خلال الاسابيع الالى التى اعقبت رحيلها عنه
اخذت سالى ترشف شرابها بعصبيه وعيناها تقفزان بقلق فى انحاء الغرفه, فتوجه دايون بتثاقل الى النافذه وراح يحدق الى البحر دونما اكتراث . حسبته مارثا يحضر فى ذهنه وسيله اخرى لاذلالها . وانذهلت حين سألها فجأه:
ــ لم فعلت ذلك يا مارثا؟ لم هجرتنى؟ هل طلبت منك ان ترحلى؟هل هددتك بالطلاق؟ان كان هذا الرجل يهمك الى هذا الحد لماذا لم تخبرينى قبل ولاده الطفله؟
وضعت كوبها باحتراس على حافه المكتب ثم تسلحت بما تبقى لديها من رباطه جأش وقالت:
ــ تعرف لماذا تركتك يا دايون. ولم يكن بوسعك ان تتوقع منى البقاء معك بعد الاشياء التى قلتها لى. قد لا املك ثراء عائله ميكونوس لكننى املك بعض الكبرياء. لا احد ...
تهدج صوتها انفعالا وتابعت:
ـ لا احد على الاطلاق, وبخاصه زوجى, يستطيع ان يعاملنى كما فعلت وينفذ سالما من العقاب!
لستدار اليها هاتفا بغضب :
ــ حسنا, ماذا تسمين تصرفك ذاك؟كيف توقعت منى ان اتصرف؟ هل كان على ان اقول.. بالطبع , انا اتفهم هذه الامور! من الطبيعى ان تحتاج زوجتى الانكليزيه المتحرره الى اعجاب رجال اخرين؟ كلا!
ــ هذا الحوار عقيم!اين عقلانيتك؟ انك ترفض الاصغاء.
قست ملامحه وقاطعها حانقا:
ــ لكت الى مذا يجب ان اصغى؟ الى المزيد من الكذب والمناورات؟تجرأت على المجئ الى هنا لتتوسلى لاينا نساعد هذا الرجل . وانت تدركين بانك تسببين بذلك الالم والحرج لى ولعائلتى ومع ذلك تظنين انى عديم التعقل!
تنهدت بتعب:
ــ ان روجر سكوت صديق للعائله, مجردصديق لنا.
ترك النافذه ووقف قبالتها متأملا ببرود وقفتها الصامده:
ــ صديقالعائله هذا. اهو والد طفلتك؟
ــ كلا.
نفت ذلك اليا لكنها ادركت فورا افضليه الصمت.
ــ اذن , من هو؟رجل لندنى اعرفه؟ شخص عرفتك اختك اليه, ربما؟
انها عارضت زواجك منى, اليس كذلك؟عارضته لانه كان ينافى مخططاتها. سيطيب لها ان تؤذينى من خلالك . اليس مصيبا فى ذلك؟
ــ هذا الكلام القبيح ! كما انه ينافى الحقيقه. ساره ليست كذلك. انها تحبنى وتسهر على مصالحى... ارادت لى السعاده ولم تكن المؤوله عن عدم تكافؤنا.
قال مكفهر الوجه:
ــ بل كنا متكافئين! على الاقل. قبل ان تتدخل اختك.
ارتعدت مارثا غضبا وقالت تستفزه:
ــ بوسعك دائما ان تحد تبريرات لتقصيرك , اليس كذلك يا دايون؟اطبقت يداه على ذراعيها وفح بشراسه:
ــ احترسى فى كلامك معى يا مارثا. انت لا تزالين زوجتى. هناك حرمه للزواج فى بلادى تفوق حرمته عندكم!
ــ هل تهددنى يا دايون؟
شدت قامتها بشجاعه لكن ضغط اصابعه المها بشده.
كانت, فى وقت مضى , تزهو بطبيعته العاطفيه الحاره. اما الان فهى تعر اشياء اخرى كثيره , الوحشيه على وجهه, الغضب فى صوته. قدرته الفائقه على تحطيمها ساعه يشاء . كما تعى بألم انه الرجل الوحيد الذى يجعلها تدور فى دوامه كامله من العواطف التناقضه .
شاهد فى وجهها رهبه وتوقعا لنوع لنوع العقاب الذى قد ينزله بها, فتأوه على الرغم منه. وبالرغم من الهوه العميقه بينهما. لم تسعه الان ان يصفعها. حدق فيها بنظره مقيده. فانطلقت من شفتيها شعقه ارتياح . قال من بين اسنانه:
ــ انت تستاهلين القتل!
قلت لى انك تودين التمهل فى انجاب طفل, اننا نحتاج الوقت نمضيه بمفردنا قبل ان تضطلعى بمسؤوليه الامومه وافقتك انذاك! اسعدنى ان احتفظ بلك لنفسى..
iهمست وخداها يتوردان:
ــ دايون, ارجوك.
قال بقسوه:
ــ الحقيقه هى انك خنتنى مع رجل اخر وسمحت له بأن يمنحك الطفل الذى حرمتنى منه. ان احتقارى عقاب بسيط لفعلتك تلك!
ــ لا جدوى من النقاش...
ــ احقا؟ ما الداعى الى مبالاتك اذا ما استمتعت بتعذيب نفسى على هذا النحو؟
حاولت الافلات منه عبثا ثم ختفت بيأٍ:
ــ انك لا تعذب نفسك يا دايون بل تعذيبنى! انك تؤلمنى!هل لك ان تطلق ذراعى؟
ــ ولم افعل؟
بدلا من ذلك . جذبها اليه بعنف وهو يقول:
ــ انتظرت هذا اللحظه منذ وصول رسالتك.اردت ان اؤذيك . ان اذلك, ان اشاهد خيبتك لدى افتضاح مرأبك الدنيئه. كما اردت ان ارى ما فعلته السنوات بك لاعرف ان كنت قاسيت مثلما قاسيت انا بسببك!
حدق فيه بعجز. وعت انه جعلها. على الرغم منها, تحسس وجوده كزوج لها فى ما مضى. وكان قادرا على اثارتها بنظره بسيطه يتبادلانها. لم تشأ ان تتذكر هذه الاشياء او ان تعترف بتلك الجاذبيه الغريزيه بينهما. لم يكن حبا . من جانبه على الاقل. لكن ذلك الانجذاب لم يمنع التأثير المهلك الذى احدثه فى حواسها.
حدق فى عينيها وغمغم بصوت اجش:
ــ الطفله؟ هل تشبهك؟ هل اخذت عنك لونك. ونحولك وارادتك الصلبه؟
ــ نعم. تشبهنى. انها طويله بالنسبه الى سنها ونجيله,
منا انها تمتلك عزيمه قويه خاصه بها.
اومأ دايون والتوى فمه بتعبير ندم. خبا العداء فى عينيه وحلت مكانه مراره معذبه. قال معترفا:
ــ حدست بان ابنتك ستكون مثلك. على القدر نفسه من الاراده والاستقلاليه والجمال...
اختنق النفس فى حلق مارثا. ان عاطفته العنيفه جعلته ينطق هذه العباره. لم تتعجب كثيرا عندما طغى عليه احساسها المشترك فقربها منه مطلقا اّهة عبرت عن احتقار ذاتى. لم تقدر الان ان تتحاشى لمسه.
تعلقت بخيط واه من الانضباط وتمنت لو انها استعدت كفايه لمجابهه التأثير الذى سيحدثه فيها.
لكنها لم تكن لتصدق ابدا انه يستطيع اغراقها فى هذه اللجه.عادت الجاذبيه القديمه تجرفها وتغرقها فى احاسيس ملتهبه .
ــ مارثا. من هو والد طفلتك؟ الا يحق لى ان اعرف؟
طغت عليها عاطفيه الموقف ففضحت نفسها كليا حين همست بصوت ابح:
ــ انت هو!
تراجع بفجائيه اذهلتها واعجزتها عن النطق . حدقت الى محياه النتقلص من دون ان تفهم الدافع الى ثورته المنذره بالسؤم:
ــ يا الهى! يا الهى! قولى ان الحقيقه غير ذلك!
رمشت عيناها ورفعت يدها الى رأسها . ما اصعب ان تعاود التفكير فى امور عاديه .. المهم انه خدعها مره اخرى. بشكل ما. انه خطط لكل هذا كى يكتشف الحقيقه وراء حملها لجوزى. كان فعلا باردا غاشما لكنه يعبر عما الت اليه طباعه. شعرت بالتلوث والاذلال الكامل!
كلمها ثانيه لكنها رفضت ان تجيبه. اشاحت عنه . والتقطت حقيبه يدها من على الارض.
اغضبه تجاهلها فانتزع الحقيبه من يديها ثم قذف بها ارضا.
ــ مارثا, اريد منك جوابا!
تراجعت بعيدا والذهول يخرسها. لقد احتال عليها كى يكتشف سرها.
تدافعت افكارها تركض هنا وهناك بحثا عن مهرب. هل صدقها؟كيف لا يصدق وقد اعترفت فى لحظه عاطفيه محضه؟ اقسمت , فى ما مضى. انه لا تطلعه على السر الا اذا اختارت ان تخبره بنفسها.
الان استله منها حتيالا . وفى ظرف مذل لم تعرف له مثيلا.
انفتح باب الغرفه وظهر ارسطو على العتبه. استوعب المشهد بعينيه الثاقبتين... وجه ابنه المكفهر. لوعه مارثا الشاحبهالحقيبه المطروحع على الارض . لكنه قال بتعقل اوجدته سنوات الدبلوماسيه المهنيه:
ــ اصبح الغداء جاهزا.
ثم خاطب الشابه المتمسكه بظهر المقعد:
ــ مارثا, اذا تفضلت بمرافقتى.
اردات مارثا ان ترفض الدعوه. لم تشأ ان تاخذ شيئا من اّل ميكونوس . لكن قبولها سيشكل هروبا من دايون. من شر حضوره الخانق. هزت كتفيها مستسلمه واتجهت صوب الباب .
امتد الرواق امامها من دون نهايه. قدم لها ارسطو ذراعه. كأنه استشف حيرتها. وقال:
ــ تعالى , سيلحق بنا دايون . سوف نسير معا وبوسعك ان تحدثينى عن حياتك فى انكلترا وعن اختك التى تحبينها كثيرا.
كانت طريقه مهذبه لكسب اذعانها. شبكت ذراعها فى ذراعه وسارا متمهلين على الرواق المقنطر. اثناء وجود هيلين واولادها.كانت الردهات تون بضحكات الصغار المنفعله. اما اليوم فهى هادئه بعد عنف دايون الثائر.
اراحها الخروج الى الهواء الطلق. تحت المظلمه الشجريه الواقيه من حر الشمس. كان عبير السنط يمتزج بعطر العرائش المزهره ذات الاغصان المتدليه حول حوض السباحه. الطاوله المستديره الزجاجيه السطح كانت ملأى باطباق اللحم والسلطه. البيض المتبل بالصعتر . البندوره المحشوه واباق يونانيه اخرى طالما لذت لمارثا.
ــ اجلسى, من فضلك
دعاها ارسطو بتهذيب فجلست على الكرسى بامتنان. شكرته مبتسمه واذفأتها نظرته بعد ان عانت من نظرات دايون البارده.
جلس قبالتها ثم سكب العصير فى كوبين فيما قدم لها اندروس اطباق الطعام لتختار منها.
اكتفت بشريحه لحم مع القليل من السلطه اليونانيه المؤلفه من شرائح البندره والخيار والزيت الخفيف . لم تكن جائعه لكنها شعرت بدوار واملت ان يعبد لها الطعام توازنها.
وظهر دايون فيما كانت ترشف عصير البرتقال. تسمرت فى مكانها وشعرت كأرنب ينجذب مغناطيسيا الى افعى . تجمدت اطرافها واتخذت موقف عجز وابتهال.
علق ابوه ببعض الخشونه:
ــ دايونيسوس! بدأت نتساءل ان كنت تنوى الانضمام الينا. لقد سبقناك الى الطعام. كما ترى. ارتغب فى كوب شراب؟
ارسل دايون نظره سريعه الى رأس زوجته المنحنى ثم سار الى جدار منخفض يفصل الباحه عن شرفات الجنائن النحدره تحتهم. قال متجاهلا دعوه والده:
ــ اين اليكس؟اريد التحدث اليه.
تمدت اعصاب مارثا وهى تصغى الى شرح ارسطو بأن اليكس ينتظر تصالا هاتفيا مع اثينا. قال الكهل مكملا شرحه بتكاسل:
ــ هناك بعض الصعوباه فى الاتصال. ايد تلك الحسابات من ستافروس كى تراجعها هذا امساء.
همهم دايون موافقته بحماسه اقل.اضغت اليه مارثا فى انتظار ان يخبر والده ما سمعه منها. الا انه لم يتكلم. ثم ترك مكانه وجلس الى الطاوله.
قربه منها حسسها بوجوده لكنه لم يكن قريبا جدا ليخفيها.
صرف ارسطو الخادم بحركه من يده وناول ابنه كأس الشراب قائلا:
ـ حسنا. اخبررنى الان بقرارك.
نظرت مارثا الى صحنها وتشاغلت بتحريك طعامها. لكن دايون لم يجبه فورا.انحنى عبر الطاوله وملأ فمه بالخبز وسأل بصوتمكتوم:
ــ اى قرار تعنى؟
خفض ارسطو حاجبيه الشائبين من حده الطباع التى يتحك فيها عاده. وقال بخشونه:
ــ تعلم الموضوع الذى اعنيه يا بنى. لى ترتيبات اجريت بشأنه؟هل شرحت الى مارثا بأن التسويه الماديه ستكون وفيره . وبالغرم من الظروف الموجبه. شرط الا تعارض الدعوى؟
استرخى دايون فى مقعده وقال اخيراوهو يتأمل كأسه بتفكير متعمد :
ـ اظن اننى بحاجه الى وقت اطول لادرس الموضوع.لا شك انك تفهم ذلك يا ابى.
سأله والده بنبره متوعده:
ــ اتقصد ان مارثا رفضت ان تمنحك الطلاق؟
ذهلت مارثا من تطور الامور فسارعت الى النفى . بصوت متوتر:
ــ اننا لم نبحث... الطلاق, تحدثنا فى..
قاطعها دايون قبل ان تورط نفسها:
ــ تحدثنا فعن اشياء عديده حتى ادركنا ان تحطيم الزواج اكثر من بضع كلمات تكتب على صفحه ورق!
هب والده واقفا مرتجفا بكبرياء:
ــ دايونيسوس! ما هذه الحماقه؟ايه سلطه لهذه المرأهه عليك؟ما كدت تجلس معها ربع ساعه حتى رجعت عن قرار اتخذته منذ اسابيع بل اشهر!
انته من الموضوع!لا تدعها تسحرك من جديد.تخذ القرار!حرر نفسك من الاغلال التى قيدتك خمسه اعوم طويله.
ارتجفت مارثا وهو يتكلم . لقد ادركت سابقا انه ما تحملها الا من اجل ابنه. كما عرفت بمعارضه والديه المبدئيه لزواجهما. الا ان حبهما بدا قويا انذاك وجديرا بأيه ضغوط قد تفرض عليه. كان ذلك قبل ان تعلم بالمتطلبات التى تفرضها مؤسسه ميكونوس على موظفيها الكبار. قبل ان تجد نفسها وحيده لأيام. لاسابيع طويله.. دايون فى جانب من العالم وهى فى الجانب الاخر. بالطبع, حتى ذلك كان بوسعها ان تتحمله لو كانت حره فى تصرفاتها. لكنها لم تكن حره. توفعوا منها ان تمتثل لللتقاليد كسائر زوجات العائله. لكن نزعه العناد والاستقلاليه طغت عليها وتسببت اخيرا فى سقوطها..
عادت الى الحاضر. وجدت دايون واقفا. ومع انه كان يحاور والده ياليونانيه الا انها استطاعت فهم معظم الحديث. سمعت زوجها يصرح بوجوم:
ــ انك تتخطى نفسك يا بابا . انا هتم بامورى الخاصه وخير لك ان تتذكر ذلك. انت لست مستشلرى ولا حارسى. انت والدى وبالتالى يتوجب على احترامك . ادرك ان ارءاك قد تختلف عن ارائى, لكن لا تدعنا نخطئ الظن بان اصغائى ليك يعنى انى افكر مثلك . لم اعد صغيرا. انا رجل . انى احترم النصيحه لكنى اتخذ قراراتى بنفسى . هل تفهم؟
تعمقت الخطوط فى وجه ارسطو وازدادت تجهما. واجه ابنه مشدود القامه لكنه بقى اقصر منه. اشفقت عليه مارثا بالرغم من حالتها الصعبه المتوتره. ادركت بحسره ان زوجها تغير الى حد فاق تصورها . فى الماضى . لم يكن يعارض والده او يجادله ام يمنعه من ابداء ارائه. هذا الرجل اقسى عودا. ابعد نظرا. اشرس تصرفا. كل شئ فيه يحدد مصيره ومصير مؤسسه ميكونوس. قد يكون والده لا يزال يدير الاعمال اسميا الا ان دايون ورث كل شئ باستثناء ذلك الاسم.
قال ارسطو باسطا كفيه على الطاوله:
ــ اذن ,اليس لزوجتك.. اليس مارثا خيار فى القضيه؟
استدار الى كنته وبسط يديه متابعا:
ــ ايمكننى القول انى لا استطيع التصديق بانها ترغب فى تأجيل الطلاق؟
لم يلتفت دايون الى زوجته واعلن بنبره فظه:
ــ انا ومارثا , ليدنا الوقت الوفير لنبحث الموضوع. انى اعتزم الاتيان باغراضها من الفندق فى رودس...
هبت مارثا واقفه لتواجهه وقاطعته بتحد:
ــ كلا! ليس لدينا ما نناقشه يا دايون. لقد تقرر منذ خمس سنوات! جئت الى هنا لاكلم والدك وانتهيت من ذلك. هذا كل شئ سأغادر حالما تستعد الهليكوبتر لارجاعى.
رد دايون بدون اكتراث:
ــ حسنا, ان كنت مصره عل ذلك.لكن علينا ان نتحدث يا مارثا. شئت ذلك او ابيت.
حدق فى عينيها وتابع:
ــ اما هنا اى فى الفندق. لا فرق لدى. لكن تذكرى. انك جئت الى هنا بمحض ارادتك . انصحك بأن تفكرى فى مثلكم الانكليزى حول الحمقى والملائكه قبل ان تقولى المزيد.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس