عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-19, 02:47 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7-من طبع دايون ان يتصرف بمثل هذا الكرم,
لكنها رفضت الاقرار بذلك.
لم يمانع مره ان يشاركه الاخرون فى ممتلكاته...
باستثنائها هى !
ايقظت مارثا اشعه الشمس المتسربه من شقوق الستائر المعدنيه. لا يزال الوقت مبكرا جدا, لكنها فقدت رغبتها فى النوم. ولا يسعها ان تستلقى هكذا ,تحت رحمه القلق والحيره المستبدين بها.
نور الصباح يشيع فى الغرفع شفافيه عنبريه,وستائر النوافذ الزرقاء تبدو ذائبه فىالظلال.خزانه الادراج وطاوله الزينه تعكسان اشعه الشمس فيشوبهما لون ذهبى,كمان مربعات البلاط مصقوله ترسل ذرات من الغبار الشفاف.
سارت الى حيث النوافذ ,ثم التفتت خلفها صوب السرير كانها تتوقع وجود احد هناك.لقد امضت الليله بمفردها,والترقب الذى سهدها حتى الفجر لم ينجم عنه سوى السهر وقلق البال.
فتحت الستائر المعدنيه وحدقت بوجوم الى الحديقه المغموره بالالوان. احست بشئ من الغثيان والصداع. اين قضى دايون ليلته؟ هل استطاع النوم؟اذا فعل ,فعما كان يتحدث ليله امس؟
من الحماقه ان تشعر بالخيبه,لكنها مشوشه,وعقلها المتعب يرفض ان يجد اسبابا لتغيبه.
استعرضت احداث الامس الفائته فلم تجد فيها ما يدعو الى الشك فى نواياه. لكنها لم تقض معه وقتا طويلا لانهماكها فى رعايه جوزى التى توعكت قليلا.
لا ريب الحر وكثره الرياضه كانا السبب فى اضطرابها الصحى حيث امضت مارثا معظم الوقتفى تلبيه متطالباتها.اقترح دايون ان تتولى احدى الخادمات رعايه الطفله لكن مارثا عارضت اقتراحه بشده.اما ساره, فهبت الى مناصره اختها,كعادتها كلما اختلف دايون ومارثا حول راى ما :
_ ان الطفله تحتاج الى امها فى ظروف كهذه.
وتابعت ساره تخاطب دايون ك _ لا تتوقع من مارثا ان تترك جوزى فى عهده ناس غرباء فهى تعتنى بها منذ زمن طويل, وترطهما صله وثيقه جدا.
اجابها دايون بصوت بارد:
_معك حق , ان صلتهما وثيقه اكثر مما يجب. لكننى اعتزم تغيير ذلك فى المستقبل القريبز
سمعت مارثا عبارته وهى تبتعد عن المائده فاحست بذعر.الهذا السبب اصر على ان ترافقه الى اثينا ؟هل يعتزم فصلها عن ابنتها بطريقه تدريجيه, ولذا كان قصده من استخدام مربيه انكليزيه ان تحل محل مارثا فى نهايه المطاف؟هل ان خطه استرجاعها هى مجرد ترتيب مؤقت كى لا تصاب جوزى باضطراب عميق عندما يحصل الانفصال النهائى؟ شغلتها هذه الافكار المقلقه فلم تقدر ان تتصرف بموضوعيه, الامر الذى جعل جوزى تتجاوب مع تدليل امها المفرط بشراهه طفوليه,حيث استغلت لهفه مارثا وضاعفت شكاواها.
عندما جاء اندروس ليخبر مارثا ان جوزى تطلب حضورها للمره الرابعهوفطن روجر الى دلع الطفله .كان يحدث اليكس عن الحفريات القائمه فى اكروتيرى,فقطع الحديث ليقبض على ذراع مارثا المهروله,وهتف بها :
_الا ترين انها تتلاعب بعواطفك من باب الانانيه؟ انها تعرف ان زوجك هنا , وبالتالى تريد الاستئثار باهتمامك.كفى عن الرضوخ لها.
سمعه دايون ,فنهض عن كرسيه وقال :
_الحق معك. ساذهب واكلمها.مارثا,عودى الى المائده.اتركى لى هذه المهمه.
_كلا ....
لكن روجر ظل ممسكا بذراعها فعجزت عن ايقاف دايون الذى سارع الى دخول البيت .قال لها روجر بحزم وعيناه تحذرانها:
_استرخى .دعى دايون يكلمها. انها تحتاج الى هيبه رجل.اليس كذلك؟
قالت ساره بغضب:
_تقصد هيبه والد؟مارثا,الا ترين ما يفعله دايون؟انه يحاول سلب مكانتك فى حياه جوزى...
هنا,تدخل اليكس فقال مستنكرا:
_هراء! الا يحق لاخى ان يتكلم مع ابنته؟انها ابنته,حتى انا استطعت رؤيه هذه الحقيقه!
اجابته ساره باستنكارمماثل:
_خساره انك لم لم تر هذه الحقيقه قبل اليوم,فمنذ عده سنوات طويله ومارثا ترعى جوزى من دون مساعد ال ميكونوس.لما تفترض انها اصبحت الان بحاجه الى هذه المساعده؟
قالت مارثا باعياء:
_ساره ,ارجوك...
لكن اعتراضها ذهب سدى,اذا نهض اليكس واقفا وقال بخشونه:
_ان اختك هى التى تركت اخى وليس العكس.اتعلمين ان الصدمه اوشكت ان تقتله؟اتعلمين ايضا,انه خالف كل وصايا العائله حين جاء بك الى هنا؟
تخلصت مارثا من قبضه روجر وعادت الى مقعدها. لكن الجو تكهرب وما عاد قابلا للاحاديث العاديه. رحبت مارثا بانتهاء العشاء حيث تمكنت من الهرب.كان دايون قد رجع وابلغهم ان جوزى تحسنت بشكل ملحوظ, عندما تسللت الى غرفتها لتطمئن على حالها وجدتها مستغرقه فى النوم . بدا واضحا ان الطفله استجابت الى كلام دايون. احست مارثا بانخفاض فى معنوياتها حين دخلت الى غرفتها التى فقدت حصانتها السابقه.
لكن هذه الحصانه استمرت طوال الليل,ونعمت بها مارثا مع ان خواطرها لم تعلم الهدوء. ان تحذير اليكس الشاجب,اضافه الى موقف زوجها المذل ,اشعراه بياس طاغ.تبين لها خطا ان اليكس قد سامحها.كان يجاملها من اجل جوزى ,الضحيه البريئه فى لعبه القدر هذه.
الان اطل الصباح,واليوم ستصل المربيه الانكليزيه,فيما تشعر بعجزها الكلى عن معالجه الموقف. انها لا تعرف شيئا عن هذه المربيه . اهى شابه ام كهله؟ودوده ام متسلطه؟مجربه ام ساذجه,على غرارها هى؟
ليست لديه اى وسيله لاثبات ظنونها, اذن لا جدوى من هذا القلق العقيم.ثم,حين وعت انها فى حاجه الى شئ ينشظ ذهنها وارتدت المايوه الازرق الذى ابتاعته فى السنه الماضيه ,ودثرت جسمها باحدى مناشف الحمام الكبيره ثم غادرت غرفتها .رات شخصا يسبح فى الحوض,فخطر لها ان تتراجع قبل ان يراها ذلك السابح,كائنا من يكون,الا انها تذكرت تصميمها الجديد على عدم الاستسلام للمخاوف .تشجعت بالرغم من ارتجاف ركبتيها ,وعبرت الممر المزدان بالعرائش,الذى يؤدى الى حوض السباحه.
تبين لها فورا ان السابح ليس زوجها بل سلفها اليكس الذى كان يعوم متمددا على بطنه . وحالما انقلب على ظهره و بدا يسبح بتكاسل فى اتجاه الحافه .نادهها مبتسما باسترخاء:
_صباح الخير مارثا .هل ستنضمين الى ؟
ترددت للحظه العابره ثم ازاحت منشفتها وتركتها تسقط على بلاط الموازييك المحيط بالبركه .سالته وهى تتقدم الى الحافه:
_اتريد رفيقا؟
_رفقتك انت؟بالطبع اريدها.
_بالرغم مما قلته مساء امس ؟
صعد الى احافه ووقف الى جانبها .استوضحها قائلا وجسمه يقطر بالماء المالح الذى يضخ من البحر :
_مساء امس ؟ماذا قلت مساء امس؟
قالت وهى تغطس اصابعها فى الماء البارد :
_انت تعرف .بخصوص ... وجودى هنا .
_وجودك انت ؟لا افهم ما تقصدين.انا سعيد بوجودك.هذا كان مكان انتمائك. كان دائما هكذا.
_لكن عندما كنت تكلم ساره ...
_اه ساره .
تقلص فمه فورا ,وعادت ترى تعبير الاستنكار الذى راته امس.اردف قائلا :
_عندما تتكلمين عن نفسك لا تقرنى اختك بك.هى التى لا يجب ان تكون هنا .هى التى تمقتها عائلتى وتنقم عليها.
لم تقد ان تصدر رعده القلق التى هزت كيانها. من الواضح ان اّل ميكونوس جعلوا ساره كبشا لمحرقتهم. بم يصدقون ابدا بانها هجرت زوجها بمحض ارادتها. لم يصدقوا بانها فضلت الحريه على معاشره رجل ارتاب فى اخلاصها الى حد انكر معه ابوته لطفلته! لقد احتاجوا الى شخص يحملونه المسؤوليه . فوضعوا اللوم على ساره.
قال اليكس بعد قليل:
ــ كفى. دعينا من التفكير فى الماضى كى لا نفسد نهارنا. لقد اوصانا دايون بأن ننسى الماضى وهذا ما سأفعله.
يستيطع اليكس . احيانا . ان يكوم غايه فى الجديه . وها هو يتطلع اليها بتركيز ملهوف. ذكرها بدايون عندما ينظر اليها بتوسل يحرك اواتر قلبها. لم تشأ ان تطيل انتظاره فاجابته بصوت خفيض:
ــ حسنا.
قال ملامسا خدها باصابعه المبلله:
ــ تبدين قلقله كثريا. لا تخافى, كل شئ سينتهى على خير. سترين. ودت مارثا لو تصدقه. لكنها استطاعت على الاقل, ان تنسى مشاكلها فى غمره استمتاعها بالسباحه, خلال ربع الساعه التاليه. كانت المياه غايه فى الصفاء والخفه. حيث لا يحتاج المرء الى تحريك ساقيه. يجب على ساره ان تجرب السباحه فيها . احتفظت بهذه الفكره لنفسها خشيه ان تستفز اليكس من جديد.
خرجا من الماء واستلقيا على جانب الحوض. كانا يناقشان التى جعلت اليكس يتخلى عن التدريس الجامعى عندما اطل دايون.
خطر لمارثا انه سيجد فى مشهدهما ما يبعث على ارتيابه. وهى مستلقيه على ظهرها كى تجفف الشمس جسمها الرطب. واليكس مضطجع قربها وهو يشرح الاسباب التى جلعته يطيع اباه. لكن زوجها لم يظهر ما يدل على تضايقه , بل وقف فوقها حيث بدا كامل الرجوله فى بنطلونه كتانى فاتح وقميص قطنيه ضيقه.
لم ينهض اليكس من مكانه وحياه قائلا:
ــ اهلا. دايون , حسبنا انك ستنام طيله النهار. اليس كذلك يا مارثا؟ انظر. ان زوجتك سبحت مسافه تفوق مسافه قطع مضيق الدردنيل.
ــ اليكس..
رمقت دايون ينظره متكدره وهى تنهض جالسه. لكن وجه دايون لم يكشف شيئا مما يدور فى رأسه. جلس على البلاط الى جانبها وعلق بقوله:
أا ارى انها تبدو مجهده قليلا. لكنها ستجد الحياه اسهل بعد وصول الانسه باو.
رفضت مارثا ان تواجه التحدى الملتمع فى حدقتيه السوداوين. لكنها سمعت اليكس يسأله عن موعد وصول المربيه وانتظرت جواب دايون بتوتر. قال اخيرا:
ــ عند الظهر . على ما اظن. انت تعرفها بالطبع.
اتجه بصرها الى اليكس فاوما برأسه قائل:
ــ هذا صحيح. تعرفت على السيده . انها جذابه الشخصيه. انا اكيد انك ستحبينها.
كانت لديها ثقه مماثله بانها لن تحبها. لكنها لم تستطيع الجهر بذلك. نهضت واقفه من دون مساعده. ثم قصدت مكان المنشفه لتلف بها جسمها.
نهض اليكس بدوره واحست بنظراتهما تتسلط عليها وهى تلف المنشفه حولها. تساءلت عن تصورات ليكس. هل ظن انهما قضيا الليله معا. وان تصرفهما الحالى هو نتيجه لسوء تفاهم حثل بينهما؟ مهما يكن االمر, فهى الان بحاجه الى رفقه جوزى السلسه. او رفقه روجر . او حتى رؤيه ساره , كى تستعيد شعورها بالتوازن . ابتسمت لهما ابتسامه خفيفه وغادرت المكان.
جاء دايون الى غرفه النوم وهى تسرح شعرها بالفرشاه استعدادا لتجديله. ساءها ان يدخل عليها دون دعوه او استئذان. غير انها نجحت فى اخفاء امتعاضها واستمرت فى مهمتها متجاهله وجوده . لن تعطيه مجالا للسخريه منها بسؤاله عن اسباب تغيبه غى الليله افائته.
راقب حركاتها المضطربه لبضع دقائق ثم امرها بقوله:
ــ دعيه كما هو. افضل ان ترخيه على كتفيك . افعى هذا ارضاء لى. عبارته هذه. زادتها اصرارا على تجديله. تجاهلاه وحاولت من جديد ان تجزئ تلك الغلال الحريريه الى ثلاث خصل متساويه . ثم تجمدت بلا حراك عندما وقف خلفها مبارشره.
ردد بصوت هادئ :
ــ قلت لك ان تتركيه
ابعد الفرشاه عنها. ثم ازاح يديها جانبا فانسدل شعرها ناعما بلونه الذهبى والعسلى. تابع يقول:
ــ ان كنت تصرين على ربطه بسبب الحر فاستعملى سريطه او قطعه من المطاط. يعجبنى كثيرا مظهرك الفتى. لكنى لا احب ان تسرحى شعرك لعى هذا النحو الصارم.
ــ لا يهمنى رأيك
أا حقا؟ لكننى احب ان امرر اصابعى فيه.. وان ادفن وجهى فى نعومته...
قرب رأسه من عنقها. شعرت بأنه ينوى التلاعب بعواطفها من جديد فأشعل الذع اعصابها. اطلقت صرخه قصيره وابتعدت عنه بعنف. رأت نظرته المتسليه منعكسه امامها فى المرأه.
تألمها بسخريه وسأل
::
ــ ا بك؟ انك لا تمانعين فى ان المسك. اليس كذلك؟ ام انك مستاءه, ربما, لانى لا استغل حقوقى الزوجيه؟
صفعته بتلقائيه محضه. المها اصابعها لشده الصفعه فاخذت تفركها لتزيل الامل. ماذا سيفعل الان؟ تساءلت وبصرها يقفز فى ارجاء الغرفه ثم يعود الى خده المصفوع بندم متردد.
لمس اثار اصابعها التى احدثت علامات بيضاء وبارده على جلده الساخن. قال اخيرا :
ــ هل تشعرين الان بتحسن؟ هل لطفت الصفعه المراراه التى تحسينها عندما اثبت لك انك لا تمليم مناعه ضدى , بغض النظر عما قد ترغبين فيه؟
ضاقت انفاسها ثم قالت بصعوبه:
ــ تظن انك غايه فى المهاره. لمجرد انك تستطيع... اثارتى . حسنا, انا امره حره ولست طفله. انا, مثلك لدى احتياجاتى ورغباتى.
انتظرت جوابه برهبه اكنه احجم عن المجادله. انحرفت شفتاه لازدراء وسار الى الباب بتمهل ثم غادر الغرفه صامته.
بعد انصرافه شعرت بخواء وارهاقو لقد امضيا ليله منهكه. احتاجت بعدها الى المحبه والتعاطف لا الى هذه المعارك الحسيه المتواصله. مع انها قد تنكر انجذابها اليه, الا انه من الغباء ان تتظاهر بعكس ذلك فى حين يستطيع ان يفرض عليها سلطه هائله كهذه .
هكذا كانت الحال منذ البدايه . فكرت بانهزام وبعجب من معانده القدر. ااثناء الاجازه التى قضتها وساره فى جزيره رودس . تعمدتا الابتعاد عن اى رتباط عاطفى . لكن فى الليله الاخيره . , عندما اقعنعتها ساره بأن تقبلا دعوه نالدين فى الفندق. لم يكن بوسعها ان تتكهن بما حدث لاحقا. قال النادلان انه يوجد ناد ليلى. فى احدى القرى الصغيره. غفوجدتا فى الذهاب فرصه للاستمتاع . لكن النتيجه جاءت عكس ذلك تماما. لانه خيل للشابين اليونانيين ان الفتاتين ستجاريانهما فى كل ما يطلبان. وحالما اكتشفا انهما لن تفعلا ذلك. غادرا النادى فورا. تاركين لمارثا وساره مهمه البحث عن وسيله نقل تعيدهما الى الفندق.
لم يكن الامر سهلا لعدم وجود سيارات اجره. كما ان جهلهما باللغه اليونانيه انذاك حال دون فهم الاخرين لكلامهما.
قررتا اخيرا ان تعودا سيرا على الاقدام . لكن عندما وقعت ساره والتوى كاحلها. وعندما اتضح لمارثا انهما تسيران فى الاتجاه الخطأ. بدأ يتملكهما ذعر كالذى يستبد بالمرء حين يواجه كابوسا.
تابعتا السير حتى وصلتا الى فيللا تقع فى واد مشجر يبعد قليلا عن الطريق الساحلى العام. نباح الكلاب نبه صاحب الفيللا الى وجود غرباء على اراضيه . كما شاءت الصدفه المحضه ان يكون دايون مدعوا الى العشاء هناك, فى تلك الليله . ساءت حال ساره فعجزت عن متابعه السير. الامر الذى شجع مارثا على ان تواجه اهل البيت وتستأذن فى استعمال التلفون كى تستدعى سياره تاكسى.
تذكرت كيف هب دايون لمساعدتها فشعرت بارتخاء فى اطرافها. لم يكف. انذاك. انه اشعرها بالراحه كونه استطاع التكلم معها بالانكليزيه . بل اصر ايضا على ارجاعهماالى الفندق بسيارته. لقد رفع ساره بين ذراعيه القويتين وحملها الى داخل الفيللا فيما سارع اهل البيت الى غسل كاحلها بالماء البارد قبل ان يضمدوه.
قطبت مارثا حين فكرت مليا وتذكرت ان ساره اقنعت نفسها وقتئذ بان دايون قد انجذب اليها. لم يخطر لها انه لم يقدم على مساعدتها الا من باب اللياقه. وانه كان سيساعد مطلق شخص مصاب بعجز مماثل. لقد افتتنت بقوه ذراعيه الرشيقتين.
وبكفاءته الههادئه التى حققت الكثير باقل قدر من الجهد.
مارثا . من جهتها , اعتبرت الحادثه نوعا من المغامره المسليه, قصه شيقه تتحدثان عنها بعد رجوعهما الى النكلترا . وليس شيئا يستحق ان يؤخذ على محمل الجد. اثناء العوده الى الفندق. جلست على المقعد الخلفى فى سياره دايون الفارهه. وتحاشت التفكير فر الفارق الواوضح بين هذا الغريب الجذاب وبين الشابين الاخرين. كى تحصن نفسها ضد وسامته الداكنه وكى لا تعرف اسمه.
عندما جاء فى الصباح التلى ليستعلم عن صحه ساره وليتأكد من انهما تخطتا تلك المحنه بسلام , صعب عليها التهرب من تحديقه المتفحص. تلكم معظم الوقت مع ساره لكنه خصها بنظراته. ام مجرد تذكرها لتلك النظرات الناعسه يعرق كفيها المرتعشتين.
بالطبع. لم ينته الامر عند ذاك الحد و مع ان مارثا اكدت لنفسها بانهما لن ترياه ثانيه, حين عادتا الى انكلترا عصر ذلك اليوم. بعد اسبوع واحد, جاء دايون الى لندن مزودا بعنوانهما. وصار يتردد على بيتهما فى ماكسويل غروف ويتصرف بعفويه كأنه عاش طيله حياته فى تلك الاجواء المتواضعه. ابتهجت ساره فى بادئ الامر لاعتقادها بانه ياتى من اجلها. وكانت تعتنى عنايه خاصه بشعرها ولباسها . اما مارثا فابتعدت عن الطريق قدر المستطاع. اذ بعد اطلاعها على اسمه ومكانته. اصبحت ليدها قناعه بأنه يلهو بهما ليس الا. ولم يخطر لها اطلاقا حقيقه ان يكون جادا فى عواطفه نحوها.
الى ان جاء فى احدى الامسيات ليجد ان ساره خارج البيت تحضر اجتماعا. كانت ساره انذاك عضوا نشيطا فى جمعيه الابحاث التاريخيه المحليه. تشارك روجر اهتمامه فى هذه الموضوعات . كما انها كانت اخبرت مارثا ان دايون قد اضطر للعوده الى اثينا ذلك العصر وانه وعد يمخابرتها لدى عوته.
عندما فتحت له الباب, ادرك كلاهما سبب حضوره . لم يكن هناك مجال للخطأ . اذ قرأت السبب فى تعبير وجهه وفى نظراته المتأججه.
هذه الذكريات المتها فى الصميم فقضمت شفتها السفلى بقوه... كانا مفعمين باللهفه والشوق الى بعضهما. شعرت بالعجز وكانت مستعده لان تمنحه اى شئ يطلبه منها.
لم يكن سهلا عليها ان تخبر ساره التى ترواح رد فعلها بين اللامبالاه الفوريه والاستنكار الكامل. وعندما حاولت مارثا ان تدافع عن نفسها. فى وقت لاحك . انكرت ساره اعجابها السابق والجدى بدايون.
ارصات على انه لا يعتزم الزواج من فتاه انكليزيه . بل انه يلهو بمارثا فحسب. وعليها ان تدرك بأن اليونانيين اصحاب الملايين لا يتورطون جديا مع فتاه تعمل موظفه استقبال.
بالطبع, اثبت الزم انها كانت مخطئ, لكن مارثا تساءلت الان عن المجازفات التى اقدمت عليها.
افترضت. بطبيعه الحال, ان ال ميكونوس واجهوا الموقف برعب واستهجان . فهى تختلف كثيرا عن الزوجه التى كانوا سيختارونا لابنهم الاكبر. تعرضت انذاك لاستجوابات صارمه جدا. وبالرغم من كل شئ لو توضع عقبات فى طريقهما.
وفى الواقع. تم زواجهما اخيرا برعايه عائلته التى جهت الدعوه الى عدد كبير من الناس. ومع ان مارثا ارعبتها فكره ذلك الاحتفال الضخم الا ان وجود دايون الى جانبها خفف الكثير من خوفها. كان يوما رائعت وزفافا مجيدا. حيث احتشد المدعوون فى الرادق الذى نصب فى حدائق الفيللا فى اثينا. تبع ذلك عسل رائع. قضياه فى جزيره بالى الاستوائيه الهادئه.
تنهدت الان وتأملت صورتها المنعكسه فى الرأه المتععده الوجوه. تساءلت بكدر : هل كانت ستعيش بعيدا عن دايون لولا وجود ساره؟ هل كانت ستحتفظ باستقلاليتها من دون مساعده اختها؟ مهما يكن الامر. لا شئ يغير حقيقه ان دايون قد عاش بعيدا عنهابعدما تقبل رحيلها كفراق نهائى . وانه لم يسترجعها الان الا ليستحوذ على جوزى وليرضى نزعه قسوه تسيطر عليه.
انفتح الباب من جديد. لكن نظراتها المرتعبه ذهبت سدى. لان الزائر المتطفل لم يكن سوى جوزى التى دخلت الى الغرفه وهى تبدو مشعثه الشعر ومحببه الشكل فى بيجامه مخططه.
قالت وهى تفرك عينيها وتنظر حولها فى ارجاء الغرفه:
ــ تاخرت فى النوم.
ثم تابعت مقطبه الجبين:
ــ قالت صوفيا انه يجب على ارتداء ثيابى لان هناك سيده ستاتى اليوم كى تعتنى بى وبخالتى ساره اثناء غيابك مع عمى دايون. هل حقا ستسافرين يا مامم وتتركيننى هنا!هبطت معنويات مارثا فورا. لقد املت ببان تطلع جوزى على هذا الخبرباسلوبها الخاص . لكنها نسيت كم يثرثر الخدم! ان الثرثره جزء من طبيع البشر. وصوفيا , احدى الخادمات الشابات من القريه ,لا تعتبر كلماتها مخالفه للعادات الساريه.
كانت جوزى تتطلع اليها بلق فسارعت مارثا الى القول:
ــ فى الواقع . قد اغادر ليوم او يومين مع.ز مع عمك دايون. كما قالت لك صوفيا. لكنى لن اغيب طويلا , كما ان خالتك ساره ستبقى هنا طبعا.
ــ اذن. هناك سيده ستأتى للعنايه بنا . من هى؟ هل ستكون مثل السيده بينيت؟
ــ اعتقد انها مثلها يا حبيبتى. انا واثق من انها ستكون لطيفه معك. عمك دايون هو الذى اختارها. وانت تعلمين انه لن يختار سوى امراه تحسن معاملتك.
ـ ما اسمها؟
ضغطت مارثا على كتفيها النحلتين كى تطمئنها:
ــ لا اعرفه . لكننل سنكتشفه فى القريب العاجل. اعدك بذلك.
استمر القلق يخيم على وجه جوزى. فقالت مارثا وهى تغمر وجنتيها الشاحبتين بيديها:
ـت لا تقلقى يا حلوتى. ههناك احتمال بان ابقى هنا الان الامر لا يزال معلقا. اذهبى الان واغسلى وجهك واسنانك. سنتناول الفطور معا.
كعادتهم عند العشاء . كانوا يتناولون الفطور حول المائده المستديره فى باحه العرائش. فى هذه الساعه م الصباح كان الهواءدافئا وعابقا بعطر الزهور المزروعه على الشرفات تحتهم. فيما الضباب الخفيف عند الافق يبشر بيوم مشمس اخر. انه مشهد غايه فى الروعه. ولطالما استمتعت مارثا بالجلوس هنا. وهى تشرب عصير الربقال. وزيزان الحصاد تغرق اذنيها بالطنين.
حين خرجت مارثا من الفيللا نهض اليكس من مكانه وقدم لها ورده. قال وهو يمرر البتلات الناعمه على ذفنها:
ــ الى افروديت, رمز الجمال.
فتساءلت مارثا. اتراه يحاول متعمدا ان يستفز اخاه؟؟ كان دايون قد وقف بدوره لدى وصولها. لكنه سرعان ما عاد الى مقعده والى قراءه الصفحه الاقتصاديه فى الجريده.
تلقت مارثا هديه اليكس بشئ من الضيق. وقالت بعد ان جلست:
ــ ان صوفيا اخبرت جوزى بقدوم هذه.. هذه المربيه, وقد انزعجت جوزى كثيرا.
تطلع اليها دايون ببرود وقال بحذر:
ــ لا لزوم لقلقك عليها. كانت ستعرف ذلك ان عاجلا ام اجلا
اجابته بشفتين متقلصتين:
ــ كنت افضل ان اخبرها بنفسى.
ــ لماذا ؟ انا سأشرح لها الوضع.
اجابته بانفعال عجزت عم اخفائه:
ــ ليس بالطريقه التى شرحتها لى على ما ارجو.
فى تلك اللحظه , وربما من سوء الحظ , اطل روجر بقامته الطويله النحيله. لقد بدا معافى ونشيطا . سرت مارثا لذذلك, لكنها لم تقدر ان تنسى بانه هو الذى شجعها على الكتابه الى ارسطو . وساهم فى ايجاد هذا الوضع الشائك.
طوى دايون الصحيفه وسأل روجر بهدوء اثبت عدم تأثره بثوره مارثا السابقه:
ــ اخبرنى اليكس انك لم تتوفق بعد باكتشاف ايه علاقه بيم ميكوس وبين ثيرا , هل اصبت بخيبه ؟
رد الاخر مبتسما وهو يسكب القهوه:
ـت بالطبع لا , انك لا تعرف الاهميه التى اجنيها من استكشاف الجزيره بمفردى . ان التكونات الصخريه وحدها تزودنى بدراسه مهمه. كما ان ارشادات اليكس قادتنى امس الى خليج صغير حيث قمت ببعض الاستكشافات المائيه. ربما لم تمانع اذا ارسلت فى طلب معدات الغوص بالاوكسجين.
اجابه دايون بتعاطف:
ـــ لا موجب لان تستحضر تلك لمعدات الشقيله من انكلترا. لدينا هنا انابيب اوكسجين وبدلات غوص . فانا واليكس واخى نيكوس كنانزاول هوايه الغوص من حين لاخر.
هتف روجر بفرح عارم:
ــ لا ادرى كيف اشكرك!
ابتسم له دايون بموده وقال ناهض عن مقعده:
ــ استمتع بنشاطك ما طال لك الاستمتاع. الان استأذنكم بالانصراف.
بعد ذهابه لم يكف روجر عن اظهار دهشته وفرحه. قال وهو يضه المربى المشمش على شريحه الخبز المحمصه:
ــ يا له من رجل! لن استطيع ابدا ان افيه فضله.
نظر الى مارثا كى يرى فى عينيها ما يؤكد الا انها كانت تركز على طعامها بحماسه اقل. من طبع دايون ان يتصرف بمثل هذا الكرم. لكنها رفضت الاقرار بذلك. لم يمانع مره فى ان يشاركه الاخرون فى ممتاكاته.... باستثنائها هى!
ــ اذن, كانت على صواب .
لقد ظن بها اسوأ الظنون .
كيف يمكنه ان يتكلم عن الحب والوله ولم يكن يثق فيها البته؟
تقلصت اعصاب مارثا . حين سمعت الهليكوبتر تطير فوق الفيللا فى الساعه الحاديه عشره والنصف. اذن, المربيه الانكليزيه قب الموعد المحدد. افترضت ان دايون سيتوقع وجودها فى غرفه الاستقبال كى ترحب بوصولها. حتى جوزى , التى اظهرت خشيتها منها فى الصباح, ما لبثت ان تحمست وثار قيها الفضول الى التعرف عليها . اعترفت مارثا بصدق ذاتى بان كرهها للزائره الجديده قد اشتد ازاء حماسه ابنتها المتزايد. فهى كانت, لسنوات طويله, المحور الوحيد فى عالم جوزى وعواطغها. واذا نجح دايون فى تحطيمه. فلماذا سيبقى لها؟
نتيجه لهذه المشاعر اليائسه, قضت الصباح برفقه ساره. مفضله عداءها المكشوف على اهتمام الاخرين وخماستهم. علما بان اسباب سخط اختها على وصول المربيه يختلف عن اسبابها. فجوزى اخبرت خالتها, بطريقتها العفويه, ما علمته من صوفيا. بخصوص سفر مارثا ودايون الى اثينا . وعلى الفور , انسحيت ساره واقامت بينها وبين اختها حاجزا من الاستنكار الجليدى.
الا ان صوت هبوط الهليكوبتر ارغمها على الكلام, فعلقت ناظره الى مارثا:
ــ الن تذهبى الى المدرج كى تستقبليها؟ سمعت السياره تغادر قبل بضع دقائق. حسبت ان الفضول سيحملك على رؤيه المرأه التى ستحتل مكانك.
ــ انت تبالغين يا ساره . هذه فكره دايون وليست فكرتى. ارادت ان يخفف عنى المسؤوليه. انه لا يفهم بانى افضل ان اررعى جوزى بنفسى.
هتفت ساره بازدراء:
ــ من الحماقه ان تصدقى ذلك. فانت تعلمين قصده من هذه اللعبه! انه يحاول الوقوف بينكما ويعرف انه ما دامت جوزى تعتمد عليك فلن يستطيع ابدا ان ياخذها منك.
قاطعتها مارثا بحركه واهنه:
ــ كفى يا ساره!
نهضت واقفه واخذت تقلص يديها وتفتحهما وهى تحاول الا تصدق مزاعم اختها. تابعت تقول:
ــ ليس الام هكذا. ادرنى دايون ان ارافقه الى اثينا. وجاء بالمربيه ليضمن رعايه جوزى اثناء غيابى. هذا كل ما قصده.
ردت ساره هازئه:
ــ احقا؟ اتقصدين القول انه لم يكن بالامكان ان تبقى جوزى معى ومع روجر لبضعه ايام؟ كلا, هذا ليس اجراء مؤقتا يا مارثا. بل هو اجراء دائم. انك تستخدمين مربيه انكليزيه لاسبوع واحد.
تنفست مارثا بضيق . لقد عبرت ساره بكلام عما يساورها من شكوك مماثله .
لم تشأ ان تواجه الحقائق الغيضه التى يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار . ما هى لعبه دايون. والى متى تستطيع الاحتمال؟
قالت اخيرا:
ــ سأذهب فى نزهه قصيره.
سألتها ساره بدهشه :
ــ الى اين ستصلين فى نزهتك؟ لقد قرب موعد الغداء.
اجابت وهى تبتعد عنها:
ــ سأمشى قليلا. الى اللقاء.
كانت الساعه تقارب الواحده عندما عادت تهبط التل الى الفيللا. لكنها رفضت ان تشعر بالقيود, فلها مطلق الحق فى ان تخرج للتنزه ساعه تشاء ولن يوقفها اى شئ يقوله دايون او يفعله. ان كان يتوقع وجودها فى الفيللا كى تستقبل نصيرته الجديده, فهو المسؤول عنسوء تقديره. وهذه المرأه . كائنا من تكون. لا يجب ان تتصور انها ستحظى بسلطه كامله.لدى مرورها فى الحديقه سمعت اصواتا تنبعث من الباحه. لكن بعد المسافه حال دون تمييزها لهويه المتكمين. دخلت الى البيت عبر الابواب الزجاجيه لاحدى قاعات الاستقبال. ومن هنا صعدت الى غرفتها من دون ان تلتقى باحد.
الا انها توقفت على العتبه وحدقت مشدوهه فى المشهد الذى طالعها. بدت الغرفه مليئه بالناس مع انه لم بكن سوى الخادمتيت شابتين. لكن ارض الحجره. وكل خوان وطاوله ومقعد. كانت طافحه بعلب كرتونيه متعدده الاحجام. تندلق منها فساتين وتنانير. وبنطلونات وقمصان. احذيه وملابس داخليه. كم كل لون وزى يمكن ان يتصوره انسان.
هتفت وهى تحدق حولها مندهشه:
ــ ما الذى يجرى؟
ثم وعت الفتاتين لم تفهما عبارتها فكررت السؤال باليونانيه. اجابتها احدهما:
ــ انها ملابسك الجديده سيدتى. لقد طلب السيد دايونيسوس ان نوضبها فى الخزائن والادراج.
قالت وهى تنظر بحيره عاجزه الى فستان للسهره من الحرير الارجوانى الثقيل:
ـت أطلب ذلك حقا؟
اجابت التفاه الاخرى مبتسمه بمكر:
ــ نعم, سيدتى, اشياء جميله وفيره العدد. لا بد ان السيد دايونيسوس يحبك كثيرا. اليس كذلك.
عضت شفتها السفلى بقوه. اغلب الظن ان لا علاقه للحب بهذه العطايا. كل ما فى الامر ان دايون يريدها انيقه كى لا يخجل من مظهرها, بعد ان لاحظ النقص الفادح فى ثيابها.
لكن هذه الملابس وفيره جدا.... كما قالت الفتاه! متى ابتاعها ؟ كيف عرف الانواع التى تحاتجا. والحجم الذى يناسبها؟
الجواب بسيط . انه يعرف النساء. وقد خمن. على ما يبدو . انها اصبحت تلبس حجما يقل درجه واحده عن حجم الذى كانت ترتديه خلال زواجها منه. لا ريب ان احتار فى اختيار الثياب التى تريدها. لذلك ابتاع كل الانواع.
اطبق عليها الذهول وشعرت كأن هناك من يكتم انفاسها . لم تدر ماذا تفعل او تقول. اضافه الى هذا. عليها ان تقابل مربيه جوزى.
سمعت خطوات تتقدم على الرواق فادركت هويه القادم.
لم تجد الوقت لابداء ايه معارضا اذ انه سارع الى صرف الخادمتين بكلمه امر حاسمه. خرجتا بسرعه وهما تبتسمان خلسه. لكن ما ان ابتعدنا عن نظريهما حتى هاجمته مارثا باحتجاج ثائر. سارت الى وسط الغرفه وقالت ملوحه بيديها دلاله على الازدراء:
ــ ما كل هذا؟ الا تليق ملابسى بمقامك؟ هل تخجل من مظهرى؟ اهذا خو السبب؟ اتريد ان تجعل منى شجره تزينها بثمار استغلاليتك؟
نسيت كليا, كيف اقلقتها فكره الذهاب الى اثينا, كونها لا تملك ثوبا يليق بحضور الحفله الفخمه التى ستقام هناك. اعماها الغضب فلم تبصلا الا وجها اخر لسيطرته عليها؟ ووترا اخر فى موسيقاه ترقص على ايقاعه. تمهل دايون فى اجابتها. اغلق الباب واسند ظهره اليه تاركا لها المجال كى تهدئ ثورتها. قال اخيرا:
ــ اين كنت؟
ردت بعد اكتراث:
ــ ايهمك ان تعرف؟ اتريدنى ايضا ان اشرح لك كيف اقضى كل دقيقه من وقتى؟
ــ اصمتى!
ادركت لاول مره انها ست وترا حساسا. فرفضت الاكتفاء بذلك الانتصار الصغير وتابعت تتحداه بقولها:
ــ لماذا تريد اسكاتى؟ انك تعاملنى كأننى طفله. ثم تثور عندما اعاملك...
ــ كأننى طفل! اين كنت يا مارثا؟ اريد ان اعرف اين كنت عندما وصلت الانسه باول.
ــ ذهبت للتنزه. اكيد انك حصلت على هذه المعلومات من ساره.
ــ ان معلومات اختك لا يمكن الوثوق بها. اين تنزهت؟ هل ذهبت الى القريه؟ افضل او انك تترفعين عن التصرف كفتاه قرويه. وان تتصرفى بالطرييقه اللئقه التى يتوقعها الناس من زوجتىز
شملها بنظره مزدريه وتابع:
ــ فكى هذه الجديله السخيفه وال اقتلعت شكرع من جزوره!
ارتجفت غضبا. تذكرت كيف كان يصر فى الماضى. على ان تبقى شعرها طويلا , فاقترحت بتحد:
ــ ربما تفضل ان اقصه.
ضاقت عيناه واقترب منها بتمهل. كان فمه متقلصا ينذر بالخطر, كما ان الغضب المتوهج فى عينيه سمرها فى مكانها. وقفت من دون حراك وتركته ينزع الرباط المطاطى عن الجديله ويحر الخصلات بحركه قاسيه جلبت الدموع الى عينيها.
وقف يحدق فيها وقال يتحذير بارد:
ــ لا تناورى بالعابك يا مارثا! انزعى هذا الفستان القبيح وارتدى شيئا اكثر ملائمه لانوثتك.
تقلص فكها وقالت بحنق خانق:
ــ ربما تفضل ايضا ان تختاره لى بنفسك.
ثم شهقت مرتعبه حين امسك بباقه الفستان ومزق صدره. وافقها قائلا بوحشيه:
ــ ربما من الخير ان افعل ذلك.
استدار جانبا وراح يقلب الثياب الملقاه على السرير. قال اخيرا:
ــ هذا يف بالغرض. هيا. ارتديه, ام تريديننى ان البسك اياه بنفسى؟
الصقت صدر فستانها الممزق بيدين ملهوفتين. فعلق بضق ومراره واهدابه الحريريه تظلل عينيه:
ــ اذكر انى كنت البسك ثيابك... وانوعها عنك ايضا. بوسعى ان اقوم بدور الوصيفه عند الضروره, وان احصل على استمتاع فى الوقت نفسه.
تلاحقت انفاسها بتأثير كلماته. لا ريب انه سينفذ تهديده اذا ما عارضته ثانيه. تصارعت مع عقلها غير ان عقلها انتصر فى النهايه.
ــ دايون, ارجوك....
شعرت باحتقار ذاتى كونها اتاحت له ان يذلها على هذا النحو. الا انه اظهر عدم الاكتراث وسلمها الثوب الذى اختاره.
حالما ولجت الحمام. نزعت الفستان الممزق مدركه ان لا جدوى من اصلاحه. بعد ان غسلت وجهها وذراعيها ارتدت الثوب الجيد.
عندما خرجت من الحمام توقعت ان يكون غادر الغرفه لكها رأته يرتكز الى طاوله الزينه.
استقام فى وقفته لدى ظهورها وعلق قائلا:
ــ انه يعجبنى. الان, جاء دور شعرك. اترديننى ان اسرحه عنك؟
تقدمت بسرعه من طاوله الزينه. وقالت:
ـت ساسرحه بنفسى. بوسعك ان تنصرف. لن افعل شيئا يفسد خططك.
رد بسلاسه وهو يناولها لفرشاه:
ــ سأخرج عندما اقرر ذلك. انت امرأه جميله يا مارثا. لم تبذلين كل جهدك لاخفاء جمالك؟ اما زلت تخافين منى؟
جف حلقها وقالت محاوله التركيز على مهمتها:
ــ انا؟ اخاف منك؟ لا تكن سخيفا!
ــ اهذا ما تظنينه؟
وقف خلفها. فاقشعرت جلدها توقعا. ارغمت نفسها على عدم التحرك عندما مرر اصابعه على القماش الحريرلا واحست بما تكوى جلدها.
عجزت اخيرا عن الاحتفاظ بجمودها فهمست:
ـت انا اود.. ان لا تفعل هذا.
التقت عيونهما فى الرأه فتحداها بقوله:
ــ لم لا؟ احب ان المسك واشعر بدر فعلك. كفانى ما اضعت من سنوات حتى الان.
لكنه اطلق سبابا مكتوما وابتعد فى اتجاه الباب كانه ضجر من ممارسه هذه الالعاب المضنيه.
قال بحده ونفاذ صبر:
ــ هيا, ان الانسه باول تنتظر قدومك.
وقف اليكس فور ظهورها واتسعت عيناه ددهشه من اناقتها الرائعه, بعدما اعتاد على رؤيتها فى ثيابها الصيفيه القطنيه.
تلفتت حولها بحثا عن المراه التى استخدمها دايون لرعايه جوزى. ولما وقع بصرها عليها اصيبت. بدورها , بدهشه واضحه.
الانسه باول لا تحمل اى شبه للسيده بينيت. با انها تختلف, نوذجيا, عن سائر المربيات اللتواتى التقتهن فى حياتها, كانت شابه. لا تتعدى الثالثه والعشرين. ذات قوام نحيل جذاب. وشعر اسود مجعد. كانت تتميز فحسب بلباس المربيه الرسمى... بلوزه بيضاء وتايور من الكتان الزيتى, وقد طرزت على صدره الاحرف الاولى لاسم المؤسسه التى اوفدتها, ابتسامتها جذابه ايضا. تظهر اسنانا بيضاء فيها شئ بسيط من عدم الاستواء. ولولا انتقاد ساره المتهكم لمالت اليها مارثا من اول نظره.
لدى اقترابها وقفت الفتاه بدورها, كذلك قفزت جوزى من كرسيها وتقدمت من امها تقول بلهفه:
ـ هذه الانسه باول. اليست لطيفه؟ كانت تخبرنى ان هذه هى اول مره تعتنى فيها ببنت صغيره مثلى؟
ــ اقالت ذلك يا حبيبتى؟
التفتت بحرج صوب دايون الذى سارع الى ضبط الموقف. فقبض على رسغها وجذبها الى الامام ثم قال مكملا مهمه التعريف :
ـت اقدم لك... والده جوزى. انها تتشوق الى التعرف عليك.
ــ اهلا . سيده ميكونوس.
دمت يديها بتهذيب فاضطرت مارثا الى مصافحتها. ابتسمتا لبعضهما البعض مع ان ترحيب مارثا كان مقتضبا الى حد ما.
ارخى دايون رسغها ثم دعا الجميع الى تناول الغداء الباره الذى اعدته ماريا.
اثناء الطعام, استطاعت مارثا ان تقيم الفتاه بسهوله اكبر, اصغت اليها وهى تجيب على اسئله دايون. فاقرت بانها تبدو مولعه فعلا بالاطفال. جوزى, من جهتهل. وجدت فى المربيه فردا ممتعا يضاف الى اهل البيت, وعندما احست مارثا بنظره ساره تتركز عليها وجدت صعوبه كبرى فى اخفاء مشاعرها الحائره.
ثم خاطبتها الانسه باول بقولها:
ــ اخبرنى السيد ميكونوس انك انكليزيه يا سيده ميكونوس. هل انت من لندن. ايضا؟
وافقتها مارثا ببعض الجمود:
ــ انا من ومبلدون. أأنت منها؟
تــ انا من هامستيد, لككننى اتطلع الى العيس فى اليونان. ان مناخها رائع . وهذه الجزيره....
عوضت حماستها عن متابعتها للشرح, فانحنى اليكس صوبها وسألها ان كانت قد زارت الجزر من قبل. هنا, اغتنم دايون الفرصه وهمس مارثا قائلا:
ــ حسنا؟ ما رأيك فيها؟
فنظرت الى يديها. واقرت بصوت خفسض:
ــ انها تبدو غايه فى الدماثه. اكنها... قالت انها تتشوق الى العيش فى اليونان. افهم من هذا انها ستقيم نا طويلا.
ـ طبعا. انه اتفاق دائم. حسبتك على علم بذبلك.
تلطعت اليه بقلق دائم. حسبتك على علم بذلك.
تطلعت اليه بقلق وسألت:
ــ اتاف دائم؟ بالنسبه الى من؟
ضاقت عيناه واجاب مضجر:
ــ لا ضروره الى لهذا السؤال. كلى طعامك وكفى عن النظر الى وكأننى عفريت!
سمعته ينهد باعياء قبل ان يستدير الى جوزى التى كانت تشد كم سترته. تاركا زوجته تواججه استنكار ساره الواضح.
بعد الغداء جاءت صوفيا لتصطحب الانسه باول الى جناحها الخاص, واصرت جوزى بصخب على مرافقتها فسمح اها بذلك . احست مارثا بخواء غريب. فدايون واليكس انغمسا فى حديث حول انتاج النفط,وحين استأذنت ساره فى الهذاب الى غرفتها. نهضت مارثا بدورها لكن دايون نقل اهتمامه اليها وسألها:
ــ الى اين تذهبين؟
ــ سأذهب الى غرفتى. الديك مانع؟
ازاح كرسيه الى خلفوقالك
ــ نعم, امانع بشده. اريد ان اقضى العصر برفقه زوجتى. وارجو الا تستثقلى هذا الطلب.
ــ لا تدعينا نؤخر انصرافك.
هتفت ساره بحنق متجاهله تنهيده مارثا القلقه:
ــ لا يمكنك ان تعاملها كعبده لك. انها امراه ذات حقوق خاصه ولا سلطه لك عليها الا من خلال الطفله. انك تتعمد تعذيبها بطريقه تدعو الى القرف!
ــ ساره....
تجاهل دايون توسل مارثا وخاطب ساره بصوت بارد:
ـت انا لم اعذبها ولم اشوه تفكيرها الى حد جعلها لا تعرف اى شئ تصدق! لكننى اعتزم تغيير ذلك كله. وان لم يعجبك الوضع فلا مناص لك من احتماله.
استدار الى اختها وهتفت:
ـت مارثا! الن تفعلى شيئا لتمنعيه من التكلم معى بهذا الاسلوب.
ـت دايون..ز
ــ لا تتدخلى فى هذه القضيه يا مارثا.
اطلقت ساره هتاف غضب ثم جرت مقعدها وابتعدت عنهما من دون ان تتفوه بكلمه.
شعرت مارثا بالذنب كونها تسببت فى ايلام اختها. همت بان تلحق بها لكن دايون تحرك بسرعه وواجه زوجته قائلا بغضب:
ــ دعيها تذهب. صدقينى, بوسعى ان اكون قاسيا مثلها, واذا توجدت لى مبررا لذلك فبوسعى ان اطردها فى اى وقت.
شهقت مارثا وعجزت عن النطق. تأوه دايون ساخطا ثم امرها بقوله:
ــ احضرى ثوب السباحه. سنغادر فى خمس دقائق. لا تدعينى انتظر.
ــ واذا رفضت؟
ــ انصحك بالا تفعلى.
استدار عائدا الى حيث يقف شقيقه, وتابعا حديثهما كأن شيئا لم يكن.
فكرت مارثا ان تلحق بساره لكنها خشيت ان ينفذ زوها تهديده.
صعدت الى غرفتها . وشعرت بارتياح حين وجدت ان الثياب الجديده قد وضعت فى الخزانه والادراج اثناء غيابها.
وجدت دايون بمفرده. وبدا ان اليكس انصرف ليتابع اعماله. وتأملها زوجها بامعان ثم نهض عن مقعده بتكاسل. علف وهو يتقدم منها ويشير الى المايوه:
ـت ما تزالين على عدهك القديم. انا واثق من وجود مايوهات اخرى ضمن مجموعه الثياب التى اوصيت ليها لكن لا بأس. لا يهمنى ما ترتدين ما دمنا سنبقى بمفردنا.
سارت معه عبر الحدائق قم قطعا الساحه حيث وجدا سياره جيب فى انتظارهما.
سرعان ما بعثر الهواء شعرها حين دارا حول اراضى الفيللا الخارجيه وانطلقا عبر الجزيره على الدرب المعشوشبع. الا انها انتعشت وهى تحس الريح تشد شعرها وتلطف رطوبه جلدها. شعر دايون تبعثر ايضا. وتهاوت بعض الخصلات على جبينه حين استدار ايها قائلا:
أا سسنذهب الى اتفيا.
لم تجبه على تصريحه لانشغالها بافكارها الخاصه. فتابع قائلا بحده:
ــ ما بك؟ هل يذكرك المكان بايام سعيده؟ بذكريات تفضلين ان تنسيها؟
اغضبها انه استطاع قراءه افكارها. قالت وهى تغرز اظافرها فى كفيها:
ــ كنت افكر فى ساره. لا يجب ان تعاملها هكذا. انها لم تؤذك ابدا. لماذا...
قاطعها بعنف:
ــ لن نتحدث عن ساره هذا العصر. لم ادع غيره تلك المرأه تسمم نزهتنا الخلويه هذه.
ــ الغيره! كيف تجيز لنفسك بان تتكلم عن الغيره؟
ــ مارثا , ارجوكو اتوسل اليك. دعينا الان من هذه المواضيع. الا يمكننا ان نستمتع بيومنا؟ هل يستحيل علينا ان نجتمع بمفردنا من دون ان نقحم شخصا اخر فى احاديثنا؟
ــ اردت القول...
لكنها قطعت عبارتها واطبق شفتيها. ايه جدوى ترجى من مخاصمته خلال هذه الساعات القليله التى سيقضيانها معا؟ خير لها ان تحتفظ الان بارئها الخاصه.
كى يصلا الى الخليج. اضطرا الى ترك الجيب وهبوط المنحدر الصخرى. كانت هناك مواطئ اقدام لكن صعوبه الوصول اليها جعلت مغامره الهبوط اكثر تشويقا. نزل دايون امامها. و حاملا الحقيبه الجلديه على ظهره وبعض المناشف وتبعته مارثا محاوله الهبوط دونما حاجه الى مساعدته المعروضه.
كان الرمل مبيضا بتأثير الشمس. وغمر دفئه اصابع قدميها حين وقفت تتأمل الشاطئ والبحر المحم بالصخور. السكون الشامل , لا يعكره الا اصوت الطيوم المستنكره هذا التطفل. كما احدث رشاش الماء. وهو يهاجم برك الصخور. صدى ايقاعيا لصراخ الطيور.
شعرت مارثا بالاستراخاء وطغى جمال المكان على امتعاضها. رأت دايون يراقبها فقطبت قليلا ثم قالت كأنها تبرر استرخاءها:
ـ لقد نسيت مدى جماله وهدوئه.
انى رأسه بموافقه صامته ثم القى الحقيبه والمناشف على الرمال.نزع صندله وسار الى حافه المياه حيث غطس قدميه فى الامواج الصغيره. راقبته مارثا قليلا ثم جلست على الرمل مثنيه الساقين.
رجع دايون فركزت بصرها على نقطه بعيده فى الافق, ثم نزع قميصه واضطجع قربها. غير متكرث بحمايه جمسه من اشعه الشمس المباشره. لان سمره جسمه بيعيه لا تحتاج الى حمايه.
ظلت مارثا تجلس مثنيه الساقين لكن بجمود بدأ تعبها وتاقت الى الطس فى المياه الزرقاء كى تحرر جسمها من الحراره والتعرق.
تحرير قميصا من ضغط نطاق الشورت. اشعرها ذلك ببعض الارتياح الا انه لم يخلص صدرها من اللزوجه الواخزه.
قال دايون وكلماته تفجر اسطوره نمه:
ــ ارتدى المايوه او اسبحى من دونه. احتارى ما يروقك. فنحن هنا بمفردنا.
تنفست بعمق وقالت بخجل:
ــ هذا المايوه مازال رطبا. كما انه لا يوجد مكان اغير فيه ثيابى.
اجابها متنهدا بضيق:
ــ سأغمش عينى ان كان ذلك يسرك. انما لا تتوهمى بانى لا تذكر بالضبط كيف تبدين من دون ثياب.
سارعت الى النهوض اثر ذلك هذا التصريح الفاتك. فاضطجع دايون على بطنه وادار وجهه بعيدا. اكتفت بهذه الخلوه المعقوله فنزعت الشورت والقميص واتدرى نصف المايوه التحتى. لكن بسبب رطوبه الصدريه وجدت صعوبه فى اقفالها عند الظهر. كانت لا تزال تحاول ذلك. عندما انقلب دايون على ظهره ثانيه.
تأمل جسمها الرائع التكوين. ولما لاحظ محاولاتها الفائله فى ربط الصدريه نهض واقفا بخفه. ادار جسمها المتصلب وقال بعد ان ادى المهمه:
ــ اقترح الان ان نسبح لبعض الوقت كى لا تصابى برشح من جراء رطوبه المايوهه. ما رأيك؟
قلصت شفتيها وشكرته عل مساعدته ثم اومأت رأسها كرد ايجابى على اقتراحه. لسعتها بروده المياه فى البدايه ثم هتفت بانفعال حين لطمت الموجه الاولى ساقيها. ابتسم دايون وغاص فى الامواج الاقوى لكن مارثا لم تحذ حذوه. الامر الذى ارغمها على ان ترفع قدميها عن القعر الرملى وتسبح قدما فى مياه اهدأ.
سبح دايون عائدا اليها ودار حولها وهو يضرب الماء بكسل. عامت على ظهرها كى تتجنب نظراته الساخره. لكنه قبض على وسطها ودفعها نزولا فرفعت رأسها لتجده يضحك من حيرتها. سبحت تسابقه بغضب. ولما ادركته . وعت بانه اتاح لها الانتصار عن تعمد. انقلب غضبها الى تسليه فحاولت ان تغطسه كما فعل بها سابقا.
قال مداعبا وهو يصد هجماتها بيسر:
ــ لست قويه بما فى كفايه. انظرى, سوف اغوص من تلقاء نفسى . ان كانت هذه رغبتك.. غاص تحتها ثم ارعبها حين وجدته يحملها على كتفيه هتفت باحتجاج:
ــ اطاعها فورا واتاح لها التخلص منه بحركه بهلوانيه خلفيه.
اكتشفت انها تستمتع استمتاعا هائلا, فمنذ سنوات طويله لم يلاعبها احد على هذا النحو, باستثناء ملاعبات دايون السابقه. اجتاحتها موجه حنين الى تلك الايام الخاليه من المشاجرات البشعه.
استلقيا بعد ذلك على الشاطء. جنبا على جنب, حيث غمرهما سلام غريب. قال دايون فجأه, وهو يحمى عينيه بذراعه:
ــ صارحينى يا مارثا. هل كنت ستطلعيننى على ويه جوزى. لو لم تبرز مشكله سكوت؟
كرهت مارثا ان تفسد انسجامها فقالت متنهده انها بصدق:
ــ لا ادرى. اود ان افكر هكذا. لكن بعدما رأيتك ثانيه..
ارتكز دايون على مرفقه وحثها قائلا:
ــ اجل؟ ماذا حصل وقتئذ؟
اجابت متلعثمه:
ــ بدوت.. قاسيا جدا..ز وحقودا! عندما ارغمتنى على اخبارك, اعتقد... انى كرهتك فى تلك اللحظه.
ــ تابعى.
ــ ليس لدى ما اضيفه. انت تعلم ماذا حصل. جئت الى انكلترا, وصدقيتنى بعد ان رأيت جووزى!
ــ كلا. لا اقصد هذه الناحيه.. اريدك ان تخبرينى. لماذا تنيلين الى الاعتقاد بانك كنت ستخبريننى من تلقاء نفسك ومن دون اى اكراه؟
ــ اوه... من اجل جوزى, على ما اظن,ادركت انى سأظلمها... ان لم اخبرك.
ــ رما اردت انك ترينى الطله الجميله التى انجبناها معا.
ارتعشت داخليا لاحساسها بجاذبيته المدمره, وقالت بجرأه:
ــ بعد الاتهام الذى وجهته الى؟
ــ يا الهى! اليس لديك اى تصور عن شعورى انذاك؟ عندما اعتقدت ان المرأه التى احبها بوله, قد عاشرت رجلا سواى؟ اردت ان اؤذيك مثلما اذيتنى, بل اكثر بكثير. لكننى لم استطيع ان افعل شيئا! لذلك اسمعتك كلاما لا يغتفر. اعترف بخطأى, لكننى كنت اعتقد نفسى مصيبا. انذاك. هذا هو عذرى الوحيد!
استقامت جلسته وهى ترتجف. حدقت الى الصخور العاليه من دون ان تراها. اذن, كانت على صواب, لقد ظن بها اسوأ الظنون. كيف يمكنه ان يتكلم عن الحب والوله ولم يكن يثق فيها البته؟
جلس بدوره وراح يتأملها بعينيه الداكنتين والقادرتين على سحب روحها وتعريضها لسيطرته اللامباليه.
ــ مارثا.. هل بمكانك ان تتفهمة عذابى انذاك؟ الا توجد فى قلبك ذره عطف تاه انسان خمس سنوات فى جحيم؟
عجزت عواطفها عن الصمود اما تهجمه المخادع. ولم تشأ ان تتابع هذا الموضوع القابل للانفجار .فقالت بارتباك:
ــ كثير على المرء ان ينتظر خمس سنوات يا دايون. من الصعب على الان. ان اصدق.... اعلانك عن تلك المعاناه.
ــ مارثا . توقعت منى ان افعل. عندما....عندما..
ــ عندما ماذا؟
حيرها العذاب الذى غشى وجهه. لكنه اشاح عنها واخذ يفرك عنقه بعنف اظهر مدى اضطرابه.
بعد صمت قصير. تنهد واستدار نحوها قائلا بخشونه:
ــ لن تصدقينى ابدا. اليس كذلك؟ لم تكفى عن اتهامى بانى المسؤول عما حدث؟
بدأت تقول بحزن:
ــ دايون...
لكها صمتت حين قبض على عنقها وادار وجهها صوبه.
ــ قولى انك لا تريديننى ان افعل هذا. فاتوقف فورا. اشعر الان كأننى مع مارثا العذراء. حين احببتها لاول مره. اتذكرين روعه ذلك الحب يا صغيرتى؟
تلاحقت انفاسها فلمست كتفه كأنها تجرب رد فعلها. وانبعث فيها احاسيس كانت تظنها مفقوده.
غمغم وهو يداعب اذنها:
ــ اتشعرين بالحب؟
اومأت بلهفه واجابته هامسه:
ــ انت تعرف الجواب. اواه يا دايون. لم يكن هناك احد سواك فى حياتى..
ــ الات تاكدت من ذلك.
اشعرها جوابه باهانه مؤلمه.لكنها عجزت عن اخماد الرغبات التى كانت تمزق مقاومتها وتسخر من اردتها العاجزه عن صده.
وفجأه, صفعها الحرمان عندما انقلب على ظهره مبتعدا عنها وحدق فى السماء باسرير جامده, لم تستطع ان تصدق انه تركها وانه خذلها مره اخرى. مزقها الم العواطف المثاره من دون ارتواء. فجمدت مكانها بلا حراك. كيف استطاع ان يعذبها هكذا ويعذب نفسه؟ لكنه فعل, وشعرت بخذلانه القاسى يجتاح كيانها.
جلست بعنف وعقدت الصدريه بسهوله هذه المره, ربما ارتجاف اصابها الشديد جعلها تصيب الهدف. فى اى حال, شعرت الان بمناعه اكبر ضد احتقاره. اذ لم تجد سببا اخر لتصرفه المستعصى على فهمها.
احس دايون بتكحركها.فجلست امامها واستوضحها غاضبا:
ــ لم هذا الاستياء يا حبيبتى؟ اى نوع من الرجال تظنيننى؟
ــ لا اعرف ماذا تعنى...
رد بازدراء:
ــ اوه . اعتقد انك تعرفيم. انا لست غبيا. انت تريديننى... اعلم ذلك.. والله وحده يعلم انى لا استطيع اخفاء رغبتى. لكنى اسئل نفسى, الام ستدوم هذه الحال؟ بوسعى ان اثير عواطفك, لكن هل يسعنى ان احرك قلبك؟ انك تظلميننى ان كنت تظنين انى اريدك فقط. ليس هذا الاسلوب الذى درجت عليه عائلتى.
ــ انكم تسعون الى التملك الكلى. اهذا ما تقصده؟ ثم هل تستطيع الانكار بانك تريدنى فقط من اجل جوزى؟
حدجها بنظره وحشيه جعلتها تنكمش وتبتعد عنه. هتف ساخطا:
ــ جوزى! كيف يمكنك ان تتكلمى عن جوزى فى ظرف كهذا؟
نهض واقفا وقال باعياء:
ــ البسى ثيابك. لم يعد هناك ما نقوله لبعضنا البعض!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس